وتستعد إسرائيل، التي استخدمت لسنوات عدة التكنولوجيا الذكية لتعزيز قدراتها، لتسويق نظام "حبسورا" أي الإنجيل باللغة العبرية عرضه للبيع عالمياً.

اعلان

طوّرت تل أبيب نظام ذكاء اصطناعي يدعى "حبسورا" أو "الإنجيل" باللغة العبرية، ويستخدمه الجيش الإسرائيلي لتحديد أهدافه في قطاع غزة بشكل أسرع وأكثر دقة.

النظام المذكور يختلف بشكل جذري عن النظم الاصطناعية المعتادة في مجال الذكاء الاصطناعي التي نتفاعل معها يومياً ونعرفها، والتي تهدف بشكل أساسي إلى مساعدة البشر وتوفير الموارد والمعلومات بأسرع وقت ممكن.

إذ يهدف "حبسورا" إلى تعزيز أهداف إسرائيل في المواجهة مع الفلسطينيين، ويساهم في توفير المزيد من المعلومات حول مواقع أي فرد قد يشكل تهديدًا حقيقيا بالنسبة للدولة العبرية. 

وكانت "مجلة 972+" السياسية، وهي وسيلة إعلام إسرائيلية يديرها صحفيون فلسطينيون وإسرائيليون، قد نشرت تقريرا مفصلا عن نظام "حبسورا"، استندت فيه إلى شهادات مجموعة من العسكريين الإسرائيليين السابقين والذين لا يزالون في الخدمة.

وقالت المجلة إنه في إحدى الضربات التي نفذها الجيش الإسرائيلي مستعينا بنظام "حبسورا"، وافقت المخابرات على قتل مئات الفلسطينيين لاغتيال عضو واحد تابع لحركة "حماس".

ونقلت المجلة عن مسؤول استخباراتي قوله، إن الأنظمة المبنية على الذكاء الاصطناعي مثل "حبسورا" تتيح للجيش الإسرائيلي تحديد واستهداف منازل النشطاء الصغار نسبياً في حركة "حماس"، الذين قد يختبئون خلال العمليات العسكرية.

القيادي بحركة حماس يحيى السنوار.. الرجل "الحي الميّت" و"البراغماتي صعب المراس""مصنع الاغتيالات الجماعية"

ووصف ضابط سابق، نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي بـ "مصنع الاغتيالات الجماعية" أي أنه "مصنع يقوم بتنفيذ اغتيالات جماعية" حيث يتم التركيز حسب تعبيره، على الكمية عوضا عن الجودة.

وسلطت "مجلة 972+" الضوء، على شهادات فلسطينيين منذ هجوم "حماس" المباغت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتي تؤكد أن الجيش الإسرائيلي استهدف عشرات المباني والمساكن الخاصة التي لم يكن يقيم فيها أي أعضاء معروفين أو واضحين على صلة بـ "حماس"، أو جماعة مسلحة أخرى.

وأكدت أن هذه الضربات قد تؤدي إلى قتل متعمد لعائلات بأكملها، متسائلة "هل يمكن الوثوق بنظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لاختيار الأهداف التي يجب ضربها".

وأشار أحد الخبراء إلى أن الخوارزميات لا توضح كيفية وصول النظام إلى استنتاجاته، وهذا يجعل من الصعب التحقق من صحة نتيجة الضربة.

وتستعد إسرائيل، التي استخدمت لسنوات عدة التكنولوجيا الذكية لتعزيز قدراتها، لعرض نظام "حبسورا" للبيع عالمياً.

شاهد: مدنيون نازحون في غزة يحاولون الاختباء من النيران الإسرائيلية"كأنه مصنع"

ويقوم نظام "حبسورا" بتحليل كميات ضخمة من البيانات التي عجز عن تحليلها عشرات الآلاف من عملاء المخابرات، بهدف تقديم اقتراحات تسهم في تحديد أهداف الجيش الإسرائيلي في الضربات القادمة.

ويشير أحد الضباط إلى أن "استخدام هذا النظام لا يعني أن الجيش لن يراقب الأهداف قبل تنفيذ الضربات، ولكنه يقلل من الجهد المبذول"، ويؤكد أنه "من المؤسف جدًا أن يكون الهدف المقصود هو مجرد أماكن يسكنها مدنيون".

بعد تحليل مجموعة كبيرة من البيانات، يقدم النظام توصياته إلى الجيش الإسرائيلي. ثم يتم بعدها إعداد قائمة بعشرات الأهداف المحتملة التي يمكن أن تكون ضرباتها مفيدة لإسرائيل، وقد تكون أخرى غير مجدية، أو لا تحقق فائدة فعلية. وتتسبب بتدمير منازل العديد من المدنيين، ومقتل العشرات، بسبب افتراض نظام "حبسورا" أن الهدف المستهدف قد يكون تابعًا لأحد قادة "حماس" أو "الجهاد الإسلامي".

أحد الأفراد العاملين في الوحدة المسؤولة عن الاستهداف في الجيش الإسرائيلي، وهي وحدة تستخدم التكنولوجيا الذكية في عملها وقد تأسست عام 2019 يقول: "نقوم بتجهيز الأهداف تلقائياً، ونعمل وفقاً لقائمة مرجعية. إنها تشبه حقًا عملية التصنيع".

وأضاف "نحن نعمل بسرعة، وليس لدينا الوقت لدراسة معمقة للأماكن التي يجب ضربها. يتم تقييمنا بناءً على الأهداف التي نحققها وعددها".

وحسب مصادر متعددة استشهدت بها المجلة، وبينما كان كبار مسؤولي "حماس" يختبئون داخل أنفاق غزة، وبعيدا عن الضربات والقصف الإسرائيلي، استخدم الجيش نظام "حبسورا" لاستهداف منازل مقاتلي الجماعة الإسلامية، وبلغ إجمالي عدد هذه الأهداف في قطاع غزة حوالي 30 ألفاً.

وول ستريت جورنال: إسرائيل تخطط لسحب مياه البحر بمضخات لإغراق أنفاق حماس في غزة وإخراج مقاتليهامعلومات غامضة

يستخدم نظام "الإنجيل"، الأدوات الرقمية لإنتاج الأهداف بسرعة، وتحسين المواد الاستخباراتية وفقاً لاحتياجات التشغيل.

اعلان

ووفقًا لصحيفة "الغارديان"، ما زالت المعلومات حول كيفية عمل "حبسورا" غامضة، ولكن بعض الخبراء أكدوا في مقابلات مع الصحيفة البريطانية أن مثل هذه الأنظمة عادة ما تحتوي على مجموعات شاملة ومتنوعة من البيانات المأخوذة من عدد كبير من المصادر.

يشمل ذلك الاستفادة من صور ومقاطع فيديو للطائرات بدون طيار، وعمليات اعتراض الاتصالات والاستماع إلى المحادثات، واستخدام بيانات المراقبة، واستخلاص المعلومات من خلال مراقبة حركة الأفراد والمجموعات البشرية بشكل دقيق، والتركيز على أنماط سلوكية محددة. (يمكن تسجيل طريقة سير أحدهم كبيانات، ومن ثم يتم تحليل مشاهد فيديو لمجموعات بشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف تحديد شخص معين بينهم).

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الجيش الإسرائيلي: وثائق تظهر مستوى من التفاصيل والإعداد الدقيق لهجوم حركة حماس اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في جنوب قطاع غزة "أكاذيب هدفُها شيطنة المقاومة".. هكذا ردت حماس على اتهامها بارتكاب جرائم اغتصاب خلال طوفان الأقصى إسرائيل غزة الذكاء الاصطناعي حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة شاهد: خسائر في الأرواح ودمار شامل لقطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي تغطية حية: القصف الإسرائيلي يحصد أرواح قرابة 16 ألف فلسطيني وانقطاع الاتصالات في عموم قطاع غزة مقتل جنرال روسي في أوكرانيا لماذا اشتهرت جزيرة سادو في اليابان باسم «أرض الذهب»؟ شاهد: أمريكي يقتل أربعة من أفراد عائلته قبل أن يٌقتل برصاص الشرطة في نيويورك اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في جنوب قطاع غزة يعرض الآن Next الجيش الإسرائيلي: وثائق تظهر مستوى من التفاصيل والإعداد الدقيق لهجوم حركة حماس يعرض الآن Next شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يقول إنه لقواته أثناء توغلها جنوبا داخل قطاع غزة يعرض الآن Next "الجزائريون هم الأسوأ ولا أريد المزيد من المسلمين".. اتهامات عنصرية تطال المدرب كريستوف غالتييه يعرض الآن Next الهجوم الإسرائيلي الدموي على غزة يطغى على جدول أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم حركة حماس إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط روسيا طوفان الأقصى البيئة فلاديمير بوتين Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار حركة حماس إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الذكاء الاصطناعي حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط روسيا طوفان الأقصى البيئة فلاديمير بوتين حركة حماس إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط الذکاء الاصطناعی الجیش الإسرائیلی یعرض الآن Next حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

