فى إطار جهود الدولة لتحقيق الأمن الغذائي، اتخذت وزارة الزراعة العديد من الإجراءات للعمل على زيادة معدلات الإنتاج خاصة فى المحاصيل الإستراتيجية وعلى رأسها القمح، كما تم الإعلان مؤخرًا أن أسعار القمح حافظت على مكاسبها  في السوق العالمية.

وفي بداية تعاملات الأسبوع الجديد، بعد ارتفاعها خلال الشهر الماضي بأعلى معدل منذ 5 شهور؛ نتيجة استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وحالات الجفاف التي تضرب مناطق زراعة القمح في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية؛ مما يثير المخاوف من تراجع الإمدادات في السوق.

القمح يحافظ على مكاسبه

وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء، أنه رغم زيادة الإنتاج في كل من روسيا وأوكرانيا وهما من أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم، فإن المخاوف من اضطراب عمليات نقل الإنتاج إلى الأسواق العالمية بسبب الحرب مازالت تحد من إمكانية تراجع الأسعار.

وفي الوقت نفسه، فإن نقص كميات الأمطار في مناطق الزراعة بالجزء الجنوبي من الكرة الأرضية يعزز المخاوف بشأن الإمدادات.

وفي الشهر الماضي، خفض اتحاد مزارعي القمح في ولاية أستراليا الغربية توقعات الإنتاج بسبب الطقس الحار، وجرى تداول القمح بسعر 6.025 دولار للبوشل (27.2 كيلوجرام) بحلول الساعة الثانية و16 دقيقة ظهرا بتوقيت سنغافورة، بعد أن أنهى تعاملات يوم الجمعة عند أعلى مستوى له منذ سبتمبر الماضي، وفي الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة للذرة بنسبة 0.7% وهو أول تراجع منذ 4 أيام، وتراجع سعر فول الصويا بنسبة 0.8% ليواصل التراجع

وفي هذا الإطار، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إنّ القمح يعد المحصول الاستراتيجي رقم 1 في ملف الأمن الغذائي، ولذلك ينال اهتماما كبيرًا من الدولة المصرية فيما يتعلق بالإنتاج والتوريد، مشيرا إلى أن مصر تنتج نحو 45% من الاستهلاك المحلي من القمح والبالغ 21 مليون طن في الوقت الحالي، ونستورد باقي احتياجاتنا.

وأضاف صيام- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تقوم الآن بشكل رئيسي بدعم المزارع من خلال إعلان أسعار ضمان مجزية، ويمكن زيادتها طبقًا لأسعار السوق العالمية. 

 زراعة 4 ملايين فدان قمح

وأشار صيام، إلى أن هذا العام سيتم تغطية 100% من المساحة من التقاوي المعتمدة التي ينتجها مركز البحوث الزراعية، حيث أننا منذ عامين كنا ننتج فقط 30% من التقاوي المعتمدة، والعام الماضي شهدنا إنتاج 70%.

وتابع: "من المستهدف خلال موسم الزراعة المقبل زراعة 4 ملايين فدان قمح بما يعزز الإنتاج المحلى ويقلص فاتورة الاستيراد من الخارج، مضيفا أن الدولة تسير على خطى ثابتة فى مجال التنمية الزراعية حيث تم الإعلان عن الاستعداد لزراعة 4 ملايين فدان خلال العام المقبل وتم إجراء جميع الاستعدادات لزراعة هذه المساحة التى ستكون إضافة حقيقية للقطاع الزراعى والرقعة الزراعية بما يعزز الإنتاج المحلى ويلبى احتياجات المواطنين من مختلف المنتجات والسلع الزراعية وذات الأصل الزراعي".

