حماس: لا تفاوض قبل وقف العدوان ولن نكشف عدد الأسرى لدينا
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
جدد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، تأكيد موقف الحركة الرافض للتفاوض قبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رافضا كذلك الكشف عن عدد الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة.
وحذر حمدان، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة اللبنانية بيروت، من مخططات تهجير سكان غزة، مؤكدا أن الاحتلال "لن يفلح في اقتلاعنا من أرضنا وتهجيرنا رغم كل المجازر".
وقبل أيام أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، أن الموقف الرسمي للحركة يقضي بعدم تبادل الأسرى قبل وقف العدوان، وقال للجزيرة "لا تبادل للأسرى إلا بعد وقف الحرب"، ومن بقي من الأسرى هم جنود ورجال مدنيون خدموا في جيش الاحتلال.
كما حمّل حمدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عن حياة المحتجزين الإسرائيليين، وقال إن "نتنياهو لم يتمكن من انتزاع صورة انتصار سياسي أو عسكري منذ 60 يوما".
وأكد موقف حماس أنها "لن تتحدث عن عدد المحتجزين لديها من الجنود"، منوها أن الوقت لم يحن بعد للحديث عن هذا الموضوع.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد إعلان إسرائيلي رسمي حول عدد الأسرى المتبقين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية تقدر وجود 137 أسيرا بعد الإفراج عن أكثر من 100 محتجز وأجنبي خلال الهدنة الإنسانية المؤقتة.
واعتبر حمدان أن المزاعم الأميركية عن انتهاكات في حقوق المحتجزين الإسرائيليين في غزة تهدف لتشويه صورة المعاملة الحسنة للمفرج عنهم من المقاومة.
وأشار إلى أن الاحتلال لا يزال يواصل قصفه بدعم أميركي "وقح" وتخاذل دولي لليوم الـ60 على التوالي، نافيا وجود "مناطق آمنة في كل قطاع غزة" رغم الادعاءات الأميركية وترويج الاحتلال.
وبحسب حمدان، فإن مجازر الاحتلال المروعة في حق المدنيين العزل تكشف سلوكه الانتقامي بسبب حجم الخسائر، لافتا إلى أن ما يقوم به نتنياهو وجيش الاحتلال مقدمة لهزيمته ومحاسبته كمجرم حرب.
وأكد أن المجازر الإسرائيلية لا تقتصر على قطاع غزة بل تشمل الضفة الغربية والقدس المحتلتين، محملا الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر بفعل تزويدها الاحتلال بالسلاح.
وجدد القيادي في حماس، التأكيد على أن المسجد الأقصى "موقع إسلامي خالص لن يكون للجماعات الإسرائيلية المتطرفة حق فيه".
ودعا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومنظمة الصحة العالمية إلى تحمل مسؤولياتهما في الاستمرار بتقديم المساعدات الإنسانية.
وأضاف بنبرة واضحة "كل من يعطل وصول المساعدات إلى غزة شريك في الجريمة".
يذكر أن جيش الاحتلال يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 16 ألفا، وجرح أكثر من 42 ألفا، كما خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية، بحسب آخر الأرقام الرسمية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟
غزةـ يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قطع إمدادات الغذاء والوقود عن قطاع غزة ورقة ضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بهدف دفعها للاستجابة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المزيد من الأسرى، والتهرب من التزامه بتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق وصولا لوقف إطلاق النار بشكل دائم.
وفي الوقت الذي لاقت إجراءات نتنياهو رفضا من قبل حركة حماس التي دعت الوسطاء للضغط عليه لتنفيذ مراحل الاتفاق بكل تفاصيله، إلا أن ذلك يفتح التساؤل حول خياراتها للتعامل مع تهديدات الحكومة الإسرائيلية لفرض المزيد من العقوبات ضد غزة.
سحب الذرائعومع تواتر الأخبار التي يتداولها الإعلام العبري عن أن إسرائيل تبحث إمكانية وقف إمداد غزة بالمياه كجزء من إجراءات إضافية ضد القطاع، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن حركته وقعت اتفاقا واضحا من 3 مراحل.
