مصر بحاجة في هذه الظروف إلى قائد قوى
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
في ظل التهديدات الصهيونية بغزة بدأت انتخابات الرئاسة المصرية، بالخارج حيث يتوجه المصريون إلى صناديق الاقتراع من أجل تجديد الثقة فى القائد عبدالفتاح السيسى، البعض لم يدرك لماذا يخرج المصريون للتجديد للسيسى، ليست انتخابات رئاسة معهودة، لكنها اعتراف بالجميل للقائد الذى خلصهم من نير «الاحتلال الإخوانى»، وموقف فى الحشا المصرى متوارث من ١٧٨٠ قبل الميلاد حينما احتل الهكسوس مصر وحررهم أحمس حتى ٢٠١٣م، حينما حرر السيسى المصريين من الطغمة الإخوانية الإرهابية، ٣٧٩٣ عاما اختزنت الذاكرة المصرية البحث عن القائد، لما عاشوه من احتلالات، ٩٣٥ ق.
منذ تأسيس الدولة الحديثة ١٨٠٤ حتى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ شهدت مصر ست ثورات، فى ١٨٠٤ بقيادة عمر مكرم، كانت تلك الثورة التى أعلنت عن أول وثيقة دستورية فى الشرق حينذاك، والرابعة بعد فرنسا وإنجلترا وأمريكا، ولكنها استقدمت محمد على باشا الذى حكم وأسرته مصر من «١٨٠٥» حتى «١٩٥٢»، وثورة ١٨٨٢ بقيادة القائد العسكرى أحمد عرابى، والذى التف حوله الشعب المصرى، ولكن لخيانة النخب والخديوى توفيق، وقصور الرؤية السياسية لعرابى، أدت الثورة إلى الاحتلال البريطانى لمصر «١٨٨٢- ١٩٥٦»، ثم ثورة ١٩١٩، والتى أسفرت عن تصريح ٢٨ فبراير ١٩٢٢ ودستور ١٩٢٣، ولكن سرعان ما انشق قادة الثورة عن بعضهم البعض، وألغى إسماعيل صدقى الدستور، واستشهد وجُرح على يد رفاق الثورة صدقى ومحمد محمود أكثر ممن وقعوا ضحايا على يد المحتل البريطانى، ثم ثورة يوليو ١٩٥٢ بقيادة جمال عبدالناصر، والتى غيرت وجه مصر، ولكن كعادة الغرب.. تآمر على ناصر واحتُلت سيناء من ١٩٦٧ وحتى ١٩٨٢، ثم ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، ولغياب القيادة والرؤية، سُرقت من قبَل الإخوان المسلمين.
٣٠ يونيو نقطة فارقة وعودة لاستعادة زمام المبادرة الشعبية، وبعدها وقف الغرب مرتبكًا، يحاول أن يفك طلاسم ما حدث، وللأمانة فإن هناك متغيرًا كبيرًا فى علاقة القوات المسلحة بالعمل الوطنى، وجدل العلاقة بين دورها الوطنى والعسكرى، العسكرية المصرية تختلف فى تكوينها عن كل المدارس العسكرية فى العالم. وكان محمد على قد أسس أول جيش نظامى حديث «١٨٠٥». وغيّر الوالى العقيدة القتالية للعسكرية المصرية.. ما بين المصريين وغير المصريين، بإحداث التوازن العسكرى ولاسيما بعد فتحه للسودان.
وكانت رؤية محمد على أن أولاد البلد سيحافظون على مصر أكثر من غيرهم، وهكذا كان الجيش أول بزوغ للمواطنة، فى الوقت الذى كان آباء المجتمع المدنى فى الغرب، بعد الثورة الفرنسية، يفصلون بين ما هو مدنى وما هو عسكرى. كان جيش محمد على يكون الجيش وبمساندته يعيد تكوين الدولة، كأول جيش نظامى فى مصر الحديثة.
ومن أجل الجيش أنشأ محمد على الترسانة البحرية بالقاهرة والإسكندرية، وألغيت الجزية عن الأقباط «١٨٥٦»، ومنذ ذلك التاريخ ساهم الجيش المصرى فى بناء الدولة، ولم تكن وظيفته حماية حدود الوطن فقط مثل بقية جيوش العالم، بل كان له الفضل فى تحديث الدولة وانتقالها من العصور الوسطى إلى الحداثة.
