بوابة الفجر:
2024-12-28@05:04:48 GMT

دكتور نصار عبدالله يكتب: هل ستبقى حماس؟

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

هل ستبقى حماس باعتبارها أولا حركة تحرر وطنى ضد الغاصب الإسرائيلى المحتل، وباعتبارها ثانيا جماعة أصولية ترمى إلى إقامة دولة إسلامية فى فلسطين بحيث تكون نواة لدولة  الخلافة الإسلامية الشاملة فيما بعد.. والجواب على هذا السؤال فى شقه الأول وأعنى به  هل ستبقى حماس باعتبارها حركة تحرر وطنى؟، هو الإيجاب بكل تأكيد، فطالما كان هناك احتلال أجنبى كانت هناك مقاومة، وهذا هو الدرس الذى ما دام أكده التاريخ والذى يجب أن يعيه كل غاصب وبهذه المناسبة نذكر القارئ أن اسم: "حماس" مكون من الأحرف الأولى من عبارة: "حركة مقاومة إسلامية".

.ح..م..اس..وليست مكونة كما قد يتبادر إلى أذهان البعض من أنها مشتقة من الحماس أو شدة الإندفاع، وهى  بهذه الصفة واحد من فصائل المقاومة ذات الصبغة الإسلامية والتى تضم إلى جانب حماس عددا من الفصائل الإسلامية الأخرى من أهمها: "حركة الجهاد فى فلسطين"،  و "كتائب المجاهدين"..غير أنه من الأهمية بمكان أن نشير إلى الفصائل الإسلامية  التى تشكل الهيكل الرئيس  لفصائل ما يعرف بالغرفة المشتركة وعلى رأسها حماس ليست هى كل مكونات المقاومة الفلسطينية، فإلى جانب تلك الفصائل هناك فصائل منظمة التحرير وعلى رأسها فتح واسمها مكون ايضا من الأحرف الأولى لعبارة "حركة تحرير فلسطين" ح..ت.ف، (بعد عكس مواضع الأحرف لتصبح فتح بدلا  حتف)، وعلى أيدى فتح انطلقت الشرارة الأولى للمقاومة الفلسطينية المسلحة حتى قبل أن تصبح حماس واحدة من فصائل المقاومة عام 1987 حيث كانت حماس قبل ذلك التاريخ مجرد حركة للدعوة الإسلامية، وإلى جانب فتح هناك "حزب فدا "و:حزب الشعب الفلسطينى"، و"جبهة التحريرالفلسطينية،" و"جبهة التحريرالعربية"، و"جبهة النضال الشعبى الفلسطينى "، و: "منظمة الصاعقة "، ومن ناحية ثانية هناك الفصائل ذات التوجه اليسارى ومن أهمها " الجبهة الديموقراطية  لتحرير فلسطين "وهى تنظيم ماركسى متطرف، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التى أسسها جورج حبش والتى انشقت عنها منظمة أطلقت على نفسها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  ـ القيادة العامة"، وانضمت إلى الغرفة المشتركة، التى أنشئت عام 2006 لتكون بمثابة غرفة عمليات، تضم كافة الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة فيماعدا فيما عدا الأذرع العسكرية لحركة "فتح" والمتمثلة فى "كتائب عبدالقادر الحسينى " و"كتائب الشهيد أحمد أبو الريش " و"كتائب شهداء الأقصى " وأما الذراع العسكرى الأساس لحماس فيتمثل فى "كتائب الشهيد عزالدين القسام "وهذا هو الجناح الذى قام بالعملية العسكرية المباغتة للإسرائيليين فى 7 أكتوبر الماضى ( وأغلب الإسرائيليين كما أوضحنا فى المقال السابق ليسوا من المدنيين إذ أنهم فى الحقيقة إما من  الجيش العامل أو من الإحتياط الذى ينتظر الإستدعاء فى أى وقت ) وهى العملية التى ترتب عليها ردود فعل انتقامية إجرامية بلغ عدد ضحاياها من الأطفال فقط خمسة آلاف طفل  حتى وقت كتابة  هذه السطور من بينهم أطفال رضع، بل إن من بينهم أجنة قتلوا هم وأمهاتهم وهم ينتظرون لحظة  الولادة التى تحولت نتيجة للإرهاب الإنتقامى من فرصة للحياة إلى ساعة للموت، وهى ردود تقصر حتى كلمة الإرهاب عن وصفها، ولا هدف لها إلا حفظ ماء وجه الكيان الصهيونى الغاصب الذى مرغته كتائب القسام فى التراب، وبالإضافة إلى أذرع الفصائل الإسلامية هناك أذرع الفصائل اليسارية ومن أهمها كتائب الشهيد أبو على مصطفى التى حاولت جذب أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية وتذكيرهم بها من خلال عدد من عمليات اختطاف الطائرات فى السبعينات من القرن الماضى، وبوجه خاص  تلك  الطائرات التابعة لشركة العال الإسرائيلية. غير أن هذه الإستراتيجية كان لها من السلبيات أكثر مما لها من الإيجابيات مما جعل الجبهة  تعدل عنها وتكتفى بشن العمليات الفدائية ضد العدو الإسرائيلى انطلاقا من الحدود الأردنية أو اللبنانية، فإذا عدنا بعد ذلك إلى السؤال الذى طرحناه فى بداية المقال، كانت الإجابة أنها باعتبارها حركة مقاومة سوف تبقى ما بقى الإحتلال،وسوف تبقى الشعوب العربية كلها داعمة ومؤيدة لها، ولكل فصائل المقاومة بلا استثناء..  أما  باعتبارها جماعة أصولية ترمى إلى إقامة دولة إسلامية فى فلسطين بحيث تكون نواة لدولة  الخلافة الإسلامية الشاملة فيما بعد، فإن هذه حكاية أخرى ليس هنا مجال  الكلام عنها  ولا الآن أوانه لأن هذا يفتح باب الخلاف فى مسألة تنقسم فيها الآراء وتتضارب وجهات  النظر وليس هذا أوان الإنقسام.  
                                       [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فصائل المقاومة

إقرأ أيضاً:

كيف استطاعت المقاومة في غزة الصمود خلال 2024؟.. أسباب مهمة

تدخل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عاما جديدا في مقارعة قوات الاحتلال والتصدي لعدوانها المتواصل على الأحياء والمخيمات والمدن منذ ما يزيد عن 14 شهرا متواصلة.

ولا تُظهر المقاومة في قطاع غزة أي نوع من التراجع أو الانكسار أو الضعف، رغم التحديات والعقبات الجسيمة التي واجهتها بفعل اشتداد العدوان الوحشي، وتواصل الحصار، وانقطاع خطوط الإمداد الداخلية والخارجية.

وشهد العام الجاري الذي يوشك على الانتهاء، عمليات شبه يومية ضد مواقع قوات للاحتلال، خصوصا في مناطق التوغل في شمال وجنوب قطاع غزة،  مثّل بعضها محطات فارقة في جهود المقاومة في مقارعة الاحتلال والتصدي لتوغلاته واجتياحاته المستمرة، بل واعتبر من قبل بعض المحللين صمودا أسطوريا لا مثيل له في العصر الحديث.

واستخدمت المقاومة الفلسطينية خلال معركتها المستمرة منذ عام تكتيكات عديدة في مواجهة جيش الاحتلال لمقاربة معادلة القوى التي لا تقارن بين الطرفين، ولعل ذلك يكشف سببا رئيسيا لفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه في غزة طوال 14 شهرا.

ومنذ بداية العملية البرية، تواصل المقاومة تصديها لقوات الاحتلال، إذ لا يمر يوم إلا وهناك مقاطع مصورة وبيانات عن المعارك الدائرة في مختلف محاور التوغل.


"إرادة أبناء الأرض"
تبرز إرادة القتال والصمود لدى المقاومة الفلسطينية على أرضها، كأحد أهم عوامل الاستمرار في مقارعة الاحتلال، والنيل منه، رغم حجم هائل من الصعوبات والمعيقات التي تحول "افتراضيا" دون استمرار أعمال التصدي والمقاومة في قطاع غزة، إذ كيف لمقاومة محاصرة، لا عمق لها، ولا خطوط إمداد داخلية وخارجية تغذيها أن تستمر؟

يدرك المقاومون في غزة أن المعركة التي يخوضونها، معركة فاصلة ومهمة، إذ يراد لهم أن يسحقوا حتى آخر مقاوم، ليبدأ في غزة عهد جديد ببصمة إسرائيلية صرفة، وإزاء هذا الاعتقاد، وهذه القناعة تواصل المقاومة دورها بعزيمة من حديد، رغم الجراح الغائرة، وحالة الخذلان غير المسبوقة.

