جريدة الوطن:
2025-02-16@19:53:11 GMT

الثقافة العربية وضرورات كسر حاجز اللغة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

الثقافة العربية وضرورات كسر حاجز اللغة

اليوم يضطر الفنَّان العراقي (الواسع الانتشار عربيًّا)، كاظم الساهر، إلى وضع أنواع الدروع على صدره لصدِّ السّهام الموجَّهة إليه بشيء من الضَّغينة والحقد (أحيانًا) بسبب أغنيته المُهمَّة المعنونة بـ»أوقفوا إطلاق النَّار» باللغة الإنجليزيَّة Hold the Fire.
والغريب في الأمْرِ هو أنَّ أغلَب مهاجميه ومنتقديه بسبب هذه الأغنية باللغة الإنجليزيَّة كانوا من العراقيِّين الَّذين نتوقع مِنْهم التشجيع (وليس سهام التجريح)، فلك الله أيُّها الفنَّان القدير.


المُهمُّ في سياق جدلي، كما أرى، هو أهمِّية «كسر حاجز اللغة» الَّذي أبقى الثقافة العربيَّة والإسلاميَّة عامَّة في الإقامة الجبريَّة، حبيسة المحليَّة والإقليميَّة المحدودة: وبَيْنَما يستمتع الفتيان والفتيات عَبْرَ العالَم العربي بالاستماع للموسيقى والأغاني الغربيَّة على نَحْوٍ لافتٍ للنظر الآن، لَمْ أسمعْ أو أرَ شبَّانًا أو شابَّات غربيِّين يعمدون إلى الاستماع لفنوننا الموسيقيَّة قط! أمَّا إذا ما حمَّل الساهر أغنيته (باللغة الإنجليزيَّة رسالةً إنسانيَّة عن مأساة غزَّة ومعاناة أهلها، الصَّامدين، فإنَّ في ذلك فضيلتَيْنِ: فضيلة تعريف العالَم الخارجي بما أخفق الإعلام العالَمي والعربي في إيصاله إلى الجمهور العريض عَبْرَ أنحاء العالَم، وهو الوَيْل والثبور اللَّذان ألْحَقا بإخواننا الغزِّيين (وكأنَّه تكرار طبق الأصل لنكبة فلسطين الأولى، 1948). والحقُّ، فإنِّي أكتبُ هذا الموضوع المُهمَّ حَوْلَ «كسر حاجز اللغة» وأهمِّيته للثقافة العربيَّة وللتعريف بها في المستقبل انطلاقًا من معاناة شخصيَّة: فقَدْ ألَّفتُ عددًا من الروايات باللغة الإنجليزيَّة، وقَدْ جاء ذلك ثمَّ نشرتها في أميركا عَبْرَ (أمازون Amazon)، إلَّا أنِّي لاحظت كمًّا مهولًا من النَّقد والضغائن بسبب نشر هذه الروايات بالإنجليزية بدلًا عن الإطراء والنقد البنَّاء الَّذي ينبغي أن يرصدَ ويلاحظَ مُهمَّة «كسر حاجز اللغة» بالنسبة لثقافتنا العربيَّة الَّتي لَمْ تزَلْ حبيسة المحليَّة والنَّفي في جزيرة نائيَّة لَمْ يكتشفْها أحَد من سكَّان قارَّات العالَم، لبالغ الأسف: فأن تؤلِّفَ وتنشرَ بلُغة أجنبيَّة كالإنجليزيَّة والفرنسيَّة، يَعدُّه البعض «خيانة» أو تبخترًا أو «وجاهة» أو «تكابرًا»، بدليل أنَّ مسابقات الثقافة العربيَّة من نَوْع «كتارا» (وأغْلَبُها خليجيَّة) ترفض دخول أيِّ عمل ثقافي «عربي» يُقدَّم بلُغة أجنبيَّة، بغَضِّ النظر عن أنَّ موضوعه عربي ومؤلِّفه عربي وأجواءه عربيَّة: فما معنى هذا الهوان؟ يفترض بكُلِّ هيئة ثقافيَّة عربيَّة تشجيع الأصوات العربيَّة القادرة على خلق أصداء ثقافيَّة عربيَّة عَبْرَ قارَّات، العالَم وليس العكس، أليس كذلك؟

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: اللغة ال العال م

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة يشهد انطلاق فعاليات “الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025”

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، حفل تدشين فعاليات اختيار الكويت “عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025”، والذي أقيم برعاية كريمة من سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وبحضور عبد الرحمن المطيري، وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، والمهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إلى جانب عدد من الوزراء والشخصيات الإعلامية والثقافية من مختلف أنحاء الوطن العربي، وذلك على المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.

