يمر عبر مقبر الشيخ معروف الكرخي..مشروع مجسر يثير استياء البغداديين
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
ديسمبر 5, 2023آخر تحديث: ديسمبر 5, 2023
المستقلة/- اثار مشروع مد مجسر عبر مقبرة الشيخ معروف الكرخي استياء المواطنين الذين ترقد جثامين افراد من عائلاتهم في المقبرة.
وقالت المواطنة (أ.ش) انها تلقت تبليغ بنقل جثامين عائلتها المتوفين والتي تقع قبورهم في مقبرة الشيخ معروف في منطقة الشالجية، كون مشروع المجسر الذي يمتد من الشارع المواجه لمرقد الشيخ معروف الكرخي سيمر عبر المقبرة .
واشارت المواطنة الى صعوبة الاجراءات الشرعية التي تتوجبها عملية نقل الرفات، اضافة الى البحث عن مكان آخر، يضاف الى ذلك التكاليف المادية التي تتكبدها العوائل العراقية التي ستضطر لنقل رفات ابنائهم وابائهم المدفونين هناك.
وقبل يومين نظم اهالي المتوفين والمدفونين في مقبرة الشيخ معروف الكرخي وقفة احتجاجية داعين الجهات الحكومية الى تغير مسار المجسر وفق تخطيط جديد بدلا من هدم مقبره عمرها ١٢٠٠ عام فيها تاريخ وتراث الاهل والاحباب ورموز لبغداد والكرخ .
المواطن مهند الكيلاني كتب على صفحته في موقع فيسبوك “على الجهات الحكومية احترام مشاعر الناس فهل يقبل هولاء المسؤولون ان تهدم قبور اهاليهم وقد اصبحت بغداد ساحه للاختناق المروري نتيجة عدم التخطيط السليم واعتقد ان على الجهات التي وقعت امر الازالة ان تراجع نفسها وان تضع مصلحة مشاعر الالاف من الناس بنظر الاعتبار وممكن للمجسر ان يكون في مكان ويستطيع مهندسوا العراق وهم من افضل مهندسي العالم تلافي هذا الامر بسهولة ….احترموا مشاعر الناس وحرمة الموتى….
من جانب آخر ذكر وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني، الأحد الماضي، إن الوزارة ستتكفل بنقل رفاة مقبرة معروف الكرخي، على نفقتها الخاصة وإشراف العلماء، فيما أشار إلى أنه لا صحة لما يشاع حول رفع المقبرة بالكامل.
واوضح الريكاني في تغريدة على منصة X) ) تويتر سابقا كان المخطط ان يكون هنالك شارع داخل مقبرة الشيخ معروف لكن الحكومة قررت ان يكون مجسر لتقليل عدد القبور التي يتم رفعها.مؤكدا أن جميع الخطوات تتم بالتنسيق مع الوقف السني وعرضها على الفقهاء وفق القواعد الشرعية.
وشدد على عدم صحة ما يشاع حول رفع المقبرة بالكامل، وانما فقط القبور التي تتقاطع مع أعمدة المجسر التي سيتم تقليصها للحد الأدنى بإنشاء مجسر ذو فضاءات طويلة.
واوضح ريكاني أن جميع الرفات سيتم نقلها على نفقة الوزارة وبإشراف العلماء، بينا أن العمل داخل المقابر ليس جديداً لأغراض المصلحة العامة وحتى مقبرة الشيخ معروف نفسها تم رفع عدد من قبورها في التسعينات لأغراض بناء الجامع والشارع وغيرها الكثير من الأمثلة دخل وخارج العراق.
ووصف اجراءات الشركة المتعاقدة على تنفيذ المشروع بأنها مستعجلة في وضع اللافتة التي تطالب المواطنين بنقل رفاة عوائلهم مؤكدا بأنه “سيتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة وفق القانون والأصول الشرعية”.
من جانب آخر ذكرت الفنانة ذكرى سرسم على صفحتها في موقع فيسبوك أن “قبر المطرب الراحل ناظم الغزالي و المطربة سليمة مراد من ضمن ما ستزيله اعمال الحفر” واعتبرت ذلك يشكل “مخالفة كبيرة سترتكبها الحكومة بتعمد تفليش اجزاء من الارث الأثري في مقبرة الشيخ معروف و المسجلة في دائرة الآثار بحجة بناء جسر”.
القضية مثار نقاش وجدل بين من يبرر العمل بانه ضروري لفك الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة بغداد بتنفيذ عدد من المشاريع والمجسرات في مناطق مختلفة، وبين من يرى ان المشروع الذي يمر عبر مقبرة الشيخ معروف يمكن ان يجد له مسارا آخر يتجاوز المرور عبر المقبرة، ويعمل الحفاظ عليها باعتبارها جزءا من التراث الثقافي لمنطقة الكرخ في بغداد.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب: سيناء.. بداية مقبرة الغزاة
تُعد سيناء عبر التاريخ أكثر من مجرد قطعة أرض؛ إنها بوابة مصر الشرقية، ودرعها الحصين، وصمام أمانها ضد الطامعين. فكل من ظن أنه قادر على عبور رمالها لفرض سلطته على مصر، انتهى به الأمر إما مهزومًا أو مدفونًا تحت رمالها الذهبية، لذلك، لم يكن من قبيل المصادفة أن تُلقب بـ "مقبرة الغزاة".
من الهكسوس إلى الصليبيين، ومن الاحتلال العثماني إلى العدوان الثلاثي، وصولًا إلى الاحتلال الإسرائيلي، كانت سيناء مسرحًا لمعظم محاولات الغزو. وفي كل مرة، كانت شاهدة على أن إرادة المصريين لا تُكسر، وأن من يطأ هذه الأرض بنية السوء لن يعود منها إلا محطمًا.
أبرز مشاهد التحرير في ذاكرة الوطن كان في عام 1982، عندما رفرف العلم المصري فوق طابا، ليعلن نهاية آخر شبر من الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم أن النصر العسكري تحقق في أكتوبر 1973، إلا أن مصر خاضت أيضًا معركة دبلوماسية وقانونية لا تقل ضراوة، أثبتت فيها أن الكلمة الحقة يمكن أن تنتصر بالسلاح أو بالقانون، وهو ما تجسد في معركة استرداد طابا.
سيناء ليست مجرد أرض معركة، بل هي ميدان للصمود والتنمية، فعقب عقود من الإهمال، باتت سيناء الآن جزءًا محوريًا في خريطة الجمهورية الجديدة، بفضل المشروعات التنموية الكبرى، التي تشمل البنية التحتية، والزراعة، والاستثمار، إلى جانب دعم مستمر لتمكين أهلها ودمجهم الكامل في جسد الوطن.
اليوم، وفي الذكرى الـ43 لتحرير سيناء، لا نحتفل بالنصر فقط، بل نؤكد من جديد أن مصر قوية بإرادة شعبها، ومؤمنة بأن أمنها القومي يبدأ من بوابة سيناء. وستظل دائمًا مقبرة للغزاة، وقلعة للصامدين، ورمزًا لكرامة لا تُقهر.
تحيا سيناء.. وتحيا مصر.