الثورة نت:
2025-03-06@17:11:08 GMT

الشهيد عبد القوي فارس .. رحلة في عالم الملكوت

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

من ربى منطقة مران التابعة لمديرية حيدان محافظة صعدة، تلك البلدة الخضراء بخضرة أرضها، رونق الأرض الخيرة بجمال طبيعتها الخلابة وبشاشة أوجه ساكنيها الطيبين ، بلدة الطهر و مأوى حلال الطاهرين.. مران الخير والعزة مسقط رأس الحسين بن بدر الدين وآبائه ونهضته القرآنية.. من تلك البقعة المباركة التي من رحمها ولدت من جديد في خضم كل تلك التكتلات العالمية المذلة للشعوب و للإنسانية بشكلٍ جمعي ، على أيدي بني إسرائيل مسيرة النبيين وعزة وشجاعة وصولة وكرامة ونبل وحكمة الصديقين والمؤمنين من أهل بيت نبيه سيد الأولين و الآخرين.

. على تلك البلدة الطيبة نطل و نشرق بكل وفاء بكلماتنا المتواضعة و التي لا تفي حق من كتبت بحقه ، إلا أن في مضمونها قول الحق على تاريخ رجل من رجالها ، من رجال الإسلام وصحوته التي أعادت بدرر مشروعها القويم الحياة العزيزة بعزة الإسلام في قلوب أبناء هذه الأمة. وهذا الرجل العظيم ابن هذه البلدة الطيبة هو الشهيد المجاهد عبد القوي صالح فارس، الاسم الجهادي ( أبو صامد) من مواليد العام ١٩٩٢ م. نشأ وترعرع في كنف والده الشهيد صالح فارس ، ذلك الرجل العظيم والسباق في جهاده في سبيل الله مع سليل العترة المطهرة ربان سفينة النجاة لهذه المسيرة المظفرة.. الشهيد عبد القوي فارس ومنذ نعومة أظفاره نهل العلم والهدى من نبعه الصافي والفياض ، حيث كان والده الشهيد يحضره معه وهو في سن العاشرة من عمره إلى مجالس الهدى والتقى.. مجالس العلماء الأفاضل والتي منها مجلس الشهيد القائد ليستمع للدروس والمحاضرات القيمة في بداية انطلاق المشروع القرآني. الشهيد عبد القوي فارس ما إن اشتد عوده وبدأ بإدراك الواقع من حوله ، حيثما كان الواقع المرير بعد الحرب الأولى وما تلاها من أوضاع مأساوية في ظل سيطرة إجرامية لثلاثة حروب عدوانية ( هي الثانية والثالثة والرابعة)، على هذا المشروع القرآني من قبل السلطة الظالمة آنذاك .. حتى انطلق في هذه المسيرة المباركة . حيث كان له فضيلة السبق في الحرب الرابعة في ظل تلك الأوضاع المأساوية من المطاردات والقتل والتكفير والتجريم لكل من يرتبط أو له علاقة ولو ضئيلة بهذا المشروع القرآني المقدس.. عموماً استمر الشهيد في انطلاقته الجهادية مع الله ، فشارك في الحرب الخامسة وكذلك في الحرب السادسة.. وكان له دور فعال. ومع مرور الأيام وتمكين الله لعباده المتقين واصل الشهيد مشواره الجهادي معتمداً على الله وفي سبيله. وفي هذا العدوان الغاشم كان له البصمات الحية في العمل الإداري والعسكري ، حيث تولى العديد من المسؤوليات الجهادية والتي منها مسؤولاً على أمن وحماية الفرقة الأولى مدرع في بداية العدوان ، كذلك معسكر الصباحة العسكري التابع آنذاك لمجاميع ابو يونس الحوثي. كذلك تولى العمل الوقائي في قسم الدروع المركزي برفقة بزيه وابن قريته ، رفيق دربه الشهيد يحيى قاسم الدريب.. وعلى تلك الوتيرة من العمل الجاد في سبيل الله، واصل الشهيد مشواره الجهادي ، حيث وبعد فترة من استشهاد رفيق دربه الشهيد يحيى قاسم الدريب ، لم يطق بعده المكوث في صنعاء ، فهي - كما قال في كلمته الشهيرة - ( مقبرة الإيمان).. عند ذلك عمد إلى الانتقال إلى المنطقة الرابعة وهناك كان له بصمات جهادية عظيمة ، حيث تولى العديد من المسؤوليات بداية بعمل شؤون أفراد الدفاع الجوي المركزي للمنطقة الرابعة ومن ثم العمل الرسمي الذي كلف به في بشرية المنطقة الرابعة. الشهيد عبد القوي فارس ، وهو في بشرية المنطقة الرابعة تابعاً للأخ زكي كعيت. كان ذا همة عالية في أداء مسؤوليته الجهادية رجلاً مؤمناً بشوش الوجه حسن الطباع والتعامل مع الآخرين سليم الفطرة والسريرة قنوعا صادقاً صابرا. حيث وأنه قد كلف بالعديد من المسؤوليات الجهادية والتي كانت منبراً جهاديا شخصت - في أعلى أوسمة النجاح - تميزه وإخلاصه وعرفانه الذي عرف به وكان سيماه الظاهر في محياه لدى الجميع في كل تلك الفترة من مسيرة جهاده العظيمة في سبيل الله. كان آخر تلك الأعمال الجهادية التي كلف بها - وهو في جميعها مخلص وصادق ملتزم وأمين - هو أن كلف بقيادة ميدانية لعدد من المجاميع المقاتلة وذلك في جبهة كرش التابعة إداريا لمحافظة لحج. وفي فترة أواسط العام ٢٠١٨م ، وبالتحديد في أبريل ، وقد صعّد العدو في تلك الجبهة جبهة كرش وقد أتى التوجيه من القيادة العليا برفد تلك الجبهة وهنا توجهت امتثالاً للتوجيهات مجاميع من المركزيين في المنطقة للتعزيز .. وفي تلك الجبهة كان أن وقع الاختيار من القيادة على الأخ أبو صامد وذلك نظرا لكفاءته الميدانية بقيادة تلك المجاميع.. وهنا وفي هذه المعركة أتى اليوم بعد كل هذه الرحلة المباركة والمعطاءة مع الله التي فيها قدم الشهيد الموقف الذي لا يُنسى موقف يقشعر له البدن ويليق برجل حمل الإيمان على كف والسلاح على الأُخرى في سبيل الله ، موقف يخلده التاريخ ولا يمحوه الزمن ، موقف وفاء وإباء وعطاء وتضحية وفداء، حيث جعل من روحه الطاهرة الزكية درعا يحمي به أصحابه من التفاف العدو ومحاولة الانقضاض على إخوانه، انتهى بارتقائه شهيدا رافعاً رأسه في لحظة تنحني فيها رؤوس من أطلقوا الرصاص عليه ، تحت قدميه، لشموخه وثباته في القتال واستقباله للشهادة.. وهل يليق بمثله إلا الشهادة ، وقد فاز بها كهدية تمناها وسعى اليها بكل قوة وإخلاص منذ بداية انطلاقته في المسيرة والمشروع القرآني العالمي. فرحمة الله عليك يا شهيد الوطن والأمة ، فأنت تحمل أعلى درجات الإيمان وأسمى ألقابه.. والشهادة التي حققتها شهادة على وفائك لله ولوطنك .. وستظل ذكراك خالدة في قلوبنا وتاريخنا. كان ذلك اليوم ، هو اليوم الأليم على قلوبنا لفراقهم ولكنه المبارك والسعيد لهم فيما قد وصلوا إليه من النعيم والفضل والسعادة. إنه يوم الثامن عشر من أبريل من العام ٢٠١٨ م ، اليوم الذي كان اليوم التالي له التاسع عشر من الشهر نفسه، يوم ارتقت النفس الطاهرة والأبية للشهيد الرئيس صالح الصماد . وبهذا كانوا وكأسمائهم ولم تفرق بين رحيلهم ، إلا ساعات قلائل.. وتلك المنة والفضل من الله عليهم صامداً وصمادا .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی سبیل الله کان له

إقرأ أيضاً:

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله

زوجة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وابنة عمه وأقرب أزواجه إليه نسبا وأكثرهن مهرا وأبعدهن عنه حين خطبها، ومن أوائل من أسلم في مكة. هاجرت إلى الحبشة وتوفي زوجها هناك، فأرسل النبي لملك الحبشة النجاشي يريد الزواج منها، فزوّجها منه وجهزها وأعطاها مهرا ثم أرسلها للمدينة.

