لجريدة عمان:
2025-04-28@05:25:03 GMT

تندوف.. عمائرُ من حجر وطين تروي حكايا الغابرين

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

تندوف.. عمائرُ من حجر وطين تروي حكايا الغابرين

الجزائر - العُمانية: يُرجعُ العديدُ من المؤرّخين نشأة مدينة تندوف، في أقصى الجنوب الغربي للجزائر، إلى حوالي القرن العاشر الهجري، الموافق للقرن السادس عشر الميلادي.

ويعود أصل تسمية هذه المدينة، التي تبعد عن العاصمة الجزائر بأكثر من 2000 كيلومتر، بحسب المؤرّخ أبو عبيد البكري (تـ487 هـ/ 1094م)، في كتابه «مسالك وممالك»، إلى كلمة (تيندفوس)؛ نسبة إلى آبار حفرها المسافرون، غير أنّها سرعان ما كانت تزول وتندثر، ومن ثمّ أصبحت تندوف حاضرة من حواضر العلم والفكر من خلال دور الزوايا والكتاتيب القرآنية التي كانت تنشر تعاليم الدين الإسلامي.

ويُشير إبراهيم حركات، وهو باحثٌ في تاريخ تندوف، إلى أنّ هذه المنطقة مثّلت مركزًا صحراويًّا حفر به المسافرون عدة آبار لتزويد القوافل التجارية بالمياه، لكنّ معظمها طاله الجفاف، ولا تزال آثار جزء من تلك الآبار بسبخة تندوف الكبيرة، وهذا ما يُؤكّده أيضًا ما ذهب إليه بعض المؤرّخين في شأن تسمية تندوف الحالية التي أرجعوها إلى اجتماع كلمتين هما «تن» (باللّهجة التارقية)؛ وتعني الينبوع أو العين، و«دوف»؛ التي تعني غزارة تدفق المياه من العين. وتستمدُّ مدينة تندوف أهميّتها التاريخيّة من كونها ظلّت تُشكّل همزة وصل بين مختلف مناطق غرب إفريقيا ودول مغاربية عديدة عن طريق القوافل التجارية التي كانت تعبرُ الصحراء محمّلة بالملح ومختلف الأدوات المستعملة في الحياة اليومية لدى السكان آنذاك.

وقد تميّزت مساكن تندوف القديمة بالبساطة، كونها بُنيت بمادة الركز؛ وهو الأرض المدكوكة، كما هو الحال بالنسبة لقصبات تندوف القديمة، وأبرزُها قصبة أهل العبد بحي الرماضين، وقصبة أهل بلعمش بحي موساني العتيق، أو دار الديماني الوسري بحي القصابي؛ ولهذا تأخذ مباني تندوف القديمة لون التربة التي صُنعت منها مواد البناء، وهو اللّون البُنّي، كما تمّ الاعتماد على بعض أنواع الحجارة المتوفرة بالمنطقة لإنشاء مختلف العمائر، كالبيوت، والمساجد التي لم تُعرف بكثرة الزخارف، ولم يتمّ الإفراط في تزويدها بالنوافذ والأبواب إلا بالقدر الذي تتطلّبُه الحاجة إلى ذلك، وعادة ما كانت النوافذ تأخذ شكلًا مربّعًا أو مستديرًا من دون تزويق ولا تنميق.

وقد تمّ إعادة ترميم العديد من تلك المباني مع المحافظة على الجوانب المعمارية التي بُنيت بها في أوّل الأمر، في حين تنتظر بعض العمائر الأخرى دورها في إعادة التهيئة والترميم لتعود إليها الحياة من جديد.

ومن أقدم المعالم التاريخيّة التي تضمُّها تندوف قصبة أهل بلعمش وبها زاوية بلعمش، والمسجد العتيق، وضريح محمد المختار بلعمش، وهو الأب الروحي للزاوية ومؤسّسها خلال القرن الـ13 الهجري، فضلًا عن قصبة أهل العبد التي تعرف بالدويرية، وتضمُّ مجموعة قصور، ومسجدًا، ومدرسة قرآنية، وبعض المنازل العتيقة ذات التصميم المتميّز، بالإضافة إلى دار الديماني، ودار السنهوري؛ وهي كلُّها مبانٍ عتيقة تتوفّر على كنوز من المخطوطات التي تحفظ ذاكرة تندوف.

وقد عُرفت مدينة تندوف بموقعها وسط واحة من النخيل؛ وهي الواحة التي اندثر كثيرٌ من نخيلها بفعل العوامل الطبيعيّة، في حين بقي بعضُها الآخر على جنبات المدينة القديمة يُصارع الطبيعة.

