ضمن فعاليات "مهرجان الظفرة للكتاب 2023" والذي يُنظمه مركز أبوظبي للغة العربية من  4ديسمبر (كانون الأول) حتى 10 ديسمبر الجاري في منطقة الظفرة، نظم الحدث محاضرة إنسانية بمناسبة اليوم العالمي لأصحاب الهمم الذي يصادف 3 ديسمبر من كل عام.

تجربة لا تختصر في سطور مع مي محمد ضمن اليوم العالمي لأصحاب الهمم

وفي جلسة حوارية بعنوان "أنا أستطيع!" قدمت مي محمد، والدة طفلة من أصحاب الهمم، خلاصة تجربتها مع ابنتها، بدءًا من اكتشاف الإعاقة وصولًا إلى مرحلة التعايش والتعامل معها بطريقة مثلى، وكانت المحاضرة بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وذلك على مسرح الحديقة العامة بمدينة زايد.


وأدارت الحوار عفاف راضي، من مركز أبوظبي للغة العربية والتي قدمت بعض الإضاءات في تجربة التعامل مع أصحاب الهمم من الأبناء ومدى صعوبة التجربة والتحديات التي تواجه كل أم لطفل من أصحاب الهمم.
 وأضافت: "ما يميز واحدة عن غيرها هو كيفية التغلب على التحديات والصعوبات المرافقة لعملية التأهيل". وأوضحت مي محمد من خلال تجربتها في التعامل مع ابنتها ليان: "أن هناك مراحل تمر بها الأم في هذه التجربة، بدءًا من ملاحظة وجود سلوكيات أو أعراض غير طبيعية على الطفل، مرورًا بعملية البحث عن السبب، واكتشاف الإعاقة، وصولًا إلى مرحلة تقبل الأمر الواقع والتعايش معه، ثم التغلب على الصعوبات والعراقيل التي تصاحب رحلة العلاج".
وتحدثت عن حالة ابنتها ليان المصابة بمتلازمة "ريت"، وهي متلازمة نادرة جدًا تصيب الإناث فقط، مشيرة إلى الأعراض والمعلومات التي تخص هذه الإعاقة من أجل توعية الجمهور بها، وتطرقت إلى الصعوبات التي رافقت عملية الكشف عن هذه الحالة المرضية، وكذلك عن عملية تقبل وجود طفل من أصحاب الهمم في المنزل وفكرة الحديث عنها أمام الجمهور، موضحة أهمية دور الأهل والأصدقاء والبيئة المحيطة في دعم ذوي أصحاب الهمم وأصحاب الهمم أنفسهم، بالإضافة إلى الدعم المجتمعي والحكومي من قبل المراكز والجهات الرسمية والحكومية.
وذكرت مي محمد: "أن الدولة تٌقدم كل التسهيلات وتذلل الصعاب أمام الأسر والأمهات في رعاية الأطفال من أصحاب الهمم ، ويحظى أصحاب الهمم في الإمارات برعاية شاملة  حيث تذلل أمامهم كافة الصعاب عبر سن القوانين والتشريعات التي تضمن حقوقهم وعيشهم مثل أقرانهم من الأصحاء، مشيرة إلى الدعم الكبير الذي تقدمه مؤسسة زايد لأصحاب الهمم في تأهيلهم وتمكينهم، وإخراجهم إلى المجتمع بصورة جيدة وفاعلة بحسب مواهبهم وقدراتهم، فضلًا عن سعيها ما أمكن لدمجهم في المجتمع".
وأضافت: "من خلال تجربتي كأم أقول لكل الأمهات، إنني أستطيع نشر فكرة تقبل وجود أصحاب الهمم في الأسرة، كما أستطيع تقديم الدعم لكل أم لديها طفل من أصحاب الهمم، واكتشاف مهارات ومواهب أصحاب الهمم وتقديمها للمجتمع والاستفادة منها".
وفي ختام المحاضرة تحدثت عفاف راضي عن مسابقة "أصدقاء اللغة العربية" التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية، والدعوة التي تم توجيهها لأصحاب الهمم للمشاركة فيها والنتائج التي أثمرت من المشاركات الجيدة لأصحاب الهمم.
و أوضحت رئيس قسم الأنشطة اللاصفية  للفنون والأدب العربي في إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية التابع لمركز أبوظبي للغة العربية شيخة الزعابي : "إنه تمت دعوة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم للمشاركة في مسابقة "أصدقاء اللغة العربية"، وقد فوجئنا بالتجاوب السريع مع هذه المبادرة، حيث تلقينا مشاركات رائعة من أصحاب الهمم، والتي تهدف إلى تطبيق فعلي لفكرة الدمج التي نسعى إلى تطبيقها على نطاق واسع، بالإضافة إلى تعميق الصلة الوثيقة بين أصحاب الهمم واللغة العربية، ونحن إذ نشكر المؤسسة والأهالي وأصحاب الهمم على مشاركتهم في المبادرة، فإننا ندعوهم إلى المزيد من المشاركات في المسابقات المقبلة التي يُنظمها المركز".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الظفرة معرض الكتاب أبوظبی للغة العربیة أصحاب الهمم فی من أصحاب الهمم لأصحاب الهمم

إقرأ أيضاً:

الجوائز العربية… والثقافة التي تضيء أفق المستقبل

صراحة نيوز- بقلم /. أ.د. أسعد عبد الرحمن

في الثالث عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025، اختتمت أعمال الجمعية العمومية (الدورة الخامسة) من “منتدى الجوائز العربية” تحت مظلة “جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة”، في حدث جمع ممثلي خمس وثلاثين جائزة عربية من مختلف العواصم الفكرية والثقافية. وبالفعل، لم يكن اللقاء مجرد احتفال رسمي، بل فضاءً حيًا ينبض بالإرادة الثقافية في زمن تحاصره الانقسامات السياسية والمجتمعية، مؤكدًا أن الفكر لا يُهزم، وأن الإبداع يظل قادرًا على الجمع والبناء حيث تهدم السياسة وتنكسر الشعارات.
تميزت هذه الدورة برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة (هيئة الثقافة والفنون في دبي)، التي أكدت في كلمتها أن “المنتدى” يمثل منصة تجمع أبرز قادة الفكر والثقافة والعلوم في المنطقة، وتسلط الضوء على دور الإنجازات الفكرية في الارتقاء بالمجتمعات، وأن استضافة امارة دبي للمنتدى تعكس مكانتها مركزًا رائدًا للفكر والإبداع والثقافة، وتؤسس لحوار معرفي فريد من نوعه، على قاعدة أن المعرفة هي الاستثمار الأسمى في الإنسان، وأن الإبداع سبيل الأمم إلى النهوض والتجدد.
وفي قلب هذا الفضاء الحيوي، حقق هذا التجمع قيمة مضافة على صعيد مهمتين مركزيتين، لم تقتصر الأهمية فيهما على اللقاء المباشر والتنظيم الدقيق والفعال للجهة المضيفة (جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة)، بل على أثرهما العميق في الواقع الثقافي العربي. المهمة الأولى كانت تحقيق التفاعل المفترض بين الجوائز العربية، وتعزيز الابداع الثقافي، وتعميق الصلات، ورسم إطلالة مشتركة على واقع الجوائز وآفاقها المستقبلية. في هذا السياق، شكل التفاعل الحي تعافيًا جماعيًا بعد سنوات من الانقطاع، وأعاد للوشائج بين المؤسسات الحياة، وجعل الحوار بين الجوائز أكثر عمقًا وصدقًا. الدورة، عالية التنظيم، أثبتت أن النجاح لا يُقاس بعدد الكلمات أو الصور، بل بجودة اللقاءات، وصدق التفاعل، واحتكاك العقول، ودفء التواصل، الذي جعل كل مشارك في هذا اللقاء النوعي يشعر بأنه جزء من كيان ثقافي حي، ممتد، متشابك، ويربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
أما المهمة الثانية فكانت تمكين وتثبيت وتوسيع الوشائج العربية في زمن مزقته الانقسامات المجتمعية والسياسية، ظهر “منتدى الجوائز العربية” بقيادة كل من الأستاذ الدكتور عبد العزيز السبيل أمين عام “المنتدى” ونائبته السيدة فالنتينا قسيسية (الرئيس التنفيذي لمؤسسة شومان)، والأستاذ جمال بن حويرب (المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة)، كمساحة فريدة لإعادة نسج النسيج الثقافي العربي. وكانت كلمات بن حويرب بمثابة بيان معرفي بليغ حين أكد أن استضافة دبي لهذا “المنتدى” ليست مجرد احتضان لحدث عربي رائد، بل تأكيد على دورها محطة عالمية لإنتاج المعرفة وصناعة الأفكار، ووجهة للتواصل بين المبدعين والمفكرين، ومختبرًا للحلول التي تمكّن المجتمعات من بناء مستقبل أكثر إشراقًا. وكانت القاعدة الواضحة حاضرة في كل لحظة: “كلما أفسدت السياسة جانبًا من الحياة العربية، أصلحته الثقافة”.
بفضل هذه الرؤية، لم تعد الجوائز مجرد تكريم رمزي، بل جسورًا تجمع العقول والقلوب، وتعزز الثقة في قدرة الثقافة على البناء والتكامل. وفي الوقت نفسه، كانت رؤية الوشائج تتعزز وتتوسع، لتؤكد أن الثقافة العربية حين تتوحد، تصنع وحدة قائمة على الفكر والإنسان، لا على المصالح أو الشعارات.
وفي امتداد هذا المعنى، جاءت فعاليات هذه الجمعية العامة لتترجم الأهداف إلى مبادرات عملية رائدة؛ إذ أطلق “المنتدى” بالشراكة مع مؤسسة الفكر العربي “منصة الجوائز العربية”، وهي قاعدة بيانات عربية شاملة وموثوقة تستقبل الجوائز العربية التي تستوفي معايير الانضمام، وتقدم معلومات وافية عن كل جائزة، وتعمل كدليل معرفي يوحد المرجعيات ويعزز التواصل بين الجوائز في مختلف البلدان العربية. كما شهدت الدورة تكريم عدد من المؤسسات الحكومية العربية تقديرًا لدورها في دعم الإبداع وتعزيز التميز، في طليعتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لاحتضانها الجائزة الأم، ومؤسسات ثقافية أخرى كان حضورها شاهدًا على رسوخ روح التعاون العربي في خدمة الثقافة.
وفي الختام، لم يُقَس النجاح باللوحات المزخرفة أو أعداد الجوائز، بل في الحراك الحي للوعي الثقافي العربي، وفي الأثر العميق الذي تركه “المنتدى” على كل حاضر: إدراك أن الفكر ما يزال ممكنًا، وأن الجمال ما زال سبيلًا للخلاص، وأن الجوائز العربية أكثر من تكريم، إنها رسالة حية تؤكد أن الثقافة تصنع المستقبل حين تصنع الإنسان.

مقالات مشابهة

  • جامعة المنصورة تنفذ تجربة تفاعلية لتعزيز الوعي بقضايا ذوي الهمم
  • الجوائز العربية… والثقافة التي تضيء أفق المستقبل
  • برعاية حمدان بن زايد.. مهرجان السلع البحري ينطلق 7 نوفمبر
  • «التأمينات» تطلق خدمة الدفع التلقائي لتحسين تجربة أصحاب العمل وتعزيز التزامهم التأميني
  • لتحسين تجربة أصحاب العمل وتعزيز التزامهم التأميني.. “التأمينات الاجتماعية” تطلق خدمة الدفع التلقائي عبر موقعها
  • انطلاق بطولة كأس العالم للرماية البارالمبية 2025 بمدينة العين
  • غرفة مسندم تناقش أبرز التحديات التي تواجه بيئة الأعمال
  • عبدالغفار يستعرض تجربة التحول الصحي بملتقى الصحة العالمي بالرياض
  • تعاون استراتيجي بين الأولمبياد الخاص واتحاد الشراع ونادي الحمرية
  • انطلاق بطولة حمدان بن زايد للرماية بفئتي الرجال والناشئين