الثورة نت:
2025-04-24@20:03:20 GMT

مكاسب طوفان الأقصى

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

تناقلت وسائل الإعلام صورة حملت عنوان "مكاسب طوفان الأقصى" تضمنت (٢٠) نقطة تحدثت عن أنه ولأول مرة يخسر العدو الإسرائيلي عدداً كذا من القتلى والأسرى ولأول مرة يتم تهجير عدد كذا مستوطنين ولأول مرة يتم الحصول على معلومات للموساد الإسرائيلي وكلام من هذا القبيل. وإذا ما أردنا أن نتحدث عن المكاسب الناتجة عن هذه العملية، وهذا الحدث المؤلم في بشاعته وسطوته بحق المدنيين من أبناء فلسطين، فإن من أبرز وأهم المكاسب الحقيقية والتاريخية التي رافقت هذه العملية مع احترامنا لآراء كتابات الغير بهذا المنوال، نوجزها في الآتي:- ١/ أن الحرب الدموية في غزة للأسف الشديد كشفت سوءة غالبية كبرى من حكام الدول العربية والإسلامية جراء موقفهم المهين الذي بدوا فيه أمام أبشع وأفظع عدوان استهدف أبناء فلسطين والله المستعان، لذلك لن يعفيهم الله ولا الشعوب ولا التاريخ عن هوانهم وصمتهم وجبنهم.

٢/ موقف الحكومات المهين أثار حفيظة الأحرار والمجاهدين من أبناء الأمة وفي مقدمتهم (يمن الإيمان والحكمة) الذي فرض على نفسه ضرورة التحرك وإعلان موقفه الشجاع والحكيم من خلال دخوله المباشر والمعلن في المعركة وذلك من دافع الشعور بالمسؤولية الدينية و الإنسانية ليترجم ذلك قولاً وعملاً بعد أن خرج الشعب في كل الميادين مفوضاً السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه، في اتخاذ ما يراه، ومطالباً بالتحرك الفوري لمناهضة ومواجهة العدو الإسرائيلي، وفتح الطريق أمامه ليكون له شرف المشاركة، وبالفعل حصل ما حصل وخرج اليمن ولا زال بإذن الله تعالى منتصراً في مواجهته للعدو الإسرائيلي الذي تلقن الضربات تلو الضربات من صواريخ ومسيّرات اليمن المهاجرة في حمى الله إلى عقر أم الرشراش المحتلة، متوجاً حضوره في هذه المواجهة بالاستيلاء على السفينة البحرية الإسرائيلية الرابضة حالياً في ساحل البحر الأحمر وذلك فضل الله. ٣/ الحرب في غزة كشفت الستار وعرفت الكثير ممن تعقلوا وعاشوا الحدث (الحق من الباطل) ما أفضى ذلك إلى خلق قناعات لدى غالبية كبرى منهم لاسيما ممن كانوا تائهين ومخدوعين بالشعارات والعناوين والتيارات والتوجهات الزائفة والمتجردة من القيم الدينية والمبادئ والإنسانية والحمية والغيرة، ما أدى بهم لاتخاذ مواقف عقلانية عبروا فيها عن مواقفهم وعدلوا بها عن غيهم وعرفوا من خلالها ضرورة وحتمية أن يتجهوا بأنفسهم الاتجاه الصحيح وهذه نعمة عظيمة بل تعد من أجل النعم أن يصحح الإنسان واقعه وضميره. ٤/ الحرب الظالمة على غزة وما ترتب عليها من مآس مؤلمة إلا أنها فتحت الطريق أمام الأحرار ليواصلوا مشوارهم في التحرك الجهادي والعملي للوصول إلى اجتثاث المحتل الإسرائيلي واستحالة تواجده في أرض فلسطين، مقارنة بما قد اقترفه من جرائم بحق الفلسطينيين، سعياً لتحقيق الهدف العام المتمثل في تحرير فلسطين كل فلسطين باعتبارها القضية المركزية التي لا يمكن المساومة بها والتنازل عنها. لذلك عسى أن يكون هذا الهاجس قد شق طريقه لتحقيق تلك الغاية وذلك الهدف وأسهم من خلال هذا العدوان الهمجي على غزة في تعزيز مبدأ التلاحم وتقوية الروابط الإيمانية والجهادية بين المجاهدين في دول محور المقاومة، وهذا ما عشناه وهو المؤمل للخلاص من الغدة السرطانية الصهيونية والمزمنة التي تحتاج إلى البتر الفوري للسلامة من أذاها وشرها. وبالجهاد تتحرر الشعوب من كل دنس وكل مستكبر.. ولا نامت أعين الجبناء. والعاقبة للمتقين..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فلسطين تستحق الغضب لأجلها

نقل المَقْرِي التلمساني في كتابه "نَفْح الطِّيب"، قول لِسَان الدِّين ابن الخطيب عن أحوال الأندلس قبيل سقوطها:

"وإن تَشَوَّفْتم إلى أحوال هذا القُطْر ومَن به مِن المسلمين، بمقتضى الدين المتين والفضل المبين، فاعلموا أننا في هذه الأيام ندافع من العدو تيارا، ونكابر بحرا زخَّارا، ونتوقع -إلا إن وقى الله تعالى- خُطوبا كِبارا، ونمد اليد إلى الله تعالى انتصارا، ونلجأ إليه اضطرارا، ونستمد دعاء المسلمين بكل قُطْرٍ استعدادا به واسْتِظْهارا، ونستشير من خواطر الفضلاء ما يحفظ أخطارا، وينشئ رِيحَ رَوْح الله طيبة معطارا، (..)، وهي شِدَّة ليس لأهل هذا الوطن بها عهد، ولا عرفها نَجْد ولا وَهْد، وقد اقتحموا الحدود القريبة، والله تعالى وليُّ هذه الأمة الغريبة، وقد جعلْنا مقاليد أمورنا بيد من يقوِّي الضعيف، ويدرأ الخَطْبَ المُخيف، ورَجَوْنا أن نكون ممن قال الله تعالى فيهم "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".

ونقل المقري التلمساني -كذلك- عمن وصفه بأنه صاحب مناهج الفكر:

"ولم تزل هذه الجزيرة [الأندلس] منتظمة لمالكها في سلك الانقياد والوفاق، إلى أن طَمَا بمُتْرفيها سَيْلُ العِناد والنفاق، فامْتازَ كلُّ رئيسٍ منهم بصَقْعٍ كان مَسقَطَ رأسه، وجعَلَه مَعْقِلا يعتصم فيه من المخاوف بأفْرَاسِه، فصار كل منهم يَشُنُّ الغَارَة على جارِه، ويحارِبُه في عُقْر دارْه، إلى أن ضعفوا عن لقاءِ عدوٍّ في الدين يعادي، ويراوح مَعاقِلَهُم بالعَيْث ويغادي، حتى لم يبق في أيديهم منها إلا ما هو في ضمانِ هدْنةٍ مُقَدَّرَة، وإتَاوَةٍ في كل عام على الكبير والصغير مُقَرَّرَة، كان ذلك في الكتاب مسطورا، وقدرا في سابق علم الله مقدورا".

عندما ألَّف تقي الدين بن المقريزي كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، جعل العنوان كاشفا عن غايته ومقصده من كتابه، وتلك غاية التاريخ والقصص؛ العِظَة والاعْتِبار، وفي التنزيل "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، وما نورده عن الأندلس هنا ليس للتباكي، بل للاعتبار من حال الافتراق والتعادي، أو حال الانصراف عن نُصْرَةِ جماعةٍ تواجه "عدوّا في الدين يعادي، ويراوح مَعاقِلَهُم بالعَيْث ويغادي، حتى لم يبق في أيديهم منها إلا ما هو في ضمانِ هدْنةٍ مُقَدَّرَة".

في بداية مرحلة الطفولة نحفظ جميعا قصة الثيران الثلاثة التي أُكِلت تِباعا عندما انفرط عقد اتحادها، وهذا الدرس للأطفال، يحمل حكمة بعُمْر التاريخ البشري، ومع ذلك يظل البشر يقعون في خطأ تجاهل هذا الدرس. ولعل الدافع الرئيس للوقوع في الخطأ، هو المذكور نفسه في القصة، وهو الخوف من العدو القوي، في حين أن العِبرة تقول إن الاتِّحاد يَجْبُر نقص الآحاد، وإن المرء ضعيفٌ بنفسه، قويٌّ بإخوانه، ولو اتحدت الأطراف المنفردة، لأَوْجَعت الخَصْم الصَّائِل، ولكن هيهات أن يعتبر أولو الحُكم، والمتشبِّثين بمتاع الحياة الدنيا، وهو متاع قال عنه صاحب التنزيل: "فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل"!