المولد والنشأة

ولدت رملة بنت صخر المكنى بأبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، قبل بعثة الرسول بـ17 عاما، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، الزوجة الأولى لأبي سفيان، وأخوها من أبيها معاوية كاتب وحي رسول الله، وعتبة والي عمر بن الخطاب على الطائف.

عمتها هي أروى بنت حرب (أم جميل) زوجة عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب)، وفيهما نزلت سورة المسد في القرآن الكريم تنذرهما بالنار. وعمها ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وكنيّت أم حبيبة نسبة لابنتها من زوجها الأول عبيد الله بن جحش الأسدي، وتزوج ابنتها حبيبة داود بن عروة بن مسعود الثقفي.

وعرفت أم المؤمنين (أم حبيبة) رضي الله عنها بذكائها ودهائها وفطنتها وحصافتها وسداد رأيها.

صورة بالذكاء الاصطناعي تحاكي أرض الحبشة زمن الهجرة (الجزيرة-ميدجورني) زواجها

تزوجت رملة بنت أبي سفيان من عبيد الله بن جحش الأسدي، وأسلمت معه مبكرا في بدايات الدعوة المكية، وهاجرت معه إلى الحبشة في الهجرة الثانية.

وحلمت بزوجها حلما سيئا ظهر فيه "بأسوأ صورة"، فلما أصبحت جاءها يقول "يا أم حبيبة، إني نظرت في الدين قبل إسلامي، فلم أر دينا خيرا من النصرانية، وكنت قد دنت بها، ثم أسلمتُ ودخلتُ في دين محمد، ولكني الآن أرجع إلى النصرانية"، ففزعت مما قال ونهرته، وأخبرته بما رأت، لكنه بقي على شركه، فتركته حتى مات على النصرانية.

إعلان

وتقول أم حبيبة إنها حزنت مما آل إليه زوجها، حتى حلمت بشخص يناديها "أم المؤمنين"، فأوّلتها بزواجها من ابن عمها رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.

وفور انتهاء عدتها، جاءتها جارية أرسلها النجاشي لتخبرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليه ليزوجها له، ففرحت أم حبيبة وقالت "بشّرك الله بخير"، فردت عليها الجارية "يقول لك الملك وكّلي من يزوّجك"، فأرسلت إلى خالد بن سعيد العاص فوكّلته، وأعطت الجارية ما عندها من حليّ وجواهر مكافأة لها على ما بشّرتها به.

وأمر النجاشي بعدها بحضور جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين، وخطب فيهم، ثم قال "إن رسول الله كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبته إلى ما دعا إليه، وقد أصدقتها 400 دينار".

ثم سكب النجاشي الدنانير بين يدي قومها، فتكلم خالد بن سعيد وقال بعدما خطب "فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوّجته أم حبيبة ابنة أبي سفيان، فبارك الله لرسوله"، ثم قام ودفع لأم حبيبة مهرها، ولمّا هموا بالانصراف قال النجاشي "اجلسوا؛ فإنّ سنّة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على الزواج".

وبعد انقضاء الجمع نادت أم حبيبة بالجارية التي بشرتها، فلما جاءتها أعطتها 50 درهما جزاء نقلها للبشرى، لكن الجارية رفضت، وأعادت لها المال وكل ما أعطته إياها سابقا، وقالت إن الملك أمرها ألا تأخذ شيئا منها، وطلبت من أم المؤمنين أن تنقل لرسول الله سلامها وتخبره بإسلامها.

وأُرسلت أم حبيبة مع شرحبيل بن حسنة عام 7 للهجرة، وعمرها 36 عاما، ومع عمرو بن أمية الضمري مبعوث رسول الله إلى النجاشي، ويقول بعض المفسرين إن زواجها هذا من نبي الله هو سبب نزول قوله تعالى: (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) (سورة الممتحنة-7).

