لماذا تتردد واشنطن في الرد على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ - تقرير
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
يثير الرد الأميركي «غير المتكافئ» على التصعيد العسكري الذي تمارسه ميليشيات الحوثيين في اليمن، المدعومة من إيران، بحجة «دعم غزة»، وكذلك هجمات ميليشياتها في العراق وسوريا، كثيراً من التساؤلات عن أسباب «ضبط النفس» الذي تمارسه إدارة بايدن، على الرغم من الأخطار التي تسببها تلك الهجمات، سواء على الأمن البحري أو على استقرار المنطقة.
خفض متعمد للتوتر
وفيما تؤكد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تقوم بالرد على التحرشات الحوثية، بالأدوات العسكرية اللازمة، أعرب العديد من المسؤولين الأميركيين عن إحباطهم جراء ما يعدّونه «تقليلاً متعمداً» من إدارة بايدن، للتهديدات التي تتعرض لها القوات الأميركية في المنطقة، من اليمن إلى سوريا والعراق.
وأعلنت الخارجية الأميركية، مساء الاثنين، أن المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ سوف يزور منطقة الخليج هذا الأسبوع، «للعمل مع الأمم المتحدة والسعودية والإمارات وعمان والشركاء الدوليين لدعم حل الصراع في اليمن في أقرب وقت ممكن».
وأضافت الخارجية، في بيان، أن الولايات المتحدة «تعمل مع شركاء بحريين رئيسيين لتأمين ممر آمن للشحن العالمي»، وأن المبعوث الأميركي «سيبحث مواصلة الدبلوماسية المكثفة والتنسيق الإقليمي لحماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، وسط الهجمات الإيرانية والحوثية على الشحن الدولي».
وأوضحت الخارجية الأميركية أن ليندركينغ سيؤكد ضرورة احتواء الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، مع مواصلة التشديد على أولوية الولايات المتحدة المتمثلة في الحوار السياسي اليمني - اليمني لإنهاء الحرب في اليمن.
وقالت الخارجية الأميركية إن «نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط لا يخدم مصالحنا ولا مصالح شركائنا الإقليميين الداعمين للسلام الدائم في اليمن».
ورغم مسارعة السفن الحربية الأميركية المنتشرة في المنطقة للاستجابة إلى نداءات الاستغاثة من سفن مدنية تعرضت لهجمات وعمليات قرصنة في البحر الأحمر، فإن البنتاغون رفض التأكيد ما إذا كان الهجوم الذي جرى يوم الأحد، كان يستهدف السفينة الحربية الأميركية، «يو إس إس كارني» التي أسقطت 3 مسيرات حوثية.
كما رفض مستشار الأمن القومي جيك سوليفان «تقييم هذا الهجوم» على أنه يستهدف السفينة الأميركية، على ما درجت عليه إدارة بايدن في تقييم الهجمات السابقة، منذ اندلاع الحرب في غزة.
تجنب التصعيد مع إيران
ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين دفاعيين أميركيين، قولهم إن الإدارة تقلل من خطورة الوضع في البحر الأحمر من أجل تجنب تصعيد التوترات في منطقة متوترة بالفعل بسبب الصراع بين إسرائيل و«حماس» في غزة. ورغم ذلك، أشاروا إلى أن الإدارة تعمدت ترك الباب مفتوحاً للمناورات السياسية، عندما رفضت التأكيد بشكل قاطع ما إذا كانت الهجمات تستهدف السفن الأميركية بشكل مباشر.
وردت الولايات المتحدة على عشرات الهجمات التي شنتها ميليشيات مدعومة من إيران، في العراق وسوريا في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك ضرب بعض القواعد التي يستخدمها المسلحون في كلا البلدين. ورصدت القوات الأميركية في العراق، يوم الأحد، خمسة مسلحين يستعدون لشن هجوم بطائرة مسيرة، قامت باستهدافهم بطائرة مسيرة ما أدى إلى مقتلهم، بحسب تأكيدات الجيش العراقي.
وفي بيان صدر يوم الاثنين للتعليق على مقتل المسلحين، وإسقاط المسيرات الحوثية في البحر الأحمر، حذرت القيادة الأميركية الوسطى (سينتكوم)، من أن الولايات المتحدة «تدرس جميع الاستجابات المناسبة».
قوة عمل بحرية
وقال سوليفان للصحافيين، يوم الاثنين: «لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، رغم أن الحوثيين في اليمن يقفون وراءها، لكن تم تمكينها بالكامل من قبل إيران».
وأشار سوليفان إلى أن المسؤولين الأميركيين يجرون محادثات مع دول أخرى حول إنشاء «قوة عمل بحرية من نوع ما» تشمل سفن الدول الشريكة، إلى جانب السفن الأميركية، للمساعدة في ضمان «المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر».