ونجحت مصر خلال الفترة السابقة في زيادة الرقعة الزراعية أفقيًا، من خلال استصلاح ما يزيد على 3.5 مليون فدان أراضٍ جديدة، كما نجحت فى زيادة معدلات الإنتاج رأسيًا من خلال برامج تحسين التقاوى وزيادة القدرات الإنتاجية لغالبية محاصيل الحبوب، وهو ما زاد من متوسط إنتاج فدان القمح إلى أكثر من 22 إردبًا، وخلال الاجتماع برئيس الوزراء مؤخرًا أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص القيادة السياسية على الاستمرار فى تنفيذ المشروعات القومية الزراعية لزيادة معدلات الإنتاج، وأنه سيتم خلال عام زراعة ما يزيد على 4 ملايين فدان تضاف إلى الرقعة الخضراء الموجودة حاليًا.

ماذا فعلت الدولة لتحقق الاكتفاء الذاتي من القمح؟ مصر تصدر القمح والحبوب.. كيف نجحت القاهرة في استضافة غذاء العالم؟

وتنتج مصر حوالى 10 ملايين طن قمح سنويًا بزراعة ما يزيد عن 3.5 مليون، ويُمثل هذا الإنتاج حوالى 50% من حجم الاستهلاك السوق المحلى للقمح سنويًا، وتسعى مصر من خلال زيادة المساحة المزروعة إلى 4 ملايين فدان إلى زيادة معدلات الإنتاج وخفض فاتورة الاستيراد من الخارج، فى ظل المشاكل التى تعانيها سلاسل الإمداد العالمية بفعل الحرب الروسية الأوكرانية القائمة لأجل غير مسمى.

وفي نفس السياق، خطة التنمية الزراعية تسير على قدم وساق منذ سنوات، حيث تم تدشين العديد من المشروعات الزراعية القومية ومنها مشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية والـ 1.5 مليون فدان والبرنامج القومى لإنتاج البذور ومشروع الدلتا الجديدة ومشروع مستقبل مصر وغيرها من المشروعات الزراعية التى عززت الإنتاج الزراعى محليًا وساهمت فى تحقيق استقرار السوق رغم الأزمات الغذائية التى يمر بها العالم أجمع.

خطط الدولة بالتنمية الزراعية 

وخطط التنمية الزراعية التى تشهدها منطقة توشكى حاليًا تعد واحد من أهم الإنجازات فى القطاع الزراعي، حيث من المستهدف زراعة 4 ملايين فدان خلال مدة زمنية لا تزيد عن عام من الآن، وبالفعل تم الانتهاء من تنفيذ جزء كبير من محطات رفع المياه والترع وقنوات المياه وطلمبات الرفع وشبكة الكهرباء وتسوية الأرض حتى تكون جاهزة لموسم القمح المقبل، كما أن التنمية ليست قاصرة على منطقة بعينها ولكن فى جميع محافظات الجمهورية.

والجدير بالذكر، أن القيادة السياسية حريصة على سد الفجوة الكبيرة فى القمح حاليًا، لأن لدينا تقريبًا منها اكتفاء ذاتى ولكن كل الجهد المبذول حاليًا فى توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة فى مستقبل مصر على طريق وادى النطرون، يستهدف زراعة محصولى الذرة والقمح الذى يتطلب مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة. 

وسوف نرصد لكم جهود الدولة لتشجيع المزارعين على زراعة القمح وتوريده للدولة، والتي جاءت كالتالي:

1-قدمت الدولة حوافز إضافية لتشجيع المزارعين على توريد القمح.

2- تم إلزام جميع المنتجين بتسليم 12 إردباً من محصول القمح لجهات التسويق عن كل فدان كحد أدنى، و المزارع الذي يورد 12 إردب قمحيحصل على 10 كيلو ردة خشنة بسعر 3.8 جنيه للكيلو، في حين سعره في السوق الحر 4.5 جنيه.

3-تضمنت الحوافز الإضافية، حصول من يورد أكثر من الكمية المحددة للفدان بـ12 إردباً على 20 كيلو ردة خشنة.

4- تحديد وزن الإردب من القمح بـ 150 كيلو فقط بدلاً من 155 كيلو،  مما يوفر  5 كيلو جرامات قمح في كل إردب لمصلحة الفلاح.