وشهدت لجان الدساتير المصرية المختلفة ممثلين للقوات المسلحة، لهذا كله مصر دولة مدنية تختلف عن كل دول العالم فى كون المؤسسات الدينية والقوات المسلحة، لها طبيعة وطنية وأدوار تأسيسية فى بناء الدولة الحديثة، لكن المعضلة الرئيسية هى غياب الوعى بهذه الأدوار فى المناهج الدراسية فى كل المراحل، ومن ثم فإن تلك الحقائق لابد أن تدرس أيضًا فى البرنامج الرئاسى للشباب، وإعطاء مساحة فى وسائل الإعلام للحديث عن نشأة وتطور الدولة المصرية الحديثة من محمد على إلى السيسى، لأن التشوهات التى تخترق عقول الأجيال الجديدة نتيجة جهل بكل ذلك.
لعل الأجيال الجديدة لا تعلم لماذا ثار عرابى ضد الخديو من أجل تمصير الجيش المصرى؟ ولماذا وضعت ثورة يوليو فى مقدمة أهدافها الستة: «إقامة جيش وطنى قوى»، ولماذا يسعى الرئيس السيسى لتقوية قواتنا المسلحة حتى صارت العاشرة على مستوى جيوش العالم؟ كل ذلك من أجل حماية مصر من الغزاة الجدد الذين يأتون فى صورة «إرهابيين» تساندهم مخابرات الدول المعادية.
لذلك كله لا يدرك البعض فى الداخل والخارج لماذا تدفق المصريون نحو السفارات الأسبوع الماضى أو لماذا يتدفقون اليوم نحو المقار الانتخابية للحفاظ على السيسى قائدا تحت مسمى رئيس ويصوتون أملا فى الدفاع عن الوطن والأمة المصرية فى شخص السيسى، ولم لا والمصريون من قبل التفوا حول أبطالهم حتى فى هزائمهم.
لعل أجيالا جديدة لا تعرف كيف خرج المصريون يطالبون ناصر بالعودة بعد التنحى فى ٩ و١٠ يونيو، وظلوا معه ثم مع السادات حتى النصر ١٩٧٣، نحن بصدد إعادة الاعتبار لما يحاول البعض إفساده تحت دعاوى باطلة، لهذا كلة صوتى للمرشح والبطل عبدالفتاح السيسى، حتى وإن اختلفنا معه لا نختلف عليه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التهديدات الصهيونية قائد قوى الرئاسة المصرية انتخابات الرئاسة المصرية غزة المصريون صناديق الاقتراع م الاحتلال ق م احتلال مصر على ید محمد على من أجل
إقرأ أيضاً:
وداعا قائد الشاشة المصرية.. نبيل الحلفاوى موهبة استثنائية متعددة الأبعاد وإرث فنى لا ينسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عُرف ابن حى السيدة زينب بالقاهرة الفنان نبيل الحلفاوى، الذى رحل عن عالمنا الأحد الماضي 15 ديسمبر الجارى، عن عمر ناهز 77 عاما، بتقديم الشخصيات المركبة والهادئة مثل القائد العسكرى والشخصيات الوطنية والدرامية المؤثرة بواقعية كبيرة مما جعله يلقب أحيانا بـ«قائد الشاشة».
تميز الحلفاوى بصوته الجهورى وأسلوبه الحازم فى الأداءتميز الحلفاوى بصوته الجهورى وأسلوبه الحازم فى الأداء، فقدم العديد من الأدوار المميزة فى السينما مثل دوره فى أفلام «الطريق إلى إيلات» و«العميل رقم 13» و«ثمن الغربة» وغيرها، بالإضافة لأدواره فى الدراما التليفزيونية الشهيرة مثل «رأفت الهجان» و«القاهرة كابول» و«الملك فاروق» و«غوايش»، وغيرها من المسلسلات الناجحة، إلى جانب حضوره القوى والهادف فى المسرح.
يحظى الحلفاوى بتفاعل كبير من جمهوره ومحبيه الذين يقدرون ثقافته وآراءه الرصينة، فيطلق عليه البعض الجنرال أو القبطان أو القائد بسبب أدائه المميز فى الأدوار العسكرية والقيادية.
