الثورة نت:
2025-02-02@07:50:12 GMT

الشهيد عبد القوي فارس .. رحلة في عالم الملكوت

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

من ربى منطقة مران التابعة لمديرية حيدان محافظة صعدة، تلك البلدة الخضراء بخضرة أرضها، رونق الأرض الخيرة بجمال طبيعتها الخلابة وبشاشة أوجه ساكنيها الطيبين ، بلدة الطهر و مأوى حلال الطاهرين.. مران الخير والعزة مسقط رأس الحسين بن بدر الدين وآبائه ونهضته القرآنية.. من تلك البقعة المباركة التي من رحمها ولدت من جديد في خضم كل تلك التكتلات العالمية المذلة للشعوب و للإنسانية بشكلٍ جمعي ، على أيدي بني إسرائيل مسيرة النبيين وعزة وشجاعة وصولة وكرامة ونبل وحكمة الصديقين والمؤمنين من أهل بيت نبيه سيد الأولين و الآخرين.

. على تلك البلدة الطيبة نطل و نشرق بكل وفاء بكلماتنا المتواضعة و التي لا تفي حق من كتبت بحقه ، إلا أن في مضمونها قول الحق على تاريخ رجل من رجالها ، من رجال الإسلام وصحوته التي أعادت بدرر مشروعها القويم الحياة العزيزة بعزة الإسلام في قلوب أبناء هذه الأمة. وهذا الرجل العظيم ابن هذه البلدة الطيبة هو الشهيد المجاهد عبد القوي صالح فارس، الاسم الجهادي ( أبو صامد) من مواليد العام ١٩٩٢ م. نشأ وترعرع في كنف والده الشهيد صالح فارس ، ذلك الرجل العظيم والسباق في جهاده في سبيل الله مع سليل العترة المطهرة ربان سفينة النجاة لهذه المسيرة المظفرة.. الشهيد عبد القوي فارس ومنذ نعومة أظفاره نهل العلم والهدى من نبعه الصافي والفياض ، حيث كان والده الشهيد يحضره معه وهو في سن العاشرة من عمره إلى مجالس الهدى والتقى.. مجالس العلماء الأفاضل والتي منها مجلس الشهيد القائد ليستمع للدروس والمحاضرات القيمة في بداية انطلاق المشروع القرآني. الشهيد عبد القوي فارس ما إن اشتد عوده وبدأ بإدراك الواقع من حوله ، حيثما كان الواقع المرير بعد الحرب الأولى وما تلاها من أوضاع مأساوية في ظل سيطرة إجرامية لثلاثة حروب عدوانية ( هي الثانية والثالثة والرابعة)، على هذا المشروع القرآني من قبل السلطة الظالمة آنذاك .. حتى انطلق في هذه المسيرة المباركة . حيث كان له فضيلة السبق في الحرب الرابعة في ظل تلك الأوضاع المأساوية من المطاردات والقتل والتكفير والتجريم لكل من يرتبط أو له علاقة ولو ضئيلة بهذا المشروع القرآني المقدس.. عموماً استمر الشهيد في انطلاقته الجهادية مع الله ، فشارك في الحرب الخامسة وكذلك في الحرب السادسة.. وكان له دور فعال. ومع مرور الأيام وتمكين الله لعباده المتقين واصل الشهيد مشواره الجهادي معتمداً على الله وفي سبيله. وفي هذا العدوان الغاشم كان له البصمات الحية في العمل الإداري والعسكري ، حيث تولى العديد من المسؤوليات الجهادية والتي منها مسؤولاً على أمن وحماية الفرقة الأولى مدرع في بداية العدوان ، كذلك معسكر الصباحة العسكري التابع آنذاك لمجاميع ابو يونس الحوثي. كذلك تولى العمل الوقائي في قسم الدروع المركزي برفقة بزيه وابن قريته ، رفيق دربه الشهيد يحيى قاسم الدريب.. وعلى تلك الوتيرة من العمل الجاد في سبيل الله، واصل الشهيد مشواره الجهادي ، حيث وبعد فترة من استشهاد رفيق دربه الشهيد يحيى قاسم الدريب ، لم يطق بعده المكوث في صنعاء ، فهي - كما قال في كلمته الشهيرة - ( مقبرة الإيمان).. عند ذلك عمد إلى الانتقال إلى المنطقة الرابعة وهناك كان له بصمات جهادية عظيمة ، حيث تولى العديد