مايا مرسي: ما يحدث في فلسطين انهيار لمنظومة الأمن الإنسان
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
شاركت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة كمتحدث رئيسي في الحدث الجانبي الذي أقيم على هامش مؤتمر الأطراف 28 بعنوان "الروابط بين العنف ضد المرأة وتغير المناخ: أهمية الاستثمار في استراتيجيات الوقاية" والذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويأتي في إطار حملة ال16 يوما من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة.
جاء الحدث بمشاركة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشئون الاجتماعية، ونورة السويدي مدير عام الاتحاد النسائي العام
استهلت الدكتورة مايا مرسي كلمتها بتوجيه تحية تقدير واعتزاز إلى الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتيبي أم الإمارات، على الجهود التي تقوم بها في كافة المجالات من أجل تمكين المرأة.
[[system- code: ad: autoads]]
وأشارت مايا مرسي الى المعاناة التي تعيشها المرأة الفلسطينية واطفالها في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها غزة حاليا والتي تحرمهم من اقل حقوقهم في الحصول على الاحتياجات الضرورية للحياة كالمياه النظيفة والصرف الصحي، والغذاء والدواء وتوفر سبل العلاج، مشيرة أنه إذا كنا نجتمع هنا في مؤتمر المناخ من أجل مناقشة قضية البيئة وتغير المناخ، فمن المؤكد أن ما تتعرض له غزة لا يؤثر فقط على البشر هناك ولكنه يؤثر أيضا على البيئة والمناخ وبالتالي فهو يؤثر على العالم أجمع.
وأكدت أنه لا يمكننا أن نتكلم عن مستقبل أفضل للعالم، وغزة تشهد اليوم مرور 60 يوما من الدمار والهلاك وقتل الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن، مشيرة أن رؤية أطفال غزة وقد انهارت أحلامهم للمستقبل وهم يعيشون كل هذا الفقد والدمار بشكل يومي، يجعلنا نقول أن ما يحدث في فلسطين هو انهيارا لمنظومة الأمن الإنساني.
وأضافت قائلة: "إذا كان تعريف الأمن الانساني بأنه الحق في الحياة، وحق الامن الشخصي والحق في التنمية وفي مستقبل أفضل للأفراد، فان هذا يجعلنا نتسائل أين هو الأمن الإنساني للمرأة الفلسطينية؟“ لذلك نحن نطالب من هنا بهذا الحق من أجل المرأة الفلسطينية والتي تنتهك جميع حقوقها وأهمها الحق الأساسي وهو الحق في الحياة في ظل هذا العدوان غير الإنساني على الأراضي الفلسطينية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مایا مرسی
إقرأ أيضاً:
المرأة والتسامح... تفعيل قيم الأمن المجتمعي
قد يسمح التهديد لمفهوم التسامح بسيادة الظلم والغبن تجاه المرأة
لقد كان غياب العدالة والمساواة بين الجنسين في المجتمعات المسلمة مدعاة للظلم والجور بحق الأفراد والشعوب، ما تسبّب مع الوقت في حالة من الاحتقان داخل المجتمع ولّد الكراهية والشحناء، وضيّق من معايير التسامح للمرأة على الخصوص، وبات هذا المناخ مجالاً خصباً للتطرّف والتعصّب والانحدار الأخلاقي وانتشار الجرائم. وفي السياق ذاته، لا تعتبر قيم التسامح مجرد واجب ضمن النسق الأخلاقي فقط، إنما أيضاً إلزام تشريعي رباني ومن ثم سياسي وقانوني.لا نغالي إن قلنا إنّ من الخصائص الغنيّة التي تختبئ وراءها بوارق التنمية المستدامة أن تكون القيم المجتمعيّة تكرس الاهتمام بالمرأة والاحترام والتقدير لمكانتها. هناك ثمة تفهم في مكونات المجتمع لقدرات المرأة أفضت إلى قناعة مجتمعية نيرة أضاءت طريقها، تلك الخصوصية الثقافية التي بها لا بغيرها استطعنا أن نحقق ما كان مستحيلاً، أنها الخمائر الأولى لتقدمنا، فليس عبثاً أنّ النجاح الكبير الذى حققته المرأة، ومشاركة الرجل لها العطاء لصالح المجتمع، لأنها أيضاً تستقي أولاً وأخيراً مُثُلَها وأخلاقياتها من هذا الوعي القيمي المنسجم مع الدين الوسطي، ولهذا تحقق التمكين للمرأة الإماراتية في فترة وجيزة، كما نال هذا الإنجاز الاهتمام المحلي والعالمي.
كثيراً ما أعزو انتصار الإمارات وتميزها في تفعيل قيم التسامح إلى نجاحها مع المرأة لكي تتفوق حيث تم الاستثمار في طاقاتها وتوفير نظام تعليمي لها من الطراز الأول والنهوض بإمكانياتها، وتعزيز روح القيادة والريادة. ويمكن قياس ذلك والتعرف عليه سواء من التعليم الجامعي ودراسات عليا وتدريب مهني، لهذا تم إرساء واقع حضاري خلاق يتوافق مع ثقافة الدولة وانفتاحها وتطوّرها.
الإصلاح الذي يُوجبه علينا ديننا يأتي بالأساس من تفعيل القيم داخل الأوطان التي تبدأ في الأساس بإقامة العدل وإرساء مبدأ المساواة بين الجنسين، ومن ثم تأتي السماحة تباعاً، كما يأتي التعويل مبدئًيا على احترام وإكرام المرأة كإنسانة، والإسهام مع نضال المرأة التاريخي في مقاومة الأفكار البالية، والموروثات السلبية والعادات والتقاليد والنظم الاجتماعية التي قللت من شأنها وهمّشت دورها وأخضعتها للتمييز في إطار ثقافة غير عادلة، اعتمدت في قرارتها على الازدواجية والانتقائية في تطبيق القيم الإنسانية الكبرى -المساواة والعدل والتسامح. لذا كان لزاماً تأسيس ثقافة التسامح للمرأة لأننا بهذه الرؤية نستطيع الانسجام من داخل الاختلاف، واحترام التنوع ، والاعتراف بحريات الآخرين.
التسامح ينمي الشعور بالرضا والثقة والسعادة، ويجعل المرأة أكثر إيجابية في التفكير، وأكثر ثقة واعتزازاً بذاتها، وكفاءة بحيث تتصاغر أمامها الصعاب. وقد يسمح التهديد لمفهوم التسامح بسيادة الظلم والغبن تجاه المرأة في أيّ مكان، لأنّ عوائق القهر والظلم للمرأة تبعث الشقاء وتجلب التعاسة، وأنفى للاستقرار بين الأفراد والجماعات. ويصبح التسامح في أرقى صوره وأنضج مستوياته، عندما تستشعر المرأة قيمتها في وطنها، وإستحسان أدوارها، والحاجة إلى التربية على موروث ديني غني بإنسانيته ومعتدل بقيمه، ووطن يحسن العمل على تعزيز خطط واعدة تتلاءم مع متغيرات الحياة، وتأبى للمرأة فيه أن تذل أو تهان أو تتسم بالجهل والجمود.
وهو حتماً نابع من أدبيات وأصالة شعبنا ومبادئه الهامة ذات الخصوصية العريقة، وجذور وميراث قيم مجتمع الإمارات، وهي قيمة احترام المرأة والإمعان في ضمان حقوقها. وازدادت هذه النوعية من الثقافة الصديقة للمرأة نموّاً، ونضج مفهوم التسامح واتسعت رقعته، وترسّخت روح المساواة على أساس الوحدة الإنسانية.