روبوت يعد مائة وجبة..هكذا تواجه فنادق ألمانيا نقص العمالة!
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
لجأت الفنادق والمطاعم في ألمانيا إلى الحوافز المالية والعمل بدوام أربعة أيام في الأسبوع وتقديم وشوم مجانية والاستعانة بروبوتات طهي لمواجهة نقص العمالة. يجيد الطاهي الجديد في الفندق الواقع في ساحة "ليببلينجس بلاتس" بالقرب من مدينة لوبيك شمالي ألمانيا إعداد أطباق المكرونة والأرز. لا يقوم بمهمة الطهي هنا إنسان بل روبوت.
التعامل مع الطاهي الجديد!
وليس الغرض من الروبوت أن يحل محل الإنسان بل أن يخفف عنه العبء. وبالطبع كان هناك تحفظ من جانب الضيوف في أول تعامل لهم مع الطاهي الجديد ولكن سرعان ما تغير الأمر وصار طبيعياً. ويتم الطلب عبر التطبيق أو على الشاشة الموجودة في الروبوت، وعندئذ يقوم الروبوت بوضع المكونات المطبوخة مسبقاً في القدر ويعد الطعام بشكل طازج. ويستطيع الروبوت إعداد ما يصل إلى 100 وجبة في الساعة. ولكن مواجهة النقص في العمالة عن طريق الاستعانة بالطاهي الروبوت لا تزال نادرة.
وتشير تقديرات الاتحاد الألماني للفنادق والمطاعم (ديهوجا) إلى أن هذا القطاع يعاني نقصاً في العمالة بمقدار 65 ألف شخص على مستوى ألمانيا. ووفقا لاستطلاع أجراه اتحاد (ديهوجا) في ديسمبر/ كانون الأول 2022 ذكر 75 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أنهم اضطروا إلى تقييد مواعيد الفتح بسبب مشكلة نقص العمالة، كما قال 50 في المائة منهم إنهم اضطروا إلى تقليل قائمة عروض الأطباق بسبب هذه المشكلة.
تدابير بغرض جذب العمالة
يلجأ أصحاب الفنادق إلى تدابير قوية من أجل العثور على عمالة، على سبيل المثال يرصد فندق "جوت تانزن" بمنطقة هايده في مدينة لونيبورغ شمالي ألمانيا مكافأة بقيمة 11 ألف يورو تصرف على ثلاث سنوات لجذب طهاة وأطقم خدمة (سرفيس) جدد للعمل في الوردية المسائية، ومع ذلك لم يزد عدد العمالة التي استطاع الفندق أن يجتذبها حتى الآن عن اثنين من الطهاة ونادلة وذلك حسبما يقول المدير التنفيذي للفندق، فيليب فون شتوم. أما سلسلة فنادق "روبي" في مدينة ميونخ فتقوم بحملة ترويجية منذ منتصف 2022 لاجتذاب عمالة جديدة عن طريق عرض عمل وشوم مجانية، وقالت المتحدثة باسم السلسلة، كريستين لينغنر، إن هذا أسفر عن زيادة بنسبة 25 في المائة في أعداد طلبات التوظيف في أول ستة أشهر من الحملة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: نقص العمالة
إقرأ أيضاً:
لماذا تأكل قشر المانجو يا أبي؟
جاء الأب بحبات مانجو لذيذة، راح يقشرها أمام أبنائه، ويعطي كل واحد منهم حبة، فيما كان هو يتلذذ بأكل القشر، سأله أحد الصغار بدهشة: لماذا تأكل قشر المانجو يا أبي؟ فأجاب الأب بابتسامة: حتى لا تضطر أن تأكلها أنت وإخوتك.
قشر المانجو الذي يأكله الآباء ليس مجرد قشر فاكهة، بل هو رمز للتضحيات الكثيرة التي يقدمونها في سبيل توفير حياة أفضل لأبنائهم، فعندما ترى والدك يقود تلك السيارة المتواضعة التي ربما تخجل أحيانًا أن يراك أصدقاؤك فيها، تذكر أنه يفعل ذلك لتتمكن أنت وإخوتك من ركوب السيارات الجديدة، وعندما ترى والدك يلبس «الدشداشة» التي فصلها لعيد الفطر مرة أخرى في عيد الأضحى، تذكر أنه يفعل ذلك ليضمن أن تلبس أنت وإخوتك ملابس جديدة في كل مناسبة. هو يستخدم هاتفه القديم الذي مر عليه الزمن وتهالك، ليتيح لك ولإخوتك امتلاك أحدث الطرازات من الهواتف الذكية، فلا تشعر بالدونية وأنت تقارن نفسك بأصدقائك، هو قد يقضي ساعات عمله الطويلة دون أن يتناول وجبة، من أجل أن يوفّر ثمنها فقط ليؤمّن لك وجبة مغذية ومشبعة.
هذه التضحيات ليست أفعالًا عابرة، بل هي اختيارات واعية تحمل معاني الحب والمسؤولية يمارسها الآباء على الدوام، إن الثمن الذي يدفعه الآباء من أجل أن تنعم أنت بالراحة والرفاهية باهظ جدًا، ولكنك لن تدرك حجمه وقيمته الحقيقية، إلا عندما تجد نفسك في يوم من الأيام أبًا أو أمًا، تواجه الخيارات نفسها، وتختار التضحيات نفسها.
والدك يأكل الكثير من القشور من أجل أن تحيا أنت هذه الحياة المرفهة التي تحظى بها، والتي تفاخر بها أقرانك دون أن تشعر، في المقابل نعجز نحن كأبناء عن تقديم التقدير الذي يستحقه آباؤنا، رغم أن هذا لا يتطلب أحيانا سوى أفعال صغيرة تعبّر عن امتناننا لهم، وعدم تحميلهم ما لا يطيقون من نفقات، ومن خلال إظهار مشاعر الحب لهم، وأن نكون مصدر فخرهم، وهو أقصى ما يتمناه الآباء من أبنائهم.
حمدة الشامسية، كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية