بوابة الفجر:
2025-01-29@19:47:21 GMT

دكتور نصار عبدالله يكتب: هل ستبقى حماس؟

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

هل ستبقى حماس باعتبارها أولا حركة تحرر وطنى ضد الغاصب الإسرائيلى المحتل، وباعتبارها ثانيا جماعة أصولية ترمى إلى إقامة دولة إسلامية فى فلسطين بحيث تكون نواة لدولة  الخلافة الإسلامية الشاملة فيما بعد.. والجواب على هذا السؤال فى شقه الأول وأعنى به  هل ستبقى حماس باعتبارها حركة تحرر وطنى؟، هو الإيجاب بكل تأكيد، فطالما كان هناك احتلال أجنبى كانت هناك مقاومة، وهذا هو الدرس الذى ما دام أكده التاريخ والذى يجب أن يعيه كل غاصب وبهذه المناسبة نذكر القارئ أن اسم: "حماس" مكون من الأحرف الأولى من عبارة: "حركة مقاومة إسلامية".

.ح..م..اس..وليست مكونة كما قد يتبادر إلى أذهان البعض من أنها مشتقة من الحماس أو شدة الإندفاع، وهى  بهذه الصفة واحد من فصائل المقاومة ذات الصبغة الإسلامية والتى تضم إلى جانب حماس عددا من الفصائل الإسلامية الأخرى من أهمها: "حركة الجهاد فى فلسطين"،  و "كتائب المجاهدين"..غير أنه من الأهمية بمكان أن نشير إلى الفصائل الإسلامية  التى تشكل الهيكل الرئيس  لفصائل ما يعرف بالغرفة المشتركة وعلى رأسها حماس ليست هى كل مكونات المقاومة الفلسطينية، فإلى جانب تلك الفصائل هناك فصائل منظمة التحرير وعلى رأسها فتح واسمها مكون ايضا من الأحرف الأولى لعبارة "حركة تحرير فلسطين" ح..ت.ف، (بعد عكس مواضع الأحرف لتصبح فتح بدلا  حتف)، وعلى أيدى فتح انطلقت الشرارة الأولى للمقاومة الفلسطينية المسلحة حتى قبل أن تصبح حماس واحدة من فصائل المقاومة عام 1987 حيث كانت حماس قبل ذلك التاريخ مجرد حركة للدعوة الإسلامية، وإلى جانب فتح هناك "حزب فدا "و:حزب الشعب الفلسطينى"، و"جبهة التحريرالفلسطينية،" و"جبهة التحريرالعربية"، و"جبهة النضال الشعبى الفلسطينى "، و: "منظمة الصاعقة "، ومن ناحية ثانية هناك الفصائل ذات التوجه اليسارى ومن أهمها " الجبهة الديموقراطية  لتحرير فلسطين "وهى تنظيم ماركسى متطرف، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التى أسسها جورج حبش والتى انشقت عنها منظمة أطلقت على نفسها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  ـ القيادة العامة"، وانضمت إلى الغرفة المشتركة، التى أنشئت عام 2006 لتكون بمثابة غرفة عمليات، تضم كافة الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة فيماعدا فيما عدا الأذرع العسكرية لحركة "فتح" والمتمثلة فى "كتائب عبدالقادر الحسينى " و"كتائب الشهيد أحمد أبو الريش " و"كتائب شهداء الأقصى " وأما الذراع العسكرى الأساس لحماس فيتمثل فى "كتائب الشهيد عزالدين القسام "وهذا هو الجناح الذى قام بالعملية العسكرية المباغتة للإسرائيليين فى 7 أكتوبر الماضى ( وأغلب الإسرائيليين كما أوضحنا فى المقال السابق ليسوا من المدنيين إذ أنهم فى الحقيقة إما من  الجيش العامل أو من الإحتياط الذى ينتظر الإستدعاء فى أى وقت ) وهى العملية التى ترتب عليها ردود فعل انتقامية إجرامية بلغ عدد ضحاياها من الأطفال فقط خمسة آلاف طفل  حتى وقت كتابة  هذه السطور من بينهم أطفال رضع، بل إن من بينهم أجنة قتلوا هم وأمهاتهم وهم ينتظرون لحظة  الولادة التى تحولت نتيجة للإرهاب الإنتقامى من فرصة للحياة إلى ساعة للموت، وهى ردود تقصر حتى كلمة الإرهاب عن وصفها، ولا هدف لها إلا حفظ ماء وجه الكيان الصهيونى الغاصب الذى مرغته كتائب القسام فى التراب، وبالإضافة إلى أذرع الفصائل الإسلامية هناك أذرع الفصائل اليسارية ومن أهمها كتائب الشهيد أبو على مصطفى التى حاولت جذب أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية وتذكيرهم بها من خلال عدد من عمليات اختطاف الطائرات فى السبعينات من القرن الماضى، وبوجه خاص  تلك  الطائرات التابعة لشركة العال الإسرائيلية. غير أن هذه الإستراتيجية كان لها من السلبيات أكثر مما لها من الإيجابيات مما جعل الجبهة  تعدل عنها وتكتفى بشن العمليات الفدائية ضد العدو الإسرائيلى انطلاقا من الحدود الأردنية أو اللبنانية، فإذا عدنا بعد ذلك إلى السؤال الذى طرحناه فى بداية المقال، كانت الإجابة أنها باعتبارها حركة مقاومة سوف تبقى ما بقى الإحتلال،وسوف تبقى الشعوب العربية كلها داعمة ومؤيدة لها، ولكل فصائل المقاومة بلا استثناء..  أما  باعتبارها جماعة أصولية ترمى إلى إقامة دولة إسلامية فى فلسطين بحيث تكون نواة لدولة  الخلافة الإسلامية الشاملة فيما بعد، فإن هذه حكاية أخرى ليس هنا مجال  الكلام عنها  ولا الآن أوانه لأن هذا يفتح باب الخلاف فى مسألة تنقسم فيها الآراء وتتضارب وجهات  النظر وليس هذا أوان الإنقسام.  
                                       [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فصائل المقاومة

إقرأ أيضاً:

عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب

 

روشته في كتاب ضخم كتبها سادة العقل في العالم.. وحكمة مشاع مثل الهواء والجمال والنظر إلى السماء

لو كان رجل الدولة سياسيًا تدرب على الصمت فإن الاقتصادي هو الخبير الذى يعرف لماذا لم يحدث اليوم ما تنبأ به أمس؟

ولو كان الرجل المغرور هو مثل ديك يظن أن الشمس لن تشرق إلا إذا سمعت صياحه فإن الدبلوماسي هو شخص يستطيع أن يحدثك بالساعات عن «البطاطا» الساخنة حتى تبرد.

ولو كان الحب هو المرض الوحيد الذى لا نتمنى الشفاء منه فإن الهموم هى السلعة الوحيدة التى يزيد فيها العرض عن الطلب.

ولو كانت التجاعيد هى توقيع الزمن على الوجوه ليثبت وجوده فإن خاتم الزواج هو أغلى خاتم فى الدنيا لأنه يكلف صاحبه أقساطا شهرية طوال حياته.

ولو كان التثاؤب هو الفرصة الوحيدة للزوج كى يفتح فمه فى حضور زوجته فإن الحياة هى رحلة يفسد الآباء علينا نصفها ويفسد الأبناء النصف الثانى.

لا أحد منا لا يحب مثل هذه العبارات الرشيقة الساخرة التى تلخص الحياة فى «برشامة».

إنها مثل قطيع من النجوم نجمعه من رغوة السحاب.. من احتكاك رؤوسنا بالشمس.. من حبات عرق الفلاسفة والصعاليك.. إن اللقمة والنكتة هما غذاء صحى يطيل العمر.

هذه خلاصة «روشتة» من سبعمائة صفحة حصلت عليها صدفة منذ سنوات من مطار «بيروت» وأنا عائد إلى «القاهرة».

روشتة في كتاب ضخم كتبها سادة العقل مثل «تولستوى» و«أفلاطون» و«شكسبير» و«هيمنجواى» و«أرسطو» و«سارتر» و«نجيب محفوظ» وجمعها «منير عبود».

وضعت الكتاب إلى جانب فراشى ليهدئ مما جرى فى يومى قبل نومى ولا مانع لدى أن أمنحك بعضا منه لو شئت التخلص من الحبوب المنومة.

أنا هنا مجرد ناقل عطر. حامل زهور. ساعى بريد يأتى إليك بثروة من الحكمة خفيفة الظل التى ليس من حق أحد احتكارها أو مصادرتها أو بيعها فى السوق السوداء.

إنها حكمة مشاع مثل الهواء والجمال والنظر إلى السماء.

ولنبدأ بالجمال الذى يلخصه «يوسف إدريس» بأنه توقيع الله على مخلوقاته.

لنكمل بلا توقف: الأزهار هى أفكار تنبتها الأرض. القبلة توقيع مزور على عقد اتفاق. الرجل الشهم هو الذى يحمى المرأة الضعيفة من كل الرجال إلا هو. الزوجة: الباب الأول فى ميزانية البيت.. الحب العذرى: بندقية لا يعرف حاملها أنها مليئة بالرصاص. الحب الخالد: حب المرء لنفسه.. الإنسان: الزوجة المخلصة هي التى ترفأ جورب زوجها كلما اشترت لنفسها ثوبا جديدا.

الرأسمالي: رجل يملك من المال أكثر مما تستطيع زوجته إنفاقه. المهادنة: استسلام بالتقسيط. السياسة: تجارة دون رأسمال.. الزواج: عقد العمل الوحيد الذى يبيح للمرأة استخدام الرجل أربعة وعشرين ساعة فى اليوم. الصمت: أرخص أركان الحكمة، الخبرة: حلول الأمس لمشاكل اليوم. 

الجيش: مجموعة رجال مهمتهم إصلاح الأخطاء التى يرتكبها الدبلوماسيون..ولو كنت تتصور أن الفلاسفة أشخاص يجرى في عروقهم الأسمنت فأنت لست على صواب. إن التجهم الشديد التى يسيطر عليهم سرعان ما ينقلب إلى سخرية أشد.

الفيلسوف الوجودى الفرنسى «سارتر» يشبه الحياة ببصلة تنتزع قشورها طبقة بعد أخرى وهو ما يجعلنا نبكى أحيانا.

و«برنارد شو» الكاتب الإنجليزى الحاد يعتقد أن الطفولة هى فترة من العمر يعيش فيها الإنسان على حساب غيره. ويصف الشخص الذى توفى أو المرحوم بأنه إنسان عاش طوال حياته وهو يعتقد أن الدنيا لا تمشى ولا تصلح بدونه. ويعرف الأمانة بأنها خوفك من أن تضبط متلبسا بالخيانة.

أما الممثل الأمريكى الراحل «جون واين» فيصف الدنيا بأنها كالماء المالح كلما شربت منه ازددت عطشا. ويصف الخطوبة بأنها عملية استطلاع قبل الحرب البرية. أما الأحمق فى رأيه فهو الشخص الوحيد الذى يحرمك من الوحدة دون أن يمتعك بالصحبة.

وفى المكتبة العربية كتاب شهير عنوانه «قالوا» كتبه «أنيس منصور» فى عبارات سريعة رشيقة كان بعضها شوكا مر به على جلد النساء لكنه لم يجرحه لذلك كانت المرأة الزبون الأول للكتاب فهى تريد أن تقرأ عن سطوتها بكل اللغات.

والحقيقة أن المرأة هى الأكثر قراءة للأدب.. الرجل على حد وصف مخلوق غير شعرى. الرجل يابس ومالح وغليظ. ما إن يتخرج فى الجامعة حتى يفك الارتباط بينه وبين الأدب.. فلا يقرأ إلا جريدته اليومية، ولا يهتم إلا بجدول أسعار البورصة، الرجل يأكل القصيدة بأسنانه فى حين أن المرأة تتكحل بها وتعلقها كحلق من الزمرد فى أذنيها.

وليس هناك كاتب على وجه الأرض لم يضع خطا تحت كلمة مأثورة وربما أخذها من مكانها وحبسها فى درج مكتبه ولا تصدق «أرنست هيمنجواي» حين قال: «إن الكلمات المأثورة توابيت لا يجب البقاء فيها» أو «هى مثل أكياس الماء الساخن وأدوية الروماتيزم ومشروب البابونج لا يتعاطاه إلا الذين يعيشون فى بيوت رطبة».

ولكن صدق «أحمد بهاء الدين» الذى قال ذات مرة: «إن الكلمات المأثورة تخترق الهدف لتجعلك دائخا بعض الوقت قبل أن تواصل مسيرة الحياة الرتيبة».

