جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@01:30:15 GMT

حرب غزة.. وشعارات الغرب الكاذبة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

حرب غزة.. وشعارات الغرب الكاذبة

 

 

صالح البلوشي

سيدخل العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني الباسل في غزة العزة والصمود، غدا الخميس، شهره الثالث، مع استمرار الدعم الأمريكي والغربي لهذا العدوان ومواصلة الشعب الفلسطيني الدفاع ببسالة وصمود عن أرضه.

 ولكن مهما طال أمد الحرب العدوانية أو قصر فإنها ستنتهي؛ سواء هذا الشهر أو الشهور المقبلة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: وماذا بعد؟ لقد برهنت أحداث الأسابيع الماضية على أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أثبتت ليس فقط قدرتها على التصدي للعدوان الغاشم، وإنما أيضا تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ولا شك أن الخسائر الحقيقية أكبر بكثير من الأرقام التي يعلنها العدو؛ فالأطراف المتحاربة عادة لا تنشر خسائرها علنا في وسائل الإعلام أثناء الحروب، وإنما تفعل ذلك بعد انتهاء العمليات العسكرية، وترافقها أحيانا بتشكيل لجان تحقيق في حال الهزائم وربما محاكمات أيضا، ولذلك يتجنب نتنياهو وقف إطلاق النار لأنه يعلم جيدا أن ذلك يعني الإطاحة به ومحاكمته؛ لأن كثيرا من سكان "إسرائيل" ووسائل الإعلام "الإسرائيلية" تتهمه مباشرة الفشل في التصدي لهجمات المقاومة وفي إدارة الحرب.

ومن ناحية أخرى، فإنَّ الحرب العدوانية قد أسقطت جميع الشعارات التي كانت ترفعها الولايات المتحدة والغرب حول حقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق الطفل والمرأة، وأثبتت بأن هذه الحقوق لا قيمة لها عندهم إذا تعلقت بالإنسان المسلم أو العربي سواء كان رجلا أو امرأة أو طفل، بل إن الوقاحة الأمريكية وصلت إلى درجة أن يعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي  بتاريخ 4 ديسمبر الجاري بأنه يدعو "المجتمع الدولي مجددا للوفاء بالالتزامات في الجانب الإنساني"، ويقصد طبعا الإفراج عن الأسرى "الإسرائيليين" الذين تحتجزهم المقاومة الإسلامية "حماس". أما الجانب الإنساني في حماية الشعب الفلسطيني من الإرهاب الصهيوني، فلا قيمة له عند المستشار الأمريكي ولا حكومته المتورطة حتى النخاع في قتل الشعب الفلسطيني، وقبل ذلك الشعب العراقي والأفغاني والليبي والسوري وشعوب أخرى .

وفي هذه الحرب، تجاوزت الحكومة الأمريكية والحكومات الغربية السقوط الأخلاقي إلى سقوط من نوع أكبر وأخطر، ومِنْ مَنْ؟ من واحد من أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية وأكثرهم شهرة وأغزرهم إنتاجا، الذي يعرف بفيلسوف النقد والتواصل وهو يورجن هابرماس الذي أصدر مع فلاسفة آخرين بيانًا حول الأحداث في قطاع غزة، أدانوا فيه "المجزرة التي ارتكبتها حماس ضد إسرائيل بنية إبادة الحياة اليهودية بشكل عام"، إذ أوضح البيان "أنَّ الوضع الحالي الذي تسبَّبت فيه وحشية الهجوم غير المسبوق الذي شنَّته حماس، وردّ فعل إسرائيل عليه، أفضى إلى سلسلة من المواقف الأخلاقيّة والسياسيّة والمظاهرات الاحتجاجية".

وقد وصف الناقد السعودي مُحمَّد العباس في مقال نشره عبر صفحته على منصة "إكس" بعنوان "هابرماس..الوعي المنشق على نفسه"، تصريحات هابرماس في هذا البيان: "وكأنه يغلق الفضاء العمومي الذي ابتنى جانبًا مُهمًّا من سمعته الفكرية على فضائه ويمنع الجمهور من تنفس الديمقراطية التي تشكل جوهر الفضاء العمومي؛ وبذلك ألغى أي إمكانية لمساءلة الهمجية "الإسرائيلية".

لقد كشفتْ أحداث غزة الغطاء عن جميع الشعارات السياسية والفكرية والثقافية والفلسفية والحقوقية التي كانت ترفعها الولايات المتحدة والغرب، ويفرضون عقوبات قاسية جدًّا على الدول التي يطلقون عليها وصف "المارقة" بسببها، وأثبتوا أنهم يقصدون بهذه الحقوق الإنسان الغربي فقط. أما الإنسان الآخر -وخاصة إذا كان مسلما أو عربيا- فإن دمه وماله مستباح، وليس له أي قيمة عندهم، وكما قال المفكر الإيراني الراحل علي شريعتي، فإنَّ مستقبل الأمة ليس في الغرب الكاذب وإنما "العودة إلى الذات".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل ثلاثة من كبار قادة حركة حماس في غزة، بينهم روحي مشتهى، خلال عملية استخباراتية نُفذت قبل ثلاثة أشهر.

 

وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن روحي مشتهى، الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة حماس في قطاع غزة، يُعد اليد اليمنى لزعيم الحركة يحيى السنوار. وأضاف البيان أن العملية أسفرت أيضًا عن مقتل سامح السراج، وزير الأمن في المكتب السياسي لحماس، وسامي عودة، قائد جهاز الأمن العام للحركة.

 

ووفقًا للبيان، تم استهداف القادة الثلاثة خلال عملية استخباراتية مشتركة نفذها الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك). وأوضح البيان أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي استهدفتهم بينما كانوا يختبئون في مجمع محصن تحت الأرض في شمال قطاع غزة.

 

من هو روحي مشتهى؟

 

بحسب البيان الإسرائيلي، يُعد روحي مشتهى واحدًا من أبرز قادة حركة حماس في غزة، وكان مقربًا من يحيى السنوار، حيث كان له تأثير كبير على القرارات المتعلقة بنشر قوات حماس والعمليات العسكرية. 

 

كما كان مشتهى يشغل منصب رئيس الحكم المدني لحماس في قطاع غزة، ويشرف على شؤون الأسرى. إلى جانب السنوار، كان مشتهى مسؤولًا عن تأسيس جهاز الأمن العام لحماس. وكلاهما قضى فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، ما عزز من العلاقة الوثيقة بينهما.

 

وخلال الحرب، لعب مشتهى دورًا مزدوجًا، حيث كان يدير الشؤون المدنية لحماس في القطاع، بينما كان منخرطًا بشكل مباشر في الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل.

 

وسائل إعلام إيرانية: مقتل مستشار في الحرس الثوري الإيراني إثر هجوم إسرائيلي على دمشق

 

أفادت وسائل إعلام إيرانية اليوم بمقتل أحد مستشاري الحرس الثوري الإيراني جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة السورية دمشق قبل ثلاثة أيام. وذكرت التقارير أن المستشار، الذي كان يعمل ضمن الدعم العسكري الإيراني في سوريا، توفي متأثرًا بجراحه التي أصيب بها خلال الهجوم.

 

ووفقًا لمصادر محلية، استهدفت الغارة الإسرائيلية مواقع في محيط دمشق، يُعتقد أنها تضم منشآت عسكرية تابعة لقوات إيرانية أو حلفائها. تأتي هذه الضربة ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي تهدف إلى منع تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما أكده الجيش الإسرائيلي في تصريحات سابقة، موضحًا أن الضربات الجوية تستهدف القدرات العسكرية الإيرانية والبنية التحتية لحزب الله في المنطقة.

 

الهجمات الإسرائيلية على سوريا تزايدت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك استهداف مواقع حساسة في جنوب لبنان، مما يعزز التكهنات بأن إسرائيل تسعى لتقييد تحركات إيران وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط. وسبق للجيش الإسرائيلي الإعلان عن استهداف عدة مواقع لحزب الله في لبنان، من بينها مراكز عسكرية ومخازن أسلحة. كما تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض طائرات مسيرة حاولت اختراق الحدود الشمالية، مما يشير إلى تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة.

 

يأتي هذا التصعيد بعد تقارير عن قصف مواقع إيرانية قرب دمشق ومناطق أخرى في لبنان، حيث تسعى إسرائيل لتقليص نفوذ إيران العسكري في سوريا ولبنان.

مقالات مشابهة

  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من “طوفان الأقصى”
  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من "طوفان الأقصى"
  • الخامنئي: أعداء الامة الإسلامية هم نفسهم أعداء الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي
  • حماس: مجزرة الاحتلال بطولكرم تصعيد خطير لن يثني عزيمة شعبنا ومقاومتنا
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • من هو النصف الآخر للسنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟
  • "الضحية الرسمية الوحيدة"..دفن الفلسطيني الذي قتله صاروخ إيراني
  • حماس: المجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا لن تضعف عزيمة وصمود ‏شعبنا