من المسؤوليات بداية بعمل شؤون أفراد الدفاع الجوي المركزي للمنطقة الرابعة ومن ثم العمل الرسمي الذي كلف به في بشرية المنطقة الرابعة. الشهيد عبد القوي فارس ، وهو في بشرية المنطقة الرابعة تابعاً للأخ زكي كعيت. كان ذا همة عالية في أداء مسؤوليته الجهادية رجلاً مؤمناً بشوش الوجه حسن الطباع والتعامل مع الآخرين سليم الفطرة والسريرة قنوعا صادقاً صابرا. حيث وأنه قد كلف بالعديد من المسؤوليات الجهادية والتي كانت منبراً جهاديا شخصت - في أعلى أوسمة النجاح - تميزه وإخلاصه وعرفانه الذي عرف به وكان سيماه الظاهر في محياه لدى الجميع في كل تلك الفترة من مسيرة جهاده العظيمة في سبيل الله. كان آخر تلك الأعمال الجهادية التي كلف بها - وهو في جميعها مخلص وصادق ملتزم وأمين - هو أن كلف بقيادة ميدانية لعدد من المجاميع المقاتلة وذلك في جبهة كرش التابعة إداريا لمحافظة لحج. وفي فترة أواسط العام ٢٠١٨م ، وبالتحديد في أبريل ، وقد صعّد العدو في تلك الجبهة جبهة كرش وقد أتى التوجيه من القيادة العليا برفد تلك الجبهة وهنا توجهت امتثالاً للتوجيهات مجاميع من المركزيين في المنطقة للتعزيز .. وفي تلك الجبهة كان أن وقع الاختيار من القيادة على الأخ أبو صامد وذلك نظرا لكفاءته الميدانية بقيادة تلك المجاميع.. وهنا وفي هذه المعركة أتى اليوم بعد كل هذه الرحلة المباركة والمعطاءة مع الله التي فيها قدم الشهيد الموقف الذي لا يُنسى موقف يقشعر له البدن ويليق برجل حمل الإيمان على كف والسلاح على الأُخرى في سبيل الله ، موقف يخلده التاريخ ولا يمحوه الزمن ، موقف وفاء وإباء وعطاء وتضحية وفداء، حيث جعل من روحه الطاهرة الزكية درعا يحمي به أصحابه من التفاف العدو ومحاولة الانقضاض على إخوانه، انتهى بارتقائه شهيدا رافعاً رأسه في لحظة تنحني فيها رؤوس من أطلقوا الرصاص عليه ، تحت قدميه، لشموخه وثباته في القتال واستقباله للشهادة.. وهل يليق بمثله إلا الشهادة ، وقد فاز بها كهدية تمناها وسعى اليها بكل قوة وإخلاص منذ بداية انطلاقته في المسيرة والمشروع القرآني العالمي. فرحمة الله عليك يا شهيد الوطن والأمة ، فأنت تحمل أعلى درجات الإيمان وأسمى ألقابه.. والشهادة التي حققتها شهادة على وفائك لله ولوطنك .. وستظل ذكراك خالدة في قلوبنا وتاريخنا. كان ذلك اليوم ، هو اليوم الأليم على قلوبنا لفراقهم ولكنه المبارك والسعيد لهم فيما قد وصلوا إليه من النعيم والفضل والسعادة. إنه يوم الثامن عشر من أبريل من العام ٢٠١٨ م ، اليوم الذي كان اليوم التالي له التاسع عشر من الشهر نفسه، يوم ارتقت النفس الطاهرة والأبية للشهيد الرئيس صالح الصماد . وبهذا كانوا وكأسمائهم ولم تفرق بين رحيلهم ، إلا ساعات قلائل.. وتلك المنة والفضل من الله عليهم صامداً وصمادا .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی سبیل الله کان له

إقرأ أيضاً:

” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد

أينما تجد الحكمة تجد العقل، تجد التدبير الصحيح، تجد الأخلاق السامية، تجد المواجهة ضد الظالمين وعدم الاستسلام للمستكبرين … سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات..

فلا رقي ولا حضارة ولا عزة ولا كرامة إلا بوجود الحكمة واستخدامها في السير في هذه الحياة وفق المنهج الإلهي الذي رسمه لنا في كتابه الكريم الذي قال فيه(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شيء) .

