جريدة الوطن:
2024-11-16@02:47:19 GMT

فن الدبلوماسية إتيكيت المقابلات الصحفية «2»

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

فن الدبلوماسية إتيكيت المقابلات الصحفية «2»

تطرَّقنا الأسبوع الماضي حَوْلَ أهمِّ سِمات وكاريزما الصحفي من ناحية إتيكيت إدارة الحديث بالمقابلات الرسميَّة، وكيفيَّة تسلسل الأفكار واختيار الكلمة المناسبة معتمدًا على عِلم النَّحْو والوظيفة، وكلاهما يؤدِّي دَوْرًا جوهريًّا لدى الطرف الآخر، لتدلِّل على ثقافة وحِرفيَّة الصحفي أو الإعلامي.
أمَّا مقال اليوم فسوف نعرِّج فيه على مفاهيم وفنِّ الإتيكيت الواجب على كُلِّ صحفي إعلامي التسلُّح بأكبر عددٍ ممكنٍ من المفردات الَّتي تعكس كاريزما الصحفي بصورة خاصَّة، وكذلك كونه مرآة يعكس اسم جهته ووزارته وحكومته بصورة عامَّة، وهناك أمثلة كثيرة لا مجال لسردها في هذا المقال المتواضع.


تؤكِّد المدارس الدبلوماسيَّة والإعلاميَّة الاحترافيَّة والَّتي لها باع وخبرة طويلة في مجال الإعلام والصحافة بمختلف أنواعها وجنسيَّاتها على لُغة الجسد المهذَّبة بمختلف المناسبات والفعاليَّات، بالإضافة إلى تناسق مستوى نبرة الصوت مع الجملة المركَّبة ولُغة الجسد من خلال سياقات الحديث ونوعه في المقابلات الصحفيَّة بمختلف الأنواع (المرئيَّة، المسموعة، المكتوبة وأخيرًا المرئيَّة المسموعة)، كما أنَّ لُغة الجسد تتناغم مع الخلفيَّة الثقافيَّة والأكاديميَّة والاجتماعيَّة لدى الصحفي أو الإعلامي أيْنَما حلَّ، سواء في مقابلة صحفيَّة أو حضور مؤتمرات، ندوات، حلقات تدريبيَّة داخل البلد أو خارجه.
إنَّ من أهمِّ مفردات فنِّ إتيكيت المقابلات الصحفيَّة الَّتي لها أهمِّية جوهريَّة والَّتي تعتمد على نوع المقابلة ومدَّتها ومكانها، وتبقى هناك نقاط مشتركة في أغلب هذه المقابلات، وأهمُّها هي: بداية حديث المقابلة ومهارة نهايته، إتيكيت الجلوس مع الضَّيف أو المستقبِلين وكذلك إتيكيت المشي أثناء الدخول إلى موقع المقابلة أو الخروج مِنْها، تسلسل الأفكار بالطرح، مهارة إدارة المقابلة الصحفيَّة، إتيكيت الهندام الخارجي (نهارًا أو ليلًا)، طبيعة ونوع المقابلة مكتوبة أو مسجَّلة، إتيكيت مستوى نبرة الصوت، ولُغة الجسد.. وغيرها من فنون إتيكيت المقابلات الصحفيَّة.
وتؤكِّد مفاهيم فنِّ الإتيكيت أنَّه على الصحفي أو الإعلامي الاهتمام بما يلي: عدم وضع عطور نفَّاثة كالعود والزعفران الزَّيتي وغيرها الَّتي لا يعرفها الضَّيف؛ وبالتَّالي تُعدُّ نشازًا أو غريبة بالنسبة له، وإنَّما يُفضَّل العطور الهادئة سواء الأجنبيَّة أو المحليَّة الصنع، يحمل دفترًا مخصَّصًا للمقابلات كان فيه شعار وزارته أو شركته مع قلم ذي ماركة ثمينة وغالية وليس قلمًا رخيصًا بـ(20 بيسة)، أمَّا لوْنُ المَصَر (تكُونُ خامته من مشتقَّات اللَّون البيج والفواتح مع ترك الخيار له بلون النَّقشة، هذا إذا كان أثناء النَّهار أمَّا ليلًا فيكُونُ ذا ألوان غامقة متماشيًا مع لَون الدشداشة، لا يُفضَّل أبدًا ارتداء الدشداشة البيضاء مع وجود ألوان فيها وإنَّما تكُونُ بيضاء خالصة، كذلك يُفضَّل لبسُ النعال بلَوْن الدشداشة أو مقارب إلى لَوْن المَصَر، الابتعاد عن لبسِ الخواتم الكثيرة أو الكبيرة في اليد، الاستئذان من الضَّيف بخصوص طبيعة المقابلة والتصريح (مكتوب أم مسجَّل أم الاثنين مع بعض)، إتيكيت المشي على الصحفي أن يكُونَ على يمين الضَّيف أو المستقبلين لحين الوصول إلى مكان المقابلة؛ لأنَّه في ذلك اختبار لَهُم حَوْلَ مدى استيعابهم لمفاهيم فنِّ إتيكيت المقابلات، الجلوس أيضًا على يمين الضَّيف وأن يكُونَ الجلوس على نصف مقعد الكرسي وعدم الاتِّكاء ووضع الظهر على ظهر الكرسي، عدم المزح مع المستقبِلين أو الضَّيف، عدم تبادل الأحاديث في مواضيع خارج موضوع المقابلة وتجنُّب كثيرًا الحديث عن السِّياسة، الدِّين، المذاهب والشؤون الماليَّة وهذا يحدث غالبًا قَبل إجراء المقابلة وهو الهدف الرئيس المبطّن للمقابلة، عدم قَبول الهدايا المقدَّمة من قِبل الضَّيف، أثناء الضيافة عدم طلب عصائر غير متوافرة منعًا لإحراج الضَّيف ويُفضَّل فقط طلب الماء أو ما هو متوافر، عدم التطرُّق لأحاديث شخصيَّة بحتة خارج موضوع اللقاء بحُكم الوقت وشرب الشَّاي وسحب معلومات عفويَّة من الصحفي الَّذي ليس لدَيْه خبرة كافية، عدم قَبول دعوات عشاء أو غداء بعد انتهاء اللقاء الصحفي، عدم الاجتهاد في تحرير الخبر استنادًا للحديث قَبل إجراء المقابلة أم بعده، عدم وضع الرِّجلَيْنِ الواحدة فوق الأخرى، عدم وضع اليدَيْنِ على ذراعَي الكرسي، النظر مباشرة إلى عَيْن الضَّيف والابتعاد عن النظر يمينًا ويسارًا لغرفة الضَّيف وما تحتويه من مقتنيات، اختيار الكلمات الرقيقة والجميلة والابتسامة المتواضعة وعدم المبالغة بالضحك، المشي الهادئ والبطيء جدًّا مع تقاطع الأقدام أثناء السَّير بحيث تكُونُ قَدَم أمام قَدَم وبمسافة لا تزيد عن 10 سم. أمَّا زميلاتنا الصحفيَّات على مختلف وظائفهن (محرِّرة، مصوِّرة.. وغيرهما) عَلَيْهن الاهتمام بعدد المفردات، سواء بالملابس أم المكياج أم لُغة الجسد أم طبيعة المقابلة.. وهذا ما سوف نتناوله بالمقال القادم إن شاء الله.

