أخبارنا المغربية - محمد اسليم
استنكرت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش في بيان لها توصلت "أخبارنا" بنسخة منه، ما وصفته بـ"ضعف خدمة النقل العمومي وتآكل اسطول الشركة المدبرة لهذه الخدمة، وطالبت بإيجاد حل للأزمة الهيكلية للنقل ووضع حدا لمعاناة الساكنة خاصة بالقطب الحضري لتامنصورت ذو الخصاص الواضح".


الفرع أكد متابعته وبقلق بالغ فشل خدمة النقل الحضري وشبه الحضري بمراكش، والأزمة التي يمر منها خلال السنوات الماضية واستفحالها مع إنشاء تجمعات سكانية جديدة بأطراف مدينة مراكش وداخلها وبالمدن الكوكبية المحيطة بها خصوصا مدينة تامنصورت والشويطر، إذ وقف الفرع على غياب شبه كلي لخدمة ربط أحياء كاملة وتجزئات سكنية كالمحاميد الجديد وأبواب جليز وبساتين جليز بقلب مقاطعة جليز وحي يوسف بن تاشفين وأحياء مبروكة وأكيوض والحي الصناعي سيدي غانم بخطوط الحافلات، والأزمة الحاصلة في الخطوط القائمة التي تعاني الإكتظاظ ولا تلبي حاجيات الساكنة مما يخلق ضغطا عليها خصوصا في أوقات الذروة مما يهدد مستقبل مستعمليها الدراسي والمهني بسبب كثرة التأخرات والغيابات... الفرع سجل كذلك غياب أية استراتيجية لدى المجلس الجماعي لمراكش في التعامل مع ملف النقل الحضري بما في ذلك إنجاز مخطط جديد لتوزيع الخطوط وإعادة هيكلتها بما يتناسب وإجراء نقل المحطة الطرقية من حي باب دكالة للقطب الحضري العزوزية وما سيرافق ذلك من تغيير جذري في حركة السير والجولان وتنقل الأفراد بعموم مدينة مراكش.
البيان أشار كذلك لعدم تحقيق مشروع الحافلات الكهربائية بين باب دكالة ودوار العسكر للغاية منه، وإلى عدم استجابة الخطوط التي تربط مدينة مراكش بالمراكز المحيطة بها لحجم الخصاص خصوصا الخط 441 A و B الرابطين بين مراكش وتامنصورت حيث تنعدم امكانية التنقل من مراكش الى تامنصورت خلال المساء وبقاء المواطنين في طوابير انتظار طويلة، كما أن هذا الخط  لا يغطي كل التجمعات الأحياء والأشطر ذات الكثافة السكانية العالية كالشطر الثالث وتجزئات قصور درعة ووارزازات وآيت علي وتجزئة الرحمة مما يعيق امكانية التنقل في الاتجاه المعاكس. وضع ادى الى ارتفاع  حجم معاناة المواطنات والمواطنين وجعلهم عرضة للإبتزاز، كما لحقتهم اضرار نتيجة غياب امكانية التنقل في آجال معقولة. كما نبه البيان للأزمة الحاصلة على مستوى النقل من الحي الصناعي سيدي غانم وغياب خطوط تربطه بشكل مباشر بأحياء دوار العسكر والمحاميد وسيدي يوسف بن علي والداوديات ومبروكة ابواب جليز وحي يوسف بن تاشفين وبين لقشالي.
فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان طالب أمام هذا الوضع بالإسراع بحل أزمة النقل الحضري وشبه الحضري بمراكش عبر ربط الأحياء الجديدة والتجزئات المنجزة بالخطوط الكافية للنقل، ودعا السلطات المختصة المنتخبة والإدارية إلى الإسراع لرفع الضرر وتمتيع المراكز المحيطة بمدينة مراكش كتامنصورت الوداية وسيد الزوين وآيت أورير و جماعات واحة سيدي ابراهيم وأولاد دليم بخدمات النقل العمومي التي تضمن النجاعة والتغطية الكافية عبر ربطها بخطوط كافية لتغطية العجز المهول خاصة بالقطب الحضري تامنصورت، وشدد بالمقابل على ضرورة  سحب الحافلات المهترئة والتي أصبحت تشكل خطرا عن الركاب والبيئة، واستبدالها بحافلات تصون كرامة المواطنات والمواطنين، مستغربا في ذات الوقت على عدم الافصاح عن صفقة التدبير المفوض لقطاع النقل وعلى كل تفاصيلها، وطالب كذلك بفتح تحقيق بشأن فشل مشروع الحافلات الكهربائية دون اي قيمة مضافة تذكر...

