رئيس معلومات الوزراء يشارك في قمة "COP28" بتوصيات لدعم الاستثمار المناخي
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
شارك أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتَّحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ "COP28" بدولة الإمارات العربية المتحدة، بدعوة من مركز "تريندز" الإماراتي للبحوث والاستشارات، وفي إطار الشراكة الوثيقة بين الجانبين.
وفي مستهل كلمته بجلسة "القضايا السياسية والاستراتيجية التي تواجه العمل المناخي الدولي"، أشاد "الجوهري" بجهود حكومة دولة الإمارات في تنظيم المؤتمر بنجاح، وبمشاركة كبيرة من مختلف البلدان والقادة، مثمنًا نجاح المؤتمر في اعتماد قرار بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، والذي تم الاتفاق على إنشائه خلال الدورة السابقة للمؤتمر "COP27" بمدينة شرم الشيخ، بهدف مساعدة الدول الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ.
وأضاف "الجوهري" أنه، ومنذ عام 2009، اتفق المجتمع الدولي على ضرورة حشد الموارد المالية لدعم البلدان الأكثر تأثرًا بتحديات التغير المناخي، وذلك من خلال حشد 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020، لكن العالم لم يحرز تقدمًا في ذلك الاتجاه منذ ذلك الحين، وهو ما جعل الاتفاق على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار خلال قمة "COP28"بمثابة "قرار تاريخي".
وحول أهمية الدفع باتجاه زيادة التمويلات الموجهة لتعويض الخسائر والأضرار الناتجة عن ظواهر التغير المناخي، لفت "الجوهري"، إلى تقرير حديث صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بعنوان: "تقرير فجوة التكيف 2023"، والذي أشار إلى أن برامج التكيف مع التحديات المناخية تحتاج إلى تمويلات أكبر من تدفقات التمويل العام الدولي بمقدار يتراوح من 10 إلى 18 مرة، لكن التقرير نفسه أشار أيضًا إلى أن تدفقات التمويلات المناخية قد انخفضت بنسبة 15 % في عام 2021.
وقال مساعد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن الإخفاق في الوفاء بالتعهدات البالغة 100 مليار دولار لتمويل تحديات المناخ، قد يؤدي إلى تحمل المزيد من الخسائر والأضرار بالنسبة للدول الأكثر تعرضًا للتحديات المناخية، وكذلك تحمل المزيد من التكاليف المرتفعة لذلك الأمر مستقبلاً، خاصة في ظل عدم تكثيف الإجراءات المطلوبة للحد من الفجوة المالية الحالية، مؤكدًا أنه من المقرر أن تحتاج البلدان النامية إلى حوالي تريليون دولار سنويًا لتمويل الاستثمارات المناخية بحلول عام 2025، لترتفع إلى ما يقرب من 2.4 تريليون دولار سنويًا بين عامي 2026 و 2030، لسد فجوة التمويل الحالية.
وحول التوصيات المطلوبة لتعزيز العمل المناخي، ذكر "الجوهري"، أنه من الضروري تكثيف العمل لزيادة المنح الدولية لدفع حركة الاستثمارات المناخية، مع دعم البنية التحتية اللازمة لخلق بيئة جاذبة لتلك الاستثمارات خاصة في البلدان النامية، مع وضع أجندة أولويات تمويل المناخ على المستويات الوطنية، إلى جانب دعم الحكومات لإحداث التوافق المطلوب بين برامج المالية العامة وأهداف تمويل المناخ من خلال صياغة "سياسات مالية خضراء".
وطالب "الجوهري" بضرورة تعزيز حوكمة التمويلات المناخية وتطبيق آليات الموازنة المستدامة، بالإضافة إلى متابعة مدى كفاءة مصادر التمويل، مشيرًا إلى ضرورة تقديم آليات للتمويل المبتكر في ضوء التحديات التي تواجهها البلدان النامية، مع تشجيع مشاركة القطاع الخاص في التمويلات المناخية، من خلال خلق بيئة داعمة للاستثمار المناخي، وتطوير نماذج جديدة للتمويل متعدد الأطراف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجلس الوزراء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار تغير المناخ COP28 الإمارات العربية المتحدة الخسائر والأضرار
إقرأ أيضاً:
رئيس «روتاري»: حريصون على الاستثمار في بناة السلام.. وشعارنا «سحر الحياة» (حوار)
الوطن تحاور رئيسة منظمة الروتاري الدولية: نحن نحرص على الاستثمار في من لديهم القدرة على بناء السلام
ستيفاني أورشيك: "الروتاري" له الفضل على القضاء على شلل الاطفال في كل انحاء العالم
اورشيك : اشتراك الروتاري ما بين 5-8 دولار وهو مبلغ ضعيف.. ونجذب الشباب من خلال النوادي الالكترونية
هي ثاني سيدة تتولى رئاسة الروتاري، وترى أنّ هذا الأمر من شأنه أن يلهم كثير من السيدات حول العالم لاتخاذ خطوات أكبر في حياتهم، وخطوات أوسع في مجال القيادة على وجه التحديد، خاصة أنّ المنظمة تهدف إلى بناء السلام، والاستثمار في كل ما يمكنه جذب الشباب.. هي ستيفاني أورشيك، رئيس منظمة الروتاري الدولية، التي حاورتها «الوطن» عن خدمات المنظمة وأهدافها.. وإلى نص الحوار..
كيف تختلف رؤيتك كثاني سيدة تتولى رئاسة المنظمة عن الرؤى السابقة من القيادات الذكورية؟المرأة الأولى التي تولت رئاسة الروتاري كانت جينفر جونز، وفي رأيي أنّه لا يتم اختيارنا لأننا سيدات ولكن لأننا قادرين على ذلك، فاختيار من يتولى رئاسة الروتاري يتم بناء على الموهبة التي يمتلكها والخبرة وتمتعه بالمعرفة الكافية وبعض السمات الشخصية مما يؤهله لتولي القيادة، وأهمها قدرة الشخص على إلهام من حوله وتحفيز المجتمع، ورؤيتي أنّ تولي المرأة للقيادة سيلهم النساء حول العالم خاصة أعضاء الروتاري لتقديم أفضل ما لديهم وسيخلق لديهم فكرة.
ما هي أبرز المشاريع التي تنفذها الروتاري حاليًا على مستوى العالم؟التركيز الأساسي لمنظمة الروتاري حاليا يتجه إلى أمرين، الأول المشاريع الخارجية للمنظمة، وهو مشروع القضاء على شلل الأطفال في كل أنحاء العالم، وبدأ الأمر بحملة تبنتها روتاري منذ عام 1948، حيث كان شلل الأطفال منتشرا في أكثر من 125 دولة حول العالم، والآن هو موجود فقط في دولتين، تحديدا في الحدود بين باكستان وأفغانستان، فعلى مدار تلك السنوات نجحنا في خفض نسبة انتشاره بنسبة 99.9%.
أما الأمر الثاني فهو المشاريع الداخلية، ومنظمة الروتاري هي أقدم منظمة خدمية حول العالم والأفضل في تقديري الشخصي، ونحرص على أن يكون هناك أجيال قادمة يمكنها أن تكمل مسيرة الأجيال الموجودة حاليا داخل نوادي الروتاري بنفس النمط الحالي بل وتطويره.
ما هي التحديات التي تواجه عمل الروتاري في المنطقة العربية، وكيف يمكن التغلب عليها؟التحديات التي تواجهها الروتاري حول العالم متشابهة، وأكبرها الاهتمام وجذب أعضاء جدد، فنحن نعلم أنّه يمكننا جذب أعضاء إلى أنديتنا، لكن هناك تحدٍ في الحفاظ على الأعضاء داخل النوادي بسبب اختلاف متطلبات المجتمع للناس، ونركز على 3 أمور مهمة تحدث جميعها في نفس الوقت، وهي جذب أشخاص يمكنهم البدء في إطلاق نوادي روتارية جديدة، مع الحفاظ على الأشخاص الموجودين لدينا، فبحسب التقديرات والتقارير، نحن نجذب 150 ألف عضو كل عام، لكن في فترة طويلة خسرنا أكثر مما جذبنا، لذا علينا أن ننتبه إلى ثقافتنا والتأكد من أنّ الأشخاص يجدون في نوادينا ما يوافق توقعاتهم. في ظل انتشار السوشيال ميديا.
كيف تجذبون الشباب للمشاركة في أنشطة الروتاري خاصة في ظل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي؟وسائل جذب الشباب تطورت مع الوقت، يوجد لدينا هيئة تسمى «مجلس التشريع» وهي عبارة عن مجموعة تجتمع معا مرة كل 3 سنوات، وفي 2016 ابتكروا طرق جديدة لتنظيم نوادي الروتاري ما يجعلها تتلاءم مع ثقافة الشباب وتجذبهم إليها، أنشأنا النوادي الإلكترونية ونوادي الأقمار الصناعية، وأضفنا البيئة كمجال للتركيز وكان هذا الأمر مصدر تفاؤل كبير وجاذب أيضا للشباب.
ماذا عن تمويل هذه الأمور؟اشتراكات الروتاري ضعيفة جدا وتتراوح بين 6 إلى 8 دولارات للفرد وهو رقم ضئيل جدا ولكن لا بأس به بالنسبة للشباب ولا يعترضون، وعندما يكبرون يصبح لديهم الرغبة في الانتقال إلى الروتاري، وبالتالي علينا ابتكار طرق جديدة لمساعدتهم في تحقيق هذا الانتقال، يتساءل البعض عند دعوتهم للانضمام إلى الروتاري عن قيمة الاشتراك السنوي وأين يذهب، وكذلك الأمر عن التبرعات، هنا علينا أن نحدثهم عن المنح الدولية ومنح المنطقة.
من التقيتي من المسؤولين خلال زيارتك الحالية وما هو مردود المقابلات؟كانت لدي الفرصة بمقابلة وزير التعليم العالي وهي واحدة من الأمور التي أمتن إليها لأن هذه هي خلفيتي، عملت مع الطلاب الصم في الجامعات، وحظينا سويا بمناقشات مثمرة، وكان متفهما أنّ أهدافنا متشابهة، ففي روتاري نركز على التعليم الأساسي ونعمل على تمويل العديد من المنح الدراسية، وهناك الكثير من الأمور المتشابهة التي نفعلها.
