جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@05:42:50 GMT

متى ننصر الله؟

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

متى ننصر الله؟

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

خاضتْ الأمة العربية في تاريخها المُعاصر مُواجهات عديدة مع الأعداء، ربما أشهرها وأكثرها حضورًا في الوجدان الشعبي: حُروب الاستقلال عن المستعمر الغربي، تلك الحروب التي تكللت بالاستقلال للأقطار العربية تباعًا، وإن كان هذا الاستقلال وُلِد ناقصًا بفعل عوامل الدولة القُطرية التي غرسها "سايكس بيكو" في جسد الأمة لتمزيقها إلى كيانات وظيفية واهنة لا تحمل من الاستقلال سوى رمزياته المتمثلة بالعَلَم والعُملة والنشيد الوطني، ثم أتت التبعية للغرب لتُكرس الاستعمار الجديد.

لم تفق الأمة من أغلال الاستعمار العسكري الغربي لها، حتى غرس الغرب الكيان الصهيوني في قلبها، كـ"فيتو" مُعطل لها من أي وحدة أو تقدم أو تضامن، ولتكريس القُطرية والتبعية، وجعل الكيان الصهيوني سيِّدًا وقائدًا في المنطقة يتحكم ويقرر مصيرها، ويرسم ملامحها ويحدد أولوياتها وثوابتها.

ولم يكتفِ الكيانُ الصهيوني ورعاته بالحروب على الأرض، بل توجه إلى العقل والوعي العربي ليعبث بهما ويعيد تشكيلهما، على نحو يسمح بتمرير ثقافات ونظريات وشعارات القبول به كعضو طبيعي وشرعي في جسد الأمة وواقعها ومستقبلها. ولعل من أبرز تلك الشعارات هي العبث بالمصطلحات كنوع من أنواع الحروب الجديدة، كإلغاء عبارة "الوطن العربي" واستبدالها بـ"العالم العربي"، و"الشرق الأوسط"، و"الشرق الأوسط الجديد"...إلخ.

وبما أنَّ ما بُني على باطل فهو باطل، فقد تسلحت الأجيال العربية المتعاقبة بالعقل والرشد تدريجيًّا رغم شدة التضليل وحصار العقل، حتى بلغنا "طوفان الأقصى" اليوم، هذا الطوفان الذي لم يزلزل الكيان الصهيوني ورعاته فحسب، بل زلزل العقل العربي المعاصر الذي حاصرته نظرية الخوف مقابل الكثرة، والتي سوقها العدو في عقول عرب زماننا، لتكريس الهزيمة النفسية، وتصوير الكيان وكأنه قضاء وقدر لا يُرد. لم ينل الكيان الصهيوني منذ إنشائه ضربات موجعة، عسكرية/استخباراتية، ومن عمقه الجغرافي كما ناله في "طوفان الأقصى".

الكيان الصهيوني الذي تستر باليهودية ليخفي وجهه كقاعدة متقدمة للصهيونية العالمية، وليستقطب المغرر بهم من يهود العالم بعد أن سوَّق نفسه ككيان استيطاني مثالي وآمن لليهود، أصبح اليوم وبفعل "الطوفان" كيانًا طاردًا لساكنيه وغير آمن في أعين العالم، وبالنتيجة انهيار أسطورته وسطوته.

لا شك أنَّ عرب اليوم -بشقيهم الرسمي والشعبي- في حيرة كبرى من فرز الطوفان لمواقف وسياسات وأفكار كانت صالحة وممكنة في عقول البعض منهم قبل السابع من أكتوبر، ولكنهم سرعان ما قلبوا الرأي بها ووضعوها على رف الكساد؛ فلأول مرة يتيقن الكثير من عرب زماننا أن الكيان نمر من ورق، وأن الصراع بيننا وبينه صراع إرادات لا صراع سلاح تجسَّدت في قول الحق: "وأعدوا لهم (ما استطعتم) من قوة"، وأنَّ الفكر التوراتي المُحرف الذي يحاربنا به يقابله وعد رباني حق: "إن تنصروا الله ينصركم "، وإنَّ النصر نطلبه ولا يأتي إلينا، لهذا جسَّد "طوفان الأقصى" نصر الله فنصرهم.

وبالشكر تدوم النعم...،

------------------

قبل اللقاء: "أخطر سلاح لتمرير المؤامرة، هو إنكار وجود المؤامرة، ووصفها بـ"نظرية" كـ"الخرافة"، يتذرع بها عرب زماننا لتكريس التخلف والتبعية، بينما الواقع شاهد على تدمير الغرب لكل نموذج عربي قرر مواجهة المؤامرة، وممارسة استقلاله الحقيقي عن الغرب واكتساب القوة بأي شكل من أشكالها"!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

50 % من شركات تكنولوجيا الكيان الصهيوني تعاني من إلغاء الاستثمارات

 

 

قالت الصحيفة العبرية «تايمز أوف إسرائيل» إنه مع اقتراب عام على حرب الكيان الصهيوني مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، فإن ما يقرب من 50 % من شركات التكنولوجيا المحلية والشركات الناشئة تعاني من إلغاء الاستثمارات.

ويجبر ذلك العديد من تلك الشركات على نقل عملياتها إلى خارج البلاد مع فقدان الثقة بقدرة حكومة العدو على قيادة التعافي وتحفيز النمو، وفقًا لاستطلاع نشرته مؤخراً شركة «ستارت- أب نيشن سنترال» (Start-Up Nation Central) التي تتعقب النظام البيئي التكنولوجي المحلي.

