لقد استغرقت العلاقات التركية الإسرائيلية سنوات من الدبلوماسية للوصول إلى مصافحة تعتبر الأولى على الإطلاق بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. ولكن بعد مرور شهرين فقط، تلاشت النوايا الحسنة.

ففي بداية الحرب في غزة، قدم الرئيس أردوغان نفسه كوسيط سلام محتمل.

ولكن مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين، ارتفعت أيضًا حدة الخطابات - التي اتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وحتى دافع فيها عن حماس.

حيث قال أردوغان في إحدى كلماته إن "حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرير تناضل من أجل حماية أراضيها ومواطنيها".

في الشهر الماضي، ذهب أردوغان إلى أبعد من ذلك، قائلًا: "أقول بكل وضوح وصراحة إن إسرائيل دولة إرهابية".

من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء نتنياهو، في منشور له على منصة "X" (تويتر سابقًا)، إن إسرائيل "ترفض أي محاضرات" من تركيا، مضيفًا إن أردوغان "يدعم دولة حماس الإرهابية، ويقصف القرى التركية داخل تركيا نفسها" – في إشارة إلى حرب تركيا المستمرة منذ عقود ضد المسلحين الأكراد.

ولكن منذ ذلك الحين، ضاعف أردوغان من حدة خطاباته، قائلًا إن "من المؤكد أن نتنياهو، جزار غزة، بالإضافة إلى كونه مجرم حرب، سيحاكم باعتباره جزار غزة مثلما حوكم (سلوبودان) ميلوسيفيتش".

وقام الرئيس أردوغان بقطع الاتصالات رسميًا مع رئيس الوزراء نتنياهو، واستدعت تركيا سفيرها لدى إسرائيل. ولكن لم تختف بعد مليارات الدولارات من التجارة السنوية بين إسرائيل وتركيا.

تعليقًا على ذلك، قال سولي أوزيل، العالم سياسي بجامعة قادر هاس، إن "العلاقات التجارية والرحلات الجوية تستمر، ويذهب النفط إلى إسرائيل عبر المضيق. طالما أن تركيا وإسرائيل تعتقدان أنهما بحاجة إلى بعضهما البعض استراتيجيًا - أيًا كانت العلاقات السياسية - فسوف يستمر هذا الأمر".

تقول تركيا إنه منذ بدء الحرب، انخفضت التجارة بأكثر من النصف - مدفوعة بالمستهلكين والتجار.

تركيا – التي استضافت قادة حماس – شهدت مسيرات ضخمة مؤيدة للفلسطينيين بمدن في جميع أنحاء البلاد. وقام بعض الأتراك والمؤسسات العادية بمقاطعة العلامات التجارية التي يُزعم أن لها صلات بإسرائيل.

ورغم الغضب المتزايد والخطاب الناري - في زيارته لألمانيا وفي خطاباته الأخيرة، يواصل أردوغان الإصرار على أن تركيا لا يزال بإمكانها التوسط في السلام.

وأشار أوزيل إلى أن أردوغان يسعى إلى "أن يكون شريكاً في أي حل"، مضيفًا أن الرئيس التركي "يعتقد أنه يستطيع التراجع" عن تعليقاته التي أدلى بها، حسبما قال.

نشر الثلاثاء، 05 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

إقرأ أيضاً:

تحريض إسرائيلي على تركيا: تهدف للهيمنة على حوض شرق البحر المتوسط

مع تزايد النفوذ التركي في المنطقة، لاسيما عقب سقوط نظام الأسد في سوريا، ترصد الأوساط الأمنية والعسكرية الاسرائيلية هذا التطور "المقلق"، وتتخوف أن يكون اليوم الذي تشنّ فيه تركيا عمليات عسكرية ضد دولة الاحتلال ليس بعيدا، وفقاً لمزاعمها.

يوسي أحيمائير الكاتب اليميني بصحيفة "معاريف"، زعم أن "الرئيس رجب طيب أردوغان، يسعى للحصول على لقب الزعيم التركي المؤسس مصطفى كمال، وكل من يتابع ما يحدث في تركيا اليوم يرى في ظل حكم أردوغان عملية عودة للأسلمة والتدين، ومن يدري ما إذا كان حتى اللغة العربية ستعود لمجدها السابق، حيث يحلم "أبو الأتراك" المعاصر بإعادة تركيا لأيام إمبراطوريتها العثمانية التي حكمت معظم أنحاء الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا، ويحلم بأن يصبح السلطان".



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "ظاهرة الأسلمة لا تظهر في المناطق المحيطة بتركيا فحسب، بل في المدن الكبرى، في مظاهر ذات دلالات قومية ودينية، وتهدف تركيا أردوغان للهيمنة على حوض شرق البحر المتوسط، وتتخذ خطوات مهمة لإثبات الحقائق فيما تسميه "البحر التركي"، صحيح أن مالطا البعيدة تقع بالفعل خارج نطاق طموحات أردوغان، لكن قبرص القريبة تقع ضمنه، حيث استولى السلطان الحديث على جزئها الشمالي قرب سواحل دولة الاحتلال، وأنشأ سيادته الخاصة هناك، بما فيها إدخال اللغة التركية".

وزعم أن "تركيا بقيادة أردوغان وجدت لها موطئ قدم في ليبيا الواقعة في شمال أفريقيا على ساحل البحر المتوسط، كما تطلعت منذ فترة طويلة إلى سوريا، ووقفت وراء الثوار الذين أطاحوا بنظام الأسد، وتحاول ضم أراضٍ في شمالها، وتهدف لإنشاء قواعد عسكرية على أراضيها، والسيطرة على مدنها الساحلية، وتحويل سوريا محمية تركية، كل ذلك يجري تحت مراقبة إسرائيلية حثيثة".

وأشار إلى أن "تركيا أردوغان ترى أن إسرائيل هي العامل الذي يمنعها من العودة لأيام عظمتها الإمبراطورية، فهي القوة الصاعدة في منطقتنا، أما إيران فهي القوة المتراجعة، وكراهية أردوغان لإسرائيل ليس لها حدود، يخرج ضدها بأقوال وأفعال استفزازية، والخوف في تل أبيب أن اليوم لن يكون بعيدًا حين تنطلق تركيا أردوغان بعمليات حربية ضد الاحتلال، حتى أن قضية سفينة مافي مرمرة على سواحل غزة في 2010 لن تكون ذات أهمية كبيرة مقارنة بما قد يفعله هذا الرجل الخطير ضد إسرائيل".

وأوضح أنه "منذ سنوات طويلة تعمل تركيا على زيادة نفوذها في شرقي القدس، وتتدخل فيما يحدث فيها، وتضخ الأموال للمؤسسات الإسلامية، كما يقدم أردوغان دعما كبيرا لحماس، ويستضيف قادتها في عاصمته، ويشجعهم على عدم التنازل لإسرائيل، والأمر الأكثر إثارة للدهشة أن تركيا لا تزال عضواً في حلف شمال الأطلسي، الذي يغمض عينيه عن طموحاتها للهيمنة".

ونقل أحيمائير عن أوساط تركية قولها إن "سوريا اليوم تواجه خطرين رئيسيين: الأول الهجمات الإسرائيلية وسياساتها التوسعية، والثاني زعزعة استقرار المنطقة، وفي التعامل مع هذين الخطرين، فإن تركيا هي الضامن والحامي الرئيسي، وقد أعلن وزير خارجيتها هاكان فيدان خلال زيارته لدمشق أنه "لا يمكننا التسامح مع استغلال إسرائيل للوضع الحالي لنهب الأراضي السورية.



وزعم أحيمائير أن "أسلمة تركيا، وجنون العظمة للسيطرة، ومعاداة أردوغان للاحتلال الإسرائيلي، وكراهيته الشديدة له، وترسيخها البطيء لنفوذها في الأراضي السورية، كلها عوامل قد تؤدي لتفاقم المشكلة، وقد تشكل مصدر خطر متزايد على إسرائيل، مما يستدعي منها الانتباه أكثر للجبهة السورية- التركية الجديدة التي تتشكل في الشمال".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترد على تهديدات أردوغان: الطرف العدواني في سوريا والشرق الأوسط هو تركيا!
  • محلل سياسي: الجهود المصرية والقطرية تمثل ضغطا كبيرا على إسرائيل ونتنياهو لإنهاء الحرب
  • احتمالية ترشح أردوغان لولاية ثالثة تشغل الساحة السياسة في تركيا
  • تحريض إسرائيلي على تركيا: تهدف للهيمنة على حوض شرق البحر المتوسط
  • تركيا.. حبس نجل نائب أردوغان السابق بتهمة إهانة الرئيس
  • برلماني سابق يتوقع موعد الانتخابات المبكرة في تركيا
  • قريبون من الاتفاق النهائي..إسرائيل: الظروف تغيرت منذ مقتل السنوار
  • انقسام في إسرائيل حول الصفقة المرتقبة.. بن غفير هاجمها ونتنياهو دافع عن مكاسبها
  • زيارة تاريخية من دمشق إلى تركيا: أول وفد يصل إلى أنقرة
  • تركيا.. هل يضم التشكيل الوزاري الجديد ميرال أكشنار؟