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: مدینة مراکش

إقرأ أيضاً:

مراحل تحوُّل المشكلات إلى أزمات خانقة

 

 

مرتضى بن حسن بن علي

 

إيلون ماسك رجل الأعمال الكندي الحاصل على الجنسية الأمريكية، الذي اختارته مجلة "فوربس Forbes" الأمريكية ليكون في المرتبة الـ21 على قائمة أكثر الأشخاص نفوذًا في العالم، وقُدِّرَت ثروته بنحو 321 مليار دولار، وهو أيضًا مؤسس شركة "سبيس إكس" ومُؤسِّس مصانع تِسلا للسيارات الكهربائية، والمُشارك والمالك لشركة إكس "تويتر سابقًا"، ورئيس مجلس إدارة شركة سولار سيتي، والطامح لتجسيد فكرة نظام النقل الفائق السرعة "الهايبرلوب" وغيرها.

إيلون ماسك قال ذات مرة: "يمكن شرح وتفسير كل شيء بالفيزياء، وأية ظاهرة معقدة تتكون في النهاية من عناصر بسيطة".

وهكذا فإن أية أزمة معقدة هي ناتجة من أخطاء بسيطة، كان من الممكن إيجاد حلول لها وقت حدوثها قبل أن تتراكم وتتحول إلى أزمات معقدة. وتحوِّل المشكلة إلى أزمة مستعصية يحدث عبر عدة مراحل وعوامل وفهم هذا التحوّل يتطلب النظر في الديناميكيات المؤثرة.

فما الأسباب والآليات التي تسهم في تحوّل المشكلة إلى أزمة؟

1- المشكلة تبدأ صغيرة أو محدودة الأثر، لكن الفشل أو غياب الرغبة في معالجتها بشكل مبكر، يؤدي إلى تفاقمها. مع مرور الوقت، تتراكم العواقب وتتحول إلى أزمات معقدة وتصبح عملية إيجاد الحلول لها أكثر صعوبة وتعقيدًا.

2- الإهمال أو الإدارة غير الجيدة، أو عدم الرغبة في إيجاد حلول للمشكلة وترحيلها للمستقبل، واتخاذ القرارات من دون إجراء أية دراسات تسبق القرار، عندما لا تُدار المشكلات بكفاءة، بسبب نقص الخبرة أو الفساد، أو غياب الإرادة أو غياب التنسيق، تتحول المشاكل إلى أزمات. الإدارة السيئة تشمل أيضًا عدم القدرة على تحديد الأولويات وتخصيص الموارد بشكل فعال أو اتخاذ القرارات من دون إجراء دراسات تسبقها.

3- المشكلات غالبًا ما تكون متداخلة وتفاعلية؛ أي أن مشكلة في قطاع واحد قد تؤثر على قطاعات أخرى. على سبيل المثال، الأزمات الاقتصادية يمكن أن تؤدي إلى الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، مما يجعل إيجاد الحلول أكثر تعقيدًا.

4- الضعف في الهياكل والأنظمة الفعّالة يُمكن أن يجعل البلاد أكثر عرضة للأزمات وعدم إيجاد حلول للمشاكل في وقت حدوثها يؤدي إلى الصدمات الكبيرة.

5- عدم المرونة والصلابة؛ إذ إن الجمود في الأساليب وعدم القدرة على التكيف مع التغيرات الجديدة يُمكن أن يفاقم المشكلات ويحولها إلى أزمات. المرونة والقدرة على التكيف هي إحدى المفاتيح للحد من تحول المشكلات إلى أزمات.

وعندما تتداخل العوامل المذكورة أعلاه، تتحول المشكلات إلى أزمات مستعصية. والعثور على حلول يتطلب مقاربات متعددة الأبعاد وتعاونا بين كل الجهات المعنية ومن ضمنهم المتأثرون من تداعيات الأزمة.

إجمالًا فإنَّ النقلات أو المراحل الطبيعية التي ينتقل بها التفكير والرغبة الأكيدة للعثور على حلول والرغبة لأية مشكلة في أي مجال من المجالات؛ سواءً أكان هذا المجال نظريًا أو علميًا أو اجتماعيًا، وهي 3 نقلات أو مراحل في الغالب:

الحلقة الأولى: البحث والتدقيق في ظواهر وأعراض وأسباب معضلة تواجهنا والرغبة الأكيدة لإيجاد حلول لها.

الحلقة الثانية: الربط بين علاقة الظواهر والأعراض وأسبابها وتوثيقها إلى درجة التشبع والامتلاء.

الحلقة الثالثة: نتيجة التشبع والامتلاء مع زيادة الضغوط الملحة في طلب حل يقع في لحظة من اللحظات ما تسميه مدارس الصوفية- ومدارس العلم أيضًا- بمرحلة "الفيض والجلاء"، ثم ينبثق ضوء يكشف بداية الطريق.

