بحث قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التحديات الحرجة والخطيرة التي تواجه المنطقة، خاصة العدوان الإسرائيلي على غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وذلك انطلاقًا من الأهداف السامية التي قام عليها مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه في عام 1981، بما في ذلك دعم القضايا العربية والإسلامية العادلة.

وعبر قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المجتمعون في الـدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى في مدينة الدوحة بدولة قطر اليوم الثلاثاء، عن بالغ القلق وعظيم الاستياء من العدوان الإسرائيلي السافر ضد الشعب الفلسطيني، وإدانة تصاعد أعمال العنف والقصف العشوائي الذي تقوم بها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، والتهجير القسري للسكان المدنيين، وتدمير المنشآت المدنية والبنى التحتية، بما فيها المباني السكنية والمدارس والمنشآت الصحية ودور العبادة في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وثمن قادة دول مجلس التعاون جهود الوساطة المشتركة لدولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في قطاع غزة، مؤكدين ضرورة الاستئناف الفوري لهذه الهدنة الإنسانية، وصولاً لوقف كامل ومستدام لوقف إطلاق النار، وضمان وصول كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية، واستئناف عمل خطوط الكهرباء والمياه ودخول الوقود والغذاء والدواء لسكان غزة.

وأكدت القمة وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ودعمه المتواصل لرفع معاناة سكان قطاع غزة، ومد يد العون لإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في اعتداءاتها على القطاع خلال السنوات الماضية، حيث أنشأت دول المجلس في عام 2009م، "برنامج مجلس التعاون لإعادة إعمار غزة"، وتعهدت في إطار هذا البرنامج بمبلغ (1,646,000,000) مليار وستمائة وستة وأربعين مليون دولار أمريكي، وذلك بالإضافة إلى المساعدات الثنائية المباشرة، العينية منها والمالية، والمساعدات غير الرسمية. وكان أخرها التعهد في شهر أكتوبر بمبلغ إضافي بقيمة مائة مليون دولار للجهود الإنسانية، بالإضافة إلى الحملات الشعبية التي حشدت مئات الملايين من الدولارات لدعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق.

وحذر قادة دول مجلس التعاون من مخاطر توسع المواجهات وامتداد رقعة الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، مالم يتوقف العدوان الإسرائيلي، مما سيفضي إلى عواقب وخيمة على شعوب المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليين، وطالب قادة دول مجلس التعاون المجتمع الدولي بالتدخل لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي للرد على ممارسات إسرائيل وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة العُزّل.

وأكد المجلس موافقه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ومطالبته بإنهاء الاحتلال، ودعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967م، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وضرورة مضاعفة جهود المجتمع الدولي لحل الصراع بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.

وثمن المجلس الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، ومبادرتها بالشراكة مع الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية لإعادة إحياء عملية السلام، وفقاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية لعام 2002م.

ورحب القادة بقرارات القمة العربية الإسلامية غير العادية، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في 11 نوفمبر 2023م، لبحث الأوضاع المؤلمة في غزة، وتداعيتها الأمنية والسياسية الخطيرة، كما أشاد بجهود اللجنة الوزارية التي شكلتها القمة برئاسة سمو وزير خارجية المملكة العربية السعودية، بهدف "بلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل، وفق المرجعيات الدولية المعتمدة".

ورحب القادة بمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية كضيف على الدورة الرابعة والأربعون للمجلس الأعلى، وما تم خلال اللقاء من مناقشة لسبل تعزيز أواصر التعاون القائم بين الجانبين وبحث للقضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة، مشيدين بدور فخامته والحكومة والشعب التركي العزيز في دعم القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه.

وأعرب المجلس عن قلقه من تصاعد مظاهر العنصرية والكراهية ضد العرب والمسلمين في عدد من الدول ووصول الخطاب المعادي للإسلام إلى مستويات خطيرة، أدت إلى خلق مناخ سياسي سلبي في العلاقات بين الدول، وخصوصاً حرق المصحف الشريف وتصاعد الاعتداءات ضد العرب والمسلمين والاستهداف المتعمد لهم.

وأكد المجلس على أهمية تضافر الجهود للتصدي لهذه الظاهرة على المستوى السياسي والدبلوماسي، وتعزيز الجهود الدولية المبذولة لمكافحة العنصرية ضد العرب والمسلمين، ودعم الأُطُر الإقليمية والدولية ذات الصلة لمواجهة هذه الظاهرة، والعمل على نهج جديد للتعاون الجماعي لمواجهتها والتصدي للمغالطات والمعلومات المضللة في وسائط الإعلام، وللمواقف الاجتماعية المعادية للإسلام المتعددة الجوانب.