وتحتل علاقة الرجل بالمرأة الكمية الكبيرة من هذه الطلقات الموجهة. فعندما يغير الرجل رأيه كثيرا كما تفعل المرأة فالغالبًا أنه متزوج منها. وعلى المرأة أن ترتدى من الثياب ما يكفى لجعل الرجل دافئا. ولا سبيل للرجل كى ينتصر على المرأة إلا الفرار منها. ولا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجا فإذا جاء الزوج طلبت منه كل شيء، والرجل رجل فى بعض الأوقات والمرأة امرأة فى كل الأوقات.

وفى الأمور العظيمة يتظاهر الرجال كما يحلو لهم وفى الأمور التافهة يبدون على حقيقتهم. والرجل الحاذق يقول للمرأة إنه يفهمها والرجل الغبى يحاول أن يثبت ذلك، وأغلب الظن أن عشاق المرأة الغبية دائما أذكياء، فلا تنسى أن «آرثر ميللر» تزوج «مارلين مونرو» بعد ربع ساعة من لقائهما الأول.

ولو كان الرجل يريد من المرأة أن تفهمه فإنها تريد منه أن يحبها، أما أكثر ما يؤلم المرأة أن تضغط على لسانها، والجمال للمرأة كالمال للرجل كلاهما قوة، الجمال سلطة مثل الثروة وجماعات الضغط، لذلك فإن همس المرأة الساحرة أعلى من صوت الضمير، ولو كانت المرأة أسطورة يصدقها الرجل فإن الرجل أسطورة تتخيلها المرأة.

ولولا النهر ودموع النساء لحاصرنا الجفاف وقتلنا العطش، والمرأة والحب هما سبب استمرار لكون، إن ذلك جعل الكاتبة الفرنسية المتمردة «فرانسوا ساجان» تؤكد أن مشاكل الرجل أكثر من مشاكل المرأة وأولها مشكلة كيفية معاملة المرأة.

وهناك علاقة متينة بين المرأة والسياسة، علاقة حقيقية فيها مكر ودهاء والذهاب بالرجل إلى النهر دون أن يشرب منه نقطة مياه، فهل كان «نابليون» يدرك ذلك عندما قال: إن الدولة تموت من سوء الهضم، ولاحظ «ـوماس مور» أن لرجل الحكومة أنوفًا طويلة ولكنه أضاف: أنهم لا يرون أبعد منها، أما المهاتما «غاندى» فيؤمن بأن الأمة لا تنهض دون أن تكتوى بنيران الألم، وقبل أن يغادر «جيرالد فورد» البيت الأبيض قال: «صاحب السلطة يصدق التملق بسهولة وينسى النفاق بسرعة».

وأجمل ما قيل فى السياسة: إنها فن منع الناس من التدخل فيما يعنيهم، ولكن المثل الأمريكى الذى تسمعه من سائق التاكسى يقول: إن السياسة هى فن الفوز بالمال من الأغنياء والتأييد من الفقراء بحجة حماية أحدهم من الآخر.

أما «شارل ديجول» فيقول: «لأن رجل السياسة لا يعتقد فينا يقول فإنه يتعجب كثيرا عندما يصدقه الناس». وهو ما جعل الملك «فاروق» يقول: إن السياسة هى المهنة الوحيدة التى لا تحتاج إلى إعداد.

كل المطلوب من السياسى أن يكون مراوغا. عندما يقول «نعم» فإنه يعنى «ربما» وعندما يقول «ربما» فهو يعنى «لا» وعندما يقول «لا» فهو ليس سياسيا.

 

مقالات مشابهة

  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
  • زيارة تهنئة من حركة التوحيد الإسلامي والجماعة الإسلامية: انتصار كبير للبنان وفلسطين
  • شهيدان من كتائب القسام جراء قصف الاحتلال مركبة في طولكرم (شاهد)
  • مقاتلو كتائب القسام يستقبلون العائدين إلى غزة
  • مجاهدو “كتائب القسام” يستقبلون العائدين إلى غزة
  • رفض جديد لحصر سلاح الفصائل.. حركة الأوفياء: مستمرون في المقاومة
  • الانسحاب المؤجل: هل ستبقى القوات الأمريكية بعد 2026؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: الإهتمام الوطنى بالقيمة المضافة!!