يترقب العالم قرارت النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، والذى ينعقد في مدينة إكسبو دبي وينتهى المؤتمر فى 12 ديسمبر، وتشارك فيه وفود من 200 دولة، وبحضور 70 ألف شخص فعاليات المؤتمر، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ مؤتمرات الأطراف.

رئيس وفد المفاوضات المصري في COP28 بدبي يعقد الاجتماع التوجيهي الأول للمفاوضين رئيس وفد المفاوضات المصري في COP28 بدبي يعقد الاجتماع التوجيهي الأول للشباب المصريين

كما يشكل ازدهار الطاقة الخضراء فرصة للبلدان النامية، لتحويل وتنويع اقتصاداتها، وتعزيز إسهاماتها في الحد من تداعيات التغيرات المناخية.

 

ومع ذلك، فإن الافتقار إلى التوجيه العالمي لإدارة هذه الموارد، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المخاطر الجيوسياسية، والتحديات البيئية والاجتماعية، بما في ذلك التأثيرات على المياه والتنوع البيولوجي والصحة وحقوق السكان الأصليين.

 

وبينما تتواصل فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، من المتوقع أن يقدم قادة العالم، المشاركين في الحدث العالمي الأكبر للعمل المناخي، استجابة جماعية قوية حيال كثير من التحديات المناخية، والتي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية، وتزايد وتيرة الأعاصير والفيضانات التي تعصف بأنحاء مختلفة من العالم.

 

وخصصت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف «COP28»، الذي انطلقت فعالياته في مدينة "إكسبو دبي"، يوم الخميس 30 نوفمبر  الماضي، اليوم السادس للمؤتمر، الثلاثاء 5 ديسمبر ، لاستعراض موضوعات الانتقال العادل لقطاعي الطاقة والصناعة، والسكان الأصليين، باعتبار أنها موضوعات تتداخل مع بعضها البعض، يمكن تناولها في إطار واحد.

 

يركز يوم الانتقال العادل في قطاع الطاقة، بالتزامن مع يوم الصناعة، على مقومات ومسارات الخفض السريع للانبعاثات، والانتقال العادل عبر جميع عناصر القيمة في قطاعي الطاقة والصناعة، بالتوازي مع تسريع النمو الاقتصادي، وزيادة فرص العمل.

 

تستعرض الوفد فى السطور التالية فاعليات اليوم اليوم السادس لـ«COP28» ..واهم القرارت واستجابة قادة العالم فى الحفاظ على البيئة ..تسريع إزالة الكربون في قطاعات الطاقة والصناعة..

تستعرض الجلسات التي يتم تنظيمها خلال هذا اليوم، المسارات اللازمة لتسريع إزالة الكربون في قطاعات الطاقة والصناعة، ونمو الوظائف، والفرص الاقتصادية عبر سلاسل القيمة الكاملة، مع إلقاء نظرة شاملة على الانتقال العادل، والاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية في جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الطاقة.

 

كما يتضمن تنظيم العديد من الجلسات والأحداث الجانبية، لمناقشة مجموعة متنوعة من الحلول المتعلقة بالانتقال العادل في قطاعي الطاقة والصناعة، تتضمن نشر مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع، وإمكانيات التوسع في إنتاج الهيدروجين واستخدامه.

 

وتستهدف فعاليات يوم الطاقة والصناعة الوصول إلى حزمة من النتائج، من شأنها تعزيز ونشر مشروعات الطاقة المتجددة بشكل مكثف، ورفع كفاءة إنتاج الطاقة، والابتكار والإجراءات العملية في القطاعات كثيفة الانبعاثات، ومنها صناعات الصلب والإسمنت والألومنيوم.

 

كما تسعى إلى إتاحة المجال لتطوير مشروعات واستخدامات الهيدروجين، وخفض انبعاثات إمدادات النفط والغاز، بما يشمل تقنيات الحد من غاز الميثان، وإدارة الكربون، بالإضافة إلى التأكيد على إتاحة الطاقة للجميع، وبحث احتياجات العاملين في مجال الطاقة، مع التركيز على التبريد، باعتباره أحد العوامل بالغة الأهمية للتحفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.

يوم حافل بالأنشطة للانتقال العادل في الطاقة..

ويتضمن يوم الطاقة والصناعة عدداً كبيراً من الجلسات، سواء التي تنظمها رئاسة مؤتمر الأطراف، أو على مستوى الجلسات التفاوضية، تتضمن جلسة بعنوان "جدول أعمال المائدة المستديرة لاختراق الطاقة"، تليها الجلسة الافتتاحية ليوم الانتقال العادل في قطاع الطاقة.

 

ويشمل البرنامج عقد جلسة لمناقشة القضاء على انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، ومائدة مستديرة رفيعة المستوى حول الهيدروجين، إضافة إلى مائدة مستديرة أخرى بين القطاعين العام والخاص لبناء أسس نظام الطاقة المستقبلي، وعقد المجلس الثامن لانتقال الطاقة بشأن توحيد القادة وتحفيز التمويل وتمكين الطاقة النظيفة، وجلسة بعنوان "الطبخ المكهرب: رحلة عادلة نحو صافي الصفر".

 

كما يجري عقد المائدة المستديرة لرئاسة تسريع التحول الصناعي، إضافة إلى جلسة بعنوان "جدول أعمال الاختراق: الحدث الرئيسي للجلسة الوزارية العامة"، ومناقشة العلاقة بين الطاقة والنقل لتحقيق الأهداف المناخية، وتسريع الطلب الأخضر في القطاعات ذات الانبعاثات الثقيلة.

 

وتتضمن الفعاليات جلسة عامة حول الدول الجزرية الصغيرة النامية: تحول عادل ومنصف في مجال الطاقة نحو مستقبل قادر على التكيف مع تغير المناخ، ومائدة مستديرة رفيعة المستوى حول مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وإطلاق العنان للانتقال العادل من خلال العمل المحلي، وتمكين التحول العادل والمدار للفحم.

 

وتتناول إحدى الجلسات، ضمن يوم الطاقة والصناعة، موضوع إدارة الكربون باعتباره ركيزة أساسية للحفاظ على هدف 1.5 درجة، بالإضافة إلى عقد اجتماع اللجنة الوزارية لإزالة الكربون، وجدول أعمال اختراق الهيدروجين، ومستقبل التحول للطاقة النظيفة، وآليات الوصول إلى صافي صفر انبعاثات، فيما يتم تخصيص إحدى الجلسات لاستعراض تعهد التبريد العالمي.

أهمية المعرفة بين الأجيال في العمل المناخي..

وبالتزامن مع يوم الانتقال العادل في قطاعي الطاقة والصناعة، يؤكد يوم السكان الأصليين على أهمية المعرفة، والممارسات والقيادة المشتركة بين الأجيال في العمل المناخي، وفي رعاية صحة الكوكب، فضلاً عن آليات تحسين وصولهم المباشر إلى التمويل، وتعزيز دور الشعوب الأصلية بشكل ملحوظ.

 

وتعد الشعوب الأصلية أحد الفئات الرسمية التسعة، التي تتمتع بوضع مراقب في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وحرصت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف«COP28» على تعزيز مشاركتهم في هذا الحدث العالمي، تأكيداً على دورهم المهم في معالجة أزمة المناخ.

 

ووفقاً لتقديرات دولية، يقدر تعداد الشعوب الأصلية بنحو 476 مليون نسمة، ينتشرون في 90 دولة بمختلف أنحاء العالم، يمتلكون قدراً كبيراً من المعارف البيئية والتراثية، وتسهم ممارسات الشعوب الأصلية، المعترَف بأهميتها منذ فترة طويلة، بدور بارز في مواجهة تحديات تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي.

 

وتزخر مدينة إكسبو دبي بتواجد لافت لأبناء السكان الأصليين، المشاركين في مؤتمر الأطراف «COP28»، الذين يظهرون بأزياء مميزة، تعكس تمسكهم بموروثهم الثقافي وعاداتهم وتقاليدهم، كما نجحوا بطريقة مبتكرة، في لفت الانتباه إلى تأثيرات التغير المناخي على مجتمعاتهم، وضرورة تضافر الجهود العالمية في مواجهة هذه التحديات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الانتقال العادل فی الطاقة والصناعة الشعوب الأصلیة مؤتمر الأطراف تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات اليوم الأول من المنتدى العربي السادس للمياه

أطلق المجلس العربي للمياه، تحت رعاية جامعة الدول العربية، فعاليات اليوم الأول من "المنتدى العربي السادس للمياه"، بمشاركة ضخمة من كبار المسئولين والخبراء وممثلي الحكومات والهيئات العربية والدولية أبرز الموضوعات الإقليمية الهامة المتصلة بالمياه، بما في ذلك الاستعراض المتعمق للإجراءات المستقبلية الواجب اتخاذها لاستدامة المياه والحفاظ على أمن العرب المائي.، وو ضع "خارطة طريق" نحو مستقبل مستدام.

وشهدت الجلسة الافتتاحية المشتركة للمنتدى و المؤتمر العالمي للمرافق الذي شهده الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة ابوظبي وأكثر من 15 وزيرا و1400 مندوب وخبير و280 متحدثا في مجالات المياه والمرافق تأكيد قادة المنطقة على أهمية الحفاظ علي الأمن الغذائي والمائي العربي والتوسع مشاريع تحلية المياه باعتبارها ضرورة ملحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في منطقة الخليج لتلبية الطلب المتزايد على المياه، وذلك مع زيادة إنتاجية المياه وتحسين جودتها من خلال الحد من التلوث.

كما يستهدف استعراض أحدث الحلول والتقنيات المستقرة التي تسهم في خفض انبعاثات الكربون وزيادة الكفاءة التشغيلية وتعزيز الأداء التجاري بدعم التحول نحو مستقبل اكثر استدامة وكفاءة في قطاع المرافق.

ويسعى المنتدي إلى تشجيع الحكومات والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني على الانخراط في حوارات واقعية لمعالجة ندرة المياه واستنزاف موارد المياه الطبيعية العذبة، مع التركيز بشكل خاص على الموارد غير التقليدية للمياه، حيث يهدف المنتدى إلى جمع كافة الأطراف المعنية معاً، وفي الوقت المناسب، من أجل الشروع في تنفيذ نتائج القمة العالمية للمناخ.

وقال الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية المشتركة من المؤتمر العالمي للمرا رافق والمنتج العربي السادس للمياه أن التحديات التي نواجهها اليوم هائلة، ولكنها ليست مستعصية على الحل. وبالتصميم والإبداع والالتزام بالتعاون، يمكننا التغلب على هذه التحديات.

كما أكد على أن الإرادة السياسية والقيادة أمران لا غنى عنهما في هذا المسعى. مطالبا الحكومات أن تعطي الأولوية لأمن المياه ضمن أجنداتها الوطنية، بدعم من سياسات قوية وتمويل كاف. والقيادة على جميع المستويات ــ المحلية والإقليمية والعالمية ــ تشكل أهمية بالغة في قيادة الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا التحدي العالمي بفعالية.

وفي ما يلي نص كلمة رئيس المجلس العربي للمياه-

أصحاب السعادة،

الحضور الكرام والضيوف،

السيدات والسادة،

إنه لشرف عظيم أن أرحب بكم جميعًا في حفل الافتتاح المشترك للمنتدى العربي السادس للمياه، والذي يقام بالتزامن مع مؤتمر المرافق العالمية المرموق 2024. هذا العام، نجتمع في نقطة حاسمة من الزمن في قلب أبو ظبي، حيث اجتمع حدثان محوريان معًا لإنشاء منصة مشتركة بين الصناعات. إن مؤتمرنا هذا يهدف إلى تعزيز أفضل الممارسات لتحسين إدارة المياه والمرافق على المستوى العالمي، وفي الوقت نفسه معالجة التحديات المشتركة وتعزيز الحلول التعاونية لتحقيق الاستدامة والطاقة والأمن المائي في العالم العربي وخارجه. ومن ثم فإنه من دواعي سروري أن أتحدث إليكم اليوم في هذه المناسبة المهمة، حيث نجتمع ليس فقط لمناقشة مستقبل المياه والمرافق، بل ولتشكيله أيضًا.

