بوابة الوفد:
2025-03-03@17:14:43 GMT

الحرب في السودان| المفاوضات في طريق مسدود

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

الوسطاء السعوديون والأمريكيون والأفارقة المفاوضات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى أجل غير مسمى في مدينة جدة الساحلية بالمملكة العربية السعودية.

ويرجع توقف المحادثات إلى حقيقة أن الجانبين لم يفوا بالتزاماتهم فيما يتعلق بتنفيذ تدابير بناء الثقة وانسحاب القوات العسكرية من المدن الرئيسية، وفقا لوسائل الإعلام السودانية يوم الاثنين.

وعلى الرغم من أن الوساطة المشتركة للاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لم تعلن رسميا تعليق المفاوضات، إلا أنها لا تزال في طريق مسدود.

وبحلول 7 تشرين الثاني/نوفمبر، توصل الجانبان إلى اتفاق يحدد تدابير لتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

 كما اتفقوا على تنفيذ تدابير بناء الثقة، بما في ذلك اعتقال قادة النظام السابقين الذين فروا من السجن، في إشارة إلى المسؤولين الرئيسيين في نظام عمر البشير المخلوع الذين فروا من مراكز الاحتجاز في بداية الحرب وانضموا إلى الجيش.

أسفرت الحرب بين الجيش السوداني، بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، عن مقتل أكثر من 15 شخص وتشريد أكثر من 9 ملايين شخص.

اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2715 الذي أنهى بمقتضاه ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان اعتبارا من الثالث من ديسمبر 2023.

صدر القرار بأغلبية 14 عضوا، في المجلس المكون من 15 عضوا، وامتناع روسيا عن التصويت.

ويدعو القرار البعثة إلى البدء فورا، في الرابع من الشهر الحالي، بوقف عملياتها ونقل مهامها إلى وكالات الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها بهدف إنهاء تلك العملية بحلول التاسع والعشرين من فبراير 2024.

ويقرر المجلس في قراره أن تبدأ تصفية البعثة من الأول من مارس، ويدعوها إلى إنشاء تدابير مالية مع فريق الأمم المتحدة القُطري لتمكين المنظمة الأممية من الإشراف على الأنشطة المتبقية التي بدأتها البعثة المعروفة باسم يونيتامس.

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك أكد استلام الأمم المتحدة خطابا من الحكومة السودانية "يعلن قرار الحكومة إنهاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة في الفترة الانتقالية (يونيتامس) على الفور".

وقال ستيفان دوجاريك إن الحكومة السودانية "أعلنت أيضا التزامها بالانخراط بشكل بناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن صيغة جديدة متفق عليها".

يشار إلى أن بعثة يونيتامس، وهي بعثة أممية سياسية خاصة تأسست وفقا لقرار مجلس الأمن 2524، في يونيو 2020.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وقوات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية جدة القوات العسكرية الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية الجيش السودانى عبد الفتاح البرهان محمد حمدان دقلو الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى

من المعلوم أن التحزب والانقسام غير الموضوعي هما من الأسباب الأساسية التي ساهمت في تخلف السودان السياسي. فمنذ الاستقلال، لم تشهد البلاد بيئة سياسية مستقرة تؤسس لحكم ديمقراطي رشيد، بل ظلت تتأرجح بين النظم العسكرية والانقلابات، وبين الأحزاب المتصارعة التي لم تستطع تقديم رؤية متماسكة لخدمة الوطن والمواطنين.
إن الممارسة الديمقراطية الحقيقية تستند إلى تمثيل بعض المواطنين للكل عبر تنظيمات سياسية قوية تتبنى رؤى واضحة حول قضايا الحكم، بحيث يتمتع الجميع بالحرية والسلام والعدالة. غير أن المشهد السياسي السوداني ظل يعاني من تعددية حزبية مفرطة تفتقد للبرامج الواقعية، مما أدى إلى ضعف الأداء السياسي وعدم القدرة على تحقيق الاستقرار.
نحو هيكلة جديدة للحياة السياسية
تجارب الدول الكبرى أثبتت أن وجود حزبين رئيسيين يمثلان الاتجاهات الفكرية العامة في البلاد يحقق استقرارًا سياسيًا أفضل، في حين أن نظام الحزب الواحد قد يؤدي إلى تسلط السلطة وغياب المحاسبة، كما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقًا. ورغم أن النموذج الصيني يقدم مثالًا على نجاح الحزب الواحد، إلا أن هذا النجاح مرتبط بعوامل ثقافية وسياسية خاصة بالصين، ولا يمكن استنساخه في السودان.