وأشادت القمة بالدور المتنامي لدول المجلس في التصدي للتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية في هذه المنطقة وخارجها، ومساهمتها في حل القضايا التي تهدد السلام والأمن والاستقرار. واستضافتها للفعاليات الدولية الكبرى، بما في ذلك افتتاح معرض أكسبو 2023 للبستنة في الدوحة في شهر أكتوبر، والذي يقام بعنوان "صحراء خضراء.. بيئة أفضل"، ومؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نمواً، الذي استضافته دولة قطر خلال الفترة 5 - 9 مارس 2023م، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، واستضافة المملكة العربية السعودية أكسبو 2030، واستضافتها لبطولة كأس العالم لكرة القدم في العام 2034، وافتتاح مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP28 في دبي في الأول من ديسمبر، واجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي التي استضافتها مملكة البحرين في شهر مارس 2023م تحت شعار "تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة: محاربة التعصب".

وأكد القادة أن نجاح هذه الفعاليات الدولية نجاح لكافة دول وشعوب المجلس، عبر تنظيم الفعاليات الكبرى مما من شأنه أن يعزز الحوار الدولي والتواصل بين شعوب العالم، ويرسخ مكانة المنطقة كمركز دولي للأعمال والاقتصاد، وتعزيز الجهود الرامية لتطوير مصادر الطاقة المتجددة والتعامل مع التغير المناخي.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: السعودية مصر مجلس التعاون الخليجي أهم الآخبار عملية السلام المملکة العربیة السعودیة قادة دول مجلس التعاون الشعب الفلسطینی بما فی

إقرأ أيضاً:

الرئيس الكينى يشيد بجهود السيسى وقيادته الحكيمة للوضع في غزة وتعزيز استقرار المنطقة

أشاد الرئيس الكيني، وليام روتو، بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقيادته الحكيمة للوضع في قطاع غزة وكل المناطق التي تعاني من الصراعات داخل المنطقة، معربًا عن دعم بلاده الكامل لكل هذه الجهود.

كما أشاد الرئيس الكيني – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي – بجهود الرئيس السيسي في تعزيز جهود السلام والأمن في المنطقة بالإضافة إلى العمل على وقف إطلاق النار وتسهيل الإمدادات الإنسانية في غزة.

وأضاف روتو أن بلاده تدعم بشكل كامل حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرًا إلى التزام بلاده بقرار مجلس الأمن 2728، الداعي إلى وقف إطلاق النار بشكل غير مشروط وفوري.

وقال الرئيس الكيني وليام روتو – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية – إن “زيارته تعكس 60 عامًا من العلاقات الطبية الدبلوماسية بين الدولتين”، معربًا عن امتنان بلاده الشديد تجاه الرئيس عبدالفتاح السيسي على حفاوة الاستقبال.

وأضاف روتو أنه على مدار الأعوام السابقة كانت مصر من الشركاء الاستراتيجيين لدولة كينيا التي يمكن الاعتماد عليها، مما ساعد على إقامة البعثة الدبلوماسية في مصر عام 1964.

وأعرب الرئيس الكيني عن سعادته بالعلاقات الاستراتيجية الطبية بين بلاده ومصر، مشيرًا إلى أن تم توسيع مجالات التعاون مع مصر بعد مفاوضات نيروبي العام الماضي، كما تم مناقشات العديد من المجالات المختلفة مثل التمويل والصحة وغيرها.

وأضاف أنه تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم لتوسيع التعاون في مجال التدريب الدبلوماسي والمساواة بين الجنسين والتعاون في المجال البحري وتمكين الشباب والتعليم العالي بالإضافة إلى التكنولوجيا والعلوم والاتصالات والبناء والتنمية العمرانية مما يقوي من الاستثمارات والتعليم والتبادل التكنولوجي بين البلدين.

وأشار إلى أن بلاده ستشارك في العديد من الاقتصاد الأخضر واتفاقية المياه الكبرى بالإضافة إلى المجالات الأخرى، قائلاً: “اقترحت إقامة مجلس أعمال مشترك في مجالات ذات الصلة وتهم الجانبين لتوسيع مجالات التجارة بين الدولتين وفي المجالات الأخرى”.