العالم في عصر الذكاء الاصطناعي الفائق

أعلنت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) منذ تأسيسها في سان فرانسيسكو عام 2015 أن هدفها الرئيسي يتمثل في تطوير ذكاء اصطناعي عام (AGI)  وآمن  يحاكي ذكاء الإنسان، ويفيد البشرية جمعاء، لكنها لم تتحدث عن موعد إنجاز ذلك حتى فترة قريبة.

في شهر يوليو/تموز 2024، تحدثت أوبن إيه آي عن تصنيف الذكاء الاصطناعي ضمن 5 مستويات، هي:

المستوى الأول: الذكاء الاصطناعي التحاوري  (Conversational AI)
يشير هذا المستوى إلى التقنيات التي تُمكّن الآلات من فهم ومعالجة لغة البشر والحوار معهم بطريقة طبيعية وسياقية، ومساعدتهم في إنشاء المحتوى الخاص بهم. يشمل ذلك روبوتات الدردشة، والمساعدات الافتراضية، وأدوات أخرى مصممة للتفاعل مع المستخدمين من خلال النص أو الصوت أو كلاهما معا.
تتوافر حاليا عدة برمجيات تقع ضمن هذا المستوى، ولكن بدرجات متفاوتة من حيث الهدف وطبيعة الاستخدام، منها شات جي بي تي من أوبن إيه آي، وأليكسا من أمازون، وكوبايلوت من مايكروسوفت، وسيري من آبل، وجيميناي من غوغل، وواتسون من آي بي إم، إلخ. المستوى الثاني: الذكاء الاصطناعي المنطقي (Reasoning AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة الذكية المصممة لمحاكاة التفكير المنطقي واتخاذ القرارات بشكل مشابه للبشر. يتضمن ذلك استخدام خوارزميات لحل المشكلات، واستخلاص الاستنتاجات، واتخاذ القرارات بناءً على البيانات والقواعد المعطاة. بدأت بعض الشركات حديثا بتجريب تقنيات تعتبر ضمن المراحل الأولى لهذا المستوى، مثل "o1" من أوبن ايه آي. المستوى الثالث: الذكاء الاصطناعي المستقل (Autonomous AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة القادرة على أداء المهام واتخاذ القرارات بشكل مستقل دون تدخل بشري. تستخدم هذه الأنظمة التعلم الآلي الذاتي، والاستدلال المنطقي، والإدراك للتكيف والاستجابة لبيئتها بشكل ديناميكي. يمكن لهذه الأنظمة العمل كوكيل (Agent) مستقل نيابة عن المستخدم، كممارسة عمله أثناء إجازته.
تعمل العديد من الشركات للوصول إلى هذا المستوى، لكنها لم تبلغه بعد بشكل كامل. أبسط الأمثلة على ذلك هو السيارات ذاتية القيادة عندما تصل إلى مستوى لا يتطلب مراقبة بشرية لعملها. المستوى الرابع: الذكاء الاصطناعي الابتكاري (Innovating AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة الذكية القادرة على استكشاف وابتكار وتطوير أفكار أو منتجات أو حلول جديدة بشكل مستقل. يستخدم التفكير الناقد في هذا المستوى لتطوير الأعمال وتحقيق الأهداف بكفاءة عالية. يمثل بلوغ هذا المستوى قفزة هائلة في قدرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تقربه من الذكاء الاصطناعي الفائق. المستوى الخامس: الذكاء الاصطناعي التنظيمي (Organizational AI)
يشير هذا المستوى الأخير إلى ذكاء اصطناعي فائق (Superintelligence) قادر على أداء عمل منظمة أو مؤسسة بأكملها أي يقوم بأعمال كل شخص لدى المنظمة أو المؤسسة، وكل وظيفة يتم تنفيذها، وذلك بواسطة وكلاء آليين يعملون معا، ويجرون التحسينات، ويديرون كل ما هو مطلوب دون الحاجة لوجود إنسان.
لا يكتفي الذكاء الاصطناعي التنظيمي بإدارة أعمال المنظمة أو المؤسسة بأكملها فقط، بل ويحسن ويعزز العمليات التجارية واتخاذ القرارات من خلال تحليل البيانات، والتوصل إلى رؤى تدعم التخطيط الإستراتيجي وتحسن كفاءة العمل.