فعاليات مشتركة من أجل رؤية موحدة

إن المنتدى العربي للمياه والمؤتمر العالمي للمرافق العامة ليسا مجرد حدثين تقليديين، بل إنهما حجر الزاوية للحوارات الحاسمة التي تجري داخل صناعات المياه والمرافق العامة. ومن المتوقع أن تعزز النتائج الناتجة التعاون والرؤى المشتركة، وتربط بين قطاعين لا غنى عنهما وهما عنصران أساسيان في تشكيل مستقبل مستدام ومزدهر. ومن خلال توحيد هذه الصناعات، فإننا ندفعها نحو رؤية جماعية - رؤية حيث تلعب المياه والمرافق العامة دورًا أساسيًا في تعزيز المرونة والازدهار العالميين.

ودعماً لهذا النشاط، سيتم تنظيم معرض يضم أكثر من 60 عارضًا من أكثر من 24 دولة في جميع أنحاء النظام البيئي للمياه يجتمعون معًا لعرض التقنيات والحلول التي تدفع التقدم وتشكل مستقبل قطاع المياه. ويوفر المعرض الوصول المباشر إلى الممولين والشركاء التجاريين، وبالتالي تسهيل فرص النمو الجديدة.

من الواضح أن المياه والمرافق العامة مترابطة بشكل عميق، حيث تعتبر المياه ضرورية للأداء الفعال لخدمات المرافق العامة المتنوعة. بالإضافة إلى ذلك، تعد المياه ضرورية لمرافق الطاقة في توليد الطاقة الكهرومائية. اليوم، نجتمع لمعالجة التحديات المعقدة المتمثلة في إدارة موارد المياه في مشهد المرافق العامة الديناميكي، وتقديم رؤى عملية واستراتيجيات قابلة للتنفيذ تهدف إلى تعزيز استدامة ومرونة خدمات المرافق العامة المرتبطة بالمياه.

في ظل الأزمة العالمية غير المسبوقة التي تواجهنا في مجال المياه، أصبحت الحاجة إلى تنفيذ مهمتنا ملحة بشكل متزايد.فقد تحولت مشكلة ندرة المياه من مجرد مصدر قلق بعيد إلى واقع يومي يؤثر على النظم البيئية والاقتصادات والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم. وفي منطقتنا، التي تتسم بالمناظر الطبيعية القاحلة والنمو السكاني السريع، تستمر الفجوة بين الطلب على المياه والعرض في الاتساع بشكل كبير.

معالجة تحديات المياه الإقليمية

وتهدف فعاليتنا المشتركة إلى تسليط الضوء - كمجال تركيز رئيسي - على أحدث التقنيات والحلول المبتكرة للتحديات المتعلقة باستدامة قطاعي المياه والكهرباء، والتي من شأنها دعم الجهود الوطنية والدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وخاصة

الهدف السادس بشأن "المياه النظيفة والصرف الصحي".

إن معالجة هذه التحديات تتطلب أجندات ذات أولوية، وعملاً مشتركاً، ونهجاً مبتكراً، بما في ذلك نماذج تمويل جديدة تشرك كلاً من الحكومة والقطاع الخاص. ومن الضروري أيضاً أن نعالج هذا الخلل من خلال حلول مبتكرة وفعّالة في مجالات رئيسية مثل إدارة المياه، والبنية الأساسية الذكية، وتوليد الطاقة وتوزيعها وتخزينها، فضلاً عن تحسين ممارسات الصحة والسلامة والبيئة. إن التركيز القوي على التميز التشغيلي والتعاون الملتزم من جميع الأطراف أمر ضروري للمساهمة بشكل فعال وتحقيق التقدم المستدام.

ستتناول مناقشات اليوم بعمق هذه القضايا الملحة. وفي حين أن هذه التحديات معقدة ومتعددة الأوجه، فإنها توفر أيضًا فرصًا للتعاون والابتكار وتطوير استراتيجيات مرنة. يجب أن نتحد لمشاركة المعرفة وتبادل الأفكار والعمل نحو حلول تساعدنا في التعامل مع تعقيدات مشهد المياه لدينا. هذه اللحظة هي فرصة لرسم مسار إلى الأمام - مسار يعالج هذه القضايا الحرجة بحلول مبتكرة ومستدامة.