العقد والكمائن
عمدت المقاومة لاستخدام أسلوب حرب العصابات، الذي يستند إلى التجربة الفيتنامية في المعارك بعيدًا عن القتال الجبهوي.

ويقاتل أفراد المقاومة في عقد قتالية معدة مسبقة، يشتبكون خلالها مع الاحتلال في الزمان والمكان الذي يختارونه، لتحييد أكبر قدر ممكن من فارق القوى بينهم وبين جيش الاحتلال المجهز بأحدث الأسلحة وأكثرها تدميرا.

كذلك كانت الكمائن المركبة كابوسا للاحتلال، حيث كبدته خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، فضلا عن الكمائن المنفردة وعمليات القنص وتفجير العبوات والأنفاق المعدة مسبقا لاستدراج جيش الاحتلال.


أساليب متطورة
طورت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب من تكتيكاتها بشكل كبير، وبدا ذلك واضحا من خلال استمرارية العمليات وعجز الاحتلال عن السيطرة على منطقة واحدة في القطاع دون أن يتلقى الضربات.

يقول مصدر ميداني مطلع لـ "عربي21" في تصريح سابق، إن "المقاومة عملت في بعض الأماكن على تسيير الاحتلال كما تريد هي، وفقا لخطط معدة مسبقا، كما اختارت هي المكان والزمان للكثير من فصول المواجهة".

وأضاف أن المقاومة سحبت مجموعات وتشكيلات عسكرية من بعض الأماكن، ودفعت بها لأماكن أخرى، بعد دراسة معمقة لطبيعة الميدان في إطار خطة لإدارة والاستفادة القصوى من العناصر المقاتلة على الأرض".

تجنيد وإعادة تدوير
يقول المصدر الميداني، إن المقاومة كيفت نفسها مع حرب طويلة الأمد التي أعدت لها العدة منذ زمن، كما غيرت بعض التكتيكات تماهيا مع المواجهة الطويلة.

وتحدث المصدر عن إطلاق حملة تجنيد واسعة النطاق للشباب في إطار التجهيز لحرب استنزاف طويلة لقوات الاحتلال، مؤكدا أن الفصائل وخصوصاً القسام تمكنت من تجنيد الآلاف خلال الأشهر القليلة الماضية.

من جانب آخر، فقد أظهرت مقاطع مصورة للقسام تفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال، من مواد أعيد تدويرها خلال الحرب.

وعن ذلك، يقول المصدر إن المقاومة أعادت تصنيع القنابل التي يطلقها الاحتلال صوب المنازل والأهداف ولا تنفجر، حيث تستخدم خصوصا في إطار عبوات ناسفة جديدة لاستهداف آلياته. إلى جانب استخدام المواد داخل هذه القنابل في الرؤوس المتفجرة والقذائف والصواريخ.


القتال تحت الأرض
في تشرين الأول/ أكتوبر، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول تكتيكات حركة حماس في بناء الأنفاق، مبينة أن التفاصيل ظهرت ضمن دليل إرشادات للحركة، ويعود تاريخه لعام 2019، عثرت عليه القوات الإسرائيلية في أثناء حرب غزة الحالية.

وقالت الصحيفة، إن دليل القتال تحت الأرض يتضمن تعليمات بشأن كيفية إخفاء مداخل الأنفاق، وتحديد موقعها باستخدام البوصلات أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والدخول بسرعة والتحرك بكفاءة.

وجاء في وثيقة أنه في "أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات رؤية ليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء"، وتشير إلى أنه خلال التحرك في الممرات الضيقة في الظلام، يجب أن يضع المسلح يدا على الحائط والأخرى على المسلح أمامه.

وتلقى القادة الميدانيون أيضا تعليمات بتحديد الوقت الذي يستغرقه المسلحون تحت إمرتهم للتنقل بين نقاط مختلفة تحت الأرض، بالثانية، كما تروي الصحيفة.

وتشير الوثائق إلى الأبواب المقاومة للانفجار في الأنفاق للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين.

وتظهر وثيقة أنه قبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق يحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة، والذي اغتيل في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، على إنفاق 225 ألف دولار لتثبيت أبواب مقاومة للانفجار لحماية شبكة الأنفاق من الغارات الجوية والهجمات البرية، كما زعمت نيويورك تايمز.

ونقلت عن تامير هايمان، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، قوله "إن استراتيجية حماس القتالية تعتمد على تكتيكات تحت الأرض. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتهم قادرين على الصمود في وجه الجيش الإسرائيلي حتى الآن".

الخداع والتخفي
من عيون الأنفاق المفخخة إلى الدمى وأصوات تحاكي أصوات الأسرى وصولا للأسلحة المعدة لجذب الجنود، تفننت المقاومة الفلسطينية في أساليب خداع جيش الاحتلال.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن عسكريين إسرائيليين، ما وصفوه بتكتيكات حماس خلال الحرب البرية في قطاع غزة المحاصر.

وقالت الصحيفة، إن "مقاتلي حركة حماس أعدّوا الكمائن والأفخاخ المتفجرة والدمى للإيقاع بالجنود الإسرائيليين خلال القتال الدائر حاليا في غزة".


وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين، على سبيل المثال، يستخدمون الدمى وحقائب الأطفال مع مكبرات صوت تبث أصوات بكاء قرب مدخل نفق متصل بشبكة أنفاق كبيرة، بحسب جيش الاحتلال لاستدراج الجنود لزقاق ضيق مليء بالأنقاض قرب مخيم جباليا.

ويقول جيش الاحتلال، إنه "جرى وضع هذه الأشياء عمدا بالقرب من مدخل النفق. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي صورا قال إنها لاثنتين من عارضات الأزياء أو الدمى ملفوفة في ملابس أطفال ملغومة بالمتفجرات".

وتنقل الصحيفة عن جيش الاحتلال قوله إن "جنوده سمعوا تسجيلات لأشخاص يبكون ويتحدثون العبرية، وهي محاولات، كما يعتقد القادة، لخداع الجنود الإسرائيليين للبحث عن رهائن في مكان قريب". 

كما تحدث ضابط برتبة مقدم في وحدة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال عن تكتيكات حماس، تضمنت "أفخاخا متفجرة ودمى وبكاء وأشخاصا يتحدثون العبرية". 

وأضاف الضابط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بموجب القواعد التي وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن وحدته أُرسلت مؤخرا لفحص مبنى في وسط غزة، حيث سمع بعض الجنود "تسجيلات بكاء"، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على مصدرها".

وتابع ضابط بالجيش بأن "قنابل كانت معلقة في أكياس رمل على الجدران لتنفجر على مستوى رؤوس الجنود"، وأردف بأنه "من خلال بكاء الأطفال وكل هذه الحيل، تهدف حماس لإيقاع قوات الجيش في الفخاخ".

مقالات مشابهة

  • كتائب شهداء الأقصى: أصبنا قائد العمليات الإسرائيلية في مخيمات الضفة
  • د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!
  • كيف استطاعت المقاومة في غزة الصمود خلال 2024؟.. أسباب مهمة
  • د.حماد عبدالله يكتب: "الأثار" بين الحيازة والملكية !!
  • «الشرع» يضم مقاتلي الفصائل المسلحة للجيش السوري
  • كتائب القسام تقنص جندياً صهيونياً شرق مخيم جباليا شمال غزة
  • سوريا الجديدة.. «الشرع» يعيد هيكلة الجيش بعد دمج الفصائل المسلحة
  • كاتس: السيطرة الأمنية على غزة ستبقى بيد جيش الاحتلال
  • بالصور: كاتس من محور فيلادلفيا: السيطرة الأمنية على غزة ستبقى بيد الجيش الإسرائيلي
  • القوّة المشتركة تعلن انضمام حركة مسلّحة يقودها عضو مجلس السيادة