شخصيات وطنية قبطية (1) ويصا واصف وجورج خياط
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
تهنئة أقباط مصر بأعياد الميلاد المجيد، بعد شهر من الآن، لا يمكن أن تصبح صيغة نمطية، مضمونها. كل سنة وأنت طيب، ولا يمكن أيضًا أن تتحول إلى مجرد مواجهة مع أصحاب الفكر الضيق، الذين ما زالوا يحرمون تهنئة الأقباط بأعيادهم. ولكن التهنئة من وجهة نظرى أن نعطى دروسًا متكررة لأولادنا بأن القبطى المصرى هو شريك فى الوطن، وأن نعلمهم أن المواطنة هى مصدر الحقوق ومُنطلق الواجبات، وأن الوطن مملوك للجميع، وأن نمنحهم دروسًا للتذكرة، يتعلمون فيها كلامًا مختلفًا عما يتم دسه فى عقولهم من قادة فكر الانغلاق والظُلمة، معتمدين فيها على قصص دفع أبطالها أثمانًا باهظة للدفاع عن الوطن، دون أن يفكروا فى مرجعية دينية أو مذهبية.
من الرموز الخالدة فى سجل الوطنية المصرية، الثائر القبطى المصرى الوفدى، جورج خياط الذى حُكم عليه بالإعدام عام 1922 لدعوته لمقاطعة البضائع والبنوك البريطانية، ثم خفف الحكم إلى الغرامة المالية، انضم للوفد بعدما التقى بالزعيم سعد زغلول.
كما قال عنه الكاتب لمعى المطيعى فى موسوعة «هذا الرجل من مصر» أنه كان من دعاة دعم مساعى الوفد لاستقلال البلاد.
اشترك جورج خياط فى المؤتمر القبطى الذى عقد فى مارس عام 1911 بأسيوط. وكان من العناصر المعتدلة ومن دعاة مقاطعة البضائع الإنجليزية وتدعيم بنك مصر. ونادى بسحب المدخرات المصرية فى البنوك الإنجليزية. فحكم عليه بالإعدام فى 14 أغسطس عام 1922 مع حمد الباسل وعلى الجزار ومراد الشريعى ومرقص حنا وواصف غالى وويصا واصف...وخففت العقوبة إلى السجن مع غرامة مالية قدرها خمسة آلاف جنيه على كل منهم. وأفرج عنهم فى يونيو عام 1923، وحضر اجتماع «الوفد المصرى» الذى عقد فى يناير عام 1924 برئاسة زعيم الأمة سعد زغلول. وظل مناضلًا صلبًا يدافع عن وطنه دون اعتبار لأى مرجعية أخرى إلا الوطنية.
أما الشخصية الثانية، فهو ويصا واصف السياسى المصرى الوفدى، ابن طهطا فى صعيد مصر. والذى بدأ مشواره السياسى بالكتابة فى جريدة «اللواء» التى يصدرها الزعيم مصطفى كامل. مما أدى إلى اختيار ويصا واصف ضمن اللجنة الإدارية للحزب الوطنى القديم برئاسة الزعيم مصطفى كامل الذى رحل فى سن مبكرة. ليدب الخلاف بين محمد فريد والشيخ عبدالعزيز جاويش حول مرجعية الوطن. هل هى للدولة العثمانية أم مرجعية وطنية.
وأدى هذا الانقسام إلى خروج عدد من قيادات الحزب ومن بينهم ويصا واصف الذى استقال عام 1908. عقب شعوره بخطورة دعوة جاويش الدينية، وقد سعى الإنجليز إلى تزكية هذا الخلاف لبث الفرقة بين المصريين. ونشر الفتنة بين المسلمين والأقباط، وهنا ظهر ويصا واصف وعدد من المثقفين المصريين، للتحذير من الفتنة. وبذل ويصا جهدًا كبيرًا لإيقاف المؤتمر القبطى الذى قرر الأقباط تنظيمه فى أسيوط، لمواجهة دعوة جاويش.
وبذل أحمد لطفى السيد جهدًا مقابلًا لإيقاف المؤتمر الإسلامى فى القاهرة. لتبدأ من هنا علاقة ويصا واصف بالزعيم سعد زغلول ليبدأ كفاح قيادات الوفد لتفعيل مبدأ الوحدة الوطنية الذى أصبح راسخًا لا يتنازل عنه الوفد مهما كانت الريح عاتية.
وقد انضم ويصا واصف وفخرى عبدالنور وسينوت حنا وتوفيق أندراوس إلى الوفد. لتبدأ مسيرة الأقباط المصريين للحفاظ على لُحمة الوطن متماسكة. ويحسب لويصا واصف أنه لم يتخلَ عن الزعيم سعد زغلول عند الانقسام الذى حدث فى الوفد. ما بين سعد زغلول وعدلى يكن، فقد كان ويصا واصف وحافظ عفيفى وواصف غالى فى صف سعد زغلول. وكان تيار عدلى يكن المنحاز للقصر، تيارًا ضعيفًا أمام مطالب وشروط المستعمر الانجليزى.
القيادات الوطنية القبطية لها تاريخ ناصع، يجب أن تعرفها الأجيال المتعاقبة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
شعبة الذهب والمعادن : 14% ارتفاعا في أسعار الذهب من بداية 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات المصرية، أن سعر أونصة الذهب العالمية شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.6%، ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي له عند 3005 دولارات للأونصة قبل الإغلاق عند 2986 دولاراً.
وأشار واصف في التقرير الأسبوعي لشعبة الذهب والمعادن في اتحاد الصناعات إلي أن هذا الارتفاع القياسي للذهب يأتي في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما دفع الذهب لتجاوز حاجز 3000 دولار لأول مرة في التاريخ.
و أضاف: "تطورات الحرب التجارية وتصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الاتحاد الأوروبي كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية وهذه التوترات خلقت حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن."
وأوضح رئيس شعبة الذهب أن سعر الذهب في البورصة العالمية حقق ارتفاعًا بنسبة تقارب 14% منذ بداية عام 2025، مدفوعًا بعدة عوامل اقتصادية وسياسية، أبرزها السياسات التجارية الأمريكية التي ساهمت في خلق حالة من عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، مما أدى إلى خسائر كبيرة في سوق الأسهم.
وتابع واصف: "الذهب استفاد أيضًا من توقعات خفض الفائدة الأمريكية ثلاث مرات خلال عام 2025، مقارنة بتوقعات سابقة كانت تشير إلى خفض الفائدة مرتين فقط، وهذه التوقعات عززت من جاذبية الذهب كأداة استثمارية في ظل الدولار في عدد من جلسات التداول.
وعن تأثير هذه التطورات على السوق المصري، قال واصف: "هذه التطورات الإيجابية في سوق الذهب العالمي انعكست على الأسواق المصرية، حيث شهد الذهب ارتفاعًا بنسبة 2% خلال الأسبوع الماضي، ليكسر حاجز 4225 جنيهًا لعيار 21، مسجلاً أعلى مستوى له خلال عام."
وفيما يتعلق بالآفاق المستقبلية وتوقعات سعر الذهب، أشار رئيس الشعبة إلى أن فرص صعود الذهب عالمياً ومحليا على المدى المتوسط والبعيد ما زالت قائمة، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية وتصاعد التوترات التجارية، ومع ذلك، توقع واصف حدوث تصحيح قريب في سوق الذهب، حيث قد يلجأ المستثمرون إلى جني الأرباح بعد القفزات الهائلة التي شهدها المعدن النفيس خلال الفترة الماضية.