جريدة الوطن:
2024-07-06@13:49:06 GMT

الثقافة العربية وضرورات كسر حاجز اللغة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

الثقافة العربية وضرورات كسر حاجز اللغة

اليوم يضطر الفنَّان العراقي (الواسع الانتشار عربيًّا)، كاظم الساهر، إلى وضع أنواع الدروع على صدره لصدِّ السّهام الموجَّهة إليه بشيء من الضَّغينة والحقد (أحيانًا) بسبب أغنيته المُهمَّة المعنونة بـ»أوقفوا إطلاق النَّار» باللغة الإنجليزيَّة Hold the Fire.
والغريب في الأمْرِ هو أنَّ أغلَب مهاجميه ومنتقديه بسبب هذه الأغنية باللغة الإنجليزيَّة كانوا من العراقيِّين الَّذين نتوقع مِنْهم التشجيع (وليس سهام التجريح)، فلك الله أيُّها الفنَّان القدير.


المُهمُّ في سياق جدلي، كما أرى، هو أهمِّية «كسر حاجز اللغة» الَّذي أبقى الثقافة العربيَّة والإسلاميَّة عامَّة في الإقامة الجبريَّة، حبيسة المحليَّة والإقليميَّة المحدودة: وبَيْنَما يستمتع الفتيان والفتيات عَبْرَ العالَم العربي بالاستماع للموسيقى والأغاني الغربيَّة على نَحْوٍ لافتٍ للنظر الآن، لَمْ أسمعْ أو أرَ شبَّانًا أو شابَّات غربيِّين يعمدون إلى الاستماع لفنوننا الموسيقيَّة قط! أمَّا إذا ما حمَّل الساهر أغنيته (باللغة الإنجليزيَّة رسالةً إنسانيَّة عن مأساة غزَّة ومعاناة أهلها، الصَّامدين، فإنَّ في ذلك فضيلتَيْنِ: فضيلة تعريف العالَم الخارجي بما أخفق الإعلام العالَمي والعربي في إيصاله إلى الجمهور العريض عَبْرَ أنحاء العالَم، وهو الوَيْل والثبور اللَّذان ألْحَقا بإخواننا الغزِّيين (وكأنَّه تكرار طبق الأصل لنكبة فلسطين الأولى، 1948). والحقُّ، فإنِّي أكتبُ هذا الموضوع المُهمَّ حَوْلَ «كسر حاجز اللغة» وأهمِّيته للثقافة العربيَّة وللتعريف بها في المستقبل انطلاقًا من معاناة شخصيَّة: فقَدْ ألَّفتُ عددًا من الروايات باللغة الإنجليزيَّة، وقَدْ جاء ذلك ثمَّ نشرتها في أميركا عَبْرَ (أمازون Amazon)، إلَّا أنِّي لاحظت كمًّا مهولًا من النَّقد والضغائن بسبب نشر هذه الروايات بالإنجليزية بدلًا عن الإطراء والنقد البنَّاء الَّذي ينبغي أن يرصدَ ويلاحظَ مُهمَّة «كسر حاجز اللغة» بالنسبة لثقافتنا العربيَّة الَّتي لَمْ تزَلْ حبيسة المحليَّة والنَّفي في جزيرة نائيَّة لَمْ يكتشفْها أحَد من سكَّان قارَّات العالَم، لبالغ الأسف: فأن تؤلِّفَ وتنشرَ بلُغة أجنبيَّة كالإنجليزيَّة والفرنسيَّة، يَعدُّه البعض «خيانة» أو تبخترًا أو «وجاهة» أو «تكابرًا»، بدليل أنَّ مسابقات الثقافة العربيَّة من نَوْع «كتارا» (وأغْلَبُها خليجيَّة) ترفض دخول أيِّ عمل ثقافي «عربي» يُقدَّم بلُغة أجنبيَّة، بغَضِّ النظر عن أنَّ موضوعه عربي ومؤلِّفه عربي وأجواءه عربيَّة: فما معنى هذا الهوان؟ يفترض بكُلِّ هيئة ثقافيَّة عربيَّة تشجيع الأصوات العربيَّة القادرة على خلق أصداء ثقافيَّة عربيَّة عَبْرَ قارَّات، العالَم وليس العكس، أليس كذلك؟

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: اللغة ال العال م

إقرأ أيضاً:

مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُطلق أربعة إصدارات جديدة عن”واقع اللغة العربية في العالم”

