هل تجعل أجهزة الكمبيوتر الأطفال أكثر ذكاءً أم غباءً؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
باتت أجهزة الكمبيوتر والحواسب اللوحية تأخذ حيزا كبيرا في تعليم الأطفال. وبينما قالت الأمم المتحدة إن 46.7 بالمئة من فصول المدارس الابتدائية في جميع أنحاء العالم لديها إمكانية الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر، تصل تلك النسبة إلى 98 بالمئة في بلدان الاتحاد الأوروبي.
ورغم ذلك، لا يرى جميع الباحثين أن أجهزة الكمبيوتر مفيدة بالفعل في المدارس، فيما يعتبر رالف لانكاو، أستاذ نظرية الإعلام في المعهد العالي للإعلام في أوفنباخ، من بين أكثر الأصوات المعارضة لرقمنة المدارس.
وفي ذلك، قال إن "الحواسب اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة لا تجعل الأطفال أكثر ذكاءً، بل تجعلهم أكثر غباءً، خاصة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات".
ويعد رالف لانكاو واحدا من بين أربعين باحثا في ألمانيا دشنوا عريضة إلكترونية عبر منصة "جمعية التعليم والمعرفة الألمانية" للتعبير عن مخاوفهم بشأن تأثيرات الرقمنة وتقنياتها على نمو الأطفال.
وتطالب العريضة بوقف التحول الرقمي في مرحلتي رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية، أي الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 4 و11 عاما.
وفي مقابلة مع DW، قال لانكاو إن "الهدف ليس حظر التكنولوجيا الرقمية، بل العودة إلى مهمة التدريس. والسؤال الهام هو: ما هو هدف التعليم وكيف يمكن للوسائط التناظرية والرقمية أن تساعدنا على تحقيقه؟ وليس ما هي التكنولوجيا الجديدة المتوفرة وكيف نستخدمها في المدارس؟"
إعادة النظر في رقمنة المدارس
وتأتي العريضة في وقت تتعرض فيه المدارس الألمانية لانتقادات بسبب تخلفها عن ركب الرقمنة، لكن لانكاو وغيره من الأكاديميين يطالبون وزارة التعليم الألمانية بأن تعيد التفكير في كيفية استخدام التكنولوجيا في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية.
وفي ذلك، قال إن نظام التعليم الحالي لا يركز على التعليم والفوائد التربوية للمهارات الاجتماعية، مضيفا: "يجب على المؤسسات التعليمية أن تركز على الطلاب والطالبات وكيف يمكن تطويرهم وفقا لمصالحهم وميولهم الخاصة ليصبحوا جزءا مفيدا في المجتمع".
وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية تتمثل في أن تكنولوجيا المعلومات ودوائر الأعمال والشركات هي التي تحدد ما يحدث في المدارس منذ 40 عاما، في حين ينبغي علينا أن نسأل: ما الذي تحتاجه مدرستكم في المنطقة، فيما يتعلق بالموارد البشرية وربما أيضا ما يتعلق بتكنولوجيا الإعلام؟"
كيف يؤثر الكمبيوتر على نمو الطفل؟
وقد قوبلت المبادرة بالقليل من الفهم من قبل باحثين آخرين. وتعتقد ماريا هاتزيجياني، الخبيرة في شؤون التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والتقنيات الرقمية في جامعة "ويست أتيكا" اليونانية، أن تعليقات لانكاو هي اتجاه قديم "مناهض للتكنولوجيا". وقالت هاتزيجياني لـ DW: "لقد ظل الناس يدلون بمثل التصريحات التي أدلى بها لانكاو حول أجهزة الكمبيوتر منذ تسعينيات القرن الماضي. وفي كل مرة يظهر نوع جديد من التكنولوجيا، يصاب الناس بالذعر. ولقد قال سقراط قبل ما يقرب من 2500 عام، إن تدوين الأشياء يجعلنا ننسى".
يقول خبراء إن التكنولوجيا تساعد في تطوير التعليم بين الأطفال في حالة وجود إشراف جيد من قبل المدرسينيقول خبراء إن التكنولوجيا تساعد في تطوير التعليم بين الأطفال في حالة وجود إشراف جيد من قبل المدرسين
لكن في المقابل، يطرح خبراء تساؤلا مفاده هل تؤثر أجهزة الكمبيوتر سلبا على نمو الأطفال؟ وهل الأمر يمثل مخاوف حقيقية أم أن الأمر يحمل في طياته محاولة من الآباء والأمهات لإبعاد أطفالهم عن شاشات الأجهزة الرقمية؟
بدوره، قال براكاش رانجاناثان، مدير مركز أبحاث الأمن السيبراني بجامعة نورث داكوتا الأمريكية، إن هناك تباينا في الأدلة العلمية حول تأثيرات التقنيات الرقمية على نمو الطفل. وفي مقابلة مع DW، أضاف: "هناك بعض الأدلة على وجود تأثيرات على التطور المعرفي وعدم القدرة على التركيز جراء الإفراط في استخدام الكمبيوتر وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبا على مراحل التعليم، بمعنى إعاقة التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه التأثيرات السلبية قصيرة أم طويلة الأمد".
وفي ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الإفراط في استخدام أجهزة الكمبيوتر يؤثر على الصحة البدنية بسبب السلوكيات التي تنطوي على الجلوس لفترات طويلة، بما في ذلك ارتفاع معدلات السمنة و التسبب في اضطرابات النوم وزيادة معدلات القلق.
ويقول الباحثون إن هذه المخاوف ترتبط بشكل كبير بالإفراط في استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بين الأوساط الشبابية، لكن رانجاناثان شدد على أن هناك حاجة ضرورية إلى إجراء المزيد من الأبحاث للوقوف على حقيقة الأمر.
هل يساعد الكمبيوتر في زيادة نمو الطفل؟
وقال رانجاناثان وهاتزيجياني إن أجهزة الكمبيوتر قد يكون لها تأثيرات إيجابية على نمو الأطفال إذ كشفت أبحاث عن أن وسائل التكنولوجيا الرقمية تعد وسيلة فعالة لتعزيز مهارات القراءة والكتابة والرياضيات والمهارات اليدوية والذاكرة البصرية عند استخدامها في المدارس.
وأضافا أن دراسات كشفت عن أن استخدام الأطفال للتكنولوجيا الرقمية التفاعلية يساعدهم على تعلم اللغات وزيادة تركيزهم مع تقوية ذاكرتهم.
وفي ذلك، قالت هاتزيجياني إن "الروبوتات والبرمجة وتعلم اللغة ومحو الأمية الوظيفية والرياضيات تعد وسائل تساعدنا في الوصول إلى المعلومات لكي نكون مبدعين. إنها تساعد بشكل كبير في تطوير تفكير ما وراء المعرفة".
إشراك الأطفال في التعليم
الجدير بالذكر أن هاتزيجياني تعمل مع الحكومة اليونانية لإنشاء تطبيقات تعليمية رقمية يمكن الاستعانة بها في مرحلة رياض الأطفال، حيث أشارت إلى أن العمل جار لإنشاء منصات تعليمية شاملة تشمل الأطفال والمعلمين وأولياء الأمور.
وأضافت: "يجب أن يكون السؤال الصحيح: كيف يمكننا استخدام التكنولوجيا المناسبة لتطوير التعليم وتحسين التدريس وليس إثارة الخوف من التكنولوجيا؟" وتابعت أنه من المهم للمعلمين أن يعملوا مع الأطفال لخلق حياة رقمية سليمة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: أجهزة الکمبیوتر فی المدارس وفی ذلک على نمو فی ذلک
إقرأ أيضاً:
تحديث جديد لـ Meta AI يجعل التوصيات أكثر تخصيصًا باستخدام بياناتك الشخصية
أعلنت Meta عن تحديث جديد لمساعدها الذكي، Meta AI، يمنحه قدرة محسنة على التذكر واستغلال بيانات المستخدم الشخصية بشكل أعمق لتقديم توصيات أكثر تخصيصًا.
يسمح التحديث الجديد للمساعد بتذكر التفاصيل التي يشاركها المستخدمون أثناء الدردشة الفردية، بالإضافة إلى استخدام نشاطهم السابق على Facebook وInstagram لتخصيص تفاعلاته واقتراحاته.
كيف يعمل تحديث Meta AI الجديد؟
التغيير، الذي سيكون متاحًا مبدئيًا في الولايات المتحدة وكندا، يمكّن Meta AI من تتبع المعلومات التي يشاركها المستخدمون معه، فعلى سبيل المثال، إذا أبلغت المساعد عن حساسيتك تجاه أطعمة معينة أو قيود غذائية أخرى، سيتذكرها لتقديم وصفات تلائم احتياجاتك.
لكن الأمر لا يقتصر على المعلومات الغذائية؛ فالمساعد سيكون قادرًا على تتبع تفاصيل عن حياتك الشخصية وعلاقاتك لتخصيص التفاعلات بشكل أفضل. وفقًا للشركة، يمكن للمستخدمين الاطلاع على الذكريات التي يحتفظ بها Meta AI عنهم وحذف أي تفاصيل غير مرغوبة.
استخدام بيانات النشاط عبر منصات Meta
أحد أبرز جوانب التحديث هو قدرة Meta AI على استخدام بيانات نشاطك عبر Facebook وInstagram، وفقًا لـ Meta، يمكن للمساعد الآن الاستفادة من المعلومات الموجودة في ملفك الشخصي، مثل موقعك واهتماماتك ومقاطع الفيديو التي شاهدتها، لتقديم اقتراحات دقيقة. على سبيل المثال، قد يقترح المساعد أنشطة نهاية الأسبوع بناءً على موقعك أو اهتماماتك المحددة.
توضح Meta أن البيانات التي يتم جمعها تشمل معلومات مثل العمر والجنس والأنشطة السابقة عبر منصاتها، وأشار متحدث باسم Meta إلى أن هذه البيانات تُستخدم لتحسين تجربة الذكاء الاصطناعي وتخصيصها، بما في ذلك استنادًا إلى أنواع الإعلانات والمحتوى الذي يتفاعل معه المستخدم.
تأثيرات أوسع وتنافس عالمي
تأتي هذه التحديثات وسط منافسة محتدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أثارت شعبية DeepSeek، المساعد الصيني الذي يتصدر متجر تطبيقات Apple، ضجة كبيرة في الصناعة. ومع ذلك، اعتبر يان لو كون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في Meta، أن ردود أفعال السوق تجاه DeepSeek "غير مبررة على الإطلاق"، مؤكدًا ثقة الشركة في استراتيجياتها الخاصة.
الخصوصية والتفاعل
تضمن Meta للمستخدمين الشفافية بشأن كيفية استخدام بياناتهم، مع توفير أدوات للتحكم في ما يتذكره Meta AI، يأتي هذا التحديث كجزء من جهود أوسع لتحسين تفاعلات المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي وجعلها أكثر فائدة وشخصية.
كيفية تجربة التحديث
يمكن للمستخدمين في الولايات المتحدة وكندا البدء باستخدام هذه الميزات الجديدة على Meta AI، مع إتاحة خيارات التحكم في الخصوصية من خلال إعدادات التطبيقات.
تهدف Meta إلى تعزيز اعتماد مساعدها الذكي في الحياة اليومية للمستخدمين، مما يضعها في موقع منافسة قوي في عالم الذكاء الاصطناعي.