واصلت وحدة الرصد باللغات الإفريقية التابعة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعتها الحثيثة لأنشطة التنظيمات الإرهابية في قارة إفريقيا وعلى رأسها تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وما يتفرع عنهما من جماعات مثل «بوكو حرام» النيجيرية و«الشباب» الصومالية، وقد تنوعت العمليات الإرهابية التي شنتها تلك التنظيمات على مدار شهر نوفمبر المنصرم من العام الجاري، والتي بلغت (23) عملية ما بين تفجيرات واغتيالات، أسفرت عن مقتل (128) شخصًا، وإصابة (33)، واختطاف (15) آخرين، بخلاف تشريد ونزوح المئات.

مرصد الأزهر: ارتفاع عدد العمليات الإرهابية في باكستان خلال شهر نوفمبر مرصد الأزهر: الاحتلال يستغل الهدنة للإجهاز على قطاع الضفة الغربية والقدس ارتفاع عدد العمليات الإرهابية في نوفمبر مقارنة بأكتوبر

سجّل شهر نوفمبر 2023م ارتفاعًا كبيرًا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بشهر أكتوبر من العام الجاري بحوالي 34.7%؛ حيث بلغ عدد العمليات الإرهابية في شهر أكتوبر 2023 (15) عملية إرهابية أسفرت عن مقتل (143) شخص، وإصابة (21)، واختطاف (13) آخرين.

وعلى الرغم من أن عدد العمليات الإرهابية في شهر نوفمبر فاق عددها في شهر أكتوبر، إلا أن عدد الضحايا كان قليلًا، وهذا يشير إلى يقظة الأجهزة الأمنية التي تسعى لمنع محاولات التنظيمات الإرهابية استهداف التجمعات والمنشآت الحيوية في مختلف البلدان الإفريقية.

منطقة شرق إفريقيا

ووفقًا للإحصائية، فقد احتلت منطقة شرق إفريقيا المرتبة الأولى من حيث عدد الهجمات الإرهابية، والمرتبة الرابعة من حيث عدد الضحايا؛ حيث سجلت المنطقة (7) عمليات إرهابية، بواقع (30.4 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، والتي أسفرت عن سقوط (3) ضحايا، دون وقوع إصابات، كان لدولة الصومال أكبر معدل لعدد العمليات في المنطقة؛ إذ شهدت (5) عمليات إرهابيبة أدت إلى مقتل (2). أما "كينيا" فقد تعرضت لعمليتين إرهابيتين أسفرتا عن وفاة شخص واحد.

وعلى الرغم من تصدر منطقة شرق إفريقيا المشهد العملياتي لشهر نوفمبر، إلا أن عدد الوفيات الناجمة عن تلك العمليات الإرهابية كان قليلًا، الأمر الذي يمكن إرجاع السبب فيه إلى نجاح الجهود التي تبذلها الحكومة الصومالية في سبيل مقاومة حركة "الشباب" الإرهابية وصد معظم هجماتها، فضلًا عن جهود الجيش الكيني في مجابهة الحركة الإرهابية. لذلك، لم يتبق خيار أمام إرهابي "الشباب" سوى مواصلة المقاومة والموت في الصومال أو محاولة نقل عناصرهم إلى مكان آخر بحثًا عن بيئة ملائمة، وهو سيناريو من المحتمل حدوثه في الفترات القادمة، نتيجة للاستراتيجية الشاملة المتبعة في الوقت الحالي للقضاء على حركة الشباب الإرهابية.

منطقة غرب إفريقيا

أما منطقة غرب إفريقيا فقد جاءت في المركز الثاني من حيث عدد العمليات الإرهابية، فيما جاءت في المركز الأول من حيث عدد الوفيات، إذ هاجمها تنظيم "داعش غرب إفريقيا" وغريمه "بوكو حرام" الإرهابي بـ (6) عمليات إرهابية، أي بما يعادل (26.2 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، تمركزت جميعها في "#نيجيريا"، ما أدى إلى مقتل (68) شخصًا، دون وقوع إصابات أو عمليات اختطاف في صفوف المدنيين.

