هجمات الحوثي البحرية.. كيف تؤثر؟ وما هي خيارات إسرائيل وأمريكا؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
على وقع حرب إسرائيلية مدمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنت جماعة الحوثي في اليمن سلسلة هجمات في البحر الأحمر، وهو ممر ملاحي استراتيجي؛ ما أضر بمصالح إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، ودفعهما إلى بحث سبل الرد على الحوثيين، المدعومين من إيران.
وأودت حرب الاحتلال الإسرائيلي بحياة 15 ألفا و899 فلسطينيا في غزة، وأصابت أكثر من 42 ألف بجروح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وبعدما أعلنوا مرارا عن استهداف إسرائيل بصواريخ ومسيّرات، توعد الحوثيون باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية "نُصرة لغزة"، ودعوا الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن".
وفي أحدث هجمات الحوثيين، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري "تعرض المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" وسفن تجارية لهجوم في البحر الأحمر".
وبينما لم يحدد "البنتاجون" مصدر الهجوم، قال مسؤول أمريكي لوكالة "أسوشييتد برس" إنه تم شنه من العاصمة اليمنية صنعاء (تحت سيطرة الحوثيين)، واستمر لمدة 5 ساعات.
فيما أعلنت جماعة الحوثي، المسيطرة على معظم شمال غرب اليمن، أنها استهدافت سفينتين "إسرائيليتين" في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر بصاروخ بحري وطائرة مسيّرة.
ويربط باب المندب البحر الأحمر بخليج عدن، وهي ممر بحري حيوي للتجارة العالمية، وعادة ما تؤدي التوترات فيها إلى ارتفاع الأسعار على مستوى العالم.
وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تم إطلاق صاروخين من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بعد أن استجابت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية لنداء استغاثة من سفينة مرتبطة بإسرائيل أثناء محاولة قراصنة صوماليين اختطافها.
وأعلن الحوثيون، في 19 نوفمبر، السيطرة في البحر الأحمر على سفينة الشحن "جالاكسي ليدر" (Galaxy Leader)، وهي مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وردا على "قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية وضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي"، أعلن الحوثيون عبر بيان في 8 من الشهر الماضي "إسقاط طائرة تجسس أمريكية مسيرة من طراز MQ9 في المياه الإقليمية لليمن بالبحر الأحمر".
اقرأ أيضاً
مباحثات أمريكية مع إسرائيل لإنشاء قوة حماية للملاحة بالبحر الأحمر
تداعيات اقتصادية
وتحت وطأة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تترقب شركات الملاحة البحرية العالمية تطورات حركة الملاحة عبر باب المندب، وأظهرت بيانات لهذه الشركات ارتفاعا في تكلفة تأمين السفن المارة في المنطقة.
فيما أعلنت شركة الشحن البحري الإسرائيلية "زيم"، في 29 نوفمبر، تحويل سفنها عن قناة السويس المصرية.
وستستخدم سفن الشركة مسارا بديلا عبر البحر المتوسط، ثم مضيق جبل طارق، ومنه جنوبا عبر المحيط الأطلسي، مرورا برأس الرجاء الصالح جنوبي إفريقيا، ثم إلى آسيا.
ويعني ذلك ارتفاع تكاليف الشحن وتأخير وصول شحنات البضائع إلى دولة الاحتلال. وقال خبير الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوسي ميلمان إن مهاجمة السفن التي يملكها رجال أعمال إسرائيليون "تهدد التجارة الخارجية لإسرائيل، التي تؤمّن 99% من احتياجاتها عبر النقل البحري".
وبحسب ميلمان، فإن إسرائيل مترددة في كيفية الرد على هجمات الحوثيين؛ إذ ترى أنها محاولة من إيران لفتح جبهة قتال إسرائيلية ثالثة، بالإضافة إلى جبهتي غزة ولبنان، في إشارة إلى محاولة إشغال إسرائيل لتخفيف الضغط عن غزة.