د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإمارات: الالتزام بتعزيز «الدبلوماسية الرياضية» في بناء السلام

نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «اليونيسف»: أطفال لبنان يعيشون المرحلة الأكثر دموية جهود إماراتية لإعادة تشغيل ودعم المخابز والتكيات في غزة

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بتعزيز الدبلوماسية الرياضية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء السلام، معبرةً عن استعدادها للتعاون مع جميع الدول من أجل تحقيق مستقبل مستدام عبر الرياضة.
وقالت الإمارات في بيان خلال اجتماع أممي، ألقته عائشة المنهالي، من البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: إن الاهتمام بالرياضة ليس مجرد استجابة للتحديات الآنية، بل هو استثمار في بناء مجتمعات أقوى وأكثر تماسكاً على المدى البعيد.
وقال البيان: «تنبع رؤية دولة الإمارات من إيمانها الراسخ بأن الرياضة تتجاوز كونها مجرد نشاط بدني وترفيهي، بل تشكل منظومة متكاملة تُسهم في بناء مجتمعات متماسكة ومزدهرة، وتعزز الصحة البدنية والنفسية لأفرادها، كما تساهم في الارتقاء بالعلاقات الإنسانية بين الشعوب».
وأشار البيان إلى أن الرياضة تلعب دوراً محورياً في تعزيز العمل المناخي، وخاصة في مجال تعزيز الوعي البيئي ودعم الجهود المبذولة للحد من تداعيات التغيرات المناخية.
وأكد البيان على أهمية الدور الهام الذي تلعبه الرياضة كأداة وقائية تحمي المجتمعات من الجريمة وأعمال العنف والتطرف، وتعزز قيم التسامح والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن إشراك الشباب، بمن فيهم «أصحاب الهمم»، في مبادرات التنمية القائمة على الرياضة يمكن أن يعالج الأسباب الجذرية للصراع ويساعد في بناء القدرة على الصمود ضد التعصب والتطرف. وقال البيان: «يجب أن تَظَل حماية الرياضيين والمنشآت الرياضية في صَدارَة الأولويات، خاصة في ظل تصاعد الحروب والنزاعات المسلحة في العديد من مناطق العالم، ويعد الوضع في فلسطين مثالاً صارخاً على هذه المأساة، حيث يعاني الرياضيون والمنشآت الرياضية بشكل مستمر من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، فمنذ السابع من أكتوبر 2023، استشهد نحو 400 رياضي فلسطيني، وتم تدمير العديد من المنشآت الرياضية، ما أدى إلى تدهور الوضع الرياضي في فلسطين بشكل خطير».
وأضاف: «هذه التطورات تبرز الحاجة الملحة لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في توفير الحماية للرياضيين كغيرهم من المدنيين خلال النزاعات المسلحة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، وتوفير بيئة آمنة لهم لممارسة أنشطتهم الرياضية، بعيداً عن مخاطر الحروب والنزاعات المسلحة».
وفي ختام البيان، أكدت الإمارات التزامها المتواصل بتعزيز دور الدبلوماسية الرياضية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء السلام، واستعدادها للتعاون مع جميع الدول الأعضاء من أجل تحقيق مستقبل مستدام عبر الرياضة.

مقالات مشابهة

  • الحرب من وجهة نظرهن: الكاتبة الصحفية رشا عوض
  • جلالة السُّلطان المعظّم يستقبل وزير الخارجية البحريني
  • غدا.. المؤتمر الصحفي لمهرجان اعتزال اللاعب الليبي خالد حسين
  • موعد المؤتمر الصحفي للقاء الزمالك والنصر الليبي
  • شيخ قبلي يكشف مكان اختطاف الكاتب الصحفي ‘‘محمد المياحي’’ و13 ألف مختطف في سجون المليشيات الحوثية
  • الإمارات: الالتزام بتعزيز «الدبلوماسية الرياضية» في بناء السلام
  • أردوغان يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل
  • بدر بن حمد يتسلّم نسخة من أوراق اعتماد السفير السعودي الجديد
  • وزير الخارجية يتسلّم نسخة من أوراق اعتماد السفير السعودي
  • 107 % ارتفاعًا في أرباح أكت فاينانشال للاستشارات