وفى السطور التالية تستعرض «البوابة نيوز» أعماله الفنية سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية أو المسرح، وعلاقته بالنادى الأهلى وتواجده على الشوسيال ميديا معلقا على كل متابعيه..
الفنان نبيل الحلفاويإرث فني| نبيل الحلفاوي.. قليل من الأعمال كثير من الأثر.. شريك سينمائي ودرامي لأهم الأعمال الفنية للجيل الذهبي
أثرى الحلفاوي برحلته الفنية السينما والدراما، وقدم مشوارا فنيا كبيرا، تاركاً إرثاً فنياً مهماً، وأدوارا متنوعة بين السينما والدراما والأعمال الدينية والتاريخية.
ونرصد مشوار الفنان القدير نبيل الحلفاوي على مستوى السينما والدراما المصرية، وملامح مدرسته الفنية والتنوع الدرامي الكبير الذي قدمه.
قدم الفنان نبيل الحلفاوي عددا كبيرا من الأعمال السينمائية، ورغم ملامحه الجادة، والتي أهلته أن يجسد الأدوار الصعبة والجادة، وخاصةً دور الضابط، إلى أنه أيضاً قدم مشاركات كوميدية بأداء سهل، مثل دوره المميز في فيلم "العميل رقم ١٣"، ورغم أنه جسد ضابط الشرطة، إلا أنه استطاع أن يتناغم في الأداء الكوميدي مع الفنان محمد صبحي بطل العمل.
وكان التحدي الأكبر لنبيل الحلفاوي سينمائياً هو تجسيد شخصية الضابط وممثل النيابة في عدد كبير من الأعمال، ورغم ذلك استطاع الحلفاوي أن يغير جلده في كل مره قدم فيها تلك الأدوار، وظهر وكأنها المرة الأولي في دور رجل الشرطة أو النيابة.
الطريق إلى إيلات
قدم الفنان نبيل الحلفاوي، دور أحد قادة مجموعة الضفادع البشرية، التي قامت بمهمة تدمير المدرعة إيلات، من خلال أحداث الفيلم الأيقوني "الطريق إلى إيلات".
واستطاع الحلفاوي أن يجسد شخصية القائد للمجموعة، بإبداع كبير، وذلك لما يملكه من مقومات وكاريزما سينمائية خاصة، وحضور طاغٍ، وما زال العمل وشخصية الحلفاوي تعيش حتى الآن، وتستمر على مر الأجيال.
الأبرز الأفلام السينمائية
أبرز أعماله السينمائية فيلم "وقيدت ضد مجهول، الأوباش، شبكة الموت، العميل رقم ١٣، فقراء لا يدخلون الجنة، اغتيال مدرسة، ثمن الغربة، سوبر ماركت، سيدة القاهرة، الطريق إلى إيلات، الهروب إلى القمة، السفاح".
تنوع
كانت رحلة الفنان نبيل الحلفاوي في الدراما ثرية بشكل كبير، وكان التنوع الفني السمة الغالبة في العمل التليفزيوني، والذي استطاع أن يقدم من خلاله قدراته التمثيلية بشكل أكبر.
قدم الحلفاوي شخصيات لها بصمات فنية واضحة، وشارك في أهم أعمال الدراما للجيل الذهبي، وحقق نجاحات كبيرة خلال رحلته الدرامية بشكل كبير، ومن بين التنوع الكبير في الدراما قدم الشخصيات التاريخية، وشارك أيضا في الكثير من الأعمال الدينية.
نديم قلب الأسد ورأفت الهجان
وفي مسلسل "رأفت الهجان"، جسد الفنان نبيل الحلفاوي شخصية ضابط المخابرات نديم قلب الأسد، والذي أبدع من خلاله في أداء الشخصية بمزيج من الحسم الذي يمتاز به ضابط المخابرات، مع أداء متفرد بالمشاعر الإنسانية الناتجة عن الوطنية والمواقف التي تمر مع رأفت الهجان، ليقدم الحلفاوي ملحمة فنية بمنتهي الإبداع الفني.