ومنذ اليوم التالي لحرب غزة، يتبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا متقطا مع جماعة "حزب الله" (حليفة إيران) وفصائل فلسطينية في لبنان؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي الحدود.
وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وفلسطين وسوريا.
ونقلا عن مسؤول عسكري لم يسمه، قال ميلمان إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تزيد رسوم تأمين السفن؛ ما يرفع الأسعار عالميا، ويحفز المزيد من الدول على التدخل لوقف الهجمات.
اقرأ أيضاً
حرب إقليمية محتملة.. ماذا ستفعل إيران؟ وكيف يساعد الحوثيون؟
خيارات صعبة
ومن المرجح، بحسب تحليل بموقع "ستراتفور" الأمريكي، أن يستمر الحوثيون في تنفيذ عمليات سيطرة وهجمات بطائرات مسيّرة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل؛ مما قد يورط واشنطن و/أو تل أبيب في "ضربات انتقامية" ضد الجماعة.
ويبدو أن الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل لا تملكان حتى الآن الوسائل لوقف هجمات الحوثيين، على الرغم من وجود أمريكي في البحر الأحمر، عززته واشنطن بحاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، ضمن دعم عسكري ودبلوماسي لتل أبيب منذ اندلاع حربها على غزة.
وكشف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في 4 ديسمبر، أن بلاده بحثت مع إسرائيل ودول أخرى إنشاء قوة لحماية الملاحة في البحر الأحمر.
كما توعدت واشنطن بإعادة تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية". وسبق أن صنفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021) الحوثيين "منظمة إرهابية" في يناير/كانون الثاني 2021، وهو ما ألغته إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.
لكن هذا التصنيف، وفقا لمايكل هورتون في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي، "سسيكون له تأثير ضئيل أو معدوم على الحوثيين وقيادتهم، فكبار أعضاء الحوثي لا يغادرون اليمن وليس لديهم أصول أجنبية قد تكون عرضة للمصادرة، وسيتم الاحتفال بهذا التصنيف في صنعاء كدليل على أن الحوثيين ينتصرون".
وكذلك الضربات العسكرية الأمريكية و/ أو الإسرائيلية تعتبر "خيارا سيئا"، بحسب هورتون؛ فـ"الجماعة المسلحة لم تنجو من سنوات من الضربات التي نفذتها السعودية والإمارات فحسب، بل ازدهرت عسكريا وسياسيا أيضا، وأثارت هذه الضربات الغضب الشعبي، ما أبقى الجماعة متماسكة".
اقرأ أيضاً
لماذا يهاجم الحوثيون إسرائيل؟ وما تداعيات ذلك على اليمن؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: هجمات الحوثي البحر الأحمر إسرائيل الرد خيارات فی البحر الأحمر هجمات الحوثیین هجمات الحوثی
إقرأ أيضاً:
عاجل: حدث ليلا.. الحوثيون يهددون إسرائيل بالصواريخ وعطل مفاجئ في طائرة وزير الخارجية الأمريكي.. و«زيلينسكي» يروي قصة محاولة اغتياله
وقعت العديد من الأحداث المهمة خلال الساعات الماضية من الليل، كان أبرزها هبوط اضطراري لطائرة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أثناء توجهها إلى ميونيخ لحضور مؤتمر للأمن، وعودة جماعة الحوثي اليمنية لتٌهدد إسرائيل من جديد في حال نفذت الولايات المتحدة وإسرائيل خطتهما بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وتعرضت طائرة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمشكلة فنية أثناء التوجه إلى ميونيخ لحضور مؤتمر للأمن ومقابلة مسوؤلين روس وأوكران لبحث السبل الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وقالت المصادر بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي إن المشكلة كان سببها تصدع في الزجاج الأمامي وعادت مرة أخرى، وقالت الخارجية الأمريكية إن «روبيو» سيستقل طائرة أخرى.
روبيو: واشنطن ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزةوقال «روبيو» إن الولايات المتحدة ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزة، بحسب «القاهