واشنطن-سانا

كشفت صحيفة أمريكية عن مخطط للاحتلال الإسرائيلي لإغراق أنفاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بالمياه، وذلك بعد عجزه عن تدميرها، مشيرة إلى وجود تنسيق بين قوات الاحتلال ووزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” حيال هذا المخطط.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن الكيان الإسرائيلي أقام نظاماً من المضخات قد يستخدم لغمر الأنفاق التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لطالما شكلت كابوساً مرعباً لقوات الاحتلال وكانت سبباً مباشراً لإيقاع خسائر بالعتاد والأفراد فيها.

وذكرت الصحيفة أنه في منتصف تشرين الثاني الماضي أكملت قوات الاحتلال الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد كيلومتر تقريباً إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين لنقل المياه وإغراق الأنفاق.

وفي دلالة على التنسيق بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي في محاولات استهداف المقاومة الفلسطينية، كشفت الصحيفة أن الكيان أبلغ واشنطن بمخططه المذكور في تشرين الثاني الماضي.

يذكر أن تقريرا لصحيفة “تلغراف” البريطانية في تشرين الأول الماضي ذكر أن الكيان الإسرائيلي يخطط لاستخدام “قنابل إسفنجية” ضد أنفاق المقاومة الفلسطينية.

وبعد الضربات المتتالية التي أنزلتها به المقاومة الفلسطينية حاول كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية تدمير أنفاق المقاومة عن طريق تفجيرها أو استخدام الجرافات إلا أن محاولاته كلها باءت بالفشل، وتمكنت المقاومة في كل مرة من إعادة بناء هذه الأنفاق.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة أنفاق المقاومة

إقرأ أيضاً:

لا يمكن تدميرها.. تواصل الاعترافات الإسرائيلية بـغباء فكرة القضاء على حماس

بعد مرور تسعة أشهر على تورط الاحتلال في العدوان على غزة، ما زال القضاء على حركة حماس من أكثر القضايا تحديا وتفجرا في الخطاب الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، رغم اعتراف المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري بأن "حماس لا يمكن تدميرها"، وأن فكرة "اختفائها ذرّ للرمل في عيون الجمهور"، ما يجعلها قضية مشحونة ومعقدة، تجذب اهتماما دوليا هائلا، الأمر الذي جعلها مثار مواجهة لفظية بين هاغاري ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومناسبة لتوجيه المزيد من الانتقادات المتكررة للمستويين العسكري والسياسي.

عنات هوشبيرغ ماروم خبيرة الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، ذكرت أن "حماس الابنة الشرعية لجماعة الإخوان المسلمون، وانطلقت مع بداية الانتفاضة الأولى في ديسمبر 1987، وباعتبارها حركة المقاومة الإسلامية فقد نقشت على رايتها تدمير إسرائيل، ومحوها، وتكثفت هذه الظاهرة عقب تثبيت قبضتها ومكانتها كدولة شبه ذات سيادة في قطاع غزة منذ 2007، إلى أن زاد ذلك بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة من التكثيف السياسي والعسكري والاستخباراتي والعملياتي".


وأضافت في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "حماس سعت في السنوات الأخيرة لإنشاء آليات مراقبة وحكم مستقلة، وبنى تحتية عسكرية متقدمة، بمساعدة هائلة من إيران وقطر والدول ومصادر التمويل والمساعدة الأخرى في العالم الإسلامي، وخارجه، مما جعل من حماس، خاصة بعد هجوم أكتوبر، واحدة من أخطر وأبرز المنظمات المسلحة في الشرق الأوسط، بما في ذلك العالم الإسلامي".

وأوضحت أنه "بعيدا عن حجم الكارثة التي حلّت بالاحتلال بسبب هجوم أكتوبر، فإن حجم القتل والدمار الذي سببته حماس، بجانب معارضتها الحازمة له، ورفضها الاعتراف به، وإجراء المفاوضات معه، فهي تحمل قيما أساسية تشكل سبباً لوجودها، وضاربة بجذورها في وعي الجمهور الفلسطيني، وهي نقطة من المهم توضيحها للرأي العام الإسرائيلي، ومفادها أن حماس تنظيم وطني فلسطيني تعارض بأغلبية ساحقة التحركات والاتفاقات مع الاحتلال مثل "اتفاقيات إبراهيم" والتطبيع مع السعودية".

وأشارت إلى أن "حماس مع الزيادة الكبيرة في قواعد قوتها، فمن الواضح أن القضاء على بنيتها التحتية الحكومية والعسكرية والتنظيمية، والإضرار بمرافقها ومواردها وقدراتها التشغيلية، مهما كانت خطيرة، فإنه لا يمكنها تدمير أو محو تراثها الديني بالكامل، أو القاعدة الأيديولوجية التي تغذيها، بل على العكس من ذلك، فإن هذه التحركات ستؤدي فقط لتعزيز أبعاد الكراهية التي تغذي ظاهرة المقاومة في قطاع غزة، وتهدد بإضعاف السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الأرض، وتدفع بزيادة مصادر "القوة الناعمة" لحماس التي من شأنها تسريع وزيادة أبعاد تجنيد المقاتلين في صفوفها، وتطرف موقف قياداتها العاملة في غزة والشتات، ومزيد من التصعيد في الصراع ضد الاحتلال، مع تفاقم أبعاد الأزمة الأمنية في الشرق الأوسط".


وبيّنت أن "هذه الخلفية مهمة للجمهور الإسرائيلي كي يفهم بعمق مسالة تنظيم حماس على كافة مستوياته وفروعه: العسكرية، والسياسية، والاجتماعية، والدينية، مع التمييز بين أبعادها القيمية الأيديولوجية، والعسكرية الأمنية والسياسية، والتفريق بينها وبين التنظيمات الجهادية والإسلامية الأخرى، خاصة المتشددة".

من الواضح أن تكرار مثل هذه القراءات الإسرائيلية فضلا عن كشفها عن فشل ذريع للقضاء على حماس، فإنها في الوقت ذاته تعبر عن عدم وجود استراتيجية واضحة "لليوم التالي"، ما يعزز ضرورة تجنب استخدام الشعارات والمناورات والعبارات الغبية مثل تحقيق "النصر الشامل"، وكأن هاغاري وسواه من مسئولي الاحتلال، حطّم، ولكن بطريقته الخاصة، الأوهام والتصورات الكاذبة عن قدرة الاحتلال على تدمير الكيان الأيديولوجي لحركة حماس الذي يمثل لها "أنبوب الأوكسجين" للبقاء والحياة.

مقالات مشابهة

  • يوم جديد من عملية طوفان الأقصى
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بإصابة 17 جندياً من قواته بتفجير المقاومة الفلسطينية عبوتين ناسفتين بمدرعة عسكرية في مدينة جنين بالضفة الغربية
  • لا يمكن تدميرها.. تواصل الاعترافات الإسرائيلية بـغباء فكرة القضاء على حماس
  • عصائب أهل الحق تتوعد المصالح الأميركية في المنطقة
  • مخطط تهجير الفلسطينيين ينقلب في وجه الاحتلال .. نصف مليون غادروا أرض “السمن والعسل”
  • واشنطن وبرلين تطالبان بدور للسلطة الفلسطينية في غزة بعد انتهاء الحرب
  • شهداء وجرحى في غارات للاحتلال على عدة مناطق في قطاع غزة
  • "عصائب أهل الحق": مصالح أمريكا بالعراق والمنطقة محل استهداف إذا واشنطن دعمت إسرائيل بهجوم على لبنان
  • معضلات بايدن والاحتلال
  • معضلات بايدين والاحتلال