وهذا يمكن تبريره بحالة الشد والجذب والصراع المستمر على النفوذ بين أكبر تنظيمين إرهابيين في نيجيريا، الذي ما لبس أن تحول إلى حرب ضروس تدور رحاها بكثافة من أجل السيطرة على حوض بحيرة تشاد في شمال شرق نيجيريا.

منطقة وسط إفريقيا

وخلال الشهر جاءت منطقة وسط إفريقيا في المركز الثالث من حيث عدد العمليات، والثاني من حيث عدد الوفيات الناجمة، حيث سجلت المنطقة (5) عمليات إرهابية، بمعدل (21.7 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية) وقعت منها (4) عمليات إرهابية في "#الكونغو الديمقراطية" ونُسبت إلى مسلحي «القوات الديمقراطية المتحالفة» المرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي، ما أسفر عن مقتل (39)، واختطاف (15) آخرين. فيما وقع هجوم وحيد في "#الكاميرون" ونُسب إلى جماعة «بوكو حرام» الإرهابية وتسبب في مقتل (3) مدنيين.

ويُلاحظ أن عدد الهجمات الإرهابية ومن ثم عدد القتلى في منطقة الوسط الإفريقي خاصة في "الكونغو الديمقراطية" قد زاد في شهر نوفمبر عن عددها في أكتوبر الماضي، نظرًا لتجدد الاشتباكات منذ أكتوبر الماضي بين حركات مسلحة محلية وعناصر حركة إم-23 في مقاطعة "كيفو" الشمالية، بحسب ما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مما يثير مخاوف من مزيد من التدهور في الوضع الإنساني.

منطقة الساحل والصحراء

ومن منطقة الوسط الإفريقي إلى منطقة الساحل والصحراء، لا تختلف النتائج كثيرًا، حتى وإن تباينت الأدوات، حيث جاء إقليم الساحل الذي يشكل مصدر قلق في المرتبة الثالثة أيضًا من حيث عدد العمليات مع منطقة وسط إفريقيا، إلا أنه احتل نفس المرتبة من حيث عدد الضحايا؛ إذ شهدت المنطقة (5) عمليات إرهابية، بمعدل (21.7 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية) تم تنفيذ (3) عمليات إرهابية في "بوركينا فاسو" وأدت إلى مقتل (15)، وإصابة (3) آخرين. بينما وقع في "#مالي" حادثين إرهابيين أسفرا عن إصابة (30) مصابًا بجراح.

جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية

أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية (752) قتيلًا و(12) معتقلًا، فضلًا عن استسلام (2) آخرين. ففي منطقة الساحل، أسفرت جهود جيش "بوركينا فاسو" من تصفية (603) من العناصر الإرهابية.

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

وفي غرب القارة، أدت جهود الجيش النيجيري في مكافحة حركتي "بوكو حرام" و"داعش غرب إفريقيا" إلى مقتل (100) من العناصر الإرهابية.

أما منطقة شرق إفريقيا، قتلت الحكومة الصومالية (37) من مقاتلي حركة "الشباب" الإرهابية، واعتقلت (11)، فيما استسلم إرهابيان اثنان طواعية لقوات الجيش. ومن جانبه تمكن الجيش الأوغندي من تصفية (6) من عناصر حركة الشباب الإرهابية، واعتقال آخر.

وفيما يخص وسط إفريقيا فقد أسفرت جهود الجيش الكونغولي عن مقتل (6) من العناصر الإرهابية.

من جانبه يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الدول الإفريقية المتأثرة بالإرهاب ينبغي عليها التعرف على الثغرات الموجودة في مجال محاربة الإرهاب، وتعزيز قوات الدفاع والأمن، مع التركيز على معالجة القضايا الأمنية مع إصلاح عميق لنظامها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي من أجل وضع أسس لتنمية مستدامة. 

