في الأيام التي تلت الهدنة المؤقتة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، والتي امتدت 7 أيام، وانهارت 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تحدث مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إصدار تحذيرات إلى دول الاحتلال الصهيوني بضرورة تجنب إيذاء المدنيين في القطاع، وعدم تكرار ما فعلته خلال الأسابيع الأولي من الحرب.

 

لكن مع سقوط أكثر من 300 شهيدا في غزة يوميا في الفترة بين السبت والإثنين، وفقا للأرقام الصادرة عن مسؤولي الصحة في غزة، فإن تلك الحصيلة تشبه إلى حد كبير تلك التي وقعت في الأسابيع الأولي للحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع. 

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن الفترة من يوم الأحد إلى بعد ظهر الإثنين "شهدت بعضا من أعنف القصف في غزة حتى الآن". 

تغير طفيف 

وقال خبيران متخصصان في قوانين الحرب إنهما لم يلحظا حدوث تغيرات كبيرة في الأيام الأخيرة في الطريقة التي تشن بها إسرائيل عدوانها على قطاع غزة. 

ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن تحذيراتها للمدنيين بالابتعاد عن طريق الأذى تبدو غير فعالة، كما أن نطاق حملتها العسكرية الواسع جعل من غير الواضح ما إذا كان أي مكان في غزة آمنًا حقًا. 

برايان فينوكين، المستشار القانوني الأسبق في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يشغل حاليا منصب مستشار في مجموعة "الأزمات الدولية" قال في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه لا يرى فرقا جوهريا حدث.   

وأوضح "ليس لدي شعور بأن العمليات الإسرائيلية المتجددة تختلف بشكل كبير عن العمليات السابقة من حيث السعي لتقليل مخاطر إلحاق الأذى بالمدنيين". 

اقرأ أيضاً

المشهد بعد انهيار هدنة غزة.. ف. تايمز: حماس تزداد شراسة والفلسطينيون يرفضون النزوح لرفح

والإثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أنه من المبكر إجراء تقييم نهائي لاستجابة إسرائيل لنصيحتنا بحماية المدنيين في عملياتها العسكرية، ولكن الولايات المتحدة ترى "تحسّنا" في تحديد إسرائيل لنطاق أهدافها في غزة، مع توسيع العملية العسكرية بعد الهدنة لتشمل مناطق في جنوب القطاع. 

وأردف ميلر قائلا "لقد رأينا طلبا أكثر تحديدا لعمليات الإخلاء مقارنة بما جرى في الأسابيع الماضية في شمال القطاع، ولكننا لا نزال نتوقع سقوط ضحايا مدنيين نتيجة للعملية العسكرية بغزة وهذا يحدث للأسف في جميع الحروب". 

ولفت إلى أن نشر إسرائيل لخريطة تقسم قطاع غزة لمئات "البلوكات" السكنية، تحدد خلالها المناطق التي ستكون أكثر استهدافا بمثابة تحسن لما كان يحدث قبل ذلك". 

لا مكان آمن 

لكن أوامر الإخلاء الصادرة من إسرائيل أربكت سكان غزة، الذين لا يستطيع الكثير منهم الوصول إلى الخريطة أو التعليمات التي نشرتها إسرائيل بسبب انقطاع الكهرباء لديهم وخدمة الإنترنت والهواتف المحمولة سيئة للغاية. 

كما أن القليل من اطلع على الخريطة والتزم بالتحذيرات الإسرائيلية وجدوا أنفسهم في مناطق مكتظة بالفعل دون مأوى أو مراحيض. 

وقال عمر شاكر، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، إن التحذيرات وسيلة مهمة لحماية المدنيين من النزاع المسلح، مشيرا إلى إن وجود خريطة أكثر دقة أكثر فائدة من حيث الأساس من أوامر الإخلاء الواسعة النطاق.  

لكن شاكر عقب بأن إن النظام الإسرائيلي الجديد الذي تستخدمه للتحذير من هجماتها ليس أفضل بكثير مما سبقه. 

وتابع "لا يوجد طريق آمن يمكن الاعتماد عليه للفرار أو التنقل من مكان لأخر في غزة، لذلك، حتى لو قيل إن هذه المنطقة آمنة نسبيًا، فإن الغارات الجوية تستمر في ضرب جميع أنحاء غزة تقريبًا". 

وأكد أن استمرار إسرائيل في استخدام القنابل والمدفعية الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان، وهو تكتيك يؤدي إلى "تضخيم خطر وفاة المدنيين". 

بالإضافة إلى ذلك، قال شاكر إن إسرائيل ما زالت تدمر مجمعات سكنية بأكملها دون توضيح الأهداف العسكرية لمثل هذه الضربات. 

ومطلع الشهر الجاري، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية وأمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني. 

