حماية المدنيين.. خبيران يرصدان تغيرا طفيفا بنهج العدوان الإسرائيلي على غزة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
في الأيام التي تلت الهدنة المؤقتة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، والتي امتدت 7 أيام، وانهارت 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تحدث مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إصدار تحذيرات إلى دول الاحتلال الصهيوني بضرورة تجنب إيذاء المدنيين في القطاع، وعدم تكرار ما فعلته خلال الأسابيع الأولي من الحرب.
لكن مع سقوط أكثر من 300 شهيدا في غزة يوميا في الفترة بين السبت والإثنين، وفقا للأرقام الصادرة عن مسؤولي الصحة في غزة، فإن تلك الحصيلة تشبه إلى حد كبير تلك التي وقعت في الأسابيع الأولي للحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن الفترة من يوم الأحد إلى بعد ظهر الإثنين "شهدت بعضا من أعنف القصف في غزة حتى الآن".
تغير طفيف
وقال خبيران متخصصان في قوانين الحرب إنهما لم يلحظا حدوث تغيرات كبيرة في الأيام الأخيرة في الطريقة التي تشن بها إسرائيل عدوانها على قطاع غزة.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن تحذيراتها للمدنيين بالابتعاد عن طريق الأذى تبدو غير فعالة، كما أن نطاق حملتها العسكرية الواسع جعل من غير الواضح ما إذا كان أي مكان في غزة آمنًا حقًا.
برايان فينوكين، المستشار القانوني الأسبق في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يشغل حاليا منصب مستشار في مجموعة "الأزمات الدولية" قال في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه لا يرى فرقا جوهريا حدث.
وأوضح "ليس لدي شعور بأن العمليات الإسرائيلية المتجددة تختلف بشكل كبير عن العمليات السابقة من حيث السعي لتقليل مخاطر إلحاق الأذى بالمدنيين".
اقرأ أيضاً
المشهد بعد انهيار هدنة غزة.. ف. تايمز: حماس تزداد شراسة والفلسطينيون يرفضون النزوح لرفح
والإثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أنه من المبكر إجراء تقييم نهائي لاستجابة إسرائيل لنصيحتنا بحماية المدنيين في عملياتها العسكرية، ولكن الولايات المتحدة ترى "تحسّنا" في تحديد إسرائيل لنطاق أهدافها في غزة، مع توسيع العملية العسكرية بعد الهدنة لتشمل مناطق في جنوب القطاع.
وأردف ميلر قائلا "لقد رأينا طلبا أكثر تحديدا لعمليات الإخلاء مقارنة بما جرى في الأسابيع الماضية في شمال القطاع، ولكننا لا نزال نتوقع سقوط ضحايا مدنيين نتيجة للعملية العسكرية بغزة وهذا يحدث للأسف في جميع الحروب".
ولفت إلى أن نشر إسرائيل لخريطة تقسم قطاع غزة لمئات "البلوكات" السكنية، تحدد خلالها المناطق التي ستكون أكثر استهدافا بمثابة تحسن لما كان يحدث قبل ذلك".
لا مكان آمن
لكن أوامر الإخلاء الصادرة من إسرائيل أربكت سكان غزة، الذين لا يستطيع الكثير منهم الوصول إلى الخريطة أو التعليمات التي نشرتها إسرائيل بسبب انقطاع الكهرباء لديهم وخدمة الإنترنت والهواتف المحمولة سيئة للغاية.
كما أن القليل من اطلع على الخريطة والتزم بالتحذيرات الإسرائيلية وجدوا أنفسهم في مناطق مكتظة بالفعل دون مأوى أو مراحيض.
وقال عمر شاكر، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، إن التحذيرات وسيلة مهمة لحماية المدنيين من النزاع المسلح، مشيرا إلى إن وجود خريطة أكثر دقة أكثر فائدة من حيث الأساس من أوامر الإخلاء الواسعة النطاق.
