جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-15@21:34:03 GMT

ذات الضفائر العنابة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

ذات الضفائر العنابة

 

(١)

كتابة: مُزنة المسافر

 

بدت ضفائرها كعنبات صغيرة.

اندمجت في بعضها.

عقدت شعرها مثل عُقد الأجداد.

وسكن نحرها بضع أصداف وخرزات مخبئة.

وزينت رأسها بإكليل ورود مخيطة.

في دقة فريدة.

وانتظرت ماجدالينا قرب النهر.

قدوم الأطفال.

الذين قرروا رمي اللعب.

التي عاشت وسط خرائنهم طويلاً.

لتجلس كل دمية على حافة النهر.

أمام ماجدالينا.

منتظرة نهاية سعيدة.

وسط المياه.

ويحدث ذلك فقط حين تبدأ ماجدالينا.

بالحكي.

وقول الحكايات الحلوة.

اللذيذة.

التي تشبه الزبيب الذي يسكن المرطبانات.

فهي حكايات عن الأحباب.

والأجداد.

جميلة وأصيلة.

عذبة وصلبة.

ولا يمكن محوها أبداً.

من الذاكرة العتيدة.  

ويصر الأطفال العودة على الدوام.

إلى ماجدالينا.

و إلى كلماتها الحلوة اللذيذة.

وليس هنالك من مشكلة إن ألقوا بالألعاب.

مجدداً في النهر.

 

فالبالغون والكبار.

قد حرموا الشطار.

من القول.

والحكي.

فصارت أمانيهم في الوحل.

وصاروا دون أحلام.

وأمنيات.

فلا ضير من أن تحترق وتنكوي لعبهم.

بالوحدة هناك.

في النهر.

بعيداً عن الأشياء الرتيبة.

التي يعرفها الكبار.

والذين يعيشون حياةً صعبة.

فيها الكثير من الغربة.

فقرر الأطفال أن يعيشوا كالقادة.

تاركين الأمور الجادة.

للبالغين.

الراغبين في أن يعيش أطفالهم دون خيال.

ووصال.

وطلبوا من عمدة البلدة التدخل.

وصنع الدوائر البشرية الرافضة حول الأطفال.

لإنقاذهم من الغرق في كلمات المرطبانات.

التي تأتي بها ماجدالينا.

في كل ظهيرة.

الحقيقة.

أن كلماتها صانعة للسكرة.

وأنها لا تنتهي مثل البكرة المستمرة.

في الدوران.

كما هي جدائلها اللامتناهية.

كثيرة ومثيرة.

للشك والغيرة.

خصوصاً حين تعقدها جيداً.

فتبدو غريبة.

ومريبة.

وحين تشهق ماجدالينا.

لتنفخ في بوقها النحاسي.

الذي يصدر صوتاً جميلاً.

أنيقاً، رقيقاً.

وينادي بأسماء جميع الأطفال في البلاد.

أن يأتوا ويتركوا أمور يومهم.

ليجيئوا للنهر.

ويخبروا ماجدالينا بسعادة كبيرة.

أن تحكي وتروي.

وتخبر وتقول.

وتصول بهم وتجول.

وسط الخيال الخصب.

مثل النسر العظيم الذي يطير فوق بلادنا.

والذي يطير على الدوام.

بنبض واثق.

وقلب باسق.

وماذا ستفعل ماجدالينا هذه الليلة؟

حين يتركها الأطفال ويغالبهم النعاس.

فكر الأطفال هل ستختفي ماجدالينا وجدائلها الطويلة.

وسط مياه النهر.

أو ستشعل النيران بين حنايا الليل.

لتبدأ في تدوين كلمات جديدة.

والتي سيسمعها الأطفال حالما تنفخ في بوقها النحاسي.

وتحكي حكاية أخرى.

تناسب ظهيرة البكرة؟

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بآيتين من القرآن.. تفاعل كبير مع كلمات مهاجر غير شرعي خطها قبل غرقه في عرض البحر (صورة)

#سواليف

تفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع #كلمات #مهاجر_غير_شرعي كتبها على ما يبدو في عرض_البحر قبل وفاته بقليل.

وعثر الناشط الإسباني فرانشيسكو خوسيه كليمونت مارتين، الذي يعمل في مركز استقبال المهاجرين غير الشرعيين، على الورقة في ملابس أحد المتوفين، ونشرها على صفحته في موقع “فيسبوك”، مناشدا متابعيه أن يترجموا له محتواها.

كما نشر فرانشيسكو بعض ثياب المتوفى، بغرض أن يتعرف عليه أهله، المرجح أن يكونوا من إحدى الدول المغاربية.

مقالات ذات صلة امرأة تضبط وقتها على ساعة رجل ميت لمدة 8 أيام! 2024/11/14

وجاء في الورقة المكتوبة باللغة العربية، الآيتين القرآنيتين 87 و88 من سورة النور، حول قصة يونس الذي التقمه الحوت في البحر وبقي في بطنه وناجى ربه: “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)”.

وعبر نشطاء عن حزنهم لما آلت إليه الأوضاع في بلدان المغرب العربي، حيث بات الناس يرمون بأنفسهم في البحر رغبة منهم للوصول إلى أوروبا دون التفكير في عواقب ذلك، محملين الحكومات مسؤولية المأساة التي تعيشها العائلات اليوم.

مقالات مشابهة

  • بحث مكون من 6 كلمات قد يؤدي لاختراق جهازك
  • «كلمات» تطلق 20 كتاباً صوتياً لذوي الإعاقة البصرية
  • 9 كلمات تقضي حاجتك يوم الجمعة.. داوم عليها
  • بآيتين من القرآن.. تفاعل كبير مع كلمات مهاجر غير شرعي خطها قبل غرقه في عرض البحر (صورة)
  • أفضل دعاء لحفظ النفس.. كلمات رددها النبي لدرء البلاء والفواجع
  • أفضل أدعية قبل النوم للرزق.. رزقك بلا كد ودعاؤك لا يرد بـ10 كلمات
  • من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين
  • غارتان إسرائيليتان على منزلين في ديرقانون النهر والقليلة بقضاء صور جنوبي لبنان
  • مكافحة الأمراض: الجرعة التي تعطى حاليا تعزيزية بسبب تدفق المهاجرين
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