وفي مسلسل "ونوس" قدم الحلفاوي دورا مغايرا، ورجل يرتاد الشوارع، ورغم ابتعاده عن الجميع بما فيهم أفراد أسرته، ليظهر له الشيطان ويحاول أن يثنيه ويعيده للأخطاء مرة ثانية، ليظهر الحلفاوي بدور مميز على مستوى الأداء الشكلي والفني، وأشاد به الجمهور والنقاد.
أبرز أعماله الدرامية
قدم الفنان نبيل الحلفاوي عددا كبيرا من الأعمال الدرامية أبرزها مسلسل "المصراوية، كناريا وشركاه، زيزينيا، رأفت الهجان، ونوس، دمي ودموعي وابتسامتي، أحلام لا تنام، محمد رسول الله، وادي الملوك، زهور شتوية، دهشة، لأعلى سعر".
بعيدا عن البلاتوهات.. الحلفاوي مشجع بروح المحلل المحترف وعلاقته وثيقة بالنادي الأهلي
الفنان نبيل الحلفاوي على أرض الواقع وبعيداً عن بلاتوهات التصوير شخصية تعد نموذجا رائعا في الانتماء، فقد كان من أبرز عاشقي النادي الأهلي، وتميزت آراؤه بالحيادية والتحليل الواعي وكأنه محلل رياضي محترف يعرف كيف يفند إيجابيات وسلبيات فريقه بكل وعي، ولم تكن علاقته بالفريق الأفضل في مصر وأفريقيا مجرد انتماء رياضي، بل كانت تعبيرا صادقا عن حب ووفاء لنادي اعتبره جزءًا من هويته الشخصية والثقافية.
حبه للنادي الأهلي
اشتهر نبيل الحلفاوي في الأوساط الرياضية بحبه الكبير للنادي الأهلي، حتى أن شهرته في الوسط الكروي لم تقل بأي حال من الأحوال عن شهرته كفنان قدير، فقد كان حاضراً طوال الوقت وفي كل المناسبات التي يظهر فيها الفريق الأحمر، وكان حريصاً على أن يعبر عن هذا الحب عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث كان يتفاعل مع الجماهير خلال المباريات، ويشارك تحليلاته وآراءه بروح رياضية مليئة بالحماس والانتماء، كما كانت القنوات الرياضية تتابع آراءه وتعرضها كما لو كان أحد المحللين المشاهير في عالم كرة القدم.
في أصعب اللحظات التي كان يمر بها الأهلي سواء عقب هزيمة أو كبوة رياضية تجد الحلفاوي من أكبر المساندين والداعمين لفريقه مطالباً الجماهير العريضة بالصبر والالتفاف حول الفريق حتى يخرج من هذه الكبوة.
نال احترام الفرق المنافسة
الحيادية التي كان يتحلى بها الفنان نبيل الحلفاوي في التحليل جعلته ينال احترام الفرق المنافسة، فلم يخرج مطلقاً في حالة انتصار الأهلي عن حدود اللياقة، كان يفرح بفوز الأهلي لكنه لم يجرح الفرق الأخرى، فقد كان يمتلك عقلية تحليلية مميزة، يستعرض من خلالها وجهة نظره فنيا وتحليلاته الذكية للمباريات، ليصبح بمرور الوقت مصدراً لإلهام العديد من عشاق كرة القدم، سواء من جمهور الأهلي أو الجماهير المنافسة.
ترك بصمة فنية كبري| نبيل الحلفاوى.. قائد مسرحى أضاء خشبات الفن المصرى.. و«اضحك لما تموت» آخر ما قدمه على خشبة القومى 2018
على الرغم من دراسة الفنان نبيل الحلفاوى فى كلية التجارة، إلا أن شغفه بالفن دفعه لترك هذا المجال والالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية لصقل موهبته، حيث تخرج فيه عام 1970، وقدم مجموعة من الأعمال المسرحية المهمة التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح المصرى.
تميز الحلفاوى بموهبته الفريدة وقدرته على تجسيد الأدوار المركبة بأسلوب مؤثر، حتى أصبح أحد أعمدة التمثيل فى مصر، حيث تألق على خشبة المسرح، وفى الدراما التليفزيونية، والسينما.
