استعانت حركة حماس بـ"جواسيس" داخل إسرائيل خلال الهجوم الذي نفذته في غلاف غزة في السابع من شهر أكتوبر الماضي، بحسب وثائق اطلعت عليها صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وكانت الحركة المصنفة على قوائم الإرهاب في أميركا ودول أوروبية قد انخرطت في التخطيط للهجوم على مدى سنوات، وفي إطار ذلك رسمت خرائط تفصيلية "بمساعدة جواسيس" داخل إسرائيل قبل هجوم 7 أكتوبر.

وتضيف الصحيفة أن "هذه المعلومات توصل إليها الجيش الإسرائيلي بعد فحص كميات هائلة من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والوثائق التي تم الاستيلاء عليها من مسلحين في ساحة المعركة وفي غزة".

ومن أجل الغوص في الوثائق المكتوبة باللغة العربية وفك رموز ملايين البيانات الإلكترونية أعادت إسرائيل بعد 7 أكتوبر تفعيل وحدة تسمى "عمشات" (اختصار لقسم استعادة الوثائق والمعدات التقنية للعدو).

وقال ضابط إسرائيلي كبير إن هدف "عمشات" هو فهم "خطط حماس الهجومية والدفاعية" والحصول على معلومات استخباراتية عملياتية وفهم عقيدتها بشكل أفضل.

وتؤكد أحدث المعلومات التي تم الكشف عنها "مدى ضآلة فهم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية القوية لقدرات حماس قبل الهجوم والكم الهائل من العلامات أو القرائن التي تم تجاهلها"، وفق "الغارديان".

وفي غضون ذلك ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي أن المسؤولين الإسرائيليين اطلعوا على خطة معركة مكونة من 40 صفحة لهجوم حماس النهائي، ولكن تم رفضها باعتبارها صعبة للغاية على حماس لتنفيذها. 

كما تم تجاهل تحذيرات مراقبي الجيش الإسرائيلي، ومعظمهم من النساء، بأن مقاتلي حماس كانوا يتدربون علنا استعدادا لهجوم.

ومن بين الوثائق التي تم العثور عليها كانت هناك خريطة شاملة لقاعدة عسكرية إسرائيلية، يمكن القول إنها أكثر تفصيلا مما كان مطلوبا من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي نفسه.

وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي لـ"الغارديان" إن تجميع مثل هذه الخريطة لم يكن من الممكن أن يتم إلا باستخدام "معرفة داخلية"، ومن شبه المؤكد أنها "من جاسوس لحماس".

وشارك ما يقدر بنحو 3000 من مقاتلي حماس في الهجوم عبر الحدود، لكن الرد العسكري الإسرائيلي كان بطيئا للغاية، لدرجة أن الجيش استغرق في بعض الحالات عدة ساعات للرد، بينما ظل بعض مقاتلي حماس طلقاء لعدة أيام، حسب الصحيفة البريطانية.

وعُرضت على الصحفيين مجموعة واسعة من الوثائق والأشياء الأخرى التي تم الاستيلاء عليها من حماس يوم الاثنين، بالإضافة إلى مجموعة قليلة من الوثائق التي تم نشرها علنا.

وطُلب أيضا من المراسلين عدم وصف المواد  بدقة شديدة، مع حذف معلومات مثل المواقع، لأسباب أمنية تشغيلية.

وتوضح "الغارديان" أن إحدى الوثائق التي تم نشرها كانت مكتوبة بخط اليد في الأصل، ولكن تم استعادتها من جهاز كمبيوتر محمول. 

وتتضمن تفاصيل خطة للاستيلاء على موقع قيادة للجيش الإسرائيلي بالقرب من السياج الحدودي لغزة مع فرقتين من الجنود، مع إدراج أسلحتهم وأدوارهم، وتحتوي على خريطة مرسومة بعناية للموقع المستهدف.

ويبدو أن وثائق أخرى، تم نشرها أيضا، تثبت أن حماس رأت قيمة في احتجاز الرهائن.

كما أوصت بعض الوثائق بأن يستخدم مقاتلو حماس قائمة عبارات من الكلمات العبرية، المترجمة صوتيا من الكلمات العربية. 

وتشمل نسخ القوائم التي تم انتشالها، التي نشرتها إسرائيل يوم الاثنين، ترجمات لعبارة "ارفع يديك وافرد رجليك" و"اخلع ملابسك".

واندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية وخلف أكثر من 1200 قتيل، معظمهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس، وقصفت قطاع غزة بلا هوادة حتى دخلت الهدنة حيز التنفيذ. ووفق حكومة حماس، قُتل في غزة أكثر من 15 ألف شخص، بينهم أكثر من ستة آلاف طفل.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

أمريكا تكشف نوع القنابل التي استخدمتها إسرائيل لاغتيال نصر الله

كشف عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي أن القنابل التي استخدمتها إسرائيل بالغارات التي أسفرت عن اغتيال أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله كانت قنابل موجهة أمريكية الصنع من طراز"مارك 84".

الأمن القومي بالبيت الأبيض: دعم أمريكا لأمن إسرائيل صلب ولن يتغير رئيس إيران: أمريكا لا يمكنها التنصل من التواطؤ مع الاحتلال في عملية اغتيال نصر الله


وبحسب “روسيا اليوم”، قال مارك كيلي رئيس لجنة الشؤون الجوية الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" اليوم الأحد في أول تصريح أمريكي عن نوع السلاح المستخدم في الهجوم: "استخدمت إسرائيل القنبلة (مارك 84) زنة ألفي رطل (900 كيلوغرام)".
وأضاف كيلي: "نرصد تزايد استخدام الذخائر الموجهة، ذخائر الهجوم المباشر المشترك، ونواصل توفير هذه الأسلحة.. تلك القنبلة التي تزن ألفي رطل والتي استخدمت لتصفية نصر الله هي قنبلة من طراز (مارك 84)".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن "طائرات من السرب 69 أسقطت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن الواحدة منها طنا، في عملية اغتيال نصر الله".

ونعى "حزب الله" اللبناني أمس السبت أمينه العام حسن نصر الله الذي أعلنت إسرائيل عن اغتياله خلال غازة عنيفة استهدفت يوم الجمعة الماضي الضاحية الجنوبية في بيروت.

وحسب مصادر طبية وأمنية، لم يتم العثور على أي إصابات في جثمان نصر الله، التي أعلن اليوم الأحد عن انتشاله من تحت الأنقاض بمكان اغتياله، ويبدو أن الوفاة كانت جراء قوة الانفجار.
يذكر أن القنبلة "إم كيه 84" (MK84) وتعرف أيضا بـ"مارك 84"، سميت بـ"المطرقة" للضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها.

وتزن القنبلة حوالي ألفي رطل (900 كيلوغرام تقريبا) وهي قنبلة موجهة لها رأس حربية متفجرة، قادرة على إحداث حفرة عرضها 15 مترا وعمقها 11 مترا، وتخترق حتى 38 سم من المعدن أو 3.3 مترا من الخرسانة.
وسبق للقوات الجوية الإسرائيلية استخدام قنابل من هذا النوع في الهجوم على المفاعل النووي العراقي في 7 يونيو 1981.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عدد الصواريخ التي أطلقتها على إسرائيل
  • بايدن: ندعم إسرائيل بالكامل بعد الهجوم الإيراني عليها
  • تفاصيل المواقع التي استهدفتها صواريخ إيران في إسرائيل
  • "نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل عن الهجوم الإيراني المرتقب على إسرائيل
  • بينهم مدير الجنسية والجوازات.. قوائم بأسماء المشمولين بإجراءات هيئة المساءلة والعدالة (وثائق)
  • عاجل - مجازر الاحتلال مستمرة في بيروت.. غارة جديدة تستهدف قيادي بحزب الله (تفاصيل)
  • الإسكان تكشف تفاصيل جديدة إلغاء اشتراطات البناء (فيديو)
  • أمريكا تكشف نوع القنابل التي استخدمتها إسرائيل لاغتيال نصر الله
  • تفاصيل جديدة في واقعة العثور على سحر اللاعب مؤمن زكريا
  • تفاصيل جديدة تكشف للمرة الأولى عن عملية الاغتيال .. جاسوس إيراني سلّم نصرالله لـ إسرائيل!