أصدر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية اليوم أربعة إصداراتٍ جديدةٍ، ضمن سلسلة “العربية في العالم”، وسعيًا إلى مد جسور التواصل مع الناطقين بالعربية في جميع أنحاء العالم؛ حيث يُسلّط الضوء فيها على واقع اللغة العربية في عددٍ من البلدان؛ لتوفير البيانات والمعلومات عن (الأفراد، والمؤسسات، والجهات) التي تُعنى بخدمة اللغة العربية.
وتضمُّ الإصدارات الجديدة من سلسلة “العربية في العالم” لعام 2024م عناوين الكتب الآتية: (اللغة العربية في تشاد، واللغة العربية في تايلند، واللغة العربية في قرغيزستان: دراسة وصفية تحليلية نقدية، واللغة العربية في جزر القمر(، التي يمكن تنزيلها، والاستفادة من محتواها المنهجي من قبل الباحثين في واقع اللغة العربية والتخطيط والسياسة اللغوية العربية، والأكاديميين اللغويين، فضلًا عن المؤسسات اللغوية داخل المملكة العربية السعودية .
وأشار الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، إلى أن إطلاق مشروع “المسار البحثي العالمي المتخصص” يندرج ضمن تحقيق أهداف المجمع الإستراتيجية؛ حيث إنه يأتي تلبيةً للاحتياجات العلمية، ومواجهةً للتحديات اللغوية، وسدًّا للفجوات المتعلقة بالبحث والنشر العلمي، وفتحًا للآفاق العلمية والمعرفية المتنوعة محليًّا وعالميًّا، واستكمالًا لمسارات النشر اللغوية المتخصصة وَفقًا لمستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية “أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030”.
وقال: “إن المشروع يُسهم في تعزيز دور المجمع، وإيصال رسالته بتغطية مساحات متنوعة من التخصصات والفنون المتعلقة باللغة العربية، وإثراء المحتوى العلمي ذي العلاقة بمجالات اهتمام المجمع، ودعم الإنتاج العلمي المتميز وتشجيعه، وفتح المجال أمام الباحثين والمختصين، وتوثيق صلتهم بالمجمع؛ وذلك بإشراكهم في أعماله”.
ويسعى المجمع من وراء سلسلة “العربية في العالم” إلى تجسير التواصل بين المؤسسات والأفراد المعنيين باللغة العربية في الدول العربية، وبين أشقائهم في الدول غير العربية، ويمهد ذلك لمشروعاتٍ علميّةٍ وعمليةٍ يقوم بها، أو تقوم بها الجهات ذات الهدف المشترك. ودعا الباحثين من أنحاء العالم كافة إلى التواصل معه؛ للإسهام في هذه السلسلة، أو في سلاسل المركز الأخرى؛ لإثراء تراكم المعرفة، وزيادة اتساعها، ولتكوين مرجعيةٍ موثوقةٍ ترصد حالة اللغة العربية في كل أنحاء العالم، وتوفر المعلومة للمستفيدين، وتكون إرثًا باقيًا، وتقديرًا للجهود التي بذلها المخلصون في خدمة اللغة العربية الشريفة.
ويأتي ذلك ضمن سياق برنامج النشر في المجمع، وهو برنامجٌ موسعٌ وممتدٌّ، يتناول جوانب لغوية مختلفة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج شارك فيه (1097) باحثًا، يمثلون (76) دولةً، وقد تناولت الدراسات (84) دولةً موزعةً على قارات العالم كافة، وعدد الكتب (218) كتابًا، وتناولت موضوعات البرنامج البحثية جوانب مختلفة، وتأتي ضمن المسار البحثي الموسع المجلاتُ العلميةُ الست، التي يصدرها المجمع، ويبلغ مجموع أعدادها (51) عددًا.
ويتيح المجمع (للباحثين، والمختصّين، والمهتمين) نشر نتاجهم العلمي والبحثي عبر البريد الشبكي المخصص التالي: (nashr@ksaa.gov.sa).

مقالات مشابهة

  • ما سبب فقر اللغة العربية على الانترنت؟.. خبير يوضح
  • في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل
  • حصول "تعليم بني سويف" على المركز السابع في مسابقة التحدث باللغة العربية
  • وزير الأوقاف مخاطبا الأئمة والخطباء: «أنا داعم لكم.. واحتاج لـ كل موهوب ومبدع»
  • «أمانة الأوقاف» تدعم مشروع اللغة العربية في «التعريف بالإسلام»
  • بالفيديو.. غضب عربي يلاحق بوق الكابرانات دراجي يتطور إلى حملة واسعة تدعو إلى مقاطعة قنوات بي إن سبورتس
  • تحركٌ عربي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • أمل الثقافة ودورها
  • أحمد فؤاد هنو: هدفنا تشييد بناء ثقافي راسخ يُساهم في نهضة مصر والعمل سيكون تكامليًا بين قطاعات الوزارة ومع الوزارات المعنية ببناء الإنسان
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُطلق أربعة إصدارات جديدة عن”واقع اللغة العربية في العالم”