جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@11:21:47 GMT

متى ننصر الله؟

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

متى ننصر الله؟

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

خاضتْ الأمة العربية في تاريخها المُعاصر مُواجهات عديدة مع الأعداء، ربما أشهرها وأكثرها حضورًا في الوجدان الشعبي: حُروب الاستقلال عن المستعمر الغربي، تلك الحروب التي تكللت بالاستقلال للأقطار العربية تباعًا، وإن كان هذا الاستقلال وُلِد ناقصًا بفعل عوامل الدولة القُطرية التي غرسها "سايكس بيكو" في جسد الأمة لتمزيقها إلى كيانات وظيفية واهنة لا تحمل من الاستقلال سوى رمزياته المتمثلة بالعَلَم والعُملة والنشيد الوطني، ثم أتت التبعية للغرب لتُكرس الاستعمار الجديد.

لم تفق الأمة من أغلال الاستعمار العسكري الغربي لها، حتى غرس الغرب الكيان الصهيوني في قلبها، كـ"فيتو" مُعطل لها من أي وحدة أو تقدم أو تضامن، ولتكريس القُطرية والتبعية، وجعل الكيان الصهيوني سيِّدًا وقائدًا في المنطقة يتحكم ويقرر مصيرها، ويرسم ملامحها ويحدد أولوياتها وثوابتها.

ولم يكتفِ الكيانُ الصهيوني ورعاته بالحروب على الأرض، بل توجه إلى العقل والوعي العربي ليعبث بهما ويعيد تشكيلهما، على نحو يسمح بتمرير ثقافات ونظريات وشعارات القبول به كعضو طبيعي وشرعي في جسد الأمة وواقعها ومستقبلها. ولعل من أبرز تلك الشعارات هي العبث بالمصطلحات كنوع من أنواع الحروب الجديدة، كإلغاء عبارة "الوطن العربي" واستبدالها بـ"العالم العربي"، و"الشرق الأوسط"، و"الشرق الأوسط الجديد"...إلخ.

وبما أنَّ ما بُني على باطل فهو باطل، فقد تسلحت الأجيال العربية المتعاقبة بالعقل والرشد تدريجيًّا رغم شدة التضليل وحصار العقل، حتى بلغنا "طوفان الأقصى" اليوم، هذا الطوفان الذي لم يزلزل الكيان الصهيوني ورعاته فحسب، بل زلزل العقل العربي المعاصر الذي حاصرته نظرية الخوف مقابل الكثرة، والتي سوقها العدو في عقول عرب زماننا، لتكريس الهزيمة النفسية، وتصوير الكيان وكأنه قضاء وقدر لا يُرد. لم ينل الكيان الصهيوني منذ إنشائه ضربات موجعة، عسكرية/استخباراتية، ومن عمقه الجغرافي كما ناله في "طوفان الأقصى".

الكيان الصهيوني الذي تستر باليهودية ليخفي وجهه كقاعدة متقدمة للصهيونية العالمية، وليستقطب المغرر بهم من يهود العالم بعد أن سوَّق نفسه ككيان استيطاني مثالي وآمن لليهود، أصبح اليوم وبفعل "الطوفان" كيانًا طاردًا لساكنيه وغير آمن في أعين العالم، وبالنتيجة انهيار أسطورته وسطوته.

لا شك أنَّ عرب اليوم -بشقيهم الرسمي والشعبي- في حيرة كبرى من فرز الطوفان لمواقف وسياسات وأفكار كانت صالحة وممكنة في عقول البعض منهم قبل السابع من أكتوبر، ولكنهم سرعان ما قلبوا الرأي بها ووضعوها على رف الكساد؛ فلأول مرة يتيقن الكثير من عرب زماننا أن الكيان نمر من ورق، وأن الصراع بيننا وبينه صراع إرادات لا صراع سلاح تجسَّدت في قول الحق: "وأعدوا لهم (ما استطعتم) من قوة"، وأنَّ الفكر التوراتي المُحرف الذي يحاربنا به يقابله وعد رباني حق: "إن تنصروا الله ينصركم "، وإنَّ النصر نطلبه ولا يأتي إلينا، لهذا جسَّد "طوفان الأقصى" نصر الله فنصرهم.

وبالشكر تدوم النعم...،

------------------

قبل اللقاء: "أخطر سلاح لتمرير المؤامرة، هو إنكار وجود المؤامرة، ووصفها بـ"نظرية" كـ"الخرافة"، يتذرع بها عرب زماننا لتكريس التخلف والتبعية، بينما الواقع شاهد على تدمير الغرب لكل نموذج عربي قرر مواجهة المؤامرة، وممارسة استقلاله الحقيقي عن الغرب واكتساب القوة بأي شكل من أشكالها"!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ريال بات رمزا لعملة السعودية.. ما الذي نعرفه عن رموز عملات العالم؟

على غرار العديد من دول العالم، بات للعملة السعودية رمز خاص بها، للاستخدامات المالية، لتكون العملة الأولى عربيا التي تحمل رمزا للدلالة عليها واختصار كتابة اسم العملة والدولة التابعة لها.