وأضاف أن الحركة التزمت بتنفيذ جميع بنود المرحلة الأولى، في الوقت الذي تهربت فيه حكومة الاحتلال من الالتزام بالبروتوكول الإنساني، وأخلّت بمواعيد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولم تسمح بتوفير الاحتياجات الأساسية لتيسير الحياة في قطاع غزة.
إعلانوأوضح مرداوي، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس ملتزمة بتطبيق الاتفاق الذي رعاه الوسطاء بكل مراحله والذي يقوم على وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح الأسرى.
وطالب الوسطاءَ الضامنين للاتفاق بالضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، ووضع حدا لتهديدات الاحتلال، لأنه من حق الشعب الفلسطيني الوصول لمرحلة من الاستقرار.
وشدد مرداوي على أن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح أيٍّ من أسرى الاحتلال لديها.. إلا من خلال المفاوضات، وكل الشواهد تدلل على أن جميع وسائل القتل التي استخدمتها إسرائيل لن تمكنها من الحصول عليهم دون اتفاق.
اتفاق شاملوأضاف القيادي في حماس: "لن يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا وفق اتفاق شامل، تتم بموجبه صفقة تبادل أسرى ويحقق الاستقرار ويعيد بناء قطاع غزة".
وجدد مرداوي تأكيده على أن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتا على موقفه، ولن يبرر للعدو الإسرائيلي العودة للحرب كونها لن تحقق له شيئا.
وفي السياق ذاته، قال القيادي في حركة حماس مشير المصري إن حركته استجابت بمسؤولية لكل المبادرات التي طرحت بشأن تحمل الكل الفلسطيني مسؤولية إدارة غزة وإعادة الحياة للقطاع الذي دمرته قوات الاحتلال من جديد.
وأوضح المصري، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس خاضت حوارات مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية بهذا الشأن، وقبلت بالطرح المصري لتشكيل لجنة إسناد مجتمعي وذلك من منطلق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
وكشف المصري عن حرص حماس على نزع أي مبرر يتخذه البعض لتعطيل أيٍّ من مراحل الإغاثة والإيواء وصولا إلى إعادة إعمار قطاع غزة.
وأشار القيادي في حركة حماس إلى أنهم معنيون بالتعامل وتعزيز الشراكة مع كل القوى العربية والدولية باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة جمعاء.
إعلانأما على صعيد التحدي العسكري فقال المصري "واثقون أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي بنت نفسها من الصفر ووجّهت ضربة مؤلمة وقاتلة لأقوى قوة في المنطقة، قادرة على أن تستعيد قدراتها وكفاءتها العسكرية والأمنية".
ويعتقد المصري أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يأتي في إطار محاولته البحث عن نصر مزعوم، والهروب من فشله في قطاع غزة، لافتا إلى أن الضفة قادرة كما كل مرة على الخروج من القبضة الأمنية، وإيلام المحتل.
ضغط سياسي وميدانيمن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن حماس تدرك جيدا أن نتنياهو يناور سياسيا ويحاول كسب المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب داخلية، ولا سيما في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها، وبالتالي قد تعتمد الحركة على نهج متعدد الأبعاد يجمع بين التلويح بالتصعيد الميداني، والضغط السياسي، والمناورة التفاوضية لإجبار الاحتلال على العودة إلى الطاولة بشروط أكثر توازنا.
ويعتقد عفيفة، في حديث خاص للجزيرة نت، أن خيارات حماس تكمن بتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية لزيادة الضغط الدولي على الاحتلال، واستثمار ذلك في معركة الرأي العام، بالإضافة إلى تكثيف الدور القطري والمصري لكسر الجمود الحالي.
وذهب عفيفة إلى احتمالية أن تلجأ حماس للتهديد بوقف التفاوض تماما حال استمر التعنت الإسرائيلي، مما قد يشكل ضغطا داخليا على حكومة الاحتلال، خاصة مع تزايد الضغوط عليها من عائلات الأسرى الإسرائيليين.
ورجح الكاتب والمحلل السياسي أن تستغل حماس الانقسامات الإسرائيلية حول استمرار الحرب وملف الأسرى، وتمارس ضغطا على عائلات الأسرى الإسرائيليين للتأثير على القرار السياسي، لأن خيار العودة إلى الحرب الذي يلوّح به الاحتلال لن يحقق أهدافا جديدة رغم خطورته.
إعلان