«جيبك» تشارك في مؤتمر «جيبكا» السنوي برئاسة رئيس مجلس إدارة الشركة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
المهندس كمال بن أحمد: شهد المؤتمر مناقشات مفيدة وثرية للغايّة أكدّت نجاحه وتميزه الكبير
ترأس سعادة المهندس كمال بن احمد محمد، رئيس مجلس إدارة شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، وفداً رفيع المستوى، ضم المهندس ياسر العباسي، الرئيس التنفيذي للشركة، وعدد من المسؤولين التنفيذين في الشركة للمشاركة في الدورة السابعة عشر للمنتدى السنوي للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» الذي استضافته شركة قطر للطاقة خلال الفترة من 4 لغاية 6 ديسمبر 2023.
واستضافت العاصمة القطرية الدوحة فعالية «جيبكا» للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد، حيث أقيم المؤتمر في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بمشاركة نخبة من القادة والمدراء التنفيذيين في قطاع الكيماويات من شتى أنحاء العالم والمنطقة، وحضور أكثر من 2,500 مشارك يمثلون شريحة واسعة من هذا القطاع الاستراتيجي.
وبهذه المناسبة، أشاد المهندس كمال بن احمد محمد بالنجاح الكبير الذي شهده منتدى جيبكا لهذا العام، وقدم الشكر لشركة قطر للطاقة وكافّة القائمين على تنظيم فعاليات المؤتمر، منوهاً بما وجدته الوفود المشاركة من ترحيب وحُسن استقبال. وقال إن المداولات خلال المؤتمر كانت مفيدة وثرية للغايّة، حيث شكّل الحدث مناخاً جيداً لتبادل الأفكار والرؤى مما أسهم في إثراء للمنتدى الذي شهد تميزاً كبيراً على جميع المستويات. ونوه رئيس مجلس إدارة «جيبك» بالمهنية الكبيرة التي أظهرها القائمون على المؤتمر من حيث الاعداد والتنظيم رغم العدد الكبير من المشاركين الذين حضروا من جميع أرجاء العالم، كما أشاد في الوقت ذاته بالحضور الإعلامي الكبير قائلاً بأن الحدث قد اجتذب متابعة إعلاميّة واسعة.
وقد ألقى المهندس سعد بن شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة والرئيس والمدير التنفيذي لشركة قطر للطاقة كلمة افتتاحية كما شارك المهندس عبد الرحمن الفقيه، الرئيس التنفيذي لشركة سابك ورئيس مجلس إدارة جيبكا بكلمة ترحيبية ألقاها بهذه المناسبة.
وقد ناقش المنتدى الذي أقيم هذا العام تحت شعار «توظيف الكيمياء لتحقيق التحول المؤثر» العديد من المواضيع المهمة منها التحول إلى الطاقة النظيفة ودور الصناعة الكيماوية في تحقيق الاستدامة وتطوير الصناعة، بالإضافة إلى مناقشة مستقبل التجارة وآفاق الاقتصاد العالمي، والابتكار، والعديد من المواضيع الأخرى ذات الصلة. كما شهد المؤتمر تبادلاً للآراء والخبرات حول العديد من القضايا الملحة بمشاركة نخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة عالمياً في مجال صناعة البتروكيماويات والكيماويات.
وقد تخلل منتدى هذا العام برنامجاً موسعاً وفرص عرض متعددة، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات الجديدة التي أقيمت للمرة الأولى، حيث حضر المشاركون افتتاح منصة «تبادل الحلول» وهي منصة تفاعلية مصممة لتبادل المعرفة وتوفير حلول تقنية ورؤى حول التحديات والحلول لعدد من القضايا المرتبطة بمستقبل الصناعة الكيماوية.
وبالإضافة إلى معرض الاستدامة الذي أقيم لتسليط الضوء على انجازات وطموحات قطاع البتروكيماويات في رحلته نحو تحقيق الاستدامة، شهد المؤتمر في يومه الاول حفل توزيع جائزة الرواد في دورتها الخامسة والتي تم تصميمها لتكريم رواد الصناعة البارزين لقاء مساهماتهم البارزة في تطوير الصناعة الكيماوية الخليجية، كما شهد المؤتمر كذلك انطلاق الدورة الثانية من منتدى «جيبكا» للشباب بحضور أكثر من 400 مشارك، تعرفوا على رحلة الصناعة الكيماوية الخليجية.
وفي ختام أعمال المؤتمر، أعرب الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» عن بالغ شكره وتقديره لشركة قطر للطاقة، لاستضافة هذا الحدث الهام وتوفير ثلاثة أيام غنية بالتواصل البناء وتبادل الخبرات والمعرفة والتعاون المثمر، مضيفاً بأن المتحدثون في دورة هذا العام قد نجحوا في مشاركة تجاربهم القيّمة مع الحضور من مختلف أنحاء العالم.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مجلس إدارة قطر للطاقة هذا العام
إقرأ أيضاً:
المؤتمر الوطني السوري بين الأهمية البالغة والتحديات الكبيرة
تُعدّ الدعوة لعقد المؤتمر الوطني السوري المرتقب في دمشق خطوة مفصلية في مسار الثورة السورية، حيث يمثل نجاحه تحولاً جوهريًا من مرحلة الشرعية الثورية إلى شرعية الدولة. يحمل هذا المؤتمر آمال السوريين في إنهاء حالة الفوضى وبدء مسار سياسي واضح يقود إلى بناء سوريا الجديدة. من أجل تحقيق هذه الغاية، يتطلب المؤتمر اهتمامًا دقيقًا بالتخطيط والتحضير، مع تجنب العثرات التي قد تُفضي إلى نتائج عكسية تُضعف فرص النجاح.
أهمية المؤتمر تكمن في كونه نقطة انطلاق نحو بناء دولة تحترم تطلعات الشعب السوري بعد معاناة طويلة مع الحرب والنزاع. يُعد نجاح هذا المؤتمر عاملًا حاسمًا في إرساء قواعد مرحلة انتقالية تستند إلى الشرعية الشعبية والمبادئ الديمقراطية، لكن النجاح مشروط بضمان توفير كافة الشروط اللوجستية والسياسية والتنظيمية التي تُعزز فرص تحقيق أهدافه.
التخطيط.. حجر الأساس لنجاح المؤتمر
بحسب تجربتي الشخصية كنائب ألماني سابق ومعارض سوري، أرى أن أي مؤتمر بهذا الحجم والأهمية لا يمكن أن يُحقق أهدافه دون تخطيط دقيق وتحضير شامل. يتطلب عقد مؤتمر يضم أكثر من 1200 شخصية سورية من مختلف التوجهات والخلفيات عملًا تنظيميًا يمتد على الأقل من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
أولى الخطوات المهمة لعقد هكذا مؤتمر تكمن في تشكيل لجنة تحضيرية مكونة من حوالي عشرين شخصية ذات خبرة وكفاءة عالية في إدارة مثل هذه الفعاليات الكبرى. تُعَد اللجنة التحضيرية المحرك الرئيسي لضمان نجاح المؤتمر، حيث تضطلع بالمهام التالية:
ـ تضع جدول أعمال المؤتمر وتحدد فيه المواضيع والقضايا الرئيسية التي سيناقشها المؤتمر.
المؤتمر الوطني السوري سيد نفسه وأغلبية أعضائه هي التي تقر بجدول أعماله النهائي وتحدد المدة اللازمة لصياغة الدستور الجديد وما هي مدة المدة اللازمة للمرحلة الانتقالية, حيث أن استقلالية المؤتمر عن أي تأثيرات خارجية هي شرط أساسي لنجاحه. ينبغي أن يُدار المؤتمر وفقًا لأجندة وطنية خالصة، بعيدًا عن التبعية لأي قوى إقليمية أو دولية.ـ تعمل على صياغة الأهداف والمخرجات المتوقعة لضمان وضوح الرؤية لجميع المشاركين.
ـ تحديد آليات اختيار المشاركين وتضع معايير موضوعية لاختيار الأعضاء المشاركين، بما يضمن تمثيل جميع مكونات الشعب السوري من قوميات وأديان ومناطق، بما في ذلك النازحين واللاجئين والمغتربين.
ـ تضمن نسبة تمثيل عادلة للمرأة والشباب.
ـ تنظيم جدول زمني تفصيلي يتضمّن برنامجاً شاملاً يحدد مواعيد الجلسات وآليات اتخاذ القرارات.
