تدشين الدورة الخامسة لاجتماع الخبراء العرب والصينيين في مجال المكتبات والمعلومات بالرياض
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
دشّن نائب وزير الخارجية المهندس وليد الخريجي، صباح اليوم فعاليات الدورة الخامسة لاجتماع الخبراء العرب والصينيين في مجال المكتبات والمعلومات ، وذلك بحضور المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، والوزير المفوض بجامعة الدول العربية الدكتورة هالة جاد ، والخبراء من الجانبين العربي والصيني، وذلك في إطار منتدى التعاون العربي الصيني تحت عنوان:" تحول خدمات المكتبات في ظل تغير بيئة المعلومات " وتستمر حتى السادس من ديسمبر 2023م
واستهل حفل الافتتاح الذي أقيم بالمسرح الرئيسي بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، بكلمة معالي المشرف العام على المكتبة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر الذي أشار إلى استضافة المملكة العربية السعودية للدورة الخامسة للخبراء العرب والصينيين في مجال المكتبات والمعلومات، بناء على طلب جامعة الدول العربية والتي تهدف إلى تفعيل سبل وآليات التعاون في مجال المكتبات والمعلومات وتعزيز دورها في إثراء محتوى المكتبة الرقمية العربية الصينية.
وأشار ابن معمر في كلمته كذلك إلى العلاقات التاريخية بين العرب والصين، وقال :" إن ما يحدث اليوم من تفاعل كبير بين حضارتين عريقتين هما : الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الصينية، هو نتاج عصور مديدة من التواصل ، الذي أنتج قيما اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية كبرى، استمرت منذ نشأة طريق الحرير قبل ما يربو على خمسة آلاف عام، وازدادت تفاعلا مع ظهور الإسلام ، والدعوة إلى طلب العلم ولو في الصين"
كما أبرز في كلمته المجال الثقافي الذي يشكل صورة لافتة من صور التفاعل العربي الصيني، والذي يقوم على تدشين مرحلة جديدة من التعاون الشامل والتنمية المشتركة، مع إطلاق المكتبة الرقمية العربية الصينية، وتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، وإنشاء جائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
وعبر ابن معمر عن أمله في أن تسهم هذه اللقاءات المهمة في " تحسين جودة مكتباتنا ومرافق معلوماتنا العربية والصينية من خلال تبادل المعارف والخبرات والموارد"، ثم تم عرض فيلم وثائقي عن التعاون الثقافي العربي – الصيني ، والعلاقات التاريخية التي تربط ما بين العرب والصين.
وألقى نائب وزير الخارجية معالي المهندس وليد الخريجي كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين، مشيرا إلى مصطلح :" القوة الناعمة" الذي منح الثقافة دورًا دوليًّا إضافيًّا، " فلم تعد تقاس قوة الدولة بقوتها الاقتصادية والعسكرية أو حضورها السياسي فحسب، وإنما بمدى إشعاعها الثقافي"
وأوضح معالي المهندس وليد الخريجي في كلمته أن التبادل الثقافي من أهم جسور التواصل بين الشعوب لتعزيز التفاهم وتوطيد العلاقات على أساس الاحترام المتبادل وتقبل الآخر، مشيرا في هذا الإطار إلى عراقة العلاقات الثقافية بين العرب والصين، وداعيا إلى تطوير التعاون الثقافي بين الدول العربية والصين ، وأبرز معاليه دور المملكة العربية السعودية في مبادرة الحزام والطريق، التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تستهدف الاستفادة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي، كما نوه بدور المملكة في تشجيع الحوار بين جميع الحضارات والثقافات على أسس الاحترام والتفاهم المتبادل، وانطلاقا من ذلك يتجلى حرص المملكة على تعزيز التعاون الثقافي مع الصين، بإعلان وزارة الثقافة السعودية في عام 2019 عن " جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة والصين" حيث تهدف الجائزة إلى تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية، ودعم البحوث المتميزة، ودعم الترجمة بين اللغتين العربية والصينية، ودعم الفنون والآداب والمعرفة.
