«دراما التتويج».. خبيئة المسرح المصري القديم في الرامسيوم
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
جاءت دراما تتويج الملك «سنوسرت الأول» التمثيلية بعد موت والده «أمنمحات الأول»، أو «ورقة الرامسيوم» -كما يسميها العلماء- واحدة من أقدم الأعمال الدرامية في تاريخ الفن المصري القديم، حيث تمتاز بأنها من كتابة العصر المنسوبة إليه؛ أي عهد الدولة الوسطى.
وقد عثر عليها الأثري والمستكشف الإيطالي «كوبيل» بين عامي 1895- 1896، حينما كان يقوم بأعمال الحفر في منطقة الرمسيوم الواقعة في الجهة الغربية من مدينة طيبة القديمة.
وقد قام بتركيب أجزاء البردية المفتتة عالم الآثار الألماني «إبشر» الذي يعد أحذق مفتن عالمي في تركيب البردي الممزق، وقد أفلح فعلًا في تركيب معظمها، ثم تناولها مواطنه «كورت هاينريش زيته» بالبحث والتحليل حتى وصل إلى حل رموزها.
وقد ذكر الجزء الثامن عشر من «موسوعة مصر القديمة»، والذي تناول الأدب المصري القديم، في الشعر وفنونه والمسرح، تحليل الأثري وعالم اللغويات الألماني للبردية.
في المشهدين الأول والثاني، يُعلن خبر وفاة الملك أمنمحات الأول. وفورًا يأمر ابنه سنوسرت الأول، الذي سيخلفه على العرش، بإحضار السفينة الملكية المعدة لرحلة الملوك إلى العالم الآخر. وفي المشاهد التالية، يتم تقديم أضحية للملك المتوفى، وهي عبارة عن ثور يُذبح ويُقطع إلى قطع ليُقدَّم كوجبة.
وتقول الموسوعة: والمعنى هنا رمزي؛ أي إن الثور هو الإله «ست» الذي قتل أخاه «أوزير»؛ ففي المشهدين الخامس والسادس يطحن الشعير ثم يقدم منه كعك للملك.
في المشهد السابع، يتم تجهيز سفينتين لأبناء الملك المتوفى. وفي المشهد الثامن، يتم استخراج شارات الملك الخاصة بالحور، أي الملك الجديد، من محرابه. ثم يُجهز موكبٌ يسير به الملك الجديد في الجبل/ الجبانة. وفي المشهد التاسع، نشاهد درس الشعير بوساطة البهائم وحمله إلى المخازن. ويعد هذا المشهد رمزيًا، حيث يشير إلى أن الحور، بدرس الشعير، يمزق أوصال عدو والده ست انتقامًا له.
وفي المشهدين العاشر والحادي عشر نجد زيادة الاهتمام بإعداد سفينة الملك وسفينتي أولاده، وذلك بوضع أشياء وأوانٍ خاصة بتطهير الملك وأولاده.
وفي المشهد الثاني عشر والخامس عشر وما بينهما صورًا تحتوي على صب الماء وتقديم رأسي حيوانين -رأس ثور ورأس إوزة- للإله المحلي، ثم يأمر بإقامة العمود المقدس بوساطة الأولاد الملكيين.
وتشير الموسوعة إلى أن «هذا رمز إلى أن «حور» قد أمر أبنائه أن يجعلوا الإله «ست» تحت «أوزير» وعندئذ يشد العمود بحبل ويقام، ويفسر هذا بقتل «ست»، ثم يأمر «حور» أبنائه بأن يتركوه موثوقًا وأن يطرحوه أرضًا».
أما المشهد السادس عشر يظهر فيه أبناء الملك ينزلون في سفينتيهما، ثم يتحدث «حور» عن أولاده مع «ست» الذي يمثل هنا بالسفينة قائلًا له: «احملني أنت يا من حملت والدي على ظهرك». أما المشهد السابع عشر فنشاهد فيه تقديم الخبز والجعة للإله «حور» الأعمى رب «ليتوبوليس/ أوسيم »؛ وهي البلدة التي انتقم فيها «حور» من قتلة والده ثم دفنه فيها، وبذلك أعيد له نظره.
في المشاهد من الثامن عشر إلى الحادي والعشرين، نشاهد مبارزة بين حور وست. كما نرى إحضار مرضعتين ونجارين لصنع مائدة قربان للملك. ثم يأتي الكاهن الخاص بتقديم القرابين ويحضر المائدة.
في المشهد الثاني والعشرين، نشاهد أبناء الملك يقدمون له الخمر، وهو رمز إلى تقديم عين حور إليه بعد أن اقتلعها ست الشرير. وفي المشهدين الثالث والعشرين والرابع والعشرين، يقدم للملك حلي من حجر الدم والقاشاني، وهي رمز إلى إرجاع عين حور إليه مرة أخرى.
في المشهد الخامس والعشرين، يقدم ساقي الملك له وجبة، وهو رمز للإله تحوت عندما قدم عين حور إليه بعد أن اقتلعها ست. ولذلك، يقول تحوت في هذا المنظر للإله حور: "إني أقدم لك عينك لتفرح بها".
في المشهد السادس والعشرين، يأتي كهنة خاصون يلتفون حول علمي حور. وهما العلمان اللذان يرمزان إلى سلطان الملك على الوجهين القبلي والبحري، أو غرب الدلتا وشرقيها. كما يرمزان إلى عيني حور.
في المشهد الثاني والثلاثين، نشاهد عظماء القوم الذين شاركوا في احتفال التتويج يشتركون أيضًا في تناول طعام الوليمة الملكية التي أقيمت خصيصًا لهذا الغرض.
في المشهدين الثالث والثلاثين والرابع والثلاثين، نشاهد الملك وقد ارتدى لباس الحزن على والده المتوفى. وفي هذا المشهد، يقدم نوعان خاصان من الطعام: خبز أح، وهو خبز يرمز إلى أوزير الذي قتل، وجعة سرمت، وهي جعة ترمز إلى إيزيس والدموع التي سكبتها هي وحور على أوزير المقتول. وكان هذان النوعان من الطعام يقدمان في الاحتفال بجنازة أوزير.
أما المشاهد من الخامس والثلاثين إلى الأربعين تجمع بين أدوات التحنيط للملك الراحل والملابس الحمراء للملك الذي خلفه على العرش. ثم يأتي كهنة سخنو أخ، وهم المكلفون بخدمة الملك المتوفى، ويُأمرون بحمل تمثاله على أيديهم، كما كان يُحمل جثمان المتوفى في الشعائر المأتمية.
وفي المشاهد من الحادي والأربعين إلى الرابع والأربعين يقوم الكهنة بتسليم الأشياء التي كانوا يستخدمونها في تكفين الجثة والاحتفال بفتح الفم، وبخاصة أنواع العطور والزيوت.
في المشهدين الأخيرين من الدراما، اللذان لا يظهر فيهما الملك المتوفى، يحضر إليه كل معدات التطهير، بما في ذلك النطرون، وتوضع في المحراب المقدس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وفی المشهد فی المشهد رمز إلى
إقرأ أيضاً:
باهر النويهي يكشف لـ "الفجر الفني" عن أصعب مشاهده في مسلسل "6 شهور"
كشف الفنان باهر النويهي، عن أصعب مشهد له خلال مشاركته في مسلسل “6 شهور” بدوره “حسام”، ووجه الشكر للمؤلفين القائمين بالعمل، معبرًا عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققه المسلسل، والذي عرض عبر منصة WATCH IT.
وقال باهر النويهي لـ “الفجر الفني”: “أصعب مشهد كان على الروف مع نور النبوي وأنا بقوله “إني تعبت” وناس كتير كلمتني عنه وأنا حبيت أنهم قالولي أنه بيعبر عنهم جدًا، وأنا حابب أشكر المؤلفين عمرو أبو زيد وأحمد هشام على الكتابة العظيمة للمسلسل والمشهد ده بالذات".
وتابع: “لإنه كان لمسني لأن في فترة من الفترات في شغلي عامةً مش في الـ real estate، فكنت حاسس المشهد جدًا وكنت خايف منه، لأنه فكرة أنك بتطلعي مشاعر صادقة توصل للناس ومشهد حقيقي ده بيكون صعب جدًا".
وأضاف:“أنا كل يوم كنت بتدرب على المشهد وأسمعه لنفسي وأذاكر وأشوف المشاعر جوا المشهد وكنت بمثله قدام صحابي فممكن يدوني تعليق يقولوا لي مثلًا محتاجين نعمل كذا”.
قصة مسلسل “6 شهور”
تدور أحداث مسلسل 6 شهور في إطار اجتماعي لايت، يناقش عالم الـ Real Estate، كما يركز على حياة الشباب ومشاكلهم في العمل بعد التخرج من الجامعة، ويقدم نور النبوي خلال الأحداث شخصية "مراد" موظف في شركة عقارات، يحاول اكتساب ثقة مديره لثبته في الوظيفة وبناء عليه تحقيق التارجت 25 مليون في 6 شهور ويكون فى منافسة مع نور إيهاب.
تفاصيل مسلسل 6 شهور
يتكون مسلسل "6 شهور" من 10 حلقات، ويضم طاقمًا مميزًا من الفنانين إلى جانب نور النبوي، من بين هؤلاء الفنانين: مراد مكرم، محمد عبد العظيم، سلوى محمد علي، ميشيل ميلاد، محمود حافظ، عمرو وهبة، باسم موريس، بسمة نبيل وغيرهم. المسلسل من تأليف عمرو أبو زيد وأحمد هشام، وإخراج مصطفى سولي، وإنتاج شركة أروما.