لكن شاكر عقب بأن إن النظام الإسرائيلي الجديد الذي تستخدمه للتحذير من هجماتها ليس أفضل بكثير مما سبقه.
وتابع "لا يوجد طريق آمن يمكن الاعتماد عليه للفرار أو التنقل من مكان لأخر في غزة، لذلك، حتى لو قيل إن هذه المنطقة آمنة نسبيًا، فإن الغارات الجوية تستمر في ضرب جميع أنحاء غزة تقريبًا".
وأكد أن استمرار إسرائيل في استخدام القنابل والمدفعية الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان، وهو تكتيك يؤدي إلى "تضخيم خطر وفاة المدنيين".
بالإضافة إلى ذلك، قال شاكر إن إسرائيل ما زالت تدمر مجمعات سكنية بأكملها دون توضيح الأهداف العسكرية لمثل هذه الضربات.
ومطلع الشهر الجاري، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية وأمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ومنذ شهران، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى عصر الاثنين، 15 ألفا و899 قتيلا فلسطينيا، وأكثر من 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
اقرأ أيضاً
بي بي سي: إسرائيل دمرت 98 ألف مبني في غزة قبل بدء الهدنة
المصدر | نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلي على غزة خريطة إسرائيلية تحذيرات إسرائيلية فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاد شتاء آخر… تعرف على تحديات فصل البرد والأمطار التي يتوقع أن يواجهها أهل غزة؟
#سواليف
يستعد أهل #غزة لاستقبال فصل #شتاء آخر، وكان أول موسم من #البرد و #المطر استقبله الغزيون العام الماضي، بعد نحو شهرين من انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، كان #النزوح إلى #الخيام قد بدأ حينها، واليوم وبعد مرور عام، تضاعف عدد النازحين في ظل عدم تضاعف لأعداد الخيام واهتراء الخيام القائمة، وانقطاع متواصل للكهرباء، فكيف سيتعامل الغزيون مع تلك التحديات؟.
يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء، حيث يواجه #النازحون في مراكز الإيواء المكتظة تحديات جسيمة تهدد صحتهم وحياتهم اليومية.
وفي ظل تدهور البنية التحتية وصعوبة وصول #المساعدات_الإنسانية، تتزايد النداءات إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في التخفيف من معاناة سكان غزة الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية.
مقالات ذات صلة الاحتلال ارتكب 3 مجازر خلال 24 ساعة وعدد الشهداء يرتفع إلى 43 ألفاً و 736 شهيدا 2024/11/14ومع تصاعد هذه الأزمة تبرز عدة تساؤلات ملحة: ما هي المخاطر الصحية والنفسية التي تواجه هؤلاء النازحين؟ وكيف يسهم تدهور البنية التحتية وغياب المرافق الأساسية في تعميق معاناتهم؟ وما الوسائل والأدوات التي يحتاجون إليها للتخفيف من هذه التحديات؟
انتشار الأوبئة
من جهته، حذّر أمين عام “الرابطة العربية لأطباء الأمراض الصدرية”، محمد الطراونة، من “معاناة شديدة سيواجهها النازحون في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء”.
وأوضح الطراونة أن “الاكتظاظ في أماكن الإيواء يزيد احتمالات انتشار العدوى، خصوصاً أمراض الجهاز التنفسي التي تنتقل بسهولة في هذه الظروف، مما يفاقم من تدهور صحة النازحين، خاصة الأطفال وكبار السن والحوامل، نظراً لضعف المناعة الناتج عن نقص المياه والغذاء”.
وأشار إلى أن “استخدام وسائل التدفئة البدائية كالخشب وغيره يزيد خطر تهيج الجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى نوبات من الربو وأمراض التنفس مثل التهاب القصبات الهوائية والجيوب الأنفية، بل وحالات اختناق في بعض الأحيان”.
ووجه “رسالة إلى المجتمع الدولي وأصحاب القرار لتحمل مسؤولياتهم الإنسانية”، مناشداً “توفير خيام إضافية لتقليل الازدحام، وإيصال مياه الشرب النظيفة ومواد التشخيص الطبي، للتخفيف من معاناة النازحين”.
كما نبّه الطراونة وهو رئيس الجمعية الأردنية للرعاية التنفسية إلى خطورة انتشار الأوبئة في غزة، مؤكداً أن “تأخر تشخيص الأمراض التنفسية وعلاجها قد يؤدي إلى طفرات فيروسية جديدة تُهدد ليس فقط سكان غزة، بل المناطق المجاورة بأكملها”.
ودعا “المنظمات الإنسانية، كمنظمة الصحة العالمية، إلى التحرك السريع لإدخال المساعدات الطبية والغذائية ووسائل التدفئة، للحيلولة دون وقوع كارثة طبية وبيئية قد تمتد آثارها إلى المنطقة برمتها”.
الاحتياجات الأساسية
من جانبه، قال الناشط الكويتي في العمل الخيري والإغاثي عثمان الثويني إن “سكان المناطق الشمالية والشرقية من قطاع غزة يواجهون تحديات متزايدة مع قدوم الشتاء، حيث تنقصهم الموارد الأساسية لمواجهة البرد القارس”.
وأفاد بأن “إحصائيات المنظمات الإنسانية تُظهر أن القطاع بحاجة إلى دعم عاجل لتوفير خيام مقاومة للعوامل الجوية، حيث إن حوالي 100 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً لم تعد صالحة للاستخدام”.
وأشار إلى “ضرورة توفير الأغطية المقاومة للأمطار ومواد التدفئة كالملابس الشتوية الثقيلة والبطانيات، إذ تشير التقديرات إلى الحاجة إلى 150 ألف بطانية و100 ألف قطعة ملابس شتوية للأطفال وكبار السن في المناطق الأكثر تضرراً”.
وأضاف أن “القطاع بحاجة ماسة إلى حوالي 200 ألف حصة غذائية لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان خلال فصل الشتاء، إذ يعاني السكان في مناطق شرق جباليا وبيت حانون من نقص حاد في الإمدادات الغذائية”.
كما بيّن الثويني أن “40 بالمئة من الأسر المتضررة تفتقر إلى المياه النظيفة، وأن القطاع يعاني نقصاً بنسبة 50 بالمئة في الأدوية الضرورية لعلاج أمراض الشتاء، خاصة التهابات الجهاز التنفسي التي تهدد صحة الأطفال وكبار السن”.
وأكد الناشط الكويتي أن “المناطق المزدحمة مثل مخيمي جباليا والنصيرات تحتاج إلى 70 ألف حزمة من مستلزمات النظافة الشخصية للحفاظ على الصحة العامة ومنع انتشار الأمراض”.
وأوضح أن الجمعيات الخيرية المحلية في غزة، بالتنسيق مع المنظمات الدولية “تبذل جهوداً كبيرة لتأمين هذه الاحتياجات وتوزيعها عبر مسوحات ميدانية لضمان وصول الدعم إلى المستحقين”.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في 14 أيلول/سبتمبر الماضي، من “كارثة إنسانية تواجه 2 مليون نازح فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع مع حلول فصل الشتاء”.
وأطلق المكتب الحكومي، في بيان، “نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع النازحين”.
وقال إن “74 بالمئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية”.
وأفادت تلك الفرق، بحسب المكتب الحكومي، “بوجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهترائها”.
واستكمل البيان قائلا، إن تلك الخيام “مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش، واهترأت مع حرارة الشمس وظروف المناخ في غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل تام، بعد مرور 11 شهراً متواصلاً من النزوح، وهذه الظروف غير الإنسانية”.
من جانبها أكدت “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – أونروا” في 23 أيلول/سبتمبر الماضي، أنها “تواجه صعوبات كبيرة في إدخال المواد الضرورية لفصل الشتاء إلى الأهالي، وطالبت بفتح المزيد من المعابر إلى القطاع”.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر، حيث يأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل فيها.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 147 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.