فوفقًا لمسح نشرته الشركة، فإن ثلث شركات التكنولوجيا الإسرائيلية تفكر في نقل بعض عملياتها إلى خارج الكيان المحتل بسبب حالة عدم اليقين بشأن الحرب وانعدام الثقة بقدرة حكومة العدو على قيادة جهود التعافي.

وأظهر الاستطلاع الذي أجري في أغسطس بين عينة تمثيلية مكونة من 230 شركة و49 مستثمرا أن قطاع التكنولوجيا في إسرائيل، محرك النمو في البلاد، يواجه حالة من عدم اليقين بشأن التمويل في المستقبل، إذ أبلغ 49 % من الشركات الناشئة والشركات التي شملها الاستطلاع عن بعض إلغاءات الاستثمارات، وأعرب 31 % فقط عن ثقتهم بقدرتهم على جمع رأس المال الحاسم العام المقبل.

لقد زاد اعتماد اقتصاد الكيان الإسرائيلي على قطاع التكنولوجيا بشكل كبير خلال العقد الماضي، وهو الآن يسهم بنحو 20 % من ناتج البلاد، ويولد 25 % من ضرائب الدخل، ويمثل أكثر من 50 % من الصادرات.

وإذ إن عدم اليقين بشأن التمويل ونقص الموظفين بسبب استدعاء جنود الاحتياط للحرب يظلان عقبتين رئيسيتين أمام نمو الشركات الناشئة المحلية وبقائها في الأشهر الـ12 الماضية، فقد أفاد 24 % من الشركات التي شملها الاستطلاع بأنها نقلت بالفعل بعض عملياتها إلى خارج الكيان أو توسعت عالميا.

وقال آفي حسون الرئيس التنفيذي لشركة ستارت أب نيشن سنترال، لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، “لقد انتقلوا إلى معاملة وضع الأزمة بطريقة روتينية للقيام بكل ما هو مطلوب لمواصلة تقديم الخدمات والحفاظ على استمرار الأعمال، لكن لا يمكنك القيام بذلك إلا مدة زمنية معينة، فالأمر أشبه بالركض بوزن 100 كيلوغرام على كتفيك، وهو ما يمكنك القيام به لمسافة ميل، ولكن من الصعب جدا الركض في ماراثون بهذه الطريقة”.

وقال حسون “إن إطالة أمد الصراع وما يصاحبه من حالة عدم اليقين لهما تأثير بالتأكيد، فذلك يدفع الشركات إلى التفكير بشكل أكثر جدية في ما يجب عليها فعله بعدئذ، كنقل الأنشطة إلى خارج “إسرائيل”، لأن هذه المرونة تعني أيضًا أنه يتعين عليك القيام بكل ما يلزم للتأكد من أن شركتك تستمر في تقديم الخدمات”.

وقال حسون إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن مشاعر شركات التكنولوجيا المحلية التي تكافح في ظل وضع الحرب، مدفوعة بعدم الثقة بقدرة الحكومة على خلق بعض اليقين بشأن ممارسة الأعمال التجارية في إسرائيل.

وقال نحو 80 % من الشركات الناشئة المشاركة في الاستطلاع، و74 % من المستثمرين، إنهم قلقون بشأن قدرة الحكومة على قيادة التعافي، بما في ذلك قطاع التكنولوجيا. وقال أكثر من 80 % من الشركات إنها لم تتلق أي دعم بسبب الحرب.

وقال حسون “إننا نشهد نقصًا كبيرًا في الثقة بما كانت الحكومة تفعله وما ستفعله، ليس فقط بما يتعلق بالسياسات والحوافز الخاصة بالتكنولوجيا، بل إن الناس يتحدثون عن إنهاء الصراع، أو إعادة الرهائن إلى ديارهم، أو تمرير ميزانية مسؤولة”.

وأضاف “يخبرنا القطاع الخاص أنهم يفعلون كل ما في وسعهم وكل ما هو مطلوب، لكنهم لا يستطيعون فعل أكثر من ذلك، في حين يتعين على الحكومة اتخاذ إجراءات وسياسات معينة إذا أردنا الصمود في وجه العاصفة في الأمد البعيد”.

واستكمل قائلا إن “الشركات والمستثمرين ينتظرون من الحكومة أن تتخذ إجراءات بشأن الأمور التي يمكن أن تقلل من حالة عدم اليقين، وترسل إشارة إلى السوق بأنها تتعامل على الأقل مع الأمور التي يمكن السيطرة عليها”.

 

 

مقالات مشابهة

  • دلالات الضربة اليمنية على الكيان الصهيوني وتداعياتها
  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • كنعاني: ما يرتكبه الكيان الصهيوني في غزة دليل على انعدام الأمن المنظم في العالم
  • 50 % من شركات تكنولوجيا الكيان الصهيوني تعاني من إلغاء الاستثمارات
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تدين الاعتداء الصهيوني على لبنان
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • صاروخ يمني واحد يُرعب الصهاينة ويُوقظ العالم
  • «حزب الله» يشيد بالهجوم الصاروخي النوعي لأنصار الله الذي كشف «وهن الكيان وضعفه»
  • السنوار للسيد القائد :عمليتكم في عمق الكيان تعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى
  • السنوار في رسالة للحوثي: أبارك وصول صواريخكم لعمق الكيان الصهيوني