و"لحظة الفيض والجلاء" في هذه الحالة ليست إلهامًا من وراء الطبيعة، ولكنها عملية تحوُّل حقيقي ونقلات تتوالى وتتراكم من خلال حركة الفكر وتداعياتها وبالاحتكاك مع الضرورات والظروف، وحينئذ قد يلمع شعاع.

هذه التجربة تقع في مجالات العلوم الطبيعية. وشيئًا من هذا القبيل يحدث في المجالات الإنسانية وإن كان ذلك بمنهج مختلف. وإذا كانت الطبيعة تنظمها في النهاية قوانين تستطيع "لحظة الفيض والجلاء" أن تكشف عنها، فإنه في المجالات الإنسانية توجد في النهاية علاقات وصلات، تنبه وتوجه لمعرفة الاسباب الكامنة خلف تشكل الأزمات.

وإيجاد حلول للأزمات المُستعصية يتطلب نهجًا شاملًا ومُتعدد الأبعاد، مع التركيز على الفهم العميق لجذور المشكلات والعوامل المسببة لها. مثل:

التحليل المعمق. لفهم الأسباب الجذرية للأزمة، بما في ذلك العوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وهذا يتطلب جمع البيانات والمعلومات بشكل دقيق ومنهجي. التخطيط الاستراتيجي: تحديد الأهداف الواقعية ووضع خطط عملية لتحقيق هذه الأهداف والتأكد أن تكون الخطط قابلة للتنفيذ ومرنة لتتكيف مع التغيرات السريعة في الظروف لعدم ارتكاب أخطاء أخرى. المشاركة والتعاون: تشجيع المشاركة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص. والتعاون الدولي والإقليمي يمكن أن يوفر الموارد والخبرات اللازمة لمواجهة الأزمات. الدبلوماسية والحوار: استخدام الدبلوماسية والحوار لحل النزاعات بطريقة سلمية؛ حيث يمكن للحوار المفتوح أن يسهم في تقريب وجهات النظر والتوصل إلى تسويات مقبولة من جميع الأطراف. الابتكار والتكنولوجيا، من خلال توظيف الابتكار والتكنولوجيا في معالجة بعض الأسباب الجذرية للأزمات، مثل استخدام تكنولوجيا المعلومات لتحسين الخدمات الحكومية أو الابتكار في القطاعات الاقتصادية لخلق فرص عمل. الشفافية والمساءلة: تعزيز الشفافية والمساءلة في الحكومة والمؤسسات لتقليل الفساد وزيادة الثقة بين المواطنين والحكومة. تعزيز الوعي والتوعية والتعليم حول القضايا الأساسية للأزمة يمكن أن يساعد في بناء قاعدة داعمة للتغيير وتعزيز الحلول المستدامة. التدخلات العاجلة والطويلة الأمد، والتوازن بين الاستجابات العاجلة للأزمات والتخطيط لحلول طويلة الأمد لضمان عدم تكرار الأزمات مستقبلًا.

الوقائع والأحداث تؤكد أنَّ الحل ليس معلقًا برأي أحد أو رؤيته؛ فحلول المُعضلات تحتاج إلى استمرار الاحتكاك بين الحقائق والظروف، وبين الواقع والمطلوب، حتى تظهر بارقة. لكن من المُهم الاعتراف بوجود المشكلة في وقت مبكر، وتقييمها بدقة، وتخصيص الموارد والجهود الكافية لحلها، والاستجابة بشكل فعّال ومناسب. وهذه الأزمات هي نتاج تراكمات لمشاكل كانت تتراكم لكن قوبلت بتجاهل وعدم معالجة في الماضي وقت حدوثها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عبد الجليل يهين مغاربة العالم: الأموال التي ترسلها الجالية لا تدخل خزينة الدولة
  • بالصور.. التحضيرات النهائية لكشف تفاصيل النسخة الثانية من مهرجان العلمين
  • مراحل تحوُّل المشكلات إلى أزمات خانقة
  • “كلنا غزة”.. تنسيقية محاميات ومحامين لدعم فلسطين بمراكش تعقد ندوة صحفية
  • القباج: للا لطيفة عرفت ببناء المساجد ورعاية الأيتام والأرامل بمراكش
  • «النقل» تعلن توقيع اتفاقية تعاون لإطلاق خدمة القطار السياحي الفاخر في مصر
  • «النقل» تعلن إنشاء مركز خدمة وصيانة وإعادة تأهيل لماكينات حفر الأنفاق في مصر
  • «البرهان» يتفقد الخطوط الأمامية بولاية سنار وسط تصاعد القصف المدفعي
  • «البرهان» يتفقد الخطوط الأمامية للمعارك بولاية سنار
  • منصة TripAdvisor : معالم المغرب وتجاربه السياحية تستحوذ على المراكز الأولى أفريقياً