ـ تبرمج تسلسل الأنشطة والفعاليات لضمان سير المؤتمر بسلاسة.
ـ تضمن الشفافية والتواصل مع الجمهور بواسطة عقد مؤتمر صحفي للإعلان عن كافة تفاصيل المؤتمر: موعد انعقاده، جدول أعماله، شروط المشاركة، وآليات اتخاذ القرارات.
ـ توفير قنوات للتواصل مع الجمهور لضمان إشراك الرأي العام في العملية التحضيرية.
ـ تنسق مع الأطراف الدولية من أجل دعوة مراقبين دوليين لضمان نزاهة وشفافية المؤتمر.
ـ تدعو شخصيات بارزة، مثل الأمين العام للأمم المتحدة أو قادة الدول المؤثرة والصديقة، لحضور افتتاح المؤتمر لتعزيز شرعيته الدولية.
استقلالية القرار والحذر من التسرع
المؤتمر الوطني السوري سيد نفسه وأغلبية أعضائه هي التي تقر بجدول أعماله النهائي وتحدد المدة اللازمة لصياغة الدستور الجديد وما هي مدة المدة اللازمة للمرحلة الانتقالية, حيث أن استقلالية المؤتمر عن أي تأثيرات خارجية هي شرط أساسي لنجاحه. ينبغي أن يُدار المؤتمر وفقًا لأجندة وطنية خالصة، بعيدًا عن التبعية لأي قوى إقليمية أو دولية.
بالرغم من التحديات المُلِحّة التي تعيشها سوريا اليوم، فإن التسرع في عقد المؤتمر قد يؤدي إلى نتائج سلبية تُهدد فرص تحقيق أهدافه. عدم إعطاء الوقت الكافي للتحضير والتنظيم يفتح الباب أمام وقوع أخطاء قد تكون عواقبها وخيمة على مستقبل سوريا. الانتظار بضعة أشهر إضافية لتحسين خطط المؤتمر وصقل رؤيته ليس تأخيرًا غير مبرر، بل استثمار ضروري لضمان نجاحه. فالتخطيط الجيد يتطلب النظر في كل التفاصيل، بدءًا من إعداد جدول الأعمال وحتى تحديد معايير اختيار الأعضاء وتوزيع الأدوار داخل المؤتمر ولجانه المختلفة.
المخرجات.. بوابة العبور إلى الدولة الديمقراطية
نجاح المؤتمر الوطني السوري يعتمد في نهاية المطاف على وضوح مخرجاته وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
يمثل المؤتمر الوطني السوري فرصة تاريخية ونادرة لرسم مستقبل البلاد بعد سنوات من الصراع. لكن هذه الفرصة تحمل في طياتها تحديات جسيمة تتطلب تعاملًا عقلانيًا ومسؤولًا.يجب أن تُسفر أعمال المؤتمر عن قرارات تُرسي الأسس لبناء دولة مدنية ديمقراطية تُحترم فيها حقوق الإنسان والمواطنة.
المخرجات المتوقعة
ـ صياغة إعلان دستوري مؤقت يتضمن المبادئ الأساسية التي ستُدار بها البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
ـ تشكيل حكومة انتقالية متعددة الألوان تكون مسؤولة عن إدارة شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات وهي تعتمد على الكفاءة والشفافية في تسيير الأعمال.
ـ إقرار خارطة طريق سياسية تتضمن خطوات واضحة نحو صياغة دستور دائم، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
ـ إنشاء لجان متخصصة منها لجنة دستورية من أجل صياغة دستور جديد ولجان قانونية وإدارية واقتصادية ومالية وأمنية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية لتنفيذ المهام الضرورية خلال المرحلة الانتقالية.
في الختام:
يمثل المؤتمر الوطني السوري فرصة تاريخية ونادرة لرسم مستقبل البلاد بعد سنوات من الصراع. لكن هذه الفرصة تحمل في طياتها تحديات جسيمة تتطلب تعاملًا عقلانيًا ومسؤولًا.
من خلال التخطيط الدقيق والشفافية في إدارة المؤتمر، يمكن أن يكون هذا الحدث محطة تاريخية تُنهي مرحلة الفوضى وتُطلق مسار بناء دولة مدنية ديمقراطية تُحقق تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة.
*نائب ألماني سابق من أصل سوري