وتبع ذلك كلمة الوزير المفوض الدكتورة هالة جاد مدير إدارة المعلومات والتوثيق بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث توجهت بالشكر والامتنان إلى المملكة العربية السعودية على استضافتها الدورة الخامسة للخبراء العرب والصينيين في مجال المكتبات والمعلومات في إطار البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني، كما نقلت تحيات معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقالت د.هالة جاد: كم يطيب لنا أن نجتمع مجدداً في مدينة الرياض، هذه المدينة العالمية التي شهدت بالتحديد في نفس هذا التوقيت من العام الماضي أول قمة عربية صينية كانت تتويجًا لمسيرةٍ طويلة من النجاح الذي حققه منتدى التعاون العربي الصيني منذ تأسيسه في عام 2004 في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، والذي أكدت وثيقة إعلانه في مقدمتها على الروابط الثقافية العميقة بين الجانبين والمساهمات المشتركة لكل منهما في تقدم الحضارة البشرية".
واستعرضت د. هالة جاد في كلمتها آفاق التعاون الثقافي في مجال المكتبات والمعلومات بين الشركاء العرب والصينيين الذي انطلق في العام 2014، ودعت باسم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المكتبات الوطنية العربية للانضمام الى المكتبة الرقمية العربية الصينية والمشاركة بفاعلية في اثراء المحتوى التراثي الثقافي والحضاري الرقمي المتاح على هذه المنصة .
كما ذكرت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تتقدم بمبادرةٍ جديدة في اطار المكتبة الرقمية العربية الصينية تحت عنوان "نافذة فلسطين" بهدف ادراج وإتاحة كافة المجموعات الأدبية والثقافية والتاريخية والجغرافية حول فلسطين الشقيقة والمتاحة بالمكتبات الوطنية في الدول العربية، وكذلك في المكتبات الصينية الأعضاء بالمكتبة الرقمية العربية الصينية، في محاولةٍ من مجتمع المكتبيين العرب والصينيين لنشر هذا الإرث الثقافي والتاريخي لدولة فلسطين على نطاق أوسع لدحض المحاولات المتعمدة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية لطمس الهوية الثقافية الفلسطينية وتزييف وتحريف التاريخ الفلسطيني.
وفي نهاية كلمتها وجهت هالة جاد التهنئة الى المملكة العربية السعودية الشقيقة على فوزها باستضافة معرض اكسبو الدولي 2030، مما يعكس الرؤية الحكيمة لقادتها وشعبها والثقة الدولية التي تحظى بها المملكة لاستضافة أحد أهم المحافل العالمية.
وألقى السيد جانغ جون، نائب مدير المكتبة الوطنية الصينية، كلمة في الاجتماع أعرب فيها عن خالص امتنانه للمملكة العربية السعودية ممثلة في منظم هذا اللقاء مكتبة الملك عبد العزيز العامة، مشيرًا في كلمته إلى نجاح حالات ممارسة التحول في المكتبات العامة الصينية في ظل تغير بيئة المعلومات، مؤكدًا على دفع التعاون المستقبلي بين الصين والمكتبات العربية إلى مستوى أعلى، وبين في كلمته أنه قد تم طرح بعض الاقتراحات لتحويل المكتبات الرقمية الصينية العربية في ظل التغيرات البيئية، بعد ذلك تم تبادل الهدايا بين الوفود المشاركة من الجانبين العربي والصيني .
وانطلقت ظهر اليوم نفسه الجلسة الثانية بعد الجلسة الافتتاحية، بعنوان:" الخدمات الذكية في المكتبات الوطنية والعامة العربية والصينية وأثرها في زيادة الوعي المعلوماتي المجتمعي: أفضل الممارسات" وذلك برئاسة الجانب الصيني وأدارها السيد تون يوخاي نائب مدير مكتبة جامعة بكين، بمشاركة السيد امبارك بيضارن من المكتبة العمومية المغربية، ود. بندر المبارك مدير عام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: وزارة الخارجية مكتبة الملك عبدالعزيز وليد الخريجي مکتبة الملک عبدالعزیز العامة المملکة العربیة السعودیة لجامعة الدول العربیة جامعة الدول العربیة التعاون الثقافی العربیة والصین العربی الصینی بین العرب فی کلمته
إقرأ أيضاً:
رشا الخولي: الجامعة المصرية الصينية جسر التبادل الثقافي والمعرفي
قالت رئيس الجامعة المصرية -الصينية الدكتورة رشا الخولي إن الجامعة تعد جسرا للتبادل الثقافي والمعرفي ونموذجا للتعاون الصيني المصري والعربي، خاصة في مجال التعليم والتكنولوجيا مشيرة إلى شراكة الجامعة مع برنامج إنمائي جديد مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بمشاركة دول المنطقة.
