لجريدة عمان:
2024-09-30@10:51:13 GMT

ما قصة الشباب الذين أذهلوا أشهر العطّارين؟

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

ما قصة الشباب الذين أذهلوا أشهر العطّارين؟

جينات عطورها البيئة العمانية وتستمد فخامتها من مكتسبات النهضة والتاريخ

السناوي: منتجاتنا تنتشر في أكثر من 30 دولة وماضون في التوسع وفق خطة مدروسة

في رحلتنا اصطدمنا بكثير من المطبات وتجاوزناها بالإصرار

عمان: تذهلك التفاصيل بمجرد أن تصافح عيناك ذلك التمازج بين الأرفف والروائح الباذخة المسكونة بالألفة وكأنك تحلّق بحواسك في أرجاء عُمان بسهولها وشواطئها.

ولأن لكل عطر قصة ورمزية، فعطور «عُمان لاكجري» قصتها وطنٌ بكل تفاصيله.. تتضوّع بعبق البيئة في تداخل أنيق بين الهوية والإبداع.. لتجسد تاريخ عُمان وتراثها.. مستوحية بذخها من دار الأوبرا وأصالتها من السبلة العمانية والكتاتيب، وتستحضر أشجار ونباتات ظفار والجبل الأخضر.

وعندما تحضر عطور «عُمان لاكجري» في المعارض العالمية المتخصصة وعلى أرفف أكثر الأسواق شهرة في كل القارات، فلن يكون أمام عشاق العطور إلا الاستسلام الممزوج بالدهشة، وتتضاءل في حضرتها الماركات العريقة، رغم أن «عُمان لاكجري» حديثة العهد في عالم العطور، غير أن اتكاءها على الإرث العماني جعلها تذيب السنين بينها ومن سبقوها.

والمتأمل في عطور «عُمان لاكجري» بمظهرها وشذى رائحتها تتراءى أمامه عُمان، بدءا بالزي المتفرد ومرورا بمكونات بيئتها، وعبق تراثها، ما يجعلها سفيرة الصناعة العُمانية حيثما حلّت.

هذه القصة المبهرة لـ«عُمان لاكجري» نُسجت خيوطها على أيدي شابين عُمانيين، وهما على مقاعد الدراسة، معاذ السناوي ومعتصم الهنائي، المأخوذان بالعطور وكينونتها المعقدة، فبدايتهما كانت مجرد ممارسة هواية، كما يفعل كثيرون من أقرانهما، برأسمال كما يرويه معاذ خمسين ريالا، يبتاعان مجموعة عطور ذات أسعار منخفضة عبر المواقع الإلكترونية، ومن ثم يقومان بتسويقها بواسطة إنستجرام فوجدا إقبالا.

أعطاهما ذلك دافعًا للمشاركة في معرض استهلاكي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فكان الإقبال أكبر من توقعاتهما، إذ نفدت الكمية الأولى في ساعتين، وكلما نفدت كمية أحضرا أخرى حتى نهاية المعرض.

كبرت الفكرة وهنا انضم إليهما شريكهما الثالث أحمد العيسري فافتتحوا محلا بعد أن ضمنوا معطيات النجاح ووظفوا شابا، فيما تكفّلوا هم بتوصيل الطلبات.. يشير معاذ السناوي إلى الصعوبات التي يواجهونها مع الزبائن، فبعض الطلبات لا يتجاوز سعرها عشرة ريالات، وفي بعض الأحيان يرفض الزبون إتمام عملية الشراء.

وبعد مرور أربعة أعوام على افتتاح الفرع الأول قرروا فتح فرع آخر، والنجاح يزداد، بالفكرة ذاتها.. يأتيان بعطور ويعيدان بيعها.

لم يقف طموح الشركاء عند هذا الحد، بدأوا التفكير في علامة تجارية خاصة بهم، فجاءت «عُمان لاكجري»، وصنعوا أول عطر، ولكنهم لم يخرجوا عن طور التقليد، ليأتي برائحة موجودة في السوق..

يروي السناوي صعوبة عندما أبلغهم المصنع أن أقل كمية لا بد أن تكون 1200 عبوة، شعروا أنها كبيرة قد لا تستوعبها السوق، لم يكن أمامهم إلا الموافقة، ولأنها فترة العيد تمكنوا من بيع الكمية سريعا.. حفّزهم الأمر لصناعة العطر الثاني وهكذا إلى أن وصلوا لـ12 نوعًا.

يتعاظم ارتباط السناوي والهنائي والعيسري بعالم العطور، ويزداد حماسهم فيخطون خطوة تلو الأخرى، كان الطموح الأكبر أن يكون للفخامة عطرها المتفرد، كما هو حال الماركات العالمية الشهيرة. فكروا في تصنيع عبوة خاصة تعكس هوية الشركة فاتجهوا إلى الصين، وبعد أن اتفقوا مع أحد المصانع، واستلموا البضاعة اكتشفوا أنها غير صالحة للاستخدام ولا تتوافق مع الطموح فخسروا مبلغا ليس بالقليل.

أعادوا التفكير، في كيفية الوصول للهدف المرسوم، غيّروا خطتهم، ليبدأوا الاهتمام بمكونات العطر، وكيف يجسد البيئة العُمانية بأشجارها ونباتاتها وشواطئها، ويحكي قصصا من التراث العُماني، فاختاروا عطّارين عالميين ذوي صيت وشهرة يتعاملون مع كبريات الماركات العالمية المعروفة.