5-موافقة مجلس الوزراء على صرف 65 جنيهاً لكل إردب كحافز استثنائي للتوريد والنقل ليضاف إلى أسعار التوريد المحددة.

6- زيادة عدد نقاط استلام الأقماح، حيث تم إضافة 45 نقطة لاستلام القمح عام 2022 ليصل الإجمالي إلى 450 نقطة.

7- الإعلان مبكراً عن سعر توريد القمح قبل الزراعة لأول مرة، وأن تتم عمليات الدفع النقدي للمزارعين بشكل فوري أو خلال 48 ساعة.

8- - 1000  جنيه سعر استرشادي لإردب القمح الموسم المقبل تنفيذاً للزراعة التعاقدية على الطبيعة.

9- تم استنباط وتسجيل 5 أصناف جديدة من القمح لتصل بإنتاجية الفدان إلى أكثر من 20 إردباً.

10-يوجد أكثر من 21 ألف حقل إرشادي في المناطق الأكثر زراعة للقمح وهي منصة مهمة لتوعية الفلاح.

11-  إطلاق الحملات القومية التي تستهدف نقل فكر الحقول الإرشادية للمزارعين.

12- بلغت مساحة القمح المزروعة 3.65 مليون فدان في 2022، مقابل 3.4 مليون فدان في 2014، بنسبة زيادة 7.4%.

13-بلغ عدد الصوامع 74 صومعة في 2022، مقابل 40 صومعة عام 2014، بنسبة زيادة 85%.

14- زيادة السعة التخزينية للقمح بنسبة 183.3%، حيث بلغت 3.4 مليون طن عام 2022، مقابل 1.2 مليون طن عام 2014.

15- تحويل 105 شون ترابية لهناجر مطورة بإجمالي طاقة تخزينية 211.5 ألف طن، كما جار تنفيذ 7 مستودعات استراتيجية، بهدف زيادة المخزون السلعى ووصوله إلى ما بين 8 لـ 9 أشهر بدلاً من 4 لـ 6 أشهر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القمح اسعار القمح السوق العالمية الامن الغذائي الرئيس عبدالفتاح السيسي السيسي زیادة معدلات الإنتاج زراعة 4 ملایین فدان التنمیة الزراعیة ملیون فدان من القمح من خلال أکثر من حالی ا

إقرأ أيضاً:

ارتفاع الدين العالمي إلى مستوى قياسي في 2024 يثير المخاوف

أظهر تقرير لمعهد التمويل الدولي، أمس الثلاثاء، أن نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي ارتفعت العام الماضي للمرة الأولى منذ عام 2020، حيث سجل إجمالي الدين العالمي مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 318 تريليون دولار بنهاية العام، وسط تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي.

وجاءت الزيادة في الدين العالمي بمقدار 7 تريليونات دولار، وهو ارتفاع يقل عن نصف الزيادة المسجلة في عام 2023، حين أدت توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى موجة من الاقتراض.

ومع ذلك، حذر معهد التمويل الدولي من أن مراقبي السندات قد يعاقبون الحكومات إذا استمر العجز المالي في التزايد، وفقا لـ"رويترز".

وقال المعهد: "التدقيق المتزايد في الأوضاع المالية، لا سيما في البلدان التي تشهد استقطابًا سياسيًا حادًا، كان سمة بارزة خلال السنوات القليلة الماضية."

في المملكة المتحدة، ساهمت ردود فعل الأسواق تجاه السياسات المالية في إنهاء الولاية القصيرة لرئيسة الوزراء ليز تروس عام 2022، كما أدت ضغوط مالية مماثلة في فرنسا إلى الإطاحة برئيس الوزراء ميشيل بارنييه العام الماضي.

ووصلت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهو مؤشر على القدرة على سداد الديون، إلى 328%، بزيادة 1.5 نقطة مئوية. كما ارتفع الدين الحكومي إلى 95 تريليون دولار، في ظل تباطؤ التضخم والنمو الاقتصادي.

