الملكية للأعمال الإنسانية تستضيف نخبة من أصحاب التجارب المُلهمة في منتداها السنوي «حكايتي»
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، نظمت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية منتداها السنوي السابع تحت شعار «حكايتي»، وذلك بفندق The Art بأمواج بمشاركة نُخبة من المُتحدثين والمختصين وأصحاب التجارب الحياتية المُلهمة من داخل البحرين ودولة الإمارت العربية المتحدة ودولة الكويت، وبمشاركة واسعة من أفراد المجتمع بلغوا 450 مشاركًا من مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة وطلبة المرحلة الثانوية بالمدارس الحكومية والخاصة.
وتضمنت الفترة الأولى من المنتدى تجربة قصة «مصطفى النّجمع الساطع» تحدثت من خلالها مؤلفتا القصة الأستاذة ليلى حسن خميس اختصاصي الإرشاد الأسري بالمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية والكاتبة والحكواتية ندى أحمد فردان عن تجربتهم في تأليف القصة التي تُبرز حياة الطفولة واليُتم والتميز في حياة سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وتركز على تخفيف معاناة الكثير من الأطفال وتداوي مشاعرهم المختلطة وصراعاتهم عند الفقد. وقامت د. نيلة علي ناصر استشاري الطب النفسي للأطفال والناشئة بالتعقيب على هذه المشاركة وهذه القصة الجميل التي تم تضمينها ببعض الرسومات الكاريكاتيرية.
ثم تحدّث في المحاضرة الرئيسة في المنتدى المستشار هزاع إبراهيم المنصوري الإعلامي والخبير المعتمد في القوّة الناعمة وريادة أعمال «أفضل رائد أعمال في إمارة الشارقة» بدولة الإمارات العربية المتحدة عن موضوع «لا تترك أثر» تطرق من خلاله إلى تجربته في التميز والنجاح وسرد عدة خطوات هامة في طريق الإلهام وتحقيق الإنجازات في الحياة وخطوات هامة لريادة الأعمال.
كما قدّمت الأستاذة منال المسلم رئيسة فريق دانة التطوعي بدولة الكويت الشقيقة الحاصلة على جائزة ولقب صانعة أمل ضمن مباردة صنّاع الأمل الإماراتية، مشاركة قيّمة تحدثت من خلالها على مبادراتها ونجاحها في الحصول على هذه الجائزة من بين آلاف المتطوعين بعد أن كانت سبباً في إنقاذ مئات الآلاف من الأطفال السوريين الذين تشرّدوا من بلادهم ويعيشون في مخيمات اللاجئين، كما سردت إسهاماتها المجتمعية التطوعية.
أما د. عبدالرحمن الغريب استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمملكة البحرين فقد تحدث عن تجربته المُلهمة في تربية وتعليم ابنه «محمد» المُصاب بمرض «التوحد» من خلال تعليمه في مركز عالية للتدريب والتأهيل، وقدّم تجربة ثرية للأشخاص التوحديين.
وفي الفترة الثانية من المنتدى تحدث السيد فيصل جواد هاشم من ذوي الهمم الرئيس التنفيذي لمركز الفيصل للتأهيل من الإصابات وتأهيل التوحد من دولة الكويت الشقيقة عن مصدر إلهامه الحياتي وحكايته المفعمة بالنجاح والتميز وتحدي الصعاب بعد إصابته بشلل نصفي بعد حادث سيارة مروع، حيث يُعد أسرع غوّاص في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لمسافة 10 كيلو متر على مستوى ذوي الإعاقة وغير الإعاقة، وأسرع سباح سنوركلفي في موسوعة جينيس، فضلًا عن كونه إعلامي متخصص في تقديم البرامح الخاصة بالتنمية الذاتية وذوي الإعاقة، ومحاضر في مجال التحفيز.
ثم تحدثت الكاتبة والإعلامية البحرينية المعروفة بروين حبيب عن موضوع «تغريبة فراشة» تحدثت من خلالها على تجربتها الإعلامية المتميزة ونجاحها في أكثر من مجال، وبزوغ نجمها من خلال خبرتها الإعلامية الطويلة، كونها خبيرة إعلامية للعديد من الدورات التدريبية المتخصصة في مؤسسة دبي للإعلام، فضلاً عن تجاربها الأخرى في عدد من المشاركات الأدبية.
أما السيد فواز الحصبان الناشط في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من دولة الكويت الشقيقة فقد تحدث مع ابنيه أسامة ويوسف، عن تجربته الفريدة الرائعة والمؤثرة في تربيته وتعليمه لأبنائه الأربعة من ذوي الإعاقة (فئة الصم المكفوفين والتوحد)، حيث تحدى الصعاب وكافح من أجل تعليمهم تعليماً متميزاً خارج الكويت من أجل وصولهم إلى هذا التميز الذي يعتز به وبأثره في الحياة، ويسعى جاهداً لنشره في العديد من المشاركات الخارجية. أما رائدة الأعمال ومحاربة السرطان الشيف البحرينية فجر المنصوري فقد تحدثت عن تجربتها المُثرية في التميز والنجاح على الرغم من إصابتها بالسرطان، ومحاربتها للمرض من خلال رحلتها في الكفاح والتحدي وتحقيق الإنجازات الحياتية التي حققتها بطموحاتها وقوّتها.
ثم تم استعراض حكايات كفاح وتحدي ثلاث قصص مُلهمة فازت بالمراكز الأولى في مسابقة «حكايتي» التي نظمتها المؤسسة، فقد تحدثت السيدة عائشة إبراهيم الحمر الفائزة بالمركز الأول في المسابقة عن رحلة كفاحها في تحقيق حلمها بتأسيس «مركز عائشة للتدخل المُبكر» حيث بدأت حلمها بغرفة في منزلها، إلى أن أضحت اليوم تدير مركز من أكبر المراكز المُتخصصة في مملكة البحرين في التدخل المُبكر لذوي الهمم.
أما السيد حكيم عمر عبدالله الفائز بالمركز الثاني فقد تحدث عن حكايته في التميز على الرغم من كونه وُلد مُعاقاً برجل أقصر من الثانية، كما مر بظروف قاسية من خلال تعرض لحادث أليم، إلى أن أصر على التعافي والتشافي والبزوغ في نجم التميز من خلال مواصلته للتحصيل العلمي وبروزه وتميزه في المجال الرياضي في أكثر من رياضة.
واختتم السيد محسن عبدالرزاق عبدالمحسن تجربته في التميز لكونه من فئة المكفوفين، فقد تميز من خلاله التحاقه بمهنة المحاماة على الرغم من فقدان بصره، واستطاع التميز في هذه المهنة وكسب قلوب الناس بأسلوبه الجميل وثقافته وعلمه واطلاعه.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الملکیة للأعمال الإنسانیة ذوی الإعاقة فی التمیز عن تجربته من خلال من الم
إقرأ أيضاً:
من سوريا للسودان وبالعكس
من سوريا للسودان وبالعكس
فيصل محمد صالح
منذ أسابيع وكل الأنظار العربية تتجه نحو سوريا، فرحة ومشجعة ومرحبة في أغلب الحالات، ومشفقة ومتحيرة وحذرة في بعض الأحايين، ولكل ذلك أسباب قوية. من المؤكد أن هناك تعاطفاً كبيراً مع الشعب السوري بعد معاناته الطويلة، وفرحة حقيقية بأنه تخلص من نير الظلم والديكتاتورية وانفتحت أمامه آفاق جديدة، وطبيعي أيضاً أن يخالط ذلك بعض الحذر والإشفاق من أن تخفق التجربة السورية في منتصف الطريق كما حدث لتجارب ثورات «الربيع العربي» وما بعدها.
الناظر لمآلات هذه الثورات سيجد أن الحذر واجب ومبرر، فلم تنجُ أي من التجارب من انتكاسات حادة، أودت ببعضها تماماً، وجعلت بعضها الآخر يتأرجح. بل الأكثر إيلاماً أن بعض بلاد ثورات الربيع العربي انزلقت إلى مرحلة الحروب الأهلية والتمزق والانقسام. وبين هذا وذاك انقسم الناس، أقصد الذين كانوا يؤملون في هذه الثورات وليس أعداءها، في موقفهم اللاحق. قسم من الناس تعرَّض لانتكاسة حادة وأبدى ندماً على انخراطه في صفوف الثورة، ولو بالتشجيع من منازلهم، وبدا لهم أن حالة الاستقرار تحت الحكم الديكتاتوري ربما كانت أفضل حالاً من هذه الحالة، بينما انخرط قسم آخر في تحليل أسباب الانتكاسات وتنوعت مضاربه واتجاهاته.