إذَا انْصَرَفَتْ أذهانُ أولي الحكم عن درس الاتحاد، فلا عُذر للمحكوم أن ينصرف عن الدرس، ودرسُ الأندلس يقول إن الحكام المتآمرين على بعضهم، أرادوا الاحتفاظ بأوطانهم مقابل موالاة العدو، أو معاداة القريب، وأَمِنَ أتباعهم للحال باعتبار أنهم لا ناقة لهم ولا جمل في مسائل الحكم، فلما قوِيَ العدو، مدَّ سطوتَه وبطشَه على المحكوم قبل الحاكم، وألْحَقَ الصَّغار بالجميع. ومن هنا وَجَبَ على المحكومين أن يعلموا أن حكامهم إذا لم يكونوا ممتثلين لإرادتهم، لن يحفظوا لهم أرضا ولا عِرضا.

الإشكال الرئيس في مسألة الحكام والمحكومين أن الشعوب تحتاج إلى تنظيمات تقود عملية الضغط، وقد نتج عن انتكاسة الربيع العربي أن التنظيمات التي كانت تستطيع رفع صوتها، وعلى رأسها الإخوان المسلمين، قد انزوت على نفسها نتيجة البطش الأمني، أو صارت تخشى من التعبير عن نفسها لأن العالم يغض الطرف عن اعتقال الإسلاميين أو حتى قتلهم، فباتت تكلفة الاعتراض على الحكام شديدة الارتفاع، ولا سقف لها.

في مقابل هذا الإشكال، يأتي واجب الانتصار للمظلومين في فلسطين وغزة تحديدا، وأيّا كان الثمن، فإنه لا يمكن أن يبلغ بحال من الأحوال ما يقدمه أهل غزة الصابرة، والأَوْلى أن تبدأ التنظيمات السياسية غير الدينية في الخروج من انعزالها وترك أوهام أنها تحافظ على مكتسبات غير موجودة سوى في خيالها، كما تحتاج التنظيمات السياسية الدينية إلى رَفْعِ الصوت للضغط على الحكام من أجل فلسطين، إذ إن الفلسطينيين يستحقون أن نضحي معهم ولو بحُرِّيتنا، كما أن تحركات الضغط هذه ربما تحتاج إلى تجاهل الهتاف السياسي ضد هؤلاء الحكام أو المطالبة بإسقاطهم، في محاولة أخيرة كيلا يتذرعوا بهذه الحجة لقمع الاحتجاجات.

إن التواطؤ العربي ضد القضية الفلسطينية بلغ مستوى غير مسبوق، وسيكون مُخلَّدا في صفحات التاريخ السوداء، كما لا نزال نستذكر الخيانات التاريخية منذ آلاف السنين فيما وصَلَنا من روايات التاريخ، ونتيجة ما يحدث في فلسطين سيمتد إلى كل وطن عربي، فالمستعمِر لم يتوقف يوما عن نهب مقدراتنا رغم خروج قواته من بلادنا، واليوم أصبحت قواته تعود وتقترب وتنتشر في منطقتنا، عندما مرَّغَتْ جماعة صغيرة أنف وكيل القوى الاستعمارية في التراب، بمعدات محدودة، وقدرات بسيطة، وعندما هددت قوى الاستعمار بسحق مهاجمي الكيان البغيض، خرجت جماعات أخرى تقارعها على حدود بلدها الفقير المطحون.

إن لعنة وجود كيان الاحتلال لن ترحم أحدا، والصمت المطبق عن أهل غزة سيحل لعنة على الجميع، "واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة".

مقالات مشابهة

  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جحانة بصنعاء
  • مسير شعبي في الشعر بإب لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جحانة بصنعاء
  • مسير في السودة بعمران دعماً لفلسطين وتأكيد الجهوزية لمواجهة العدوان
  • فلسطين تستحق الغضب لأجلها
  • خريجو طوفان الأقصى بعزلة بني موهب في عمران ينظمون مسيراً راجلاً
  • مسيرات راجلة لخريجي دورات ” طوفان الأقصى ” في عدد من مديريات عمران
  • مصر تحذر من تفجير الأقصى.. موقف حازم يصدح في وجه التطرف الإسرائيلي
  • طوفان الأقصى كسر وهم القوة وسردية الاحتلال.. قراءة في كتاب
  • تعز تواكب “طوفان الأقصى”: تعبئة عامة ودورات صيفية وزخم تنموي يعزز الصمود المجتمعي