جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-20@06:14:37 GMT

ذات الضفائر العنابة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

ذات الضفائر العنابة

 

(١)

كتابة: مُزنة المسافر

 

بدت ضفائرها كعنبات صغيرة.

اندمجت في بعضها.

عقدت شعرها مثل عُقد الأجداد.

وسكن نحرها بضع أصداف وخرزات مخبئة.

وزينت رأسها بإكليل ورود مخيطة.

في دقة فريدة.

وانتظرت ماجدالينا قرب النهر.

قدوم الأطفال.

الذين قرروا رمي اللعب.

التي عاشت وسط خرائنهم طويلاً.

لتجلس كل دمية على حافة النهر.

أمام ماجدالينا.

منتظرة نهاية سعيدة.

وسط المياه.

ويحدث ذلك فقط حين تبدأ ماجدالينا.

بالحكي.

وقول الحكايات الحلوة.

اللذيذة.

التي تشبه الزبيب الذي يسكن المرطبانات.

فهي حكايات عن الأحباب.

والأجداد.

جميلة وأصيلة.

عذبة وصلبة.

ولا يمكن محوها أبداً.

من الذاكرة العتيدة.  

ويصر الأطفال العودة على الدوام.

إلى ماجدالينا.

و إلى كلماتها الحلوة اللذيذة.

وليس هنالك من مشكلة إن ألقوا بالألعاب.

مجدداً في النهر.

 

فالبالغون والكبار.

قد حرموا الشطار.

من القول.

والحكي.

فصارت أمانيهم في الوحل.

وصاروا دون أحلام.

وأمنيات.

فلا ضير من أن تحترق وتنكوي لعبهم.

بالوحدة هناك.

في النهر.

بعيداً عن الأشياء الرتيبة.

التي يعرفها الكبار.

والذين يعيشون حياةً صعبة.

فيها الكثير من الغربة.

فقرر الأطفال أن يعيشوا كالقادة.

تاركين الأمور الجادة.

للبالغين.

الراغبين في أن يعيش أطفالهم دون خيال.

ووصال.

وطلبوا من عمدة البلدة التدخل.

وصنع الدوائر البشرية الرافضة حول الأطفال.

لإنقاذهم من الغرق في كلمات المرطبانات.

التي تأتي بها ماجدالينا.

في كل ظهيرة.

الحقيقة.

أن كلماتها صانعة للسكرة.

وأنها لا تنتهي مثل البكرة المستمرة.

في الدوران.

كما هي جدائلها اللامتناهية.

كثيرة ومثيرة.

للشك والغيرة.

خصوصاً حين تعقدها جيداً.

فتبدو غريبة.

ومريبة.

وحين تشهق ماجدالينا.

لتنفخ في بوقها النحاسي.

الذي يصدر صوتاً جميلاً.

أنيقاً، رقيقاً.

وينادي بأسماء جميع الأطفال في البلاد.

أن يأتوا ويتركوا أمور يومهم.

ليجيئوا للنهر.

ويخبروا ماجدالينا بسعادة كبيرة.

أن تحكي وتروي.

وتخبر وتقول.

وتصول بهم وتجول.

وسط الخيال الخصب.

مثل النسر العظيم الذي يطير فوق بلادنا.

والذي يطير على الدوام.

بنبض واثق.

وقلب باسق.

وماذا ستفعل ماجدالينا هذه الليلة؟

حين يتركها الأطفال ويغالبهم النعاس.

فكر الأطفال هل ستختفي ماجدالينا وجدائلها الطويلة.

وسط مياه النهر.

أو ستشعل النيران بين حنايا الليل.

لتبدأ في تدوين كلمات جديدة.

والتي سيسمعها الأطفال حالما تنفخ في بوقها النحاسي.

وتحكي حكاية أخرى.

تناسب ظهيرة البكرة؟

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شاهد | ما الذي يخطط له العدو في الضفة، وكيف يستفيد من التناقضات الفلسطينية؟

???? شاهد | ما الذي يخطط له العدو في الضفة، وكيف يستفيد من التناقضات الفلسطينية 17-06-1446هـ 18-12-2024م

???? تقرير: علي ظافر#طوفان_الأقصی #لستم_وحدكم#شاهد_المسيرة pic.twitter.com/IQkuguf4f0

— شاهد المسيرة (@ShahidAlmasirah) December 18, 2024

مقالات مشابهة

  • "خانّي الجمال والقلب شال أوجاع تقال".. كلمات أغنية تامر عاشور الجديدة
  • بعد طرحها.. تعرف على كلمات "ياريت أهالينا ماربونا" لـ حمادة هلال
  • شاهد | ما الذي يخطط له العدو في الضفة، وكيف يستفيد من التناقضات الفلسطينية؟
  • مقتل 25 شخصا على الأقل وفقدان العشرات بانقلاب قارب في الكونغو.. فهل النهر لا يزال أكثر أمنا من البر؟
  • فرق الصيانة تبدأ بإصلاح الأضرار في خط النهر الصناعي بمنطقة سرت
  • دويّ قويّ تسبّب بحالة من الهلع... ما الذي حصل؟
  • مخزومي هنأ قطر باليوم الوطني: مواقفها الداعمة للبنان لا تفيها كلمات الشكر والامتنان
  • لازاريني: لا كلمات تكفي لوصف الوضع في غزة
  • دعاء البرد .. كلمات تحميك من الشتاء القارس احرص عليها
  • ومضات توثيقبة : في الذكرى السادسة لثورة ديسمبر “القرنعالمية”