كما يجدّد المرصد تأكيده على أهمية تنسيق الجهود الأمنية على مستوى الحدود لمنع تسلّل العناصر الإرهابية، لا سيّما في ظل محاولات تضييق الخناق على العناصر الإرهابية في المناطق الأكثر سخونة كما هو الحال في الصومال شرقًا ونيجيريا غربًا.

كما يشدّد المرصد على أهمية تدبير البدائل الأمنية عقب خروج قوات الاتحاد الإفريقي من الصومال خشية حدوث فراغ أمني يهدي المنطقة على طبق من ذهب لإرهابيي "الشباب".

ويختتم المرصد تقريره بالتحذير من تردي الأوضاع الأمنية في منطقة ساحل غرب إفريقيا لا سيّما في مالي والنيجر، الأمر الذي يتطلّب تكثيفًا للجهود الأمنية لمواجهة العناصر الإرهابية التي تهدّد أمن المنطقة واستقرارها بحثًا عن معقل جديد لتنظيم داعش الإرهابي ومساحة يراها التنظيم موقعًا بديلًا لإقامة دولته المزعومة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرصد الأزهر مكافحة التطرف التنظيمات الارهابية مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عدد العملیات الإرهابیة فی من العناصر الإرهابیة التنظیمات الإرهابیة عملیات إرهابیة مرصد الأزهر غرب إفریقیا وسط إفریقیا شهر نوفمبر إرهابیة فی من حیث عدد بوکو حرام إلى مقتل عن مقتل أن عدد فی شهر

إقرأ أيضاً:

مقتل صحفية روسية بانفجار لغم بالقرب من الحدود الأوكرانية

مارس 26, 2025آخر تحديث: مارس 26, 2025

المستقلة/-أعلنت القناة الروسية الأولى، اليوم الأربعاء، عن مقتل مراسلتها الحربية آنا بروكوفييفا (35 عامًا) وإصابة زميلها المصور ديمتري فولكوف بجروح خطيرة جراء انفجار لغم أرضي في منطقة بيلغورود الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

ونعَت القناة المراسلة قائلةً إنها “توفيت أثناء أداء واجبها المهني”، مشيرة إلى أنها انضمت إلى طاقم العمل في عام 2023، حيث كانت تقدم تقارير ميدانية من منطقة عمليات عسكرية خاصة.

وكانت منطقة بيلغورود قد تعرضت لهجمات متكررة بالطائرات بدون طيار من الجانب الأوكراني، في ظل أنباء غير مؤكدة، عن معارك برية هنالك، حسب وكالة “رويترز”.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أدى قصف مدفعي أوكراني إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم صحفيان روسيان وسائقهما كانوا في مهمة في الأجزاء التي تسيطر عليها موسكو في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا، حسبما قالت السلطات ووسائل الإعلام الروسية.

وتأتي هذه الأحداث بعد أن استطاعت الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاقيات منفصلة مع كل من أوكرانيا وروسيا لضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود، وحظر استهداف منشآت الطاقة، وسط شكوك أوروبية وعالمية حيال صلابة الهدنة.

 

المصدر: يورونيوز

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في خان يونس
  • الجيش الصومالي: مقتل 42 عنصرا من حركة الشباب الإرهابية
  • الجيش العراقي يُعلن مقتل 10 إرهابيين في عمليات استباقية بـ”صلاح الدين” وسط البلاد
  • لماذا لم يبعث الله رُسلا بعد النبي محمد؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • الجيش العراقي يُعلن مقتل 10 إرهابيين في عمليات استباقية بـ"صلاح الدين" وسط البلاد
  • السيسي يدعو لإصلاح مجلس الأمن وحصول إفريقيا على مقعد دائم
  • الجيش الباكستاني يعلن مقتل 11 مسلحًا في عمليات أمنية شمال غرب البلاد
  • الأونروا تعلن مقتل 180 طفلا بغزة جراء الإبادة الإسرائيلية
  • مقتل صحفية روسية في منطقة حدودية مع أوكرانيا
  • مقتل صحفية روسية بانفجار لغم بالقرب من الحدود الأوكرانية