حلول مبتكرة للتكيف والمرونة

ومن هنا، فإن المحور الثاني لاجتماعنا اليوم سيركز على "الابتكار كحجر الزاوية للتكيف والمرونة". ففي عالمنا المتغير باستمرار، من الواضح أن الأساليب التقليدية وحدها لن تكون كافية. يجب أن نتبنى استراتيجيات غير تقليدية، ومبادئ الاقتصاد الدائري، والحلول القائمة على الطبيعة، ونهج العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي (WEFE) لضمان مرونتنا في مواجهة الظروف المناخية المتغيرة. وتجدر الإشارة إلى أن "التكيف" لا يتعلق بالبقاء على قيد الحياة فحسب، بل يتعلق بالازدهار في مواجهة الشدائد.

نحو مستقبل مائي مستدام

المحور الثالث - والذي لا يقل أهمية - هو "خارطة الطريق" "نحو مستقبل مائي مستدام". وبينما نتطلع إلى المستقبل، فإن طريقنا واضح: يتعين علينا أن نوفق بين جهودنا الإقليمية وأجندات المياه العالمية مع معالجة التحديات الفريدة التي تواجه مجتمعاتنا. إن الرحلة نحو مستقبل مائي مستدام ومرن تتطلب الوحدة والرؤية والعمل.

إنني مهتم بشكل خاص بإشراك المهنيين الشباب في هذه المناقشات. إن أصواتهم ووجهات نظرهم وأفكارهم المبتكرة ضرورية بينما نطور استراتيجيات قابلة للتنفيذ من شأنها أن توجهنا نحو مستقبل مائي مستدام. ولهذا الغرض، رتب المجلس العربي للمياه لتقديم (في اليوم الأخير من هذا الحدث) جائزة تقديرية للمهنيين الشباب عن "الإبداع والابتكار في التكيف مع تغير المناخ من خلال توسيع استخدام موارد المياه غير التقليدية ". تهدف الجائزة إلى نشر الفائدة المستمدة من الابتكار ومن تبادل الخبرات وقصص النجاح وأفضل الممارسات والدروس المستفادة والأبحاث المتميزة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

واختتم قائلا، بينما نستعد لهذه المناقشات المهمة على مدى الأيام القليلة المقبلة، فلنتذكر أن التحديات التي نواجهها اليوم هائلة، ولكنها ليست مستعصية على الحل. وبالتصميم والإبداع والالتزام بالتعاون، يمكننا التغلب على هذه التحديات. والإرادة السياسية والقيادة أمران لا غنى عنهما في هذا المسعى. ويتعين على الحكومات أن تعطي الأولوية لأمن المياه ضمن أجنداتها الوطنية، بدعم من سياسات قوية وتمويل كاف. والقيادة على جميع المستويات ــ المحلية والإقليمية والعالمية ــ تشكل أهمية بالغة في قيادة الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا التحدي العالمي بفعالية.

ومن خلال الحوار الشامل والمشاركة الفعّالة من جانب جميع الأطراف المعنية، يمكننا رسم مسار مرن ومستدام. وبالتعاون، يمكننا بناء مستقبل مزدهر في منطقتنا قادر على الصمود في مواجهة أزمة المياه ــ مستقبل يضمن الأمن المائي، ويدعم التنمية المستدامة، ويعزز نوعية الحياة لجميع شعوبنا.

فلنعمل على تحويل مناقشاتنا إلى أفعال، وأفكارنا إلى حلول، ورؤيتنا إلى واقع. فمستقبل المياه في منطقتنا يعتمد على ما نقوم به هنا، اليوم، وفي الأيام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: مصر لها دور قيادي في مؤتمرات المناخ
  • "الطاقة والبنية التحتية" تستعرض مبادراتها في"العالمي للمرافق 2024"
  • أذربيجان البلد المضيف لـ (كوب29) توضح المهمة الرئيسية للقمة
  • أذربيجان تعلن أهدافًا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29.. فيديو
  • أذربيجان تعلن أهدافا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29
  • التمويل المناخي وتخزين الطاقة.. الإعلان عن أهداف "كوب29"
  • مشاركة 80 دولة في فعاليات "أسبوع عمان للمناخ" لمعالجة التحديات البيئية
  • غدًا.. وزير البترول يشارك في "2024 GASTECH" الدولي في مدينة هيوستن الأمريكية
  • سجل إجرامي حافل.. من يكون المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب الجديدة؟
  • انطلاق فعاليات اليوم الأول من المنتدى العربي السادس للمياه