زيارة بوتين للرياض وأبوظبي.. بوابة لوساطات سياسية وتحالفات اقتصادية
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
بعد فترة من العزلة، امتلأ جدول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواعيد رئاسية هامة، تبدأ من أبو ظبي وتمر بالرياض وتنتهي في موسكو، ضمن مسار دبلوماسي لافت بين الدول المنتجة للنفط عالميا، والمؤثرة في المشهد الحالي بالأراضي الفلسطينية.
وأعلن الكرملين، الثلاثاء، أن الزعيم الروسي، سيقوم بزيارة نادرة إلى الشرق الأوسط يوم غد الأربعاء، لمناقشة قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في التطورات الحالية بشأن غزة ومباحثات خاصة بالمجال النفطي.
وقال يوري أوشاكوف، مساعد بوتين، لوسائل إعلام روسية: "آمل أن تكون هذه المفاوضات مفيدة للغاية، والتي نعتبرها في غاية الأهمية".
ولم يحدد الكرملين ما إذا كان بوتين سيشارك في مؤتمر الأمم المتحدة الـ28 لتغير المناخ (COP28)، الذي تستضيفه أبوظبي أم لا.
ولن ينته حراك بوتين هنا، بل سيعود في ذات اليوم إلى العاصمة موسكو، ليستقبل الخميس، الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اللاعب البارز الآخر في المنطقة.
ولم يغادر بوتين الأراضي الروسية منذ إعلانه الحرب ضد أوكرانيا في فبراير/ شباط 2023، إلا في زيارات قصيرة لبلدان لا تنتمي للحلف الغربي، مثل الصين وإيران ودول مجاورة.
وتقلصت رحلات بوتين الخارجية، بعد إصدار مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية في ربيع عام 2023 بخصوص الحرب الأوكرانية، لكن السعودية والإمارات لم تصدقا على المعاهدة.
وساطة سعودية
بعد الجبهة الجديدة بالنسبة للغرب والولايات المتحدة في غزة، زاد الحديث عن خوف أوكرانيا من انخفاض الدعم الأوروبي، خاصة الأمريكي، لها في حربها مع روسيا، لذا من المقرر أن يلقي الثلاثاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي كلمة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في محاولة للتأكيد على ضرورة الحفاظ على الدعم المالي والعسكري الأمريكي.
ولم يطرح الكرملين ملف أوكرانيا في جدول أعمال زيارة بوتين، إلا أن هناك محاولة من السعودية للعب دور الوسيط في الحرب بين موسكو وكييف، وقد ساعدت العام الماضي في إجراء عملية تبادل أسرى ناجحة شملت مواطنين أمريكيين وبريطانيين، بجهود وساطة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ومع فشل الهجوم الأوكراني المضاد، واحتواء موسكو للعقوبات الغربية، فإن تزايد الثقة لدى بوتين ومحاولته لكسر العزلة الدولية، قد تجبر المسوؤلين في كييف على القبول بمحادثات سلام.
وذكرت صحيفة إزفيستيا اليومية المؤيدة للكرملين، الثلاثاء، أن روسيا لن تعارض إجراء محادثات مع أوكرانيا في دولة أوروبية، مثل المجر، وسط "أصوات دائمة" من الجانب الأوروبي والأمريكي للتفاوض مع روسيا، وفقا لحديث زيلينسكي لأسوشيتد برس.
دور روسي في التسوية الفلسطينية
التزم بوتين الصمت 3 أيام بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حتى علق على الحدث ملقيا باللوم على "فشل" الولايات المتحدة في حل الصراع الفلسطينيين والمستوطنين.
وهو ما تحمله الزيارة في طياتها، حيث ذكر مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن بوتين سيبحث قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال الزيارة.
وأضاف: "إن الأمر الأساسي الآن هو التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، وإجراء تبادل كامل للأسرى والمعتقلين. عندها يمكننا المضي قدما في جو أكثر هدوءا نحو بعض الأشياء الحقيقية في سياق احتمالات حل الصراع".
وأوضح المسؤول الروسي أن خطة بلاده تتمثل في"وقف إطلاق النار أولا، ثم التحرك بهدوء نحو التسوية".
وتابع أوشاكوف: "موقف روسيا المبدئي معروف جيدا، لكن الدول التي نزورها تقع مباشرة في المنطقة وبالتالي يشعرون بالأوضاع ومسار تغيرها أفضل، وتبادل وجهات النظر حول هذا الصراع مفيد للغاية بالنسبة لنا".
وبيّن أن روسيا تسعى للحفاظ على الحوار السياسي مع السعودية من أجل الوضع في سوريا واليمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويرى مراقبون أن بوتين يحاول الاستفادة من الانتقاد الدولي للاحتلال الإسرائيلي، لتوسيع نفوذه في الشرق الأوسط، كونها "لا تتمتع بنفس الولاءات التي تتمتع بها الولايات المتحدة تجاه تل أبيب"، رغم أنها لا تزال تحافظ على علاقتها مع الاحتلال.
ورفض بوتين، الوساطة الأمريكية في تحرير الرهائن الروسيين في غزة، لكن بسبب علاقاتها مع لمقاومة الفلسطينية، دفعت المقاومة إلى إطلاق سراح عدد منهم تقديرا لموقف الزعيم الروسي في مجلس الأمن الدولي نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مواصلة تخفيض إنتاج النفط
مع قدوم الشتاء القاسي على أوروبا، تسعى روسيا إلى جعل الطاقة ملف ضغط إضافي على الحليف الغربي الأمريكي.
فمنذ الأسبوع الماضي، خفضت الدول الأعضاء في منظمة "أوبك بلس" طوعا إنتاج النفط.
وخفضت روسيا والسعودية إنتاجها للنفط بنحو 900 ألف برميل، وسط تأكيد روسي على أنها "ستعمق تخفيضات الإمدادات الطوعية".
هذه التحركات قد تشير إلى مسعى بوتين لبناء تحالفات عالمية مع دول غير أوروبية، إلى جانب الصين من أجل كبح نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط.
تحالف قاري
وتأتي زيارة بوتين بعد يوم من تصريحات الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، من أجل إنشاء تحالف على مستوى القارات لدعم القضية الفلسطينية وإدانة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، قالت مطلع كانون الأول/ ديسمبر الحالي، إن كبار مسؤولي الدفاع من السعودية وإيران، ناقشوا التعاون العسكري بين البلدين.
ولفت تقرير للوكالة إلى أن ذلك يعد "أحدث علامة على أن الحرب بين تل أبيب وحماس تقرب بين الخصمين السابقين"، اللذين طبعا العلاقات بينهما في مارس/آذار، بعد سنوات من التوتر إقليميا.
وتعد إيران أبرز داعم عسكري لحركات المقاومة الفلسطينية، ومؤثرا على جماعة الحوثي في اليمن التي تتوعد السفن والأهداف الإسرائيلية في البر والبحر، إلى جانب فصائل المقاومة الإسلامية في العراق التي استهدفت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق أكثر من 75 هجوما.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بوتين السعودية غزة الإيراني إيران السعودية غزة الإمارات بوتين سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
موسكو: قمة مُحتملة بين بوتين وترامب في السعودية أو الإمارات
أفادت مصادر روسية مطلعة اليوم بأن روسيا تعتقد أن السعودية والإمارات مكانان محتملان لاستضافة قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
في وقت سابق، قال ترامب إنه يعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن وإنه مستعد للقاء بوتين.
بدوره، هنأ بوتين ترامب على انتخابه وقال إنه مستعد للقائه لإجراء مناقشات حول أوكرانيا والطاقة.
بوتين: النخبة الأوروبية سترضخ أمام أوامر ترامب
صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا إن النخبة السياسية الأوروبية حاربت دونالد ترامب وتدخلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مضيفًا أنها أصيبت بالارتباك عقب فوزه بالانتخابات
وأردف بوتين قائلًا: النخب الأوروبية كانت تفضل بايدن لكن ترامب لديه مفاهيم مختلفة حول ما هو جيد وما هو سئ، مردفًا: "ترامب سيستعيد النظام بسرعة كبيرة من خلال شخصيته، والنخب الأوروبية سترضخ لأوامره".
ترامب: سأتحدث مع بوتين وسنُنجز شيئاً مُهماً
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إنه سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الفترة المُقبلة.
اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
وقال ترامب في حديثه الذي نقلته شبكة سكاي نيوز إنه سيتحدث مع بويتن، وأعرب عن أمله في القيام بشيءٍ مُهم، على حد قوله.
وشدد ترامب قائلاً :"نجري مُناقشات جادة مع روسيا".
وتحظى عدد من موضوعات السياسة الدولية باهتمام الطرفين، لا سيما ملف الحرب ضد أوكرانيا التي كان لها تداعيات سلبية على الجوانب الاقتصادية والجيوسياسية في العالم أجمع.
كما يهتم الطرفان أيضاً بملفات السلاح النووي ومنع انتشاره في العالم، فضلاً عن العلاقة مع الصين وكوريا الشمالية.
علاقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت محط اهتمام واسع منذ بداية تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 2017. كان هناك نوع من الانسجام بين الزعيمين في البداية، حيث أثار ترامب إعجابه ببوتين وأكد في عدة مناسبات أنه يكن له احترامًا كبيرًا. من جانب بوتين، كانت هناك إشارات إيجابية نحو ترامب، حيث اعتُبر رئيسًا قادرًا على تحسين العلاقات مع روسيا. ومع ذلك، كانت هذه العلاقات مثارًا للجدل في الداخل الأمريكي، حيث اتهمت المعارضة ترامب بوجود علاقات غير مناسبة مع الكرملين، خاصة في إطار التحقيقات بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية 2016.
على الرغم من التعاون في بعض القضايا مثل مكافحة الإرهاب والتوترات في سوريا، كانت هناك خلافات ملحوظة بين الطرفين. ترامب كان يسعى لتخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، بينما فرضت إدارته عقوبات إضافية عليها بسبب قضايا مثل أوكرانيا، التدخل في الانتخابات، ونشاطات روسيا العسكرية في سوريا. ورغم التقارب الشخصي بين بوتين وترامب، إلا أن العلاقات بين البلدين شهدت توترات كبيرة، خصوصًا بعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض.
العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة تاريخية ومعقدة، حيث تتراوح بين التنافس الشديد والتعاون الانتقائي. منذ الحرب الباردة، كانت العلاقات بين البلدين تتسم بالعداء، مع التنافس على النفوذ السياسي والعسكري في العالم. ومع ذلك، شهدت فترات من التعاون في مجالات مثل الحد من التسلح النووي وحل بعض الأزمات الإقليمية. في العقدين الأخيرين، شهدت العلاقات تقلبات حادة، خاصة بعد ضم روسيا للقرم في 2014، مما أدى إلى فرض عقوبات غربية عليها. بينما كانت هناك محاولات لتحسين العلاقات خلال فترة ترامب، فإن التوترات المتعلقة بالأمن السيبراني، والصراع في أوكرانيا، والسياسات في الشرق الأوسط ظلت تشكل تحديات كبيرة.