ومنذ شهران، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى عصر الاثنين، 15 ألفا و899 قتيلا فلسطينيا، وأكثر من 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.  

اقرأ أيضاً

بي بي سي: إسرائيل دمرت 98 ألف مبني في غزة قبل بدء الهدنة 

المصدر | نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلي على غزة خريطة إسرائيلية تحذيرات إسرائيلية فی غزة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال بدأ في تفكيك بعض مواقعه العسكرية في “نتساريم”

#سواليف

قال شهود عيان في قطاع #غزة، أن #جيش_الاحتلال شرع في ساعات مساء أمس الأربعاء بتفكيك بعض المرافق و #النقاط_العسكرية في موقع ” #نتساريم ” العسكري وسط القطاع، بحيث بات #الطريق_الساحلي الواصل بين مدينة #غزة ومخيم النصيرات مفتوحا لأول مرة بدون حواجز تفتيشية.

وأكد سائقو شاحنات اليوم الخميس، أنه جرى لأول مرة تنسيق لنقل #شاحنات سلع و #مساعدات من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث كانت نقطة انطلاق الشاحنات من معبر بيت حانون/ إيرز، واتخذت مسار الطريق الساحلي عوضا عن طريق صلاح الدين كما كان متبعا في السابق، وصولا لمدن وسط وجنوب القطاع.

وأكدت مصادر “قدس برس” أن جيش الاحتلال شرع أيضا بنقل “مكعبات الباطون” التي كانت موضوعة على جانبي الطريق الساحلي كحاجز دائم، واستبدلها “بكابينات” متنقلة، لتصبح أشبه بالحاجز الطيار الذي يكون بداخله عادة عدد قليل من الجنود.

مقالات ذات صلة الرشق: شروطنا التي طرحناها في بداية الحرب انتزعناها كلها وجثى المحتل على الركب 2025/01/16

وتجري الاستعدادات الإسرائيلية في ظل مؤشرات عن قرب التوصل لاتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال، بموجبه سيسمح لأهالي مدينة غزة وشمالها بالعودة إلى أماكن إقامتهم، مع انسحاب جيش الاحتلال من المواقع التي سيطر عليها بما فيها “نتساريم” الذي قسم قطاع غزة إلى نصفين شمالا وجنوبا.

ما هو حاجز نتساريم؟
يعتبر حاجز “نتساريم” العسكري أو كما يطلق عليه بالعبرية “باري نيتزر”، أول موقع عسكري أقامه جيش الاحتلال في غزة بعد الهجوم البري الذي بدأ في الـ27 من تشرين أول/ أكتوبر 2023، حينما دخل أول رتل عسكري إسرائيلي قطاع غزة من منطقة “جحر الديك” ليعلن الاحتلال تقسيم القطاع إلى قسمين شمالي وجنوبي.

ويمتد موقع “نتساريم” من الأطراف الشمالية لمخيم “النصيرات” وحتى الأحياء الجنوبية لمدينة غزة، وتصل مساحته لنحو ستة وخمسين كيلو مترا مربعا، وهي مساحة تعادل 15 بالمئة من إجمالي مساحة قطاع غزة.

يبلغ طول المنطقة المشار إليها 8 كيلو مترات، أما عرضا فيصل لـ 7 كيلو مترات، ويبتلع المحور بشكل تام بلدات “الزهراء” و”المغراقة” و”جحر الديك”، وجزئيا يضم الأطراف الشمالية من مخيمي “النصيرات” و”البريج”، وشمالا يقتطع الاحتلال مساحات واسعة من حيّي “الزيتون” و”تل الهوى”.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 461 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان أكثر من 155 ألفا و 200 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • لماذا اختار الحوثيون هذا التوقيت لاستهداف إسرائيل بصاروخ؟.. خبيران يجيبان
  • إسرائيل تشدد إجراءاتها العسكرية عند حاجزي تياسير والحمرا بالأغوار
  • تحذير أممي: الصراع في السودان يأخذ منعطفا أكثر خطورة على المدنيين
  • لماذا تعتزم إسرائيل تغيير منظومتها الأمنية بغلاف غزة؟ خبيران يجيبان
  • "مصيرها مجهول".. إسرائيل تقصف مكان احتجاز أسيرة في غزة
  • أبو عبيدة: إسرائيل استهدفت مكان أحد أسيرات المرحلة الأولى للصفقة
  • جيش الاحتلال بدأ في تفكيك بعض مواقعه العسكرية في “نتساريم”
  • عمال موانئ السويد يعتزمون حظر نقل المعدات العسكرية إلى “إسرائيل”
  • 466 يوما من المجازر.. عربي21 ترصد أبرز نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة (شاهد)
  • بعد اتفاق الهدنة.. النجباء العراقية تعلق العمليات العسكرية ضد إسرائيل