يعد الحلفاوى من أبرز نجوم التمثيل المصرى الذين أثروا فى المسرح بشكل خاص والدراما عموما، انطلق فى مسيرته الفنية منذ السبعينيات، واشتهر بأسلوبه المميز وصوته الرصين الذى أضاف ثقلا إلى أدواره، ففى مجال المسرح، قدم أعمالا تتنوع بين الكلاسيكية والمعاصرة، وغالبا ما أبدع فى تقديم الشخصيات القوية والمؤثرة.
أعمال مؤثره
«الزير سالم» إحدى روائع الفنان نبيل الحلفاوى المسرحية التى قدمت على خشبة المسرح القومى عام 1985، وشاركه البطولة الفنانون: مفيد عاشور، فايق عزب، ثريا إبراهيم، خليل مرسى، أحمد فؤاد سليم، خالد الذهبى، منال سلامة وآخرون، ومن تأليف ألفريد فرج، وإخراج حمدى غيث وعبدالرحيم إبراهيم.
«رجل القلعة» إنتاج فرقة المسرح القومى عام 1987، وقدم خلالها «الحلفاوى» دور «صالح – عمر مكرم»، تناولت المسرحية تاريخ والى مصر محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، ويدور مضمونها حول مأساة مجتمعاتنا مع التجربة الديمقراطية من خلال أحداث هذه الفترة.
شاركه البطولة الفنانون: يوسف شعبان، سميرة عبدالعزيز، فايق عزب، حسن العدل، خالد الذهبى، وآخرون، ومن تأليف محمد أبو العلا السلامونى، وإخراج سعد أردش.
«بيت في الهوا» قدمت هذه المسرحية عام 1988، ومن بطولة الفنانين: حمدى غيث، أمينة رزق، سامح الصريطى، نبيل الحلفاوى، أحمد بدير، أحمد فؤاد سليم، آمال شريف، محمد الشرقاوى، يوسف عيد، ومن تأليف آرثر ميلر، إعداد وتمصير أحمد عفيفى، وإخراج سمير العصفورى.
«عفريت لكل مواطن» وهى من المسرحيات الكوميدية الذى قدمها «الحلفاوى» عام 1988، وجسد خلالها دور «راضى»، وشاركه البطولة الفنانون: عبلة كامل فى دور «مسعدة بنت البواب»، حسن حسين، ثريا حلمى، رياض الخولى، فادية عكاشة، عائشة الكيلانى، وآخرون، ومن تأليف لينين الرملى، وإخراج محمد أبو داود.
«طقوس الإشارات والتحولات» إنتاج فرقة المسرح القومى عام 1996، ومن تأليف السورى سعد الله ونوس، وقدم خلالها «الحلفاوى» دور «المفتي»، وشاركه البطولة الفنانون: «سوسن بدر، حمدى الوزير، وفاء الحكيم، خالد الصاوى، خالد صالح، ألفريد كمال، ومن إخراج حسن الوزير، وغيرها من المسرحيات التى أظهرت مهاراته فى الأداء المسرحي الكوميدي الساخر، وقدرته على تقديم نصوص ذات طابع تاريخى.
اضحك لما تموت
آخر أعمال «الحلفاوى» التى قدمت على خشبة المسرح القومى عام 2018، وتدور أحداثها فى إطار اجتماعى كوميدى، حيث تناولت التحولات السياسية والاجتماعية التى مرت بها مصر على مدار العقود الماضية، من خلال شخصيتين تمثلان أجيالا مختلفة وتناقشان بأسلوب ساخر مواقف مختلفة فى الحياة.
شاركه البطولة الفنانون: محمود الجندى، سلوى عثمان، إيمان امام، تامر الكاشف، زكريا معروف، وآخرون، ومن تأليف لينين الرملى، وإخراج عصام السيد.
تميزت المسرحية بلغة حوارية عميقة تطرح تساؤلات فلسفية عن معنى الحياة والموت والضحك في مواجهة الأزمات والضغوط، وقد حققت نجاحاً كبيراً عند عرضها بسبب النص القوي والأداء المميز من أبطالها.
قدم «الحلفاوى» واحدا من أبرز أدواره على خشبة المسرح، حيث جسد شخصية «حسن»، وهو رجل مسن عاش حقبا مختلفة من تاريخ مصر، يمثل جيلا له موروثات فكرية ومفاهيم معينة حول الحياة والسياسة والمجتمع، ويدخل فى نقاشات طويلة ومواقف طريفة مع شخصية «حجازى» التى جسدها الفنان محمود الجندى من خلال هذه النقاشات، تتجسد التغيرات الاجتماعية والسياسية التى طرأت على المجتمع المصرى على مدار العقود.
