دحض المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن مدنيين اثنين قتلا في حرب الإبادة على قطاع غزة ـ المتواصلة لليوم 60 على التوالي ـ مقابل كل مسلح أو ناشط في فصائل فلسطينية.

وقال المرصد الأورومتوسطي في تقرير له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21": إن إحصاءاته الأولية بناء على عمليات التوثيق الميداني، تؤكد أن 9 على الأقل من بين كل 10 شهداء فلسطينيين قضوا في هجمات إسرائيلية هم من المدنيين.



وذكر المرصد أن حصيلة عدد الشهداء الفلسطينيين ارتفعت إلى 21022 منذ بدء الحرب على قطاع غزة -بما يشمل مفقودين تحت الأنقاض تضاءلت تماما تقريبا فرص نجاتهم- من بينهم 8312 طفلا و4270 من النساء، مشيرا إلى أن من إجمالي القتلى 19660 مدنيا.

وأوضح أن الأرقام المذكورة تظهر أن 60% من حصيلة الشهداء الضحايا هم من النساء والأطفال، و40% هم من الذكور جلهم (65%) من كبار السن والمدنيين وهو ما يفند بجلاء تام مزاعم الجيش الإسرائيلي.

ونبه إلى أن جزءا مهما ممن تم اعتبارهم مدنيين ضمن فئة الذكور هم عاملون في منظمات دولية ولدى الأمم المتحدة، وآخرون لدى السلطة الفلسطينية، وأفراد ثبت حصولهم على تصاريح أمنية إسرائيلية بغرض العمل والتجارة في إسرائيل، وكوادر طبية وصحفيين وأساتذة جامعيين، إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم من فئات المجتمع.

وقد تم توثيق مقتل 280 من الكوادر الطبية، و26 من عمال الإنقاذ و112 من موظفي الأمم المتحدة؛ و77 صحفياً وإعلامياً.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن إحصاءاته الأولية بشأن الضحايا المدنيين تتوافق مع تأكيدات الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة بأن نحو 70% من قتلى حرب إسرائيل على قطاع غزة هم من النساء والأطفال وكبار السن.

وصدرت هذه التأكيدات عن كل من منظمة الصحة العالمية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) إلى جانب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف منذ أسابيع غزة بأنها أصبحت "مقبرة للأطفال".

وقال المرصد الأورومتوسطي: إن إسرائيل ملزمة بموجب مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب على ضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم تحت أي مبرر وهو ما يتناقض مع توسيعها نطاق تفويض جيشها لقصف أهداف غير عسكرية ورفع القيود المتعلقة بالخسائر المتوقعة في صفوف المدنيين.

وأضاف: "إن البيانات الرسمية الصادرة عن الجيش الاسرائيلي التي أكد فيها شن عمليات استهداف واسعة النطاق بغرض تنفيذ عمليات اغتيال لمن يصفهم بالمطلوبين لقواته لم تتجاوز 22 استهدافا مبلغا عنه، مع العلم أنها أدت إلى حصيلة ضخمة من الضحايا في كل مرة."

وأبرز المرصد الحقوقي أنه مقارنة بالعمليات العسكرية السابقة للجيش الإسرائيلي على غزة، فإن الحرب الحالية شهدت توسيع الجيش بشكل كبير لقصفه لقطاع غزة بما في ذلك أهداف ليست ذات طبيعة عسكرية بأي شكل، مثل المنازل والمباني العامة والبنية التحتية بكافة أشكالها بهدف إلحاق الضرر الشامل بالمجتمع المدني.

ومعروف أن إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة بشكل مشدد منذ عام 2006 لديها ملفات استخبارية شاملة حول الغالبية العظمى من الأهداف المحتملة في غزة بما في ذلك المنازل والتي تنص على عدد المدنيين الذين من المحتمل قتلهم في هجوم على هدف معين.

وهذا الرقم محسوب ومعروف مسبقًا لوحدات استخبارات الجيش التي تعرف كذلك قبل وقت قصير من تنفيذ الهجوم العدد التقريبي للمدنيين الذين من المؤكد أنهم سيقتلون أو يصابون، لكنها تستخف بأرواح المدنيين وتعتبرهم مجرد "أضرار جانبية".

وختم المرصد الأورومتوسطي بأن وتيرة قتل المدنيين في حرب الإبادة الحاصلة في قطاع غزة هي الأعلى في مناطق الصراع حول العالم خلال القرن الحادي والعشرين، وتخالف بشدة القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان بشأن أن حماية المدنيين تأتي في المقام الأول وفوق كل اعتبار.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى عصر الاثنين، 15 ألفا و899 قتيلا فلسطينيا، وأكثر من 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة فلسطينية احتلال فلسطين غزة تقارير عدوان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی الأمم المتحدة على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: ما يقرب من مليوني شخص على حافة الجوع في غزة

أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، أن نتيجة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمكنت المنظمات الإغاثية في القطاع من إدخال 12000 شاحنة من المساعدات الإنسانية التي يحتاجها بشده سكان غزة.

وأوضح «فليتشر»، خلال لقاء خاص مع الإعلامية فيروز مكي، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن ما يقرب من مليوني شخص بغزة على حافة الجوع في غزة، وكذلك المعاناة من البرد القارس.

 

وقف إطلاق النار فرصة

وشدّد على أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يحتاجون لتثبيت وقف إطلاق النار لكي تستمر شاحنات المساعدات الإنسانية في دخول القطاع، موضحًا أن وقف إطلاق النار فرصة لإنقاذ حياة المدنيين بغزة.

صعوبة كبيرة في غزة

وتابع: «مررت بطرق شمال قطاع غزة وشعرت بالصدمة الكبيرة، الحياة الآن في القطاع أصبحت صعبة جدًا، وليس هناك طرق أو منازل لإيواء الفلسطينيين»، موضحًا أنه مر بمناطق حروب مختلفة إلا أن الأمر في قطاع غزة مختلف، ولا يصدق كان الوضع في غزة هو الأسوأ والأصعب من نوعه.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: زيادة وصول المساعدات إلى قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار
  • الأمم المتحدة: إعمار غزة يتطلب أكثر من 53 مليار دولار
  • الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة تتطلب 53 مليار دولار
  • الأمم المتحدة تعلن تكلفة إعمار قطاع غزة
  • الأمم المتحدة تعلن عن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة
  • مرصد حقوقي: استمرار احتجاز جماعة الحوثي للموظفين الأممين انتهاك للقوانين الدولية والإنسانية
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل تهجر آلاف الفلسطينيين قسرًا في الضفة الغربية في عمليات تطهير عرقي جديدة
  • الأورومتوسطي .. الأزمة الإنسانية تتفاقم ولا تغيير ملموس في الواقع الإنساني رغم وقف إطلاق النار
  • قوة حماية المدنيين المحايدة: مقتل عدد من عناصرنا بعد تعرض قواتنا لهجوم من الجيش التشادي
  • الأمم المتحدة: ما يقرب من مليوني شخص على حافة الجوع في غزة