في سبتمبر/أيلول 2024، صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، أن تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق الذي يتفوق على البشر في جميع المجالات، قد يكون ممكنا في غضون "بضعة آلاف من الأيام"، أي بضع سنوات.

لا يكتفي الذكاء الاصطناعي التنظيمي بإدارة أعمال المنظمة أو المؤسسة بأكملها فقط بل يحسن ويعزز العمليات التجارية واتخاذ القرارات (غيتي إيميجز) الذكاء الاصطناعي العام في 2025

في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أجرى جاري تان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لحضانة الشركات الناشئة واي كومبينيتور (Y Combinator)، مقابلة مع سام ألتمان، سأله فيها "ما الذي أنت متحمس له في عام 2025؟" "ماذا سيأتي؟"

أجاب ألتمان على الفور: "الذكاء الاصطناعي العام". "أنا متحمس لذلك".

هل هذا واقعي؟

في مارس/آذار 2023 وبعد مدة وجيزة من إطلاق شات جي بي تي 4، تم إخضاعه للعديد من الامتحانات المطلوبة للقبول في الجامعات الأميركية أو لممارسة الأعمال، حيث أحرز فيها نتائج جيدة. ففي اختبار سات (SAT) الذي تعتمده الجامعات الأميركية للقبول، حصل في قسم القراءة والكتابة المستندة إلى الأدلة (Evidence-Based Reading & Writing) على درجة 710 من 800، أي حقق درجة أفضل من 93 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الاختبار.

وحصل في قسم الرياضيات (Math) على درجة 700 من 800، محققا بذلك درجة أفضل من 89 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الاختبار. وحصل بالمجمل على 1410 درجات من أصل 1600، مما يؤهله للقبول في جميع الجامعات الأميركية بما فيها جامعات النخبة (مثل هارفارد وستانفورد)، التي تتطلب عادة درجات أعلى من 1400.

وفي اختبار القبول في كلية الطب (MCAT) حصل على 511 درجة من أصل 528، وكان أداؤه أفضل من أداء 80 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الامتحان. وكانت درجته تؤهله للقبول في أرقى الكليات التي تتطلب 510 درجات على الأقل. وأحرز شات جي بي تي 4، درجة قدرها 297 في امتحان نقابة المحامين الأميركيين الموحد (UBE)، الذي يؤهل المحامين لممارسة المهنة، وهي نتيجة تتجاوز الحد الأدنى المطلوب للنجاح في كافة الولايات الأميركية، مع العلم أن الحد الأدنى للنجاح في ولاية أريزونا هو الأعلى بين كافة الولايات الأميركية ويبلغ 273 درجة من 400.

وجاء أداؤه أفضل من أداء 90 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الامتحان. هذه النتائج لا تعني أن مستوى ذكائه أصبح قريبا من ذكاء البشر، إذ لا يزال لديه العديد من نقاط الضعف وخاصة في مجال المنطق (reasoning)، وذلك ما حاولت أوبن إيه آي تحسينه في إصدارتها الحديثة "o1″، كما أنها تبذل جهودا كبيرة حاليا لتطوير القدرات المنطقية في إصدارات العام المقبل.