واعتمدت السعودية اليوم رسميا بقرار ملكي، الرمز المرسوم هندسيا وفنيا من كلمة "ريال"، واعتماده يعني دخوله كرسم في كافة المعاملات الرسمية المالية للبلاد وعالميا.

وقال محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري إن هذا الرمز "يسهم في تعزيز هوية المملكة المالية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).



وتابع أن "هذه المبادرة تستهدف تشجيع الاعتزاز بالهوية الوطنية والانتماء الثقافي، وإبراز مكانة الريال السعودي، وتعزيز الثقة به، وإظهار مكانة المملكة ضمن الاقتصادات العالمية الكبرى ودول مجموعة العشرين".

الوكالة ذكرت أن رمز العملة الوطنية "صُمم بأعلى المعايير الفنية" ويجسد "ثقافة المملكة وتراثها العريقين، حيث يحمل الرمز اسم عملتنا الوطنية "ريال" بتصميم مستوحى من الخط العربي".

وللعملات حول العالم، رموز كذلك، وتعتبر هوية ثقافية واقتصادية لتلك البلدان، ارتبطت بمناسبات وإرث له مدلولات تطورت عبر العصور.

ونستعرض في التقرير التالي، أبرز ما نعرفه عن عدد من أشهر رموز عملات العالم والدلالات التي تحملها:

الدولار الأمريكي $ :

ويحمل الرمز حرف الأس باللغة الإنجليزية، يتوسطه خط عمودي من الأعلى إلى الأسفل، واختير بهذه الصورة لاختصار العبارة الإسبانية بيزوس، وكان الدولار يرمز له سابقا بالحرفين "بي وأس"، والذي استخدم خلال الفترة الاستعمارية في الأمريكيتين.

اليورو € :
مع اعتماد الاتحاد الأوروبي عملة موحدة لأعضائه، عام 1999 وبدء التداول بها، بات لزاما اختيار رمز للدلالة عليه وتمييزه، ووقع الاختيار على الحرف الأول "E" من كلمة أوروبا باللغة الإنجليزية.

وبدلا من خط واحد أفقي في العملة الأوروبية، وضع خطا، للدلالة على الاستقرار في العملية، ويصبح علامة مميزة للعملة ورمزا سهل الحفظ.



الجنية الإسترليني £ :

استوحي رمز الجنيه الإسترليني من الكلمة اللاتينية "ليبرا"، والحرف الأول فيها "L"، والتي استخدمت وحدة لقياس الوزن في روما القديمة، حيث كان الجنيه الإنجليزي يقدر بوزن معين من الفضة.

وكان رمز الجنيه يحتوي على خطين بداخله، قبل أن يصار إلى تعديله وإبقائه على شكله الحالي بخط واحد.

اليوان الصيني ¥:

تشترك الصين واليابان في الرمز العالمي ذاته لعملتيهما اليوان والين، وهو مشتق من الحرف الأول لاسميهما باللغة الإنجليزية، "Y" لكن مع إضافة خطين أفقيين للدلالة على الاستقرار المالي والاقتصادي.

واتخذ رمز اليوان الصيني الحديث مع تأسيس جمهورية الصين الشعبية، عام 1949 وتحتل الصين مركزا اقتصاديا كبيرا في العالم اليوم.

الليرة التركية ₺:

استوحي رمز العملة التركية الليرة من حرفي "L" و"t"، وتم رسمه بطريقة هندسية للتعبير عن الحرفين فمن الممكن النظر إليه على أن حرف "تي" أو حرف "أل" باللغة الإنجليزية.

وأضيف خطان أفقيان يتجهان إلى الأعلى للدلالة على الاستقرار والنمو معا في الاقتصادي التركي.

مقالات مشابهة

  • طوفان شباط.. تشييع نصر الله يثير هواجس الخصوم!
  • قوات العدو الصهيوني تداهم منازل أسرى متوقع الإفراج عنهم وتهددهم
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • أمين العربي للكوادر الشبابية: الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ
  • ريال بات رمزا لعملة السعودية.. ما الذي نعرفه عن رموز عملات العالم؟
  • حجة.. مسير للدفعة الثالثة من خريجي طوفان الأقصى
  • محافظة حجة تشهد مسيرًا لخريجي الدفعة الثالثة من دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير للدفعة الثالثة من خريجي دورات “طوفان الأقصى” بمحافظة حجة
  • اختتام أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول “طوفان الأقصى”
  • مفتي لبنان: الموقف العربي من فلسطين ثابت.. ومؤتمر الحوار الإسلامي يعزز وحدة الأمة