التزم بالنصوص الكلاسيكية واهتم بالمسرح ذى الرسالة الثقافية
أبدع «الحلفاوى» فى أداء الشخصية بطريقته المميزة التى مزجت بين الجدية والسخرية، حيث قدم رؤية فلسفية ساخرة حول الحياة والموت، جعلت الجمهور يتفاعل معه، خاصة بفضل إتقانه لأداء الشخصية بلغة حوارية سلسة وعميقة تعكس فكر لينين الرملى المتميز.
شخصية «حسن» التى أداها «الحلفاوى» تتفاعل مع شخصية «حجازى» فى ثنائية كوميدية فلسفية، حيث يمثل الاثنان وجهات نظر متباينة حول الزمن والواقع، هذه العلاقة كشفت التباينات بين الأجيال المختلفة وتفاعلها مع التغيرات فى المجتمع المصرى.
لعب «الحلفاوى» دورا كبيرا فى نجاح العرض، نظرا لما يتمتع به من خبرة مسرحية كبيرة وقدرة على جذب الجمهور من خلال أدائه المتميز، فقد حظيت المسرحية بإشادات نقدية واسعة، خاصة حول أدائه الذى استطاع بمهارة تقديم شخصية معقدة تحمل مزيجا من الضحك والحزن فى الوقت نفسه.
برز «الحلفاوى» فى المسرح بفضل التزامه الشديد بالنصوص الكلاسيكية واهتمامه بالمسرح ذى الرسالة الثقافية، وعمل فى المسرح القومى، حيث شارك فى إنتاج أعمال ذات مستوى فنى عالٍ، إلى جانب تعاونه مع كبار المخرجين مثل سعد أردش، سمير العصفورى، كرم مطاوع، أحمد عبدالحليم، وغيرهم، فعزز ذلك من مكانته كممثل مسرحى بارز.
دوره فى تطوير المسرح المصرى
حرص «الحلفاوى» على المشاركة فى نصوص ذات قيمة أدبية وفكرية، مما أسهم فى رفع جودة المسرحيات التى عمل بها، كما شارك فى أعمال تحمل قضايا إنسانية ووطنية، ما جعله من الفنانين الذين يسهمون فى توصيل رسائل عميقة للجمهور، إلى جانب تعاونه مع أسماء بارزة فى التأليف مثل سعد الدين وهبة، لينين الرملى، بهاء طاهر وغيرهم فى نصوص مسرحية قوية.
بصمته الشخصية
كان «الحلفاوى» دائما ما ينظر إلى المسرح كفن جاد، ويدعو إلى الحفاظ على قيمته وسط التحديات التى تواجه هذا النوع من الفنون، بالإضافة إلى التواصل مع الأجيال الجديدة من خلال مقابلاته وحضوره الفعاليات المسرحية، وحرصه على دعم الشباب فى المجال الفنى، فهو فنان يُعبر عن قيمة المسرح كأداة للتغيير والتنوير، وقد ظل رمزا للالتزام الفنى والوطنى.
على نهج 12 فنانا.. نبيل الحلفاوي يكتب وصيته قبل الموت.. وينعي نفسه بقصيدة عمرها 37 سنة
"رحيل هادئ"، هو آخر ما تمناه الفنان نبيل الحلفاوي، "داعيًا- قبل الوفاة- ألا يعاني آلامًا طويلة، أو يمر بعذاب مع المرض".
رحل عن عالمنا، الفنان نبيل الحلفاوي أو كما يلقبه البعض بـ "القبطان" بعد صراع طويل مع المرض، عُرف بموهبته الاستثنائية المتميزة وأدواره العالقة في أذهان الجمهور حتى الآن مثل "رفاعي" في مسلسل "زيزينيا" و"القبطان محمود" في فيلم "الطريق إلى إيلات"، و "نديم" في مسلسل "رأفت الهجان"، هذه الأعمال جعلته أحد أبرز أعمدة الفن المصري على مدار عقود، وكان يتمتع بشخصية مثقفة، وله مكانة خاصة لدى الجمهور المصري والعربي، وتفاعله على السوشيال ميديا تحديدًا منصة "إكس" وأدواره الوطنية والإنسانية محفورة في ذاكرة محبيه في مصر والوطن العربي.