إن السودان اليوم في مفترق طرق خطير، وإذا استمر على نهجه الحالي فإنه قد يسير نحو مزيد من الفوضى والانهيار. لذا، تبرز الحاجة إلى إعادة صياغة المشهد السياسي عبر تأسيس نظام حزبي جديد يعتمد على:

تحديد عدد محدود من الأحزاب التي تستند إلى برامج سياسية واقتصادية واضحة، وليس على الولاءات القبلية أو العقائدية.

إعادة تعريف النخب السياسية بحيث يتم استبعاد الأجيال التي كانت جزءًا من الخراب السياسي، وإتاحة الفرصة للشباب القادرين على طرح رؤى جديدة ومتطورة.

وضع دستور واضح المعالم يحدد الإطار العام للممارسة السياسية ويمنع تعدد الأحزاب غير المنتج.
مقترح لنظام حزبي جديد
يمكن اقتراح نظام حزبي يتكون من حزبين رئيسيين:

حزب الاتحاد الفيدرالي (FUP): يقوم على مبدأ سيادة الدستور والقانون كأساس للحكم الرشيد.

حزب الاتحاد والتنمية (UDP): يركز على التخطيط الحديث، والتنمية المستدامة، والعدالة في توزيع السلطة والثروة.
قد توجد أحزاب صغيرة أخرى لإثراء الساحة السياسية، ولكن بشرط أن تقدم أفكارًا مبتكرة، لا أن تكون مجرد أدوات لانقلابات أو صراعات على السلطة.
إزالة الولاءات التقليدية
ينبغي أن يقوم هذا النظام الجديد على إنهاء هيمنة الطائفية والقبلية والوراثة السياسية، واستبدالها بمنظومة حديثة تعتمد على الكفاءة والقدرة على تحقيق تطلعات المواطنين. كما ينبغي استيعاب المجددين من مختلف الخلفيات الفكرية في هذه الأحزاب، شرط أن يكون تأثيرهم قائمًا على الإقناع الفكري لا على الإقصاء والهيمنة.
مستقبل السودان السياسي
من المتوقع أن تكون المنافسة بين الحزبين الرئيسيين قائمة على اختلاف الرؤى حول آليات التنمية وسياسات الحكم المحلي، ولكن ليس حول المبادئ الأساسية للحكم الرشيد. فبهذه الطريقة، يمكن أن تتحقق الديمقراطية الفاعلة التي تستند إلى اختيار القيادات على أساس الإنجاز والكفاءة وليس على أساس الولاءات الضيقة.
الخطوة التالية في هذا المشروع الطموح هي صياغة هذه المبادئ في دستور جديد وقوانين واضحة تنظم العمل الحزبي، بحيث يتم تجاوز أزمات الماضي والانطلاق نحو مستقبل سياسي مستقر ومزدهر.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • الأونروا: استخدام المساعدات كسلاح في المفاوضات مخالف للقانون الدولي
  • مصطفى بكري: الحكومة الموازية في السودان اعتراف بمخطط التقسيم.. ومصر ترفض ذلك
  • هذا ما وافق عليه لبنان في اعلان وقف اطلاق النار
  • وزير الخارجية: المفاوضات مع أثيوبيا وصلت إلى طريق مسدود
  • إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى
  • أستاذ قانون دولي عن الحكومة الموازية السودانية: تعكس تحديات قانونية وسياسية
  • مصر ترفض محاولات تشكيل حكومة سودانية موازية
  • انتقادات واسعة لترحيب لعمامرة بخارطة طريق أعلنها البرهان
  • مسؤول إسرائيلي: وصول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إلى طريق مسدود
  • الإمارات تدعو الأطراف السودانية للانخراط في محادثات السلام