الدوحة – فوض المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي، وزراء الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة، مرحبا بالجهود التي تقوم بها لجنة وزراء الداخلية حيال هذا الأمر، وذلك وفق ما جاء في البيان الختامي الصادر عن اجتماع قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد بالدوحة اليوم.

ووفقا لنظام التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة، سيكون بإمكان من يحصل على تأشيرة دخول أو إقامة في إحدى دول مجلس التعاون الست، أن يدخل باقي الدول بالتأشيرة نفسها، وذلك على غرار تأشيرة شينغن التي تربط دول الاتحاد الأوروبي ببعضها البعض.

وترأس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعمال القمة الخليجية 44 التي عقدت اليوم الثلاثاء في الدوحة، والتي استعرضت تطورات ما تم إنجازه من خطوات لتحقيق التكامل بين دول المجلس وأبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي كان في مقدمتها الوضع في قطاع غزة.

وكان وزراء الداخلية دول مجلس التعاون الخليجي قد اعتمدوا مشروع التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة خلال الاجتماع الـ(40) الذي عقد في العاصمة العمانية مسقط في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على أن يتم التطبيق وفق برنامج زمني محدد، وذلك بهدف الإسهام في تسهيل وانسيابية تنقل المقيمين والسياح بين دول المجلس الست.

وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي قد أكد أن مشروع التأشيرة السياحية الخليجية الموحد، إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات مجلس التعاون، في ظل توجيهات قادة دول المجلس الذين أولوا اهتمامهم لمنجزات للتعاون الأمني الخليجي.

⬅️ #قمة_الدوحة تقر التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة

⭕️ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في حوار مع الشرق
أجراه الأستاذ جابر الحرمي رئيس التحرير @jaberalharmi pic.twitter.com/A4WYfGVJjn

— صحيفة الشرق – قطر (@alsharq_portal) December 3, 2023

مواكبة التطور

وقال أستاذ القانون الدولي بجامعة قطر ناصر العذبة إن التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة لا شك أنها تواكب التطور الذي تشهده دول الخليج وتعد ضرورة حتمية لمواصلة النهضة والحداثة التي تسير بها جميع دول الخليج.

وأضاف العذبة في حديث للجزيرة نت، أن وجود الكثير من الكفاءات في دول الخليج وتنقلها بين هذه الدول بأريحية يجعل هذه الكفاءات تقوي من اقتصاد الخليج كوحدة واحدة وليس كوحدات متعددة، ومن هنا تأتي أهمية تسجيل هذا التنقل الذي تساعد التأشيرة الجديدة فيه.

وأفاد المتحدث ذاته بأن الكثير من الشركات في دول الخليج تستطيع أن تتحول من شركات محلية داخل الدول التي تعمل بها إلى شركات خليجية دولية بسهولة، حيث يمكن لمدير شركة في السعودية على سبيل المثال أن ينتقل بسهولة إلى دولة أخرى لإنهاء الأعمال بنفسه وهو ما يسهل من تسريع الاستثمارات والدفع نحو التوسع في افتتاح فروع للشركات المحلية خارج إطار عملها داخل دولتها ومن ثم تتحول هذه الشركات من محلية إلى دولية وإقليمية وربما مستقبلا عربية وعالمية.

وأوضح أن التأشيرة الموحدة لها تأثير إيجابي كبير خاصة على القطاع السياحي ومن ثم الاقتصاد بشكل عام، مؤكدا أن التكامل الاقتصادي يحتاج إلى هذه الخطوة ولكن في إطار ضوابط معينة.

وحدد العذبة هذه الضوابط بحصر منح هذه التأشيرة لأصحاب رواتب محددة ووظائف معينة، وأن يرتبط إصدارها بصحيفة الحالة الجنائية لمن يريدها، بحيث تكون الصحيفة بيضاء لضمان عدم هروب أي شخص أو ارتكاب أي مخالفات قانونية خلال التنقل من دولة لأخرى.

عاجل | #قمة_الدوحة: تفويض وزراء الداخلية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ التأشيرة الخليجية الموحدة https://t.co/g5jY4YUGk8

— الراي (@AlraiMediaGroup) December 5, 2023

مزايا اقتصادية

الخبير الاقتصادي عبد الرحيم الهور يؤكد للجزيرة نت أن مزايا التأشيرة الموحدة كثيرة، لافتا إلى أن فتح المناطق الجغرافية في الإقليم الواحد يعد خطوة كبيرة ومهمة في تعزيز المحاور الرئيسية للمكون الشمولي للمنطقة.