وفق المستويات الخمسة التي حددتها أوبن إيه آي، يمكن القول إن المستوى الذي يؤهل للذكاء الاصطناعي العام، هو المستوى الثاني، أي الذكاء الاصطناعي المنطقي. أما المستويات التي تتجاوز ذلك (الذكاء الاصطناعي المستقل والابتكاري والتنظيمي) فتمثل خطوات متقدمة نحو الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)، متجاوزة قدرات الذكاء الاصطناعي العام الأساسية.

إذا نجحت أوبن إيه آي في مسعاها لتطوير القدرات المنطقية للذكاء الاصطناعي لمنتجاتها خلال عام 2025، فيمكننا القول إننا بلغنا المستوى الأساسي للذكاء الاصطناعي العام، وفق اختبار آلان تورينغ (المتعارف عليه حاليا) الذي يقيس قدرة الآلة على محاكاة السلوك البشري في الحوار، بحيث لا يستطيع الشخص معرفة إن كان يتفاعل مع إنسان أو آلة.

التحذير من أخطار تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر ليست بالجديدة (غيتي) هل العالم جاهز للذكاء الاصطناعي العام

في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وخلال مناقشة عامة تتناول مستقبل الذكاء الاصطناعي، قال سام ألتمان: "إذا لم نبنِ بنية أساسية كافية، فسيكون الذكاء الاصطناعي العام متاحا لعدد قليل من الناس، مما قد يشعل الحروب، ويصبح في الغالب أداة بيد الأثرياء".

التحذير من أخطار تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر ليست بالجديدة. ففي مقابلة مع بي بي سي عام 2014، قال عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ: "تطوير الذكاء الاصطناعي الكامل يمكن أن يؤدي إلى نهاية الجنس البشري". أما إيلون ماسك فيعتقد أن هذا الاحتمال هو 20 بالمئة فقط، لكن يجب علينا أن نفعل ذلك على أي حال، حسب رأيه.
أما عالم الحاسوب الكندي الحائز جائزة تورنغ عام 2018 والذي يعتبر أحد آباء الذكاء الاصطناعي، يوشوا بينجيو فقال عن الذكاء الاصطناعي "نحن نخلق وحوشا أقوى منا".

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرارا من خطورة استخدام الأسلحة الذكية التي تعمل تلقائيا قائلا "استهداف البشر بواسطة آلات مزودة بذكاء اصطناعي مستقل هو خط أخلاقي لا يجب تجاوزه".

وما يؤكد الشكوك في احتمال استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير أسلحة ذاتية العمل هو ما أعلنته شركة ميتا أوائل هذا الشهر من أنها ستسمح لوكالات الأمن القومي الأميركية ومقاولي الدفاع باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر لاما (Llama) الذي طورته.

أخيرا، وفي أثناء مناقشة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي جرت عام 2017، قال فلاديمير بوتين: "من سيتربع على عرش الذكاء الاصطناعي سوف يحكم العالم".

الذكاء الاصطناعي العام والفائق على الأبواب، وسوف يجعل من يمتلكه قادرا على القيام بأشياء تبدو خيالية حتى الآن. وقد تقوم الحروب من أجله، وقد ينتهي في أيدي فئات قليلة من أصحاب النفوذ، ما لم يتغير النظام العالمي الراهن.

مقالات مشابهة

  • هل سيتخذ الذكاء الاصطناعي منفردا قرار الحرب النووية قريبا؟
  • أية عاكف تكتب: الأهداف الاستراتيجية لتوطين التكنولوجيا النووية في مصر
  • رئيس لجنة شؤون الأسرى لـ “الثورة نت”: مستعدون لتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الامم المتحدة دون قيد أو شرط
  • أكبر التحديّات التي تُواجه الجيش الإسرائيلي في لبنان.. ماذا حصل معه يوم السبت؟
  • «الذكاء الاصطناعي» يتعلم من «قطاع النشر»
  • الخدمات الصحية وثورة الذكاء الاصطناعي
  • العالم في عصر الذكاء الاصطناعي الفائق
  • ‏الجيش الإسرائيلي: حزب الله أطلق 200 مقذوفا من لبنان باتجاه إسرائيل الأحد
  • الذكاء الاصطناعي في العراق.. مشاريع مرتقبة مع منظمة التعاون الرقمي
  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق 6 صواريخ من لبنان تجاه وسط إسرائيل