تضمن الحفل عرضًا مسرحيًا بعنوان “محيط الأرض”، من تأليف وإخراج الفنان عبد الله عبد الرسول، حيث قدم تجربة إبداعية تجمع بين استحضار التاريخ واستشراف المستقبل، بمشاركة نخبة من نجوم الفن الكويتي. جاء العمل في قالب ملحمي غنائي أضاء على الإرث العلمي للفلكي الكويتي الراحل صالح العجيري، مستعرضًا إسهاماته العلمية والفكرية عبر مشاهد تنقلت بين الأزمنة المختلفة، بأسلوب درامي خيالي مبتكر.

وهنأ الدكتور أحمد فؤاد هنو دولة الكويت على هذا الحدث الثقافي المهم، مؤكدًا أن “الكويت أثبتت أن الثقافة ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي قوة دافعة للتنمية، والاستثمار فيها هو استثمار في الإنسان والمستقبل، حيث يضمن استمرار النهضة الفكرية والازدهار الحضاري”.

وأضاف: “هذا الحدث يعكس الدور البارز الذي تلعبه الكويت في المشهد الثقافي العربي، ونتطلع إلى أن يكون هذا العام فرصة لتعزيز التعاون الثقافي العربي المشترك تحت مظلة الألكسو، بما يسهم في تحقيق نهضة فكرية عربية مشتركة، ترسّخ هويتنا الثقافية وتدعم الحراك الإبداعي في المنطقة”.

من جانبه، أكد عبد الرحمن المطيري أن الكويت تواصل مسيرتها الثقافية، مجددة التزامها بالفنون كوسيلة للتعبير والتطور، وحاملة راية الإبداع نحو آفاق جديدة. وقال: “حين تلتقي العراقة بالحداثة، يتجسد الإبداع في أبهى صوره. ويأتي العرض المسرحي الملحمي (محيط الأرض) ليعلن انطلاق فعاليات (الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025)”.

وأضاف: “هذا العمل الفني يعكس الهوية الثقافية للكويت، ويؤكد مكانتها الراسخة في المشهد الثقافي العربي، حيث تتضافر فيه الفنون والتقنيات الحديثة لتقديم رؤية إبداعية نابضة بالحياة”.

وأشار المطيري إلى أن “دولة الكويت تؤمن بدور الثقافة في بناء جسور التواصل بين الشعوب، وترسيخ قيم السلام، وتعزيز الهوية الإنسانية المشتركة، بما يسهم في إثراء الفكر ودفع عجلة التنمية الثقافية نحو المستقبل”.

بدوره، هنّأ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، دولة الكويت قيادةً وحكومةً وشعبًا على هذا الاستحقاق الثقافي الكبير، معتبرًا أنه “فرصة مهمة لإعادة اكتشاف الكويت والاحتفاء بتاريخها الثقافي والعلمي والأدبي”.

وأضاف: “نحتفي اليوم بالكويت كعاصمة للثقافة العربية لعام 2025، وهذا الحدث يعكس مكانتها البارزة في المشهد الثقافي العربي، ودورها في دعم الفكر والإبداع، وهو ما يعزز دورها كمركز ثقافي بارز في المنطقة”.

مقالات مشابهة

  • قيمتها 60 ألف جنيه.. تفاصيل جائزة مجمع اللغة العربية في الأدب 2024/2025
  • حل التقييم الأسبوعي لمادة اللغة العربية لطلاب أولى ثانوي 2025
  • «الليجا» تعزز التواصل باللغة العربية
  • كان مهووس باللغة العربية وأسس مكتبا لحقوق الإنسان.. "الأسبوع " تكشف تفاصيل جديدة عن سفاح الإسكندرية
  • عبد الرحمن رشاد: الالتزام باللغة العربية وقضايا الوطن أساس العمل الإعلامي
  • وزير الثقافة يشهد انطلاق فعاليات “الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025”
  • تدشين فعاليات الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025
  • القصة الكاملة لتسريب امتحانات العربي والإنجليزي في تعليم طما
  • مهرجان نواكشوط للشعر العربي يختتم فعالياته
  • القمة العالمية للحكومات.. “روبلوكس” تعلن توفير الدعم باللغة العربية عبر حزمة برمجياتها