ما هي أهم المشروعات الروتارية التي سعدتي برؤيتها خلال جولتك الإفريقية؟ ولماذا؟زُرت 5 دول في إفريقيا خلال تلك الجولة، وكل مشروع رأيته كان له معنى، فجميعهم مفضلين بالنسبة لي، على سبيل المثال خلال زيارتي لشمال القاهرة رأيت مشاريع روتارية يتم من خلالها مساعدة الشباب، فلديهم عيادات طبية ومدارس للتعليم فضلا عن دعم المرأة من خلال تنظيم ورش عمل لتعليمهم بعض الحرف اليدوية التي تمكنهم من مساعدة أنفسهم والاستقلال المادي لهن، وكل نادٍ عبارة عن أداة لسد احتياج مجتمعه وهذا ما يسعدني بشدة.
ما هي رؤيتك لكيفية موازنة النوادي بين أولوية لجذب أعضاء جدد والقدرة على تمويل مشروعات النوادي؟منذ سنوات بدأت منظمتنا تنفيذ خطط استراتيجية لتحديد ما نحتاج إلى تطويره، ظهر لنا 4 أولويات عمل، سواء كانت جذب اشخاص جدد، أو تنفيذ مشروعات، أو دمج الناس في النادي للمشاركة في أمور مختلفة، أو تطوير التكنولوجيا المستعملة وابتكار أفكار جديدة، أو التنوع والشمول في العدالة ومحاولة البحث عن مجموعات تمثيلية للحضور، وهذه خطة عمل على كل نادٍ استخدامها.
اخترتي شعار هذا العام «سحر الروتاري».. حدثينا عن هذا الشعار وماذا تقصدين به؟اخترت هذا الشعار بسبب موقف حدث معي منذ سنوات عديدة مضت حين كنت مع منطقتي في جمهورية الدومينيكان وكنا في مشروع المياه، كنا قد بدأنا تركيب مرشحات المياه الحيوية في منازل الناس وكنت في منزل مع أسرة مكونة من جدة وأم و3 أولاد، وضعنا الفلاتر سويا وأوضحت لهم كيفية استعمالها وكنت أضع مياه غير نظيفة فتخرج من الفلاتر نظيفة، وحين توقفت قال لي أحد الصغار أريني هذا السحر مرة أخرى.
السحر الحقيقي لم يكن في الفلتر، بل فيما يحدث مع الأسرة التي أصبحت تحظى بمياه نظيفة، هؤلاء الأطفال الذين لم يتمكنوا من الذهاب للمدرسة لأن عليهم الخروج للعودة بمياه نظيفة، يمكنهم الذهاب للمدرسة 5 أيام في الأسبوع، الأم أيضا لم يكن لديها وظيفة بسبب انشغال وقتها في الخروج للبحث عن مياه نظيفة، الآن أصبح لديها وظيفة، السحر الحقيقي عندما نتمكن من تغيير حياة الناس.
السلام أحد أهم مجالات عمل الروتاري الدولي وفاز هذا العام 5 من أعضاء روتاري مصر بمنحة لدراسة زمالة السلام.. حدثينا عن هذا الدور وفلسفته وعن زمالة السلام؟منذ 25 سنة ذكرت مؤسسة الروتاري أننا بحاجة إلى الاستثمار في بناة السلام والشباب الذين يمكنهم استيعاب مفاهيم السلام وحل النزاعات ونسجها في مصالحهم والعودة بهذه المبادئ إلى مناطقهم ونشرها، الآن لدينا 6 مراكز سلام حول العالم في الجامعات الكبرى وخلال 3 أسابيع سنفتتح المركز السابع في اسطنبول، لدينا أكثر من 1800 خريج زمالة السلام موجودين الآن في جميع أنحاء العالم ينشرون السلام، ودورنا الأساسي هو مساعدة الطلاب على دراسة زمالة السلام، ليعودوا بها إلى مجتمعاتهم ويساعدوها في أن تحظى بالسلام وتطويره.
حدثينا عن فعاليات زيارتك الحالية في مصر.. وما هي الأماكن التي زورتيها؟كان لدي في جدولي مساحة من الوقت حتى أتمكن من التجول في البلاد والتعرف عليها بشكل أفضل، وهو واحد من الأمور التي أعتز بها بشدة خلال الزيارة، عادة ما أسافر إلى بلدان وحين أعود يسألني أهلي كيف كانت البلد، فأخبرهم أنني لا أعرف لأنني قضيت الوقت هناك بين العمل وغرفة الفندق، ولم أحظَ ببعض الوقت لرؤية البلاد. وخلال زيارتي لمصر ذهبت لزيارة الأهرامات وركبت الجمال، كما زرت المتحف الجديد الذي أبهرني حقًا، وشعرت أنني أحتاج إلى أسبوع كامل حتى أتمكن من الاستمتاع بزيارته.