في معظم تجارب «الربيع العربي» نجحت الحركة الجماهيرية في توحيد الشعوب حول مطلب إسقاط النظام، ثم واجهت بعد ذلك تحديات ما بعد مرحلة السقوط خالية الوفاض من النظرة العملية لمواجهة التحديات، أو بأسلحة أقل قدرة مما تتطلبه المرحلة ومواجهاتها. والأسلحة المقصودة هنا هي الفكر السياسي القادر على قراءة واقع البلاد وطبيعة التحديات والمنهج السليم للوصول للحلول وطرح برنامج عمل واقعي وممكن التحقيق في ظل الإمكانات المتاحة.
بعض التجارب افتقدت القيادة السياسية للحركة الجماهيرية لضعف الأحزاب والتنظيمات وغيابها الطويل عن الساحة نتيجة لعنف الأنظمة، وغياب تنظيمات المجتمع المدني والحركة النقابية فظهرت ملامح ضعفها منذ اللحظة الأولى وعجزها عن الوقوف في وجه الثورة المضادة ومراكز قوى النظام الذي سقط. وقد لا ينطبق هذا التوصيف على تجارب دول مثل تونس والسودان، في الأولى هناك مجتمع مدني قوي ومنظم وحركة نقابية فاعلة، مع طبقة وسطى قائدة ومستوى عالٍ من التعليم والثقافة، وفي حالة السودان هناك أحزاب تاريخية وحركة جماهيرية وتنظيمات نقابية صاحبة خبرات وتجارب طويلة في مقاومة الأنظمة الديكتاتورية.
في الحالتين، تونس والسودان، يبدو أن الخلافات بين القوى السياسية التي ساهمت في الثورة كانت هي نقطة الضعف الأساسية و«كعب أخيل» الذي استغلته القوى المتربصة بالتجربة. في حالة السودان كان المكون العسكري الذي صار شريكاً في مرحلة الانتقال، هو الخصم الذي يعمل على خلخلة السلطة المدنية لتسقط وينفرد بالحكم، وهو ما نجح فيه رغم حركة المقاومة الجماهيرية. لكن في تجربة تونس لا يبدو الأمر بهذا الوضوح؛ إذ إن المؤسسة العسكرية اتخذت موقف الحياد، ووصلت البلاد لمرحلة الانتخابات الحرة والمفتوحة، ثم حدث الانقلاب من داخل الصف المدني.
واحدة من النقاط التي تستحق الوقوف عندها هي أن هذه التجارب العربية لم تنظر لتجارب الدول القريبة منها، بل اكتفت بالنظر تحت قدميها، أو النظر بعيداً جداً؛ لهذا تكررت بعض الأخطاء بصورة كربونية من تجربة لأخرى. في متابعة لتجربة إحدى الدول العربية قرأت أنها أرسلت وفوداً إلى أميركا اللاتينية ودول البلقان لتتعلم منها تجربة الانتقال، ولا بأس من طلب العلم ولو في الصين أو أميركا اللاتينية، لكنها كررت أخطاء دولة مجاورة وبالمسطرة كما يقولون… حتى تم إجهاض مرحلة الانتقال.
الدرس المستفاد في كل هذه التجارب هو أن مرحلة الانتقال، طالت أو قصرت، هي مرحلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم بها حزب أو تيار منفرد، أو أن يفرض عليها برنامجه السياسي مهما ظن أن لديه قوة جماهيرية أو أنه صاحب الفضل في صناعة الثورة، وأنها لا يمكن أن تمر بسلام إلا بتنازلات متبادلة. قد يكون مفهوماً، بل ومطلوباً، في كثير من التجارب، إبعاد تنظيم أو حزب النظام الذي تم إسقاطه من المساهمة في مرحلة الانتقال، لكن أي إبعاد لأي مجموعات سياسية أو اجتماعية أخرى سيعني السير في طريق الفشل.
لسنا في موقع الناصح لغيره، ونحن أبناء تجربة منتكسة، لكننا نأمل في أن تتجنب سوريا أخطاءنا وأخطاء غيرنا… لعل وعسى.
نقلا عن الشرق الأوسط
الوسومالانتقال الديمقراطي السودان تونس سوريا