في نوفمبر.. هل تأثرت قناة السويس بتوتر البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
بينما كانت تقديرات تتوقع تضرر حركة الملاحة في قناة السويس، جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما تبعها من تدخل جماعة الحوثي اليمنية التي أربكت مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، إلا أن الأرقام جاءت عكس ذلك.
في 25 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، قالت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية إن للتطورات الأمنية في مضيق باب المندب تأثيرات على حركة الملاحة العابرة للبحر الأحمر وبالتالي قناة السويس المصرية.
في حين أن بيانات مصرية رسمية صدرت الخميس الماضي، كشفت عن أرقام قياسية جديدة على صعيد أعداد السفن والحمولات الصافية والعائدات المحققة خلال نوفمبر الماضي.
وبحسب بيانات صادرة عن الهيئة العامة لقناة السويس، سجلت القناة عبور 2264 سفينة من الاتجاهين في نوفمبر الماضي، مقابل عبور 2171 سفينة خلال ذات الشهر من العام الماضي، بنسبة زيادة 4.3 بالمئة.
كما بلغ إجمالي الحمولات الصافية 135.5 مليون طن مقابل 125.2 مليون طن خلال نوفمبر من العام الماضي بفارق 10.3 مليون طن بنسبة زيادة قدرها 8.2 بالمئة.
في المقابل، نمت عائدات قناة السويس خلال نوفمبر الماضي، بنسبة 20.3 بالمئة، إلى 854.7 مليون دولار مقابل 710.3 ملايين دولار خلال نوفمبر 2022.
الأرقام القياسية هذه تأتي بينما أعلنت جماعة "الحوثي" اليمنية، الأحد، استهدافها سفينتين إسرائيليتين بمضيق باب المندب غرب اليمن بصاروخ بحري وطائرة مسيّرة.
فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان الأحد، أن "سفينة حربية أمريكية وعددا من السفن التجارية تعرضت لهجوم في البحر الأحمر"، دون توضيح من يقف خلف الهجوم، وفق ما ذكرته وكالة أسوشييتد برس.
وفي 19 نوفمبر، أعلن الحوثيون الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني تضامنا مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع.
فيما أعلنت شركة الشحن البحري الإسرائيلية "زيم"، الأربعاء الماضي، تحويل سفنها عن قناة السويس المصرية، بدعوى الأوضاع في بحر العرب والبحر الأحمر.
ويعني ذلك، أن حركة الملاحة للشركة ستنتقل عبر قناة السويس ومنها إلى البحر المتوسط ثم مضيق جبل طارق، ومنها جنوبا عبر المحيط الأطلسي، مرورا برأس الرجاء الصالح، جنوبي جنوب إفريقيا، ومنها إلى آسيا.
وأعلنت جماعة الحوثي في أكثر من مناسبة، أن خطواتها على مضيق باب المندب تأتي نصرة لفلسطين وقطاع غزة، ورهنت تعليق هجماتها ضد سفن إسرائيلية، بإنهاء الحرب على القطاع.
وتترقب شركات الملاحة البحرية العالمية، أية تطورات في حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، في وقت أظهرت بيانات لشركات الشحن، ارتفاعاً في تكلفة تأمين السفن العابرة للقناة، بسبب التطورات الأمنية على مضيق باب المندب.
وقناة السويس التي تعتبر من أهم القنوات والمضائق حول العالم، هي أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وتعد من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة لمصر.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، إن القناة حققت في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو 2023، إيرادات بقيمة 9.4 مليارات دولار، بزيادة 35 بالمئة عن السنة المالية الماضية.
وتبدأ السنة المالية في مصر مطلع يوليو/تموز حتى نهاية يونيو/حزيران من العام التالي.
ومطلع عام 2023، زادت هيئة قناة السويس، من رسوم العبور للسفن العابرة للقناة بنسبة 15 بالمئة باستثناء سفن الصب الجاف والسفن السياحية، التي رفعت رسومها بنسبة 10 بالمئة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى عصر الإثنين، 15 ألفا و899 شهيدا فلسطينيا، و42 ألف جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: مضیق باب المندب حرکة الملاحة البحر الأحمر خلال نوفمبر قناة السویس
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي يؤكد للزنداني أهمية استقرار اليمن لأمن البحر الأحمر
مصر – أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، لنظيره اليمني شائع الزنداني، أهمية استقرار اليمن لتحقيق الأمن بالإقليم وبمنطقة البحر الأحمر.
جاء ذلك خلال استقبال عبد العاطي للزنداني، وفق بيان للخارجية المصرية، قبيل اجتماع وزاري عربي الاثنين تمهيدا للقمة العربية التي تبحث الثلاثاء تطورات القضية الفلسطينية.
وشهد اللقاء “تأكيد الوزير المصري على دعم مصر الراسخ لوحدة الدولة اليمنية ومؤسساتها واستقلالها وسلامة أراضيها”.
ونوه إلى “ما يمثله أمن واستقرار اليمن من أهمية لتحقيق الأمن الإقليمي و(في) منطقة البحر الأحمر”، معربا عن “تأييد مصر لكافة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما يلبي طموحات الشعب اليمني الشقيق وينهي معاناته الإنسانية”.
وتضررت سلامة الملاحة في البحر الأحمر جراء عمليات للحوثيين ضد سفن إسرائيلية مما أدى إلى تراجع إيرادات قناة السويس جراء ذلك التوتر.
وأواخر ديسمبر/ كانون أول الماضي، قالت الرئاسة المصرية إن إيرادات قناة السويس فقدت 7 مليارات دولار خلال 2024، بسبب تطورات البحر الأحمر ومضيق باب المندب التي أثرت سلبا على حركة الملاحة بالقناة واستدامة التجارة العالمية.
ولم يذكر البيان إجمالي إيرادات قناة السويس خلال 2024، إلا أن حجم الإيرادات المحققة بلغ 10.25 مليارات دولار في العام 2023، بحسب بيانات رسمية.
و”تضامنا مع غزة” في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، هاجم الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة كما يهاجمون أهدافا في إسرائيل.
ومع بداية تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة في 19 يناير/ كانون ثان الجاري، أعلن الحوثيون في بيانات منفصلة توقفهم عن الاستهداف حال التزمت إسرائيل بعدم تجديد العدوان.
ومنذ أكثر من عامين، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014، ودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، لا سيما القطاع الصحي، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثية في العالم، حسب الأمم المتحدة.
وخلال اللقاء تطرق عبد العاطي أيضا إلى “الخطوات الجارية للإعداد للقمة العربية التي تستضيفها القاهرة الثلاثاء، بشأن الأوضاع في قطاع غزة”، وفق البيان المصري.
وأشار في هذا الإطار إلى “جهود مصر الرامية لضمان استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والخطة التي يتم بلورتها لإعادة الإعمار”، مشددًا على “رفض مصر لتهجير الفلسطينيين، وضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية”.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
ودعت القاهرة قبل أيام لعقد قمة عربية طارئة في 4 مارس/آذار الجاري بشأن التطورات الفلسطينية.
وكشف عبد العاطي، امس الأحد، أن “خطة إعادة إعمار غزة جاهزة وفي انتظار عرضها على الأشقاء العرب لإقرارها في القمة العربية المقررة الثلاثاء بالقاهرة.
الأناضول