تلقى تلاميذ المدارس وبعض موظفي الدوائر الحكومية في طهران أمرًا بـ "لزوم منازلهم" هذا الأسبوع؛ بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء، في ظاهرة تتكرر في الشتاء وتزداد سوءًا من سنة إلى أخرى. وتعاني طهران التي تضم تسعة ملايين نسمة، تلوثًا مزمنًا للهواء وغالبًا ما تُصنف من المدن الأكثر تلوثًا في العالم. وفي الأيام الأخيرة، طالت الإنذارات من تلوث الهواء غالبية المدن الإيرانية الكبرى من أصفهان إلى تبريز.

وأُغلقت المدارس والثانويات منذ الأحد في طهران، وتُنظم الصفوف افتراضيًا. وأشارت السلطات إلى أنّ على السكان "الأكثر تأثرًا" كالأطفال والمسنين والحوامل "تجنّب الخروج وممارسة التمارين البدنية". كما دعت موظفي الدوائر الحكومية الذين يعانون من مشاكل صحية إلى العمل عن بعد. وقالت عزام كيفان وهي موظفة تبلغ 40 عامًا، "الوضع مروع. أشعر بحكة في حلقي بمجرد خروجي إلى الشارع"، لافتةً إلى أنها “لم تتمكن من ممارسة الرياضة منذ أيام عدة”. وقال سعيد ستاري البالغ 42 عامًا، والذي يبيع وجبات مطبوخة في الشارع "لا نستطيع التنفس" مضيفًا "سأفلس بسبب التلوث" إذ يتجبّب الناس الخروج. ويتكرر المشهد عينه منذ أيام عدة: ضباب أصفر كثيف يملأ تدريجيًا سماء الفجر الزرقاء فيحجب رؤية جبال البرز المهيبة التي ترتفع فوق الأحياء الشمالية للعاصمة الإيرانية. تعتبر طهران إحدى أكثر مدن العالم تلوثًا، على الرغم من أن الوضع فيها ليس بخطورة ما هو عليه في مدن كبرى أخرى مثل نيودلهي حيث تتجاوز مستويات الجسيمات الدقيقة المسبّبة للسرطان المستويات القصوى التي حددتها منظمة الصحة العالمية. وقال الجهاز المكلف بمراقبة نوعية الغلاف الجوي الاثنين "منذ بداية العام، شهدت طهران تسعة أيام فقط من الهواء النظيف".  المازوت وبين تشرين الثاني/نوفمبر وشباط/فبراير يبلغ التلوث ذروته في المدينة الواقعة على ارتفاع 1800 متر فوق سطح البحر، عندما يحبس الهواء البارد ونقص الرياح التلوث الكثيف والخطير فوق العاصمة لأيام متتالية، وتُعرف الظاهرة باسم الانقلاب الحراري. ويُعزى قرابة 40 ألف وفاة سنويًا في كل أنحاء إيران إلى تلوث الهواء، وفق وسائل إعلام إيرانية. ويشير عدد كبير من الخبراء إلى التكلفة الصحية والاقتصادية الهائلة للتعرّض للجسيمات الدقيقة، والتي تسبّب الوفاة المبكرة. واعتبر مهدي، وهو طالب يبلغ 20 عامًا أنّ "إغلاق المدارس يمكن أن يساعد ولكنه ليس كافيًا". ورأت عزام كيفان أنه "يجب أيضًا إغلاق المكاتب بهدف التقليل من حركة المرور" في العاصمة المعروفة؛ بزحمة السير الهائلة فيها.

اقرأ أيضاً

روسيا وإيران توقعان اتفاقية لمواجهة العقوبات الأمريكية والغربية

وأكد البروفيسور صادق بارتاني أنّ "إغلاق المدارس لا يفيد في الحد من التلوث، لكنه يساعد في خفض تعرّض الأطفال له". وأشار تقرير للبنك الدولي إلى المركبات الثقيلة والدراجات النارية ومصافي النفط ومحطات الطاقة الحرارية، على أنها أسباب رئيسية للتلوث. وأفاد أعضاء في المجلس البلدي هذا الأسبوع بأن المازوت ذات النوعية الرديئة الذي تستخدمه محطات الطاقة هو السبب الرئيسي للتلوث، الأمر الذي نفته الحكومة. وقال بارتاني "أصبحت إمدادات الكهرباء أكثر اعتمادًا على محطات الطاقة الحرارية والغاز، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة التلوث". وأضاف الخبير في القضايا البيئية أن "أفضل حل للحد من التلوث هو منح الأولوية للطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية". وتشكل هذه المسألة إحدى القضايا المطروحة في قمة "كوب28" للمناخ المنعقدة حاليًا في دبي، لكن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي امتنع عن حضورها احتجاجًا على مشاركة إسرائيل فيها في ظل الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً

إيران لمجلس الأمن: لم نشارك في أي هجوم ضد القوات الأمريكية

المصدر | أ ف ب

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أصفهان تبريز إيران تلوث الهواء الغلاف الجوي تلوث ا

إقرأ أيضاً:

المجر: فوز ترامب يجبر أوروبا على إعادة التفكير في دعم أوكرانيا

قال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي أيد دونالد ترامب في السباق الرئاسي الأمريكي، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء على صفحته على فيسبوك "ترامب يتجه إلى تحقيق فوز جميل".

وقد أيد أوربان المرشح الجمهوري في السباق الرئاسي الأمريكي.

وفي تصريح له الأحد الماضي، اعتبر أوربان أن فوز ترامب سيخلط أوراق أوروبا حيال تعاملها مع الملف الأوكراني.

???????? Hungarian Prime Minister Viktor Orban:

"Trump is the man who can save the West and probably all human beings around the World."#USElection2024 #Trump2024 pic.twitter.com/kYMuy3rkXd

— Adam Moczar (@AdamMoczar) November 5, 2024

وقال أوربان إن أوروبا سيتعين عليها إعادة التفكير في دعمها لأوكرانيا إذا فاز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، مضيفاً أن القارة "لن تستطيع تحمل أعباء الحرب بمفردها".

مقالات مشابهة

  • الحكومة تعد بمتابعة وحلّ مشكلة إغلاق المدارس اليمنية في القاهرة
  • باكستان.. عشرات آلاف الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي لارتفاع تلوث الهواء
  • قابل للارتداء مصنوع من ورق ويولد الكهرباء من الهواء
  • مدير وكالة الطاقة الذرية قد يزور طهران الأيام المقبلة
  • المجر: فوز ترامب يجبر أوروبا على إعادة التفكير في دعم أوكرانيا
  • تلوث دجلة والفرات: حرب صامتة على الصحة والبيئة
  • الدخان السام يغطي لاهور الباكستانية ويُجبر المدارس على الإغلاق أسبوعاً
  • لاهور تتصدر قائمة التلوث عالميًا.. ودعوات للسكان بالبقاء في المنزل
  • شراكة الغاز بين إيران وروسيا.. تمهيد لتجاوز العقوبات الدولية وعكس أثرها (مقال)
  • الأمطار الغزيرة تعرقل حركة السكك الحديدية في برشلونة