يقول السناوي: لم يكن التعامل معهم سهلا.. كنا نذهب لشركات الزيوت الخاصة بالعطور حيث يكونون، واخترنا ثلاث شركات، وكانت التحديات كثيرة فعندما نجلس مع العطارين ونحن في هذا العمر ينظرون إلينا بنظرة فيها استغراب، كيف لهؤلاء في هذا العمر أن يدخلوا في صناعة العطور؟.

ويضيف: يأتي العطارون إلينا ببعض العينات فنكتشف أنها نسخة من عطور موجودة في السوق، ونحن نريد شيئًا خاصًا بنا، وتزداد غرابة العطارين كيف لهؤلاء أن يميّزوا بين العطور؟ فنصرّ على طلبنا، فكان أول عطر نقوم بصناعته خاص بهويتنا «رويل انسنس»، وفكرة العطر مستوحاة من محافظة ظفار ولكن بطريقة مختلفة بأن يكون اللبان طاغيا على العطر مع العسل العُماني ومكونات أخرى، فعملوا لنا عينات وفق القصة التي نريدها، واشتغلنا على عدة روائح.. وعدنا لموضوع الزجاجات من جديد، فاتجهنا لشركة متخصصة في تصميم زجاجات العطور.. كانت الفكرة مأخوذة من الدشداشة العُمانية والغطاء من الكمة العُمانية مع قطعة فضية دائرية مأخوذة من المريّة، كانت الشركة إيطالية، وقمنا بصناعة الغطاء في فرنسا، ولذلك خرج المنتج بطريقة مرتبة مثل ما نطمح إليه. هنا بدأت رحلة البحث عن المعارض العالمية المتخصصة في العطور.. يقول معاذ: لم يكن الأمر سهلا، يطلبون شهادات الجودة وعينات لفحص العطور، فاجتزنا الاختبار، وكانت المشاركة الأولى في فرنسا. وحصلت عطورنا على إعجاب كبير بدءًا بقصة العطر وانتهاء بشكل الزجاجة الذي يجسد الهوية العمانية.

كان هدفنا من المشاركة

أن نتعرف طريقة الوصول للسوق الخارجية، والإجراءات المطلوبة، وبعد أن استوفينا كل شيء، كانت البداية في نقاط بيع بإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وقطر والإمارات، ومن ثم توسعنا في أوروبا بشكل عام. كنا نختار نقاط التوزيع التي تتعامل مع العطور الفاخرة.

حينها أيقنا أنه حان الوقت المناسب ليكون لنا مصنعنا الخاص فأسسناه في سلطنة عُمان، واستعنا بخبرات عالمية ذات مكانة كبيرة في الأسواق.

يتحدث معاذ السناوي عن سر النجاح بقوله: إن ذلك مردُّه إلى فريق العمل المتماسك، كل شخص متخصص في جانب معين، ولذا تمكنا من تحقيق طموحنا. رغم ما مررنا به من مطبات في كل المراحل.

واليوم أصبحت «عُمان لاكجري» معروفة في أكثر من 30 دولة و350 نقطة بيع حول العالم. وماضون في التوسع وفق خطة مدروسة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانیة

إقرأ أيضاً:

دونتهم الصفحات كأسوأ أنواع السياسيين الذين خانوا أوطانهم

هذه البلاد تخص كل من يحملها عميقة في قلبه بكل صدق من ملايين السودانيين والسودانيات، سننتصر على الأعداء بالصبر والعمل، أما قضيتنا الحقيقية فهي المستقبل وبناء السودان ومؤسسات الدولة،

ترسيخ عزتنا وكرامتنا وسيادتنا وحريتنا وتحقيق العدالة. أما من تخلف وخان وطعن في الظهر وهرب من المسؤولية ولم يقل كلمة الحق وعاون المعتدي فقد أصبح من الماضي،

لقد وقفوا في الجانب الخاطئ من التاريخ ودونتهم الصفحات كأسوأ أنواع السياسيين الذين خانوا أوطانهم. المهم هو المستقبل وغير ذلك فهو من الماضي.

هشام عثمان الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مصطفى تمبور: الذين يرددون شعار لا للحرب هم من أشعلوها بتخطيطهم وتدبيرهم
  • مشاركة عُمانية في ملتقى السّرد الخليجي الخامس في الدوحة
  • الدكتورة خلود: أصرف 300 دينار كويتي على العطور شهريًا .. فيديو
  • 2 مليون شكوى ضد شركات الاتصالات العُمانية.. و86% من أطفال السلطنة يستخدمون الإنترنت
  • "أوكيو للاستكشاف" العُمانية تعلن موعد الاكتتاب في ملياري سهم
  • من كان الجاسوس؟ .. (إسرائيل) كانت تعرف مكان نصر الله مُنذ أشهر وقرّرت اغتياله خوفًا من اختفائه - تفاصيل
  • 8% نموًا بقيمة الصادرات العُمانية غير النفطية بالنصف الأول
  • نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين: تل أبيب كانت على علم بمكان تواجد نصر الله منذ أشهر وقررت ضربه الأسبوع الماضي
  • "نيويورك تايمز": إسرائيل كانت على علم بمكان نصرالله منذ أشهر وقررت مهاجمته
  • دونتهم الصفحات كأسوأ أنواع السياسيين الذين خانوا أوطانهم