وإذا ما فقدت المجتمعات الحكمة كانت الفرقة والشتات والجهل والتخلف والخنوع والاستسلام لأعداء الله تعالى

إن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه – عندما تكلم عن الحكمة إنما تكلم عنها بالمفهوم الواسع وليس بالمفهوم الضيق، لأنه – رضوان الله عليه – كان يحمل هموم أمة يريدها أن ترتقي من التخوم إلى أعالي النجوم يريدها أن تنطلق وتتحرك بحركة القرآن الكريم كما كان نبيها العظيم – صلى الله عليه وآله وسلم – قرآناً يمشي على وجه الأرض، يتحرك بحركته، ويسير على منهجه (إن اتبع إلا مايوحى إليَّ)[الأحقاف:9] .

ولهذا قال الشهيد القائد- رضوان الله عليه – : ((الحكمة أن تكون تصرفاتهم حكيمة، أن تكون مواقفهم حكيمة، أن تكون رؤيتهم حكيمة … وقال – أيضاً- الحكمة هي تتجسد بشكل مواقف، بشكل رؤى، بشكل أعمال، هي تعكس وعياً صحيحاً، وعياً راقياً، تعكس زكاء في النفس تعكس عظمة لدى الإنسان ….)).

لقد انطلق الشهيد القائد في كلامه عن الحكمة من قوله تعالى : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)[البقرة:269] .

والحكمة اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه، والحكيم هو من تصدر أعماله وأقواله عن رويّة ورأي سديد…

يُقال: فلان من أهل الحكمة أي من أهل العلم والمعرفة والتبصر بحقائق الأمور وكنهها ….

والحَكَمَة (بفتح الحاء والكاف) هي في اللغة ما أحاط بحنكي الفرس وتُسمى بحَكَمَة اللجام وهي حديدته التي تكون في الفرس لإحكام لجامه وسميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد وتذلل الدابة لراكبها حتى تمنعها من الجماح ومنه اشتقاق الحِكمة- التي نحن في صدد الكلام عنها – لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل ومن المهانة والابتذال ومن الانحطاط في سفاسف الأمور وما يخل بالمرؤة والفتوة .

والحكمة المذكورة في قوله تعالى :(ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)[البقرة:129] ليس المراد بها السنة كما ذهب إليها المفسرون..

فقد استبعد الشهيد القائد هذا المعنى وقال رداً عليهم : ((إن الله تعالى قال في آية أخرى لنساء النبي ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)[الأحزاب:34]، هل معنى ذلك أنهن يقرأن أحاديث في البيوت ؟ لا…)).

قلتُ: لايُعقل أن يكون المراد بالحكمة هي السنة في قوله ( و يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وذلك لأمور كثيرة منها -إضافة لما ذكره الشهيد القائد -:

– أن الحكمة هي من القرآن وليس منفصلة عنه قال تعالى:(وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..)[النساء:113] فالإنزال واحد، والحكمة هي من الكتاب مما يتلى على نساء النبي- صلى الله عليه وآله وسلم – قال تعالى:(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) فهل الأحاديث كانت تتلى على نساء النبي – صلى الله عليه وآله وسلم-؟! مع أن الأحاديث بدأ تدوينها مع مطلع القرن الثاني للهجرة، قال ابن حجر في فتحه[ 1/ 277] : (( وكان ابن شهاب الزهري أول من دوّن الحديث على رأس المائة بأمر من عمر بن عبدالعزيز ))

– إن كلمة الحكمة مجردة عن إضافة الرسول أو النبي يعني لم يقل الله : “ويعلمهم الكتاب وحكمة النبي أو وحكمة الرسول وإنما قال:(ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وأما واو العطف  فهو مثل قوله تعالى:(وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ)[الحجر:87] فالسبع المثاني هن من القرآن وليس هن السنة !! .

– إذا كان المراد بالحكمة هي السنة فكيف نفهم معناها في قوله(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ..)[آل عمران:81] .

فهل الله آتى أنبياءه الأحاديث التي لم يتم تدوينها إلا في مطلع القرن الثاني الهجري والتي قام بتدوينها الزهري؟!

قال الشهيد القائد – رضوان الله عليه – : (( كلمة (حكمة) في القرآن الكريم لا تعني سنة إطلاقاً، رسول الله – صلى لله عليه وآله وسلم – مهمته هو أن يعلِّم الناس هذا القرآن بما فيه من آيات وهي: أعلام وحقائق في كل مجال تتناوله )).

قلت: من هذا نعلم أن المراد من ذلك المفهوم الواسع للحكمة حسب ما تكلم عنها الشهيد القائد وهي منبثقة من القرآن وهي أيضاً آيات من القرآن تمنح الإنسان الحكمة إذا ما أتمر بأوامر القرآن وانتهى عن نواهيه..