وفيما يوجد بالفعل قوات بحرية مشتركة، تضم 38 دولة، مقرها البحرين وتركز على مكافحة الإرهاب والقرصنة، لم يستبعد المسؤولون احتمال رد الإدارة على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال مسؤول دفاعي: «إذا أجرينا التقييم أو شعرنا بالحاجة إلى الاستجابة، فسنتخذ دائماً هذا القرار في الوقت والمكان الذي نختاره. هذا قرار سيتخذه وزير الدفاع بالاشتراك مع الرئيس».
وسلط الأدميرال كريستوفر جرادي، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، خلال مشاركته في فعالية يوم الاثنين في واشنطن، الضوء على الهجمات على الشحن الدولي في البحر الأحمر ووصفها بأنها «أمر كبير».
وقال جرادي: «هذا إلى حد كبير توسع ربما للصراع الأكبر بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف قائلاً: «هذه ليست مشكلة الولايات المتحدة فقط. هذه مشكلة دولية. هناك بلا شك يد إيرانية في هذا. لذا فإن هذا يبدو إلى حد ما مثل التصعيد الأفقي».
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
واشنطن تايمز: الولايات المتحدة تستعد لحرب محتملة مع الصين بحلول 2027
رأت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن تصريحات قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال سام بابارو، كشفت عن استعدادات مكثفة للقوات العسكرية الأمريكية لمواجهة محتملة مع الصين بحلول عام 2027.
وأشارت التصريحات إلى أن جهود القوات العسكرية الأمريكية تشمل تعزيز القدرات العسكرية وزيادة جاهزية القوات ونشر أسلحة ذاتية التشغيل وروبوتات مسلحة للاستخدام الجوي والبحري، كجزء من "مشروع 33" الذي سمي نسبة لرئيسة العمليات البحرية الـ 33، الأدميرال ليزا فرانشيت.
ويركز المشروع على تطوير الأنظمة غير المأهولة، من طائرات مسيرة وروبوتات مسلحة، للاستخدام في الجو والبحر ، ويعد الهدف الرئيسي هو زيادة قوة القتال بأسرع وقت ممكن، تحسبًا لأي صراع مع الصين.
ووفقًا للأدميرال بابارو، فإن هذه الأنظمة توفر قدرة أكبر على المناورة والهجوم من محاور متعددة، مع صعوبة اكتشافها والتصدي لها، وأضاف أن القوات البحرية تعمل على تحسين العمليات المشتركة مع فروع القوات المسلحة الأخرى، بما في ذلك القوات الجوية والبرية، وكذلك تعزيز التعاون مع الحلفاء في المنطقة.
ومع تزايد التوترات في المحيط الهادئ، يشدد المشروع على تطوير أسلحة متقدمة قادرة على مواجهة التهديدات الصينية والروسية والكورية الشمالية، وتعمل البحرية على دمج أسراب الطائرات والروبوتات المسيرة لتحقيق أهداف تكتيكية وإستراتيجية.
وأشار الأدميرال روب جوتشر إلى أهمية المركبات غير المأهولة تحت الماء، التي تعزز عمليات الغواصات وتساعد في جمع المعلومات الاستخباراتية والمسح البحري.
وإلى جانب تطوير التكنولوجيا، تركز القوات الأمريكية على تحسين البنية التحتية للصيانة في مواقع رئيسية مثل غوام واليابان ، كما يتم تكثيف التدريبات العسكرية المشتركة مع الحلفاء، مثل الفلبين، لزيادة التنسيق والاستعداد لأي نزاع محتمل.
ويأتي هذا في وقت تعمل فيه الصين على تحسين قدراتها العسكرية ، وطلب الرئيس الصيني شي جين بينج من الجيش الاستعداد لاستخدام القوة لضم تايوان بحلول عام 2027 ، وزادت الصين من التدريبات العسكرية والمناورات، ما دفع الولايات المتحدة إلى الرد بخططها لتعزيز الردع في المنطقة.
وأوضح الأدميرال بابارو أن مشروع 33 يهدف إلى تحقيق الاستقرار في المحيط الهندي والهادئ من خلال تعزيز قوة الردع ، وأضاف : "لا مجال للمناورات أو الرسائل الرمزية ، يجب أن تكون جاهزيتنا حقيقية لتأمين استقرار المنطقة وحماية مصالحنا وحلفائنا".
ومع تصاعد التوترات، تبقى الأسئلة قائمة حول كيفية تطور هذه المواجهة المحتملة ومدى استعداد الطرفين للتعامل مع التحديات القادمة.