فرح خالها عثمان بن عفان بقدومها المدينة زوجة لرسول الله فأقام لها وليمة كبيرة، طعم منها الناس في أجواء فرح عامرة، خاصة وأن ذلك صادف زمنا قريبا من فتح خيبر.

إعلان

صلح الحديبية

تضمن صلح الحديبية -الذي وقّع في السنة السادسة للهجرة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبيلة قريش- بندا يمنح القبائل حرية الانضمام إلى أحد الطرفين والتحالف معه، فاختارت قبيلة خزاعة التحالف مع النبي، بينما انضمت بنو بكر إلى قريش، وهما قبيلتان كانت بينهما عداوة قديمة.

استغل بنو بكر الفرصة لمهاجمة خزاعة وأخذ ثأر قديم، فهجموا عليها ليلا وقتلوا عددا من رجالها، وقدمت قريش الدعم سرا لبني بكر بالسلاح والرجال، وكان ذلك خرقا واضحا لشروط الصلح مع النبي.

وبناء على ذلك أمر النبي المسلمين بالاستعداد للتحرك نحو مكة نصرة لحلفائهم، وأوصى بأن يحاط الأمر بالكتمان حتى لا تتهيأ قريش لمواجهة جيش المسلمين.

وعندما أدركت قريش خطورة الموقف، سارع زعيمها أبو سفيان إلى المدينة المنورة في محاولة للصلح وتمديد الهدنة مع المسلمين، لكن كان الأوان قد فات، وعزم النبي على المسير إلى مكة وأصدر أمره بالتجهيز للحملة، فذهب أبو سفيان لمنزل ابنته خلسة، ليعرض عليها مطلب قريش لعلها تتوسط له عند رسول الله.

تفاجأت أم حبيبة بأبيها في منزلها، وكان لم يرها منذ هجرتها إلى الحبشة، ولمّا همّ ليجلس على فراش النبي، اختطفته من تحته وطوته، فسألها مستفهما "يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟" قالت "بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك"، فقال "يا بنية، لقد أصابك بعدي شر" وانصرف.

الوفاة

عندما شعرت بقرب أجلها، دعت أم حبيبة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم، وقالت لها "قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك"، فأجابتها عائشة "غفر الله لك ذلك كله وحللك منه" فردت عليها "سررتني سرك الله"، ثم أرسلت إلى أم سلمة وفعلت معها الأمر ذاته.

توفيت أم حبيبة سنة 44 للهجرة زمن خلافة أخيها معاوية، كما يذكر الواقدي وأبو عبيد والفسوي، وقيل سنة 42 للهجرة كما يورد المفضل الغلابي، وتفرّد أحمد بن زهير فقال توفيت قبل معاوية بسنة أي عام 59 للهجرة.

إعلان

وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 65 حديثا، صحح البخاري منهما حديثين ومسلم مثلهما، وحدث عنها أخواها معاوية وعتبة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة، والصحابي عروة بن الزبير وأبو صالح السمان وصفية بن شيبة وينبت بنت أبي سلمة، وغيرهم.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: حسن الخاتمة آجر عظيم من الله
  • بين جحيم ترامب، وتهديد حميدتی!!
  • عالم بالأوقاف: جبر الخواطر وقضاء حوائج الناس طريق لصلاح البال
  • الصوم الكبير.. رحلة روحية للتوبة والتجديد في الكنيسة الكاثوليكية
  • اربعينة السيد الشهيد كربلاء لبنان وطف العاشقين
  • هل يمكن تغيير مواعيد الحج؟.. عالم أزهري يرد
  • عالم أزهري: عقوبة الجلد على شرب الخمر لم تذكر في القرآن الكريم «فيديو»
  • قدم دليله من القرآن.. «عالم أزهري»: يمكن تغيير موعد فريضة الحج وليس مقتصرا على عرفات «فيديو»
  • أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله
  • عالم بالأوقاف يكشف أعظم نعمة يمنحها الله لعباده في الدنيا