تعثر الهجوم الأوكراني المضاد يحول دبابات ليوبارد 2 لمهام دفاعية
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
دبابات "ليوبارد 2" المتطورة التي حصلت عليها كييف من ألمانيا وحلفائها الغربيين، كان من المفترض أن تكون رأس حربة في الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية في جنوب البلاد. لكن تعثر هذا الهجوم دفع كييف إلى نشر هذه الدبابات على الجبهة الشرقية لصد هجمات موسكو.
في غابة صنوبر عالية مكسوّة بالثلج في منطقة ليمان-كوبيانسك بشمال شرق أوكرانيا، تغادر دبابة "سترف 122" (Strv 122) ملجأها ببطء، وهو عبارة عن صندوق كبير محفور في الأرض.
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي تشنّ القوات الروسية هجومًا منتظمًا، وسجلت بعض المكاسب الضئيلة بالقرب من كوبيانسك.
الواقع والتمنيوكانت أوكرانيا تأمل في أن ترى هذه المدرّعات تخرق الخطوط الروسية وتصل إلى شبه جزيرة القرم، غير أن ما تفعله هو قصف الروس على طريقة المدفعية بعيدة المدى، بدلًا من أن تكون دبابات قتالية تتحرك في عمق الأراضي التي تحتلها القوات الروسية.
ويقول رسلان (25 عامًا)، وهو يشير بيده إلى دبابة "سترف 122″، إن "المهمة الرئيسية لهذه الدبابة في هذه المنطقة هي إلحاق أكبر قدر ممكن من الأضرار بالعدو، وخصوصًا في مواقع تمركز المشاة".
ويضيف العضو في سرية باللواء 21 – ميكانيكي "بمعنى آخر، لا تُستخدم بالطريقة نفسها التي كانت تستخدم فيها خلال الهجوم المضاد" بجنوب أوكرانيا.
يذكر أنه بعد مماطلة طويلة، قررت ألمانيا مع مجموعة من الدول الأوروبية في مطلع عام 2023 تقديم نحو 70 دبابة من طراز "ليوبارد 2" لكييف التي كانت تطالب بالحصول عليها لتتمكّن من تنفيذ هجوم كبير يهدف إلى استعادة السيطرة على الأراضي الجنوبية من روسيا. وحتى ذلك الحين، لم يكن لدى أوكرانيا سوى دبابات سوفياتية قديمة.
لذلك، تم تشكيل وحدات جديدة مثل اللواء 21 لقيادة الهجوم المضاد الكبير في الصيف في أوكرانيا، وتم تجهيزه بمعدات غربية مثل دبابات "ليوبارد 2".
وأكد حينها مدير مجموعة "راينميتال" لتصنيع الأسلحة أرمين بابرغير أن هذا نوع من الدبابات يسمح "للجيش باختراق خطوط العدو ووضع حد لحرب خنادق طويلة".
دفاع منهك
لكن الاختراق لم يحدث، فرغم استعادة الجيش الأوكراني لبعض القرى، توقف تقدّمه في نهاية أغسطس/آب الماضي بعدما أنهكه الدفاع الصلب الذي أعدّته القوات الروسية لأشهر.
وفي مواجهة شبكة معقّدة من حقول الألغام والخنادق والفخاخ المضادة للدبابات والمدفعية القوية والتفوق الجوي، تعثر الهجوم المضاد لكييف وظلّت الجبهة مجمّدة. وخسرت أوكرانيا خلال القتال نحو 12 دبابة ألمانية الصنع.
ويقول رسلان إن دبابات "ليوبارد 2" "فعّالة جدا، لكن من أجل تنفيذ هجمات واسعة النطاق، هناك حاجة إلى مزيد منها".
ويضيف "كنّا بحاجة لاستخدام بين 100 و150 دبابة على الأقلّ لنتمكن من التقدم"، مشيدًا بخصائص هذه الدبابات التي تشتهر بأنها من بين الأفضل في العالم.