من جهة أخرى، تشير الكثيرُ من الآثار إلى أنّ تندوف منطقة ضاربة في عمق التاريخ، إذ تُثبت عدّة شواهد وجود آثار تركها الإنسان القديم، أبرزُها النقوش الصخرية المنتشرة بعدة أماكن، كالصفيات، ومنطقة النوامر، وهضبة أم الطوابع التي بها نقوش صخرية، وقواقع بحرية، وغيرها من الشواهد.

ومع مرور الزمن، تحوّلت تندوف إلى معبر للقوافل، وملتقى للثقافات، وصارت مجالًا واسعًا للتبادلات التجارية العابرة للجنوب الغربي، سواء أكانت قادمة أو متوجّهة نحو موريتانيا أو المغرب الأقصى، ومالي، وبذلك حافظت على مكانتها التجارية والاقتصادية، إضافة إلى بُعدها الإفريقي من خلال سوق المقار التاريخي الذي كان فرصة لتلاقي التُجّار من موريتانيا، ومالي، والنيجر، والمغرب لتبادل السلع إذ انتعشت يومئذ تجارة المقايضة بشكل سريع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ة التی

إقرأ أيضاً:

صور جنسية لها وصلتها وهي جالسة.. فتاة تروي لـCNN قصة صادمة عن التزييف العميق

(CNN)-- كانت روما تتناول غداءها في يوم صيفي من عام 2021 عندما بدأ هاتفها ينهمر بإرسال إشعارات، وعندما فتحت الرسائل، كانت مُدمرة. كانت صور وجهها مأخوذة من مواقع التواصل الاجتماعي ومُعدّلة على أجساد عارية، وتشاركها عشرات المستخدمين في غرفة دردشة على تطبيق تيليغرام.

وكانت التعليقات في لقطات الشاشة لغرفة الدردشة مُهينة وبذيئة - وكذلك رسائل المرسل المجهول الذي بعث لها الصور مع كتابة: "أليس هذا مُضحكًا؟... أن تُشاهدي فيديو جنسيًا خاصًا بكِ، أخبريني أنكِ تستمتعين بهذا حقًا".

وتصاعدت المضايقات إلى تهديدات بمشاركة الصور على نطاق أوسع، وسخرية من أن الشرطة لن تتمكن من العثور على الجناة، بدا أن المُرسِل يعرف بياناتها الشخصية، لكن لم يكن لديها طريقة لتحديد هويته.

وقالت روما، التي اختارت CNNهذا الاسم المستعار لها حفاظًا على خصوصيتها وسلامتها: "لقد أُمطرتُ بكل هذه الصور التي لم أتخيلها في حياتي".

وفي حين أن الإباحية الانتقامية - أي المشاركة غير الرضائية للصور الجنسية - موجودة منذ زمن طويل تقريبًا كزمن الإنترنت، فإن انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي يعني إمكانية استهداف أي شخص بصور مزيفة عميقة، حتى لو لم يلتقط أو يرسل صورة عارية.

وشهدت كوريا الجنوبية مؤخرًا تاريخًا حافلًا بالجرائم الجنسية الرقمية، بدءًا من الكاميرات الخفية في المرافق العامة ووصولًا إلى غرف دردشة تيليغرام حيث أُجبرت النساء والفتيات على نشر محتوى جنسي مهين وابتزازهن.

ولكن تقنية التزييف العميق تُشكل الآن تهديدًا جديدًا، وتتفاقم الأزمة بشكل خاص في المدارس. فبين يناير وأوائل نوفمبر من العام الماضي، أفاد أكثر من 900 طالب ومعلم وموظف في المدارس أنهم وقعوا ضحايا لجرائم التزييف العميق، وفقًا لبيانات وزارة التعليم في البلاد. ولا تشمل هذه الأرقام الجامعات، التي شهدت أيضًا موجة من هجمات التزييف العميق.

واستجابةً لذلك، شكلت الوزارة فريق عمل للطوارئ. وفي سبتمبر/ أيلول، أقرّ المشرعون تعديلاً يُجرّم حيازة ومشاهدة صور إباحية مُزيّفة بعمق بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أو غرامة تصل إلى 30 مليون وون (أكثر من 20 ألف دولار أمريكي).

وحثّت وكالة الشرطة الوطنية في كوريا الجنوبية ضباطها على "أخذ زمام المبادرة في القضاء التام على جرائم التزييف العميق الجنسية"، لكن من بين 964 قضية جرائم جنسية متعلقة بالتزييف العميق أُبلغ عنها بين يناير وأكتوبر من العام الماضي، اعتقلت الشرطة 23 شخصًا، وفقًا لبيان صادر عن شرطة سيول الوطنية.

وصرح النائب كيم نام هي لشبكة CNN بأن "التحقيقات والعقوبات كانت سلبية للغاية حتى الآن". لذا، يُجري بعض الضحايا، مثل روما، تحقيقاتهم الخاصة.

وأصبحت عقوبة إنتاج وتوزيع صور إباحية مُزيّفة بعمق دون موافقة الطرفين 7 سنوات سجناً كحد أقصى، بدلاً من خمس سنوات.

الضحايا يتحركون

كانت روما طالبة جامعية تبلغ من العمر 27 عامًا عندما بدأ كابوسها. عندما توجهت إلى الشرطة، أخبروها أنهم سيطلبون معلومات المستخدم من تيليغرام، لكنهم حذروها من أن المنصة معروفة برفضها مشاركة هذه البيانات، على حد قولها.

وكانت روما طالبة منفتحة تستمتع بالدراسة والحياة الاجتماعية النشطة، وقالت إن الحادثة غيّرت حياتها تمامًا، مضيفة: "لقد حطمت معتقداتي عن العالم.. إن استخدامهم لمثل هذه الصور المبتذلة والخشنة لإهانتك وانتهاكك إلى هذا الحد يُلحق بك ضررًا بالغًا لا رجعة فيه"، وقررت التحرك بعد أن علمت أن التحقيقات في بلاغات طلاب آخرين قد انتهت بعد أشهر قليلة، حيث أشارت الشرطة إلى صعوبة تحديد هوية المشتبه بهم.

وطلبت روما وزملاؤها الطلاب المساعدة من وون إيون جي، الناشطة التي اكتسبت شهرة وطنية لكشفها أكبر مجموعة جرائم جنسية رقمية في كوريا الجنوبية على تيليغرام عام 2020.

وافقت وون على المساعدة، فأنشأت حسابًا مزيفًا على تيليغرام، وانتحلت صفة رجل في الثلاثينيات من عمره للتسلل إلى غرفة الدردشة التي انتشرت فيها الصور المزيفة. أمضت ما يقرب من عامين في جمع المعلومات بعناية والتواصل مع مستخدمين آخرين، قبل أن تنسق مع الشرطة للمساعدة في تنفيذ عملية سرية.

عندما واجهت الشرطة المشتبه به، أرسلت له وون رسالة على تيليغرام. رن هاتفه - لقد تم القبض عليه.

أُلقي القبض على طالبين سابقين من جامعة سيول الوطنية المرموقة في مايو الماضي. حُكم على الجاني الرئيسي بالسجن 9 سنوات بتهمة إنتاج وتوزيع مواد استغلال جنسي، بينما حُكم على شريكه بالسجن 3.5 سنوات.

وأفادت الشرطة لشبكة CNN أن التحقيقات الإضافية كشفت عن هوية 61 ضحية على الأقل، من بينهم 12 طالبة حالية وسابقًا في جامعة سيول الوطنية. وفي إحاطة إعلامية عقب الحادث، قالت جامعة سيول الوطنية: "ستعزز الجامعة برامج التثقيف الوقائي لرفع مستوى الوعي بين أعضائها بشأن الجرائم الجنسية الرقمية، وستبذل قصارى جهدها لحماية الضحايا ومنع تكرارها".

وتنص مقتطفات من الحكم نشرها محامو روما على أن "المواد الفاضحة المزيفة التي أنتجها الجاني مقززة، والمحادثات التي دارت حولها صادمة... لقد استهدفوا الضحايا كما لو كانوا يصطادون فريسة، وأهانوا الضحايا جنسيًا وحطموا كرامتهم باستخدام صور من حفلات التخرج وحفلات الزفاف والتجمعات العائلية".

وتعليقًا على الحكم، قالت روما لشبكة CNN: "لم أتوقع أن يتوافق الحكم تمامًا مع طلب الادعاء. أنا سعيد، لكن هذه ليست سوى المحاكمة الأولى. لا أشعر بالارتياح التام بعد".

ويشار إلى أن قضية روما ليست سوى واحدة من آلاف القضايا في جميع أنحاء كوريا الجنوبية - وبعض الضحايا لم يتلقوا مساعدة من الشرطة.

مقالات مشابهة

  • برج الميزان .. حظك اليوم الاثنين 28 أبريل 2025: حل الخلافات القديمة
  • تندوف.. حجز كمية معتبرة من المخدرات
  • الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة
  • 11.9 مليون ملف تعريفي تروي قصصاً لإنقاذ المرضى
  • مواجهات مسلحة وتبادل عشوائي لإطلاق النار في مخيمات تندوف
  • صور جنسية لها وصلتها وهي جالسة.. فتاة تروي لـCNN قصة صادمة عن التزييف العميق
  • أخصائية نفسية تروي أغرب قصة طلاق بسبب البلاي ستيشن .. فيديو
  • ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
  • فتاة تروي العنف الذي تعرضت له من زوجها بسبب الميراث.. فيديو
  • عباس 36 في عرضين بالأردن.. قصة بيت فلسطيني تروي النكبة والتهجير