وأوضح أن هذا الأمر يعني عدة محاور، أولها تعزيز النشاط الاقتصادي بكافة مكوناته، السياحي والتجارة البينية، وفرصة فتح أسواق للمشاريع الجديدة وتعزيز كفاءة التشغيل للقوى العاملة في المنطقة، وتوحيد التشريعات والقوانين المنظمة سواء للسياحة أو النقل أو التعليم أو الاتصالات.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أهمية أن تكون هذه الخطوة بداية لتوسيع نطاق التأشيرة المشتركة في دول مجاورة لتعزيز المفاهيم نفسها وتحقيق الفوائد ذاتها، مستشهدا بالتجربة الأوروبية التي حققت نتائج إيجابية كبيرة بعد استحداث تأشيرة الشينغن التي عادت بالنفع على كل المستويات.

ولفت الهور، في السياق ذاته، إلى أن الفائدة الاستثنائية لخصوصية دول الخليج تكمن في أنها دول متعددة الجنسيات من القوى العاملة، وبالتالي فتح باب التنقل للمقيمين سيشكل الحجم الأكبر للتنقل والاستثمار والسياحة والاستهلاك في آن واحد، فالتنقل إلى مكان جديد يفتح فرص لتشغيل الفنادق والمواصلات والأسواق التجارية، وهو بالطبع منفعة كبيرة للبلد الذي يستقبل هؤلاء الزائرين.

ولم يستبعد الهور وجود سلبيات للنظام الجديد، ولكنه أكد أنها لا تقارن بحجم المنافع والإيجابيات التي ستتحقق نتيجة للنظام الجديد، ونبه لإمكانية وجود تحديات أمنية لدول الخليج لضبط الأمور فيما يتعلق بمنع انتشار الجريمة المنظمة وغسل الاموال والمخدرات وغيرها، مشيرا لمواكبة ذلك بتشريعات وتنظيمات حاكمة لضمان نجاح النظام الجديد.

قمة الدوحة تصادق على قرارات وزراء الداخلية في اجتماعهم في 8 نوفمبر الماضي وتؤكد على أهمية تعزيز العمل الأمني المشترك

• القادة رحبوا بجهود لجنة وزراء الداخلية حيال التأشيرة الخليجية الموحدة واعتماد ما تم التوصل إليه وتفويض وزراء الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ pic.twitter.com/OJkofOos24

— كويت نيوز (@KuwaitNews) December 5, 2023

ضوابط التنفيذ

وأضاف الهور أن أبرز مزايا النظام الجديد هو سهولة حركة الأشخاص مما يترتب عليه زيادة محتملة في الأنشطة السياحية بجميع دول المنطقة وبالتالي توفير فوائد اقتصادية كثيرة وزيادة التعاون بين دول المجلس.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن النظام الجديد يتطلب التركيز على ضوابط التنفيذ بحيث تضمن خصوصية البيانات في جميع أنحاء دول المجلس، مؤكدا أن كيفية التنفيذ تتطلب التنسيق التام بين الدول بما يكفل حماية النظم والقوانين المحلية لكل دولة ويضمن إمكانية قيام أي دولة بوضع شروط إضافية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجلس التعاون الخلیجی التأشیرة الخلیجیة الخلیجیة الموحدة دول مجلس التعاون وزراء الداخلیة دول المجلس دول الخلیج

إقرأ أيضاً:

"برازيل الخليج" حقق المهم.. وتبقّى الأهم!

 

 

أحمد السلماني

 

بروح قتالية لا تلين وعقلية تكتيكية متزنة، عاد منتخب السلاطين من العاصمة الكورية الجنوبية سول بنقطة ثمينة، وضعته في موقف جيد في سباق التأهل، وأكد أن هذا الجيل قادر على تحقيق الحلم الكبير، لم يكن التعادل مع الشمشون الكوري مجرد نقطة؛ بل كان درسًا في العزيمة والانضباط، ورسالة واضحة بأن برازيل الخليج لم يعد مجرد منافس عابر، بل فريق يُحسب له ألف حساب في القارة الصفراء.

المدرب الوطني رشيد جابر خطّط ورسم لوحة تكتيكية عبقرية، حيث لعب المنتخب بأسلوب متوازن رغم تلقيه هدفًا في نهاية الشوط الأول، لكنه لم ينجرف وراء التسرع، بل حافظ على انضباطه الانفعالي والتكتيكي، حتى نجح في خطف هدف التعادل في الدقائق العشر الأخيرة، بل وكان بالإمكان تحقيق الفوز لو استغل الأحمر الفرص المتاحة في اللحظات الأخيرة، بعد أن أُجبر المنتخب الكوري على فقدان أعصابه وفقدان الحلول الهجومية، مكتفيًا بالاستحواذ السلبي دون تهديد حقيقي لمرمى صاحب القلب الشجاع إبراهيم المخيني، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته بتصديات حاسمة أعطت زملاءه الثقة للاستمرار في القتال حتى النهاية.