في طريقها إلى ليمان، تتحرك كلّ دبابتين سويا وتطلق كل منها 15 طلقة نارية في المتوسط باتجاه مواقع روسية، لأن ذلك "أكثر فعالية" بحسب قائد السرية أنتون.
ويضيف أنتون "يمكن أن يكون هناك مهمتان يوميا أو مهمتان أسبوعيا". ويتابع "هدأت الجبهة قليلا والشتاء آت ولن نتقدّم بقوة".
ويوضح "نحن حاليا في موقع دفاعي. لكن من الضروري أن نخطط لكيفية المضي قدما واستعادة أراضينا".
دبابة ضد دبابةويعبّر أنتون عن رغبته في العودة إلى الهجوم من خلال معركة "دبابة ضد دبابة"، موضحا "سيكون هذا أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لنا، نظرا لقوة وخصائص" الدبابة الألمانية.
وفي محيط مدينة أفدييفكا، نُشرت كذلك دبابات ليوبارد للدفاع عن هذه المدينة الصناعية التي تعمل القوات الروسية على محاصرتها منذ شهرين.
وأظهر مقطع فيديو دبابة تابعة للواء أوكراني كانت متمركزة سابقا في الجنوب أثناء الهجوم المضاد، وهي تستهدف مواقع روسية قرب مدينة أفدييفكا الواقعة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وتعليقا على هذه اللقطات، نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية مقالا تحت عنوان "لم يتم التخطيط لهذا الأمر بهذه الطريقة فعليا".
وورد في المقال "بدلًا من تحرير الجنوب، تُستخدم دبابات ليوبارد 2A6 -التي أرسلتها ألمانيا- لمنع وقوع مزيد من الأراضي بشرق البلاد تحت السيطرة الروسية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الروسیة الهجوم المضاد لیوبارد 2
إقرأ أيضاً:
قصة التوتر التي تحدث الآن بين الهند وباكستان
وكالات
تشهد العلاقات بين الهند وباكستان تصعيدًا خطيرًا بعد هجوم خطير وقع في منطقة باهالغام بكشمير، أسفر عن مقتل 26 شخصًا معظمهم من السياح الهنود، في أكثر الهجمات دموية بالمنطقة منذ 25 عامًا.
وكان اسحق دار، نائب رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الخارجية، أعلن مساء الأربعاء عبر منصة “إكس” ردًا على هذا الهجوم قائلاً:” أن لجنة الأمن القومي التي تضم مسؤولين مدنيين وعسكريين كباراً ستجتمع اليوم الخميس “للرد على بيان الحكومة الهندية”
كما أسفر الهجوم الإرهابي الأخير في باهالغام عن سلسلة من التطورات المتسارعة بين الهند وباكستان، تضمنت إجراءات حاسمة، تمثلت في الآتي:
– عودة مفاجئة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من زيارته إلى الخليج، لمتابعة تداعيات الهجوم شخصيًا.
– نفي باكستان القاطع لأي علاقة لها بالهجوم.
– تبني جماعة تُدعى “جبهة المقاومة” مسؤولية تنفيذ العملية.
– تعليق الهند لمعاهدة مياه السند التي تنظم تقاسم المياه مع باكستان.
– إغلاق تام لمعبر “أتاري-واجه” الحدودي، وهو المعبر البري الوحيد الذي يربط البلدين.
– إلغاء الهند لجميع تأشيرات المواطنين الباكستانيين، وإصدار مهلة 48 ساعة لمغادرتهم الأراضي الهندية.
– طرد المستشارين العسكريين الباكستانيين العاملين في الهند.
– أنباء عن قرب إغلاق السفارة الباكستانية في نيودلهي.
– رفع حالة التأهب القصوى في سلاح الجو الباكستاني.
– تصاعد الغضب الشعبي داخل الهند، مع دعوات متزايدة لرد صارم.
– تعليق الأعمال التجارية الثنائية بين الجانبين
والجدير بالذكر أن دول العالم طلبت منهم ضبط النفس وهناك مخاوف من وقوع حرب بين الهند وباكستان وذلك بسبب الترسانة النووية لكل من البلدين .