وأضافت الخولي - في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) - نقلتها اليوم/الخميس/ أن البرنامج به قاعدة لمنح برامج تدريبية في منطقة الشرق الأوسط لربط منظومة المياه والغذاء والطاقة والبيئة، وسيشارك في هذه البرامج كل دول المنطقة باعتبارها من دول الجنوب وأن البرنامج الإنمائي مستمر ويخضع لعملية تطوير دائمة ، حيث يتم جلب المهندسين والمختصين من كل الدول إلى مصر والمشاركة في هذه التدريبات للحصول على المعرفة الصينية والمصرية في المجالات الحيوية مثل الموارد الطبيعية وإدارتها وعلاقتها بالمناخ وكل المشروعات التنموية .
وأكدت أن الجامعة المصرية - الصينية هي نموذج للتعاون العربي الصيني في مجال التعليم العالي وبناء القدرات، مشيرة إلى وجود الكثير من الدارسين بالجامعة من جميع الدول العربية ومن دول أخرى موضحة أنها تضم كليات قطاع الصحة مثل الصيدلة والعلاج الطبيعي والطب البيطري، وقطاع الهندسة مثل كليات الهندسة، والحاسبات والمعلومات، والفنون والتصميم، والاقتصاد والتجارة الدولية كما افتتحت الجامعة المصرية الصينية مؤخرا كليتين جديدتين، هما القانون والإنسانيات، والإعلام والدراسات الأدبية.
وأشارت إلى أن ذلك إنجاز وتطور كبير كون الكليتان ينتميان للجيل الخامس، وهي كليات تقوم على التخصصات البينية المتداخلة من خلال ربط الدراسات الإنسانية بالقانون، وربط الدراسات الأدبية بالإعلام، ما يعكس مدى التطور الذي تعيشه الجامعة .
ولفتت إلى أن كلية العلاج الطبيعي بالجامعة المصرية الصينية، هي الوحيدة في مصر التي تدرس الطب الصيني التقليدي، لافتة إلى إقبال كبير على الالتحاق بها رغم زيادة عدد مقرراتها عن أي كلية مماثلة وإلى أن كلية الصيدلة بالجامعة تتبنى دراسة طب الأعشاب، وهو منبثق من الحضارة المصرية القديمة والثقافة الصينية كما أن كلية القانون هي الكلية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تدرس القانون الصيني بجانب القانون المصري بطبيعة الحال، مؤكدة أهمية إلمام الدارسين به للتعامل مع الشركات الدولية سواء بالخارج أو حتى بمقراتها في مصر والدول العربية في ظل انفتاح الصين على كل الأسواق .
وأوضحت أن الجامعة أبرمت بروتوكولات واتفاقات شراكة مع نحو 100 جامعة صينية في مختلف المجالات، وهناك تعاون مشترك في عقد الندوات والفعاليات المختلفة واستدعاء الرموز البارزة في كل المجالات، وتنفيذ البرامج المزدوجة والمشروعات البحثية وإيفاد البعثات من وإلى الصين، والاحتفال بكافة المناسبات الثقافية الصينية في مصر وربطها بالثقافة المصرية، بما يعزز الترابط بين مصر والصين.
تأسست الجامعة المصرية الصينية بموجب قرار رئاسي لعام 2013، وتعتبر أول جامعة تكنولوجية وإنتاجية وغير تقليدية تعتمد على الإنتاجية والتقنية وبدأت عامها الدراسي الأول في العام 2017، بـ 50 طالبا في كلية واحدة، وهي تضم حاليا تسع كليات بها 12 ألف طالب وتعتبر الجامعة المصرية الصينية الوحيدة المنتسبة للثقافة الصينية والتطور الصيني في منطقة الشرق الأوسط، وهي تحتل المركز السادس على مستوى الجامعات الخاصة في مصر من حيث إقبال الطلاب.