قال الشهيد القائد: ((القرآن الكريم فيه أشياء كثيرة تتجه نحو الإنسان لتمنحه الحكمة (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ)[الإسراء:39] كما قال في سورة الإسراء بعد أن ذكر عدة وصايا ثم قال (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ)….)).

وهذا يعني أن الوصايا هن آيات الحكمة لأنه تعالى قال عقبها: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) .

وهذه حقيقة تفرد بها الشهيد القائد وغفل عنها العلماء، ولا أظن أحداً تفطن إليها ونحن فهمناها من مضمون كلامه -رضوان الله عليه – وإليك توضيح ذلك :

ذكر الله تعالى آيات في سورة الإسراء تشتمل على وصايا

وكل آية منها تبدأ بصيغة (لا تفعل) وبعضها تبدأ بصيغة (افعل) وهي الأقل :

– (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ…..   وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا – وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ…

– وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ….

– وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا….

– وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ….

– وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ …..

– وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ…

– وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ …

– وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا…..)[انظر سورة الإسراء من آية 22 – 27 ]

ثم قال تعالى عقب هذه الوصايا (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) يعني أن هذه الآيات

– الوصايا – هي مما أوحى الله لنبيه من الحكمة …

كذلك قال الله تعالى في لقمان الحكيم(وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ)[لقمان:12] ثم ذكر بعد هذه الآية وصايا لقمان لابنه وهي من الحكمة التي آتاها الله إياه :

_ (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ……

– يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ…

– وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا…

– وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ …)[انظر سورة لقمان من آية 13 – 19]

وهكذا كل آية تبدأ بصيغة (افعل) أو (لا تفعل) تدخل ضمن آيات الحكمة التي ذكرناها آنفا.

وآيات الحكمة هن المراد من الحكمة في قوله(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ..) ومن قوله (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..) ومن قوله (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وغيرها من الآيات التي تُعرف بالقرينة والسياق وهذه الآيات – الوصايا الحكيمة  – تمنحك الحكمة كما أشار إلى ذلك الشهيد القائد.

نعم تمنحك الحكمة بالعمل بها بأن تأتمر بأوامرها وتنتهي عن نواهيها بل إن العمل بمنهجية القرآن هو من سيجعلنا كلنا حكماء لأنه (كتاب أُحكمت آياته.) .

قال الشهيد القائد – رضوان الله عليه-(( إنه _ أي القرآن _ في الأخير يجعل كل من يسيرون على وفق توجيهاته ويتثقفون بثقافته يُمنحون الحكمة، والعكس الذين لا يسيرون على ثقافة القرآن، لا يهتمون بالقرآن، سيفقدون الحكمة، وسيظهر مدى حاجة الناس إلى الحكمة في المواقف المطلوبة منهم في القضايا التي تواجههم…))إهـ .. ثم أتى الشهيد القائد بمثال عن من فقدوا الحكمة قال – رضوان الله عليه – :((الآن في هذا الوضع الذي نعيش فيه وتعيش فيه الأمة العربية، الأمة الإسلامية، ونحن نسمع تهديدات اليهود والنصارى، تهديدات أمريكا وإسرائيل وسخريتها من الإسلام ومن المسلمين ومن علماء الإسلام ومن حكام المسلمين بشكل رهيب جداً تجد موقف الناس بكل فئاتهم يتنافى مع الحكمة أي هم فقدوا الآن الموقف الحكيم مما يواجهون، الرؤية الحكيمة لما يواجهون، النظرة الصحيحة للوضع الذي يعيشون …)).

إذاً لا مخرج لهم من هذا الإنحطاط الذي وصلوا إليه إلا بالتمسك بالقرآن الكريم وذلك بالتثقف بثقافته والسير على نهجه حتى يمنحهم الله الحكمة ويكونوا كما قال الله (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)[المائدة:54].

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • محمد صبحي: «فارس يكشف المستور» كناية عن المؤامرات العالمية التي تُحاك ضد الأمة
  • معنى الإلحاد في أسماء الله .. عالم أزهري يجيب
  • إشراقات من مسيرته الجهادية ومشروعه القرآني: أبرز ملامح شخصية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
  • ألف تحية وسلام على الشهيد القائد
  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • عالم أزهري: استقبال القبلة ليس ملزما في صلاة النافلة
  • حزب الدعوة: نشيد بالجهود التي أسفرت عن اعتقال قاتل الشهيد محمد باقر الصدر
  • رحلة إلى عالم التزييف.. اعترافات عصابة تقليد العملات لسرقة أحلام المواطنين
  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • «دار الزين».. رحلة مذهلة إلى عالم البرية والطبيعة الساحرة