وأضاف أيضًا تم مناقشة إرسال العديد من البعثات لتسهيل الإجراءات الجمركية من أجل مجتمعات الأعمال والتجارة بين البلدين، كما تم مناقشة العجز الموجود في سلاسل الإمداد والمدفوعات المتأخرة.

ولفت الرئيس الكيني إلى أن هناك تعاونًا في مجال الدفاع بين مصر وكينيا؛ حيث يتدرب الكثير من الكينيين في المنشآت العسكرية المصرية، داعيًا إلى العمل المشترك من أجل إحلال السلام والاستقرار وخاصة في المناطق التي تعاني من الصراعات.

وأشار الرئيس الكيني وليام روتو، إلى أن المناقشات شملت الجهود المصرية في تحقيق السلام في الصومال، وجنوب السودان، والسودان خلال تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها، مؤكدًا أن مصر وكينيا ستعملان معاً لضمان الاستقرار في المنطقة، فضلاً عن العمل ضمن الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية الأخرى لتحقيق الأهداف المشتركة.

وتطلع الرئيس الكيني إلى التعاون المستمر مع مصر، وأكد أنه أخبر الرئيس السيسي عن ترشيح كينيا لرئاسة إحدى اللجان في الاتحاد الأفريقي، مشيرًا إلى أهمية استكمال الإصلاحات المطلوبة في الاتحاد من أجل تعزيز فعاليته، لافتًا إلى العمل المشترك بين البلدين لدعم هذه الإصلاحات والتطورات المؤسسية.

وتطرق الرئيس الكيني إلى التحديات الأمنية في القارة الأفريقية، مؤكدًا أن القارة أصبحت مسرحًا للإرهاب والصراعات، محذرًا من أن غياب خطة شاملة لمكافحة الإرهاب والصراع سيؤدي إلى استمرار المعاناة في القارة، مما سيؤخر كافة خطوات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الاستثمار والتجارة، موضحًا أنه لن يتم تحقيق أي تقدم في أفريقيا إلا إذا اتحدت الأفكار وتم إحلال السلام في القارة.

وفي حديثه عن دور مصر وكينيا في تعزيز السلام، أكد الرئيس الكيني أن دور مصر تجاه غزة ودور كينيا في هايتي يظهر قدرات القارة على تقديم حلول للعديد من القضايا في العالم، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تشير إلى إمكانية التعاون بين الدول الأفريقية لتحقيق الاستقرار في القارة، خاصة في مجالات التصنيع، توفير فرص العمل، والأمن الغذائي.

وشدد على أهمية الدعم الذي تقدمه مصر عبر استضافتها للفعاليات الهامة في الاتحاد الأفريقي، معبرًا عن تقدير كينيا لجهود الحكومة المصرية في هذا الصدد.

وأضاف أن الزيارة الحالية تعكس قوة الصداقة بين البلدين، حيث تم تحقيق تقدم ملحوظ في تقوية الروابط الدبلوماسية، مع التأكيد على أن الشراكة بين مصر وكينيا ستستمر في الازدهار.

وفي ختام تصريحاته، أشار الرئيس الكيني إلى اجتماع قادم مع مجتمعات شرق أفريقيا، حيث سيتم التركيز على استثمار الموارد المتاحة لتوفير الأمن في المناطق التي تشهد تهديدات إنسانية، معربًا عن فخره بوجوده في مصر في زيارة تعد الرسمية الاولى منذ 60 عامًا.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لمجلس التعاون يؤكد دعم المجلس الثابت لسوريا
  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • وفد رفيع من الامانة العامة يزور العراق للتباحث بشأن الاستعدادات للقمة العربية المقبلة
  • دعم كامل لجهود الرئيس في حماية الأمن القومي.. جلسة تاريخية لمجلس النواب الأسبوع الماضي
  • قرارات مهمة لمجلس جامعة القاهرة| تفاصيل كاملة
  • حمدان بن مبارك يشيد بجهود "فيفا" في تطوير كرة القدم
  • مجلس جامعة القاهرة يشيد بأداء كليات الجامعة ومعاهدها
  • رئيس كينيا يشيد بالقدرات التصنيعية للهيئة العربية للتصنيع.. ويشيد بـ 6 منتجات
  • ولي العهد السعودي ورئيس المجلس الأوروبي بحثا تعزيز التعاون بين المملكة والاتحاد الأوروبي
  • الرئيس الكينى يشيد بجهود السيسى وقيادته الحكيمة للوضع في غزة وتعزيز استقرار المنطقة