على منصة "إكس"
نجح الفنان الراحل نبيل الحلفاوي في تواجده الدائم على منصة "إكس" وكسب جميع الفئات العمرية ووصل عدد متابعيه إلى 6 ملايين و600 ألف شخص وكتب على خانة التعريف في صفحته كشف سر تفاعله على السوشيال ميديا قائلًا: "هارب إلى هنا من الضغوط والمعاناة.. فلا يزعجك ما قد تراه انشغالا بما لا يستحق".
غير الفنان نبيل الحلفاوي وجهة نظره تجاه السوشيال ميديا، قائلًا: "العدد الكبير من المتابعين 50% فعلا اللى بيخشوا يتفاعلوا، في حسابات بتدخل ومبتكملش أو يقروا ميتفاعلوش مش شرط إن العدد الكبير دا يتابعني علشان كلامي مهم، في عدد بيتابعني علشان شخصية معروفة لديه، إحنا بالنسبة للناس زي قرايبنا كده لما يفتحوا حساب نتابعهم، بمجرد ما حد معروف يفتح حساب عدد كبير جدًا يتابعه وفي جزء منهم مش جاي لفصاحة وحلاوة كلامي جايين لمجرد إنهم عارفني".
قصيدة نعي
كثير من الفنانين كانت لهم وصية أوصى بها حيث كانت أول وأغرب وصية لنجم الكوميديا نجيب الريحاني الذي أوصى أقاربه وأصدقائه قبل 15 يومًا من وفاته بأن يضعوا في قبره صورة له بشخصية "كشكش بيه" الشهيرة، حيث أوضح بأنه لم يذق طعم النجاح إلا بعد أدائه هذه الشخصية.
اتبع هذا النهج وكتب الفنان نبيل الحلفاوي وصيته عام 2002، حيث كتب قصيدة مؤثرة باللهجة العامية في عام 1987، مع الإعلامي محمود سعد، حيث ذكر عدد كبير من أسماء أصدقائه وأغلبهم من الوسط الفني.
وجاءت كلمات القصيدة كالتالي:
“في نعي ما تكتبوش أسامي القرايب، في نعي لازم تكتب أسامي الصحاب وصيغة الكلام، بدون النظام وحسب الميزان، مش حسب المحبة حتبقى كده صديق كل من السعدني والصحن ولينين، فرغلي والدكتور أمين، سامى ومرعي وأحمد ياسين يحيى وحمدى وعبدالله غيث، سامح وشامخ وعلوه وأديب، سيدهم وكيمو وسناء والطاهر بهاء أحمد وحودة وعماد، محمد ودوحة ورياض، أشرف وشاكر وطلعت، عزت ومدحت وبهجت حسين وسمره وجلجل غنيم، شريف وعادل وعز وكريم، هشام وخضر وجمال أحمد كمال، منه حمايا ومنه صديق، محمد وفيق وعبده كمان، قبل ما أناسبه بزمان أسامة عكاشة ومحسن وحفظ، هادى وصبحي ولطفي وشعب، روقه ورستم وزيزو ودفر عوض وزيكا ونور الشريف، عمر وأردش وهاني مطاوع، حجازي اللي سابنا ف عز الشباب سيد خميس وسيد حجاب، حتى ابنى وأبويا وخالى وأخويا، يجوا في نعي ضمن الصحاب ولأجل المناسبة ولأجل العادات، ماقلتش في نعي صحابي البنات".
وصايا فنية
وأوصت الفنانة الراحلة سناء جميل بأن توضع متعلقاتها من أشرطة أفلامها ومسرحياتها ومسلسلاتها وملابسها في مكتبة الإسكندرية وهو ما نفذه بالفعل زوجها الكاتب الكبير الراحل لويس جريس، أما وصية العندليب عبد الحليم حافظ فقد كانت أن يظل باب منزله مفتوحًا دائمًا لاستقبال محبيه، وأوصى أيضًا علي الاهتمام بإرثه ومنزله.