شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 على ضرورة وقف المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة ، محذرا من إمكانية أن تتحول إلى حرب إقليمية في المنطقة.


وقال أردوغان في كلمة ألقاها، خلال مشاركته في القمة الخليجية الـ 44 بالعاصمة القطرية الدوحة: "يجب ألا نسمح للمجازر في (قطاع) غزة بأن تتحول إلى حرب إقليمية تشمل سوريا".


وذكر أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تعرّض أمن ومستقبل المنطقة بأسرها للخطر من أجل إطالة حياتها السياسية.


وأكد أن "أولويتنا إعلان وقف دائم وفوري لإطلاق النار، وضمان تدفق متواصل للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".


وتابع: "فقدان أرواح 17 ألف فلسطيني بريء معظمهم من الأطفال والنساء يعد جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، لا ينبغي أن تمر جرائم إسرائيل دون مساءلة".


وعن العلاقات الاقتصادية، أوضح الرئيس أردوغان أن بلاده تحافظ على مكانتها ملاذا آمنا للمستثمرين الدوليين، مؤكدا استعداد أنقرة "لتقديم كافة أنواع الدعم لإخواننا الذين يثقون بالاقتصاد التركي".


وذكر أردوغان أن علاقات تركيا مع دول الخليج تتحسن يوما بعد يوم، وأن مشاركته في القمة هي إحدى مظاهر دفع العلاقات إلى الأمام.


وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقات ستتطور من خلال العمل الموحد، مشيرا أن حجم التجارة الثنائية مع دول الخليج زاد 13 مرة خلال العشرين عاما الماضية ووصل إلى 23 مليار دولار في 2022.


وأضاف أن استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي ودخولها حيز التنفيذ في وقت قصير سيزيد من حجم التجارة.


ورحب الرئيس أردوغان بكون تركيا إحدى أكثر الدول المفضلة لدى سكان بلدان الخليج لقضاء رحلاتهم السياحية.


ولفت إلى أن بلاده ستستضيف الاجتماع السادس للآلية الوزارية للحوار الاستراتيجي في مجلس التعاون لدول الخليج بمشاركة وزراء الخارجية في الربع الأول من 2024.


وأضاف أنه يولي أهمية كبيرة لمشاريع النقل التي تربط منطقة الخليج بأوروبا برا عبر تركيا، مبينا أن هذه المشاريع ينبغي أن تتوج في مجال الطاقة.


وأوضح أن تركيا حققت زخما مختلفا تماما في مجال الصناعات الدفاعية مع الإخوة في الخليج، وأن الأحداث الأخيرة كشفت مدى أهمية واستراتيجية التعاون في هذا المجال.


وتابع: "أرى من المفيد تنويع تعاوننا في الصناعات الدفاعية بما في ذلك الإنتاج والتمويل المشترك".


وأكد أن الموقف المشترك (لتركيا ودول الخليج) تجاه الأزمة في غزة كان مثالا على العمل لحل المشكلات الإقليمية.


وأضاف أنه من المهم متابعة القرارات المتخذة في قمة الرياض، لافتا إلى أن مجموعة الاتصال لوزراء الخارجية عقدت اجتماعات في بلدان مختلفة وستواصل لقاءاتها.


وأشاد أردوغان بجهود دولة قطر في التوصل إلى هدنة إنسانية قصيرة الأجل في غزة وتبادل الأسرى، مضيفا "بالطبع كنا نأمل أن تتحول هذه الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكن ذلك لم يحدث".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

العنف يهدد بحرب إقليمية في الكونغو الديمقراطية

أحمد شعبان (كينشاسا، القاهرة)

أخبار ذات صلة غوتيريش: تجدد الحرب في غزة سيكون كارثياً «الأونروا»: التخلص من الوكالة لن ينهي قضية اللاجئين

حذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي، من اندلاع حرب إقليمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد تصاعد الاشتباكات بين الجيش وحركة «إم 23» المسلحة، كما حذرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، من تفاقم الأزمة الإنسانية، مع عدم القدرة على الوصول إلى النازحين وتوفير المساعدات للمحتاجين. وكشفت الأمم المتحدة عن أن أعمال العنف في شرق الكونغو دفعت نحو 42 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى اللجوء إلى بوروندي خلال أسبوعين، وتتوقع وصول 58 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر.
وأوضح الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن أغلب الجماعات المسلحة في أفريقيا قوية وتلقى دعماً خارجياً، فضلاً عن أن الدولة المركزية في أغلب العواصم تبدو ضعيفة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في مواجهة التنظيمات الإرهابية، والكونغو الديمقراطية إحدى هذه الدول.
وأشار أديب في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الجماعات المتمردة موجودة منذ فترة طويلة ما أدى إلى عدم استقرار سياسي في كثير من دول القارة السمراء، وبالتالي فإن حركة «إم 23» المسلحة تظل تقاتل في الكونغو نتيجة ضعف الدولة أمام الجماعة المدعومة من دول أخرى في الجوار.
وحذر من خطورة بعض الجماعات المسلحة في الكونغو والتي أخذت صبغة دينية متطرفة، وهي في الأصل ميليشيات عسكرية تنتمي لتنظيم «القاعدة» أو «داعش» أو غيرها من التنظيمات الإرهابية المحلية والإقليمية داخل القارة الأفريقية وتقاتل هذه الدول.
ويرى أديب أن الاتحاد الأفريقي والمؤسسات في القارة السمراء تتحمل مسؤولية دعم الدول المركزية ومنها الكونغو، وتتحمل جزءاً من ضعف هذه الدول في مواجهة التنظيمات المتطرفة، خاصة أنها لم تبحث عن طرق وحلول مؤثرة في المواجهة العسكرية والفكرية مع هذه الجماعات. وتتنافس أكثر من 100 جماعة مسلحة للسيطرة على المنطقة الشرقية الغنية بالمعادن في الكونغو الديمقراطية خلال الصراع المستمر منذ عقود، والذي أسفر عن إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
من جهته، أوضح نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير الدكتور صلاح حليمة، أن المشكلة الرئيسة في الكونغو تكمن في أن حركة «إم 23» الجناح المسلح لإثنية التوتسي، وهناك صراع على الثروة والسلطة خاصة في منطقة «غوما» التي استولت عليها الحركة المتمردة.
ولفت السفير حليمة في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى وجود حركة إثنية أخرى في الكونغو من «الهوتو»، وهي جماعة متطرفة تدخل في إطار الصراع الأيديولوجي، وتميل لتأييد الحكومة، وفي نفس الوقت لها رؤية تتعلق بشكل وطبيعة النظام السياسي للكونغو، وبالتالي فإن الصراع ليس حرباً داخلية فقط، إنما هناك أدوار إقليمية داعمة لحركة التمرد من جانب دول أخرى.
وذكر أن هناك محاولات كثيرة لإنهاء الصراع في الكونغو من جانب كينيا وتانزانيا، والتجمعات الإقليمية مثل «مجموعة شرق أفريقيا»، ومجموعة «تنمية الجنوب الأفريقي السدك»، لكن لم تنجح، كما أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو القوات الشرطية لم تستطع أن تسيطر أو تحول دون إنقاذ الموقف.

مقالات مشابهة

  • بعد اسبوع من تصريحات فيدان ضد إيران.. طهران تستدعي سفير تركيا
  • أردوغان: انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أولوية استراتيجية
  • كاتس : لن نسمح لحركة حماس بالبقاء في السلطة
  • تركيا.. الصورة الأولى لزعيم حزب النصر من السجن
  • وزير قطاع الأعمال يلتقي وفدا تركيا لبحث التعاون في تطوير مناطق صناعية
  • التعاون يصعق الفتح بهدف قاتل.. والخلود يعبر الخليج
  • العنف يهدد بحرب إقليمية في الكونغو الديمقراطية
  • أردوغان بعد دعوة أوجلان: دخلنا مرحلة جديدة نحو تركيا خالية من الإرهاب
  • بعد دعوة أوجلان..العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار مع تركيا
  • زيلينسكي يعلق على إمكانية إنقاذ العلاقات بين أمريكا وأوكرانيا