تشو شيوان

مع انطلاقة الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، في دبي بالإمارات، توجَّهت أنظار العالم نحو تصريحات المسؤولين من مختلف الدول حول تعهدات بلادهم للحد من آثار التغير المناخي وتسريع وتيرة العمل للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فماذا عن الصين؟ وما هي خطط الصين للتحول للاقتصاد الأخضر؟ وكيف كان تواجد الصين في "كوب 28"؟.

. هذا ما سيكون مناط حديثي معكم من خلال هذا المقال.

قبل أن نستعرض جهود الصين ومشاركتها الفعالة في "كوب 28"، يجب على الجميع أن يدرك هذه المعلومة المهمة، أن الصين قد ووضعت أهدافاً طموحة لتحقيق ذروتها لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق حياد الكربون قبل عام 2060، وقد تمَّ الإعلان عن الخطة في سبتمبر من العام 2020 في المناقشة العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذه الخطة تُعتبر واحدة من بين أهم خطط تسريع عمليات حماية البيئة عالمياً، وإذا ذهبت في تفاصيلها ستجد ملايين المشاريع والعمليات على أرض الواقع لتحقيق هذا الهدف الكبير.

وخلال كلمة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغ شيويه شيانغ، أمام القمة العالمية للعمل المناخي في دبي، يوم الجمعة الماضي، قال إنَّ الصين باعتبارها دولة نامية كبيرة ومسؤولة، مستعدة للعمل مع كافة الأطراف لبناء عالم نظيف وجميل، موضحاً أن الصين أوفت دائما بوعدها وقدمت مساهمات مهمة في حوكمة المناخ العالمي، وأنَّ الصين عززت بشكل فعال التعاون الدولي في التنمية الخضراء وثورة الطاقة وتغير المناخ، ودعمت الدول النامية في تعزيز قدراتها على التعامل مع تغير المناخ.

ومنذ اتفاق باريس للمناخ، شرعت الصين في رحلة طموحة نحو التعاون العالمي لمعاجلة تغير المناخ؛ حيث عملت على تسريع تنميتها الصناعية الخضراء. وفي العقد الماضي، انخفض استخدام الطاقة لكل وحدة من إجمالي القيمة المضافة للشركات الصناعية بأكثر من 36%، وأنشأت الصين 3616 مصنعاً أخضر و267 مجمعاً صناعياً أخضر و403 مؤسسات لإدارة سلسلة التوريد الخضراء على مستوى البلاد، وقد عملت الصين على تسريع وتيرة التحول الأخضر في مجال النقل؛ حيث بلغ إجمالي عدد مركبات الطاقة الجديدة للبلاد 16.2 مليون بحلول نهاية يونيو الماضي، وفي النصف الأول للعام الجاري تم تسجيل 3.128 مليون سيارة طاقة جديدة، بزيادة سنوية قدرها 41.6%، مُسجِّلة أعلى مستوى تاريخي.

لقد أصبح المفهوم الأخضر متجذراً بعمق ويتبناه على نطاق واسع من قبل المواطنين الصينيين؛ حيث يمارس المزيد من الناس أسلوب حياة صديقة للبيئة الطبيعية، من التحكم في استهلاك الطاقة إلى تقليل استخدام المنتجات التي تُستخدم لمرة واحدة واستخدام خدمات النقل العام.

أيضاً الصين تساعد بشكل فعال الدول النامية على التحول الأخضر وتبني المنشآت الصديقة للبيئة في كل مكان في العالم، وخلال كلمته أمام قمة "قادة مجموعة الـ77 والصين"، والمنعقدة على هامش "كوب 28"، أعرب دينغ شيويه شيانغ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني عن استعداد الصين للعمل بشكل وثيق مع الدول النامية الأخرى لبناء مستقبل أخضر ومنخفض الكربون، مضيفاً أنه بينما تفي الصين بالتزاماتها الدولية، بذلت جهودا لمساعدة الدول النامية الأخرى في التعامل مع تغير المناخ، وطرح دينغ مقترحا من ثلاث نقاط: أولا: ممارسة التعددية، والالتزام بالأهداف والمبادئ المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، وتعزيز التضامن والتعاون، وتحقيق المنفعة المتبادلة ونتائج الفوز المشترك. ثانياً: تسريع التحول الأخضر، وزيادة نسبة الطاقة المتجددة بشكل نشط، وتعزيز الاستخدام النظيف ومنخفض الكربون والفعال للطاقة التقليدية، وتسريع تشكيل أساليب إنتاج الخضراء ومنخفضة الكربون وأنماط الحياة.

والنقطة الثالثة: تعزيز تنفيذ الإجراءات والوفاء الكامل بالالتزامات القائمة. وعلى وجه الخصوص، ينبغي للبلدان المتقدمة أن تزيد بشكل فعال من دعمها المالي والتكنولوجي ودعم بناء قدرات الدول النامية لترجمة الرؤية إلى واقع.

... إنَّ الصين مؤمنة بشكل كبير بأن التنمية والتحول الأخضر يجب أن يتوافقا ويسيرا بنفس الطريق، فلا يوجد ما يعارض ذلك أبداً، في حين أن الكثير من الدول تجد أن التحول الأخضر يعيق مساعي التنمية، وقد خرجت الكثير من دول العالم عن وعودها المناخية بحجة التنمية والتنمية الاقتصادية والصناعية تحديداً، ولكن الصين تجد أن التنمية يجب أن تكون مستدامة، وعلى العالم أن يوافق ويوائم بين التنمية والاستدامة وأن يجعل المستقبل ينمو بشكل مستدام.

ومن المصانع إلى الأرياف، ومن الإنتاج الصناعي إلى الحياة اليومية، تعمل الصين على تحويل المجتمع بفكر تنموي منخفض الكربون يتبناه الناس، وأصبح سمة مميزة لمسار البلاد نحو التحديث، فمثلاً في قرية هونغفان بوسط الصين، قام القرويون بتغطية أسطح منازلهم بألواح شمسية، وبناء محطة شحن لمركبات الطاقة الجديدة، وتركيب مصابيح شوارع تعمل بالطاقة الشمسية على طول الطرق الريفية، وتعمل الكهرباء الخضراء على تحويل هذا المجتمع الريفي إلى قرية خالية من الكربون، ومثل هذه النماذج لن تجدها إلا في الصين بهذه الكفاءة والانتشار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة بنها يكرم خريجي الدفعة الأولى لـ مبادرة سفراء التنمية المستدامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كرم الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، خريجي الدفعة الأولى لـ مبادرة سفراء جامعة بنها للتنمية المستدامة والمناخ.
جاء ذلك بحضور الدكتور السيد فودة نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة جيهان عبد الهادي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد بسيوني مدير وحدة التنمية المستدامة والتغيرات المناخية بالجامعة، والأستاذة رانيا معتز أمين الجامعة المساعد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وخلال التكريم أكد الدكتور ناصر الجيزاوي حرص الجامعة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 ورؤية مصر 2030، ونشر الوعي بأهمية الاستدامة واستخدام الموارد المتاحة واستثمارها بشكل أفضل فى كافة المجالات، موضحا أن الجامعة تبنت العديد من السياسات والإجراءات الخاصة بتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال الاعتماد تدريجيا على الطاقة الجديدة والمتجددة في بعض المنشآت بالإضافة إلى زيادة المسطحات الخضراء في الجامعة وهو ما انعكس على تأثير الجامعة في التصنيفات الدولية التي تقيس مدى التزام الجامعات بمؤشرات التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها.
وأضاف "الجيزاوي" أن مبادرة سفراء جامعة بنها للتنمية المستدامة والمناخ استهدفت بناء قدرات أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالجامعة في مجال التنمية المستدامة، ليكونوا سفراء الجامعة للتنمية المستدامة والمناخ ونشر ثقافة التنمية المستدامة في الجامعة والمجتمع المحيط، وذلك من خلال حزمة من الدورات التدريبية والممارسات التفاعلية العملية والميدانية متضمنة أنماط التنمية، وأهداف التنمية المستدامة ، والتعرف على الاستراتيجية الوطنية لتغيير المناخ 2050.
الجدير بالذكر أن الدورة التدريبية استمرت 3 شهور وانتهت بمشروع تخرج لكل عضو في المبادرة.

مقالات مشابهة

  • ماذا يعني تسعير الكربون وكيف يتم؟
  • رئيس جامعة بنها يكرم خريجي الدفعة الأولى لـ مبادرة سفراء التنمية المستدامة
  • وحدة الاستدامة بآداب سوهاج تنظم ندوة تثقيفية عن التحول الأخضر والابتكار المستدام
  • «الفعاليات الاقتصادية بالدقم» رافد استثماري وأداة فعالة في التنمية المستدامة
  • الإرشاد الزراعي ينفذ 86 حقلًا إرشاديًا في القليوبية لتعزيز التنمية المستدامة
  • الهطالي: المرأة شريك في التنمية المستدامة
  • إماراتيات: الاستثمار في المرأة يعزز دورها في مسيرة التنمية المستدامة
  • رئيس الوزراء اللبناني: مشروع الحكومة استعادة المؤسسات وتحقيق التنمية المستدامة
  • مشاركة واسعة في «معرض دار العطاء الـ ٢٧» خدمة للعمل الخيري وتعزيز التنمية المستدامة
  • سلام: الحكومة اللبنانية تسعى لاستعادة عافية المؤسسات وتحقيق التنمية