وأشار المعهد إلى أنه يتوقع تباطؤ نمو الديون خلال عام 2024، بسبب حالة عدم اليقين غير المسبوقة في السياسة الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى استمرار ارتفاع تكاليف الاقتراض.

توقعات بزيادة الدين الحكومي
ورغم ارتفاع تكاليف الاقتراض، حذر المعهد من أن الدين الحكومي قد يشهد زيادة بنحو 5 تريليونات دولار هذا العام، مدفوعًا بـ: "المطالبات المتزايدة بالتحفيز المالي وزيادة الإنفاق العسكري في أوروبا".

وقال مدير أبحاث الاستدامة في معهد التمويل الدولي إمرى تيفتيك: "من المرجح أن نشهد مزيدًا من التقلبات في أسواق الديون السيادية، لا سيما في البلدان التي تعاني من استقطاب سياسي حاد."

تحدي تجديد الديون في الأسواق الناشئة
ساهمت الأسواق الناشئة، بقيادة الصين والهند والسعودية وتركيا، في حوالي 65% من نمو الدين العالمي خلال العام الماضي.

وقد يؤدي هذا الاقتراض المرتفع، إلى جانب ديون قياسية تبلغ 8.2 تريليون دولار تحتاج الأسواق الناشئة إلى إعادة تمويلها خلال 2024، 10% منها مقومة بعملات أجنبية، إلى إرهاق قدرات البلدان في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المقبلة.

وجاء في التقرير: "تصاعد التوترات التجارية، وقرار إدارة ترامب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية، بما في ذلك تقليص تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قد يؤدي إلى تفاقم تحديات السيولة، ويحدّ من القدرة على إعادة تمويل الديون والوصول إلى الأسواق الأجنبية."

وأضاف التقرير: "هذا يؤكد الحاجة المتزايدة لتعبئة الإيرادات المحلية لتعزيز القدرة على مواجهة الصدمات الخارجية."

ضرورة دعم بنوك التنمية
وأشار تيفتيك إلى أن التقلبات الشديدة في الأسواق تبرز الحاجة إلى زيادة قدرات بنوك التنمية المتعددة الأطراف على تعبئة رأس مال القطاع الخاص لدعم الاقتصادات الناشئة.

وتواجه عدة دول نامية، مثل كينيا ورومانيا، صعوبات في تعزيز الإيرادات المحلية، حيث تتسبب الاحتجاجات الشعبية ضد الضرائب في كينيا، والانتخابات المقبلة في رومانيا، في تعقيد جهود الإصلاح المالي.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في 2025.. تراجع في أسعار الذهب! أي استثمار حقق مكاسب هذا الأسبوع؟
  • زراعة 285 ألف فدان.. أبرز المشروعات القومية في سيناء
  • انخفاض معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية بعد مكاسب طفيفة في “وول ستريت”
  • بعد خسائر الطماطم.. هل تواجه مصر ضرورة لإعادة رسم خريطتها الزراعية؟
  • ارتفاع الدين العالمي إلى مستوى قياسي في 2024 يثير المخاوف
  • ديروط الجديدة.. قناطر الخير للري والزراعة.. سويلم: نسبة التنفيذ تجاوزت الـ60% والانتهاء أبريل 2026.. محافظ أسيوط: تستفيد منها 5 محافظات بالصعيد.. رئيس الإدارة المركزية: تخدم مليونًا و600 ألف فدان
  • زيادة تكافل وكرامة والمعاشات ورفع العلاوة | 10 قرارات من الحكومة قبل رمضان
  • وزير المالية: زيادة أسعار توريد بعض المحاصيل لدعم ومساندة الفلاح المصري
  • «زراعة المنوفية» تُصدر 7 توصيات لمواجهة صدأ القمح وزيادة الإنتاجية
  • زيادة المرتبات والمعاشات.. قرارات سعيدة للمصريين خلال ساعات