الخطة التي اعتمدها الأحمر الكبير لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت بعد دراسة دقيقة لنقاط قوة وضعف المنتخب الكوري، الوطني رشيد جابر، ومعه جهازه المعاون، أثبتوا أنهم يعرفون تمامًا كيف يوظفون اللاعبين بشكل مثالي، من خلال الجمع بين صلابة الدفاع والسرعة في التحولات الهجومية، مما أربك دفاعات كوريا التي لم تستطع مجاراة الإيقاع العماني المهاري والسريع، الأهم من ذلك، أن الجهاز الفني بات لديه تصور واضح حول العناصر القادرة على تنفيذ هذا النهج بفاعلية، سواء في التشكيل الأساسي أو من خلال البدلاء الذين صنعوا الفارق في الشوط الثاني.

التعادل مع كوريا في عقر دارها نتيجة إيجابية تُحسب لهذا الجيل، لكنها ليست سوى خطوة على الطريق، فالمهمة القادمة ستكون أكثر صعوبة، بعد أن ارتفع سقف الطموحات وأصبحت كل الفرق تتعامل مع منتخب السلاطين بحذر مضاعف، المواجهة القادمة أمام الكويت لن تكون سهلة، فالمنتخب الكويتي ظهر بمستوى مميز وأجبر العراق على التعادل في مباراة مثيرة، وهو منتخب يملك عناصر شابة وطموحة تسعى لإثبات نفسها. هنا تكمن التحديات الحقيقية، فبعد أن تجاوزنا واحدًا من أقوى منتخبات القارة، علينا أن نثبت أن هذا الأداء لم يكن استثناءً؛ بل هو امتداد للعروض اللافتة في كأس الخليج والقاعدة التي سنبني عليها المرحلة المقبلة.

نتحسر بلا شك على خسارتنا أمام العراق في مواجهتين كنا الطرف الأفضل فيهما، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج، والأخطاء الإدارية التي وقع فيها اتحاد الكرة والتدخلات غير المسؤولة من سماسرة المصالح الضيقة كانت كفيلة بأن تجعل منتخبنا يدفع الثمن. ومع ذلك، لا يزال برازيل الخليج هو المنتخب الخليجي الأكثر إمتاعًا والأفضل فنيًا، لكنه بحاجة إلى أن يكون أكثر جرأة، وأقل احترامًا للخصوم عندما تلوح أمامه فرصة حسم المباريات لصالحه.

 

لرشيد جابر نقول: المهمة القادمة ليست سهلة، لكنك أثبت أن بعقل مدبر وبخليط من الشباب المتعطش والمتسلح بحب الوطن، يمكننا تجاوز أي تحدٍ. الطريق إلى التأهل يمر عبر الكويت ثم الأردن وفلسطين، وما دمنا نملك روح التحدي، فإن المستحيل ليس في قاموسنا. علينا أن نخدم أنفسنا بأنفسنا، ولا نعتمد على حسابات الآخرين، بل نجتهد ونؤمن بأن التوفيق حليف من يعطي كل ما لديه فوق المستطيل الأخضر.

أما إلى الإعلام الرياضي، فنقول: قل خيرًا أو اصمت. لا داعي لتضخيم قوة الخصوم إلى حد بث الرعب في نفوس اللاعبين، ولا معنى لتثبيط عزائم المنتخب وزرع التشاؤم قبل كل مباراة. النقد البناء مُرحَّب به، لكن دسّ السم في العسل والتقليل من الإنجازات هو سلوك من لا يريد الخير للكرة العمانية. ما قدمه الأحمر أمام كوريا هو نموذج للفخر والاعتزاز، ويجب أن يكون دافعًا لمزيد من العمل لتحقيق الهدف الأكبر.

المرحلة المقبلة تحتاج إلى الإيمان بقدراتنا والثقة والالتزام، فلا يزال الحريق أمام الأحمر الكبير طريق طويلًا، لكن هذا الجيل أثبت أنه قادر على كتابة التاريخ، فقط إن صدّق الجميع بأن منتخب السلاطين يملك كل المقومات ليكون رقماً صعباً في القارة الآسيوية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • آية في القرآن من دعا الله بها لا ترد دعوته أبدًا.. تعرف عليها
  • تدخل عاجل ينقذ حياة معتمر ليبي بمستشفى النور التخصصي في مكة
  • ماذا تعني توبة سلك أو التعايشي أو النور حمد أو برمة ناصر أو عرمان؟!
  • القنصلية المصرية تحدد شروط منح التأشيرة للسودانيين وتكشف عن المستندات المطلوبة
  • هل تتّجه إيران للتعامل مع الحوثيين على غرار حزب الله بعد تهديدات ترامب؟
  • "برازيل الخليج" حقق المهم.. وتبقّى الأهم!
  • مدبولي: نحرص على المتابعة الدورية لجهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة
  • في عيد الأم.. الفنانة سيرين عبد النور تنشر صورة تجمعها بوالدتها الراحلة
  • إعلان نتائج مسابقة النور لعلوم القرآن الكريم بنزوى
  • ابنة سيرين عبد النور تعبر عن انزعاجها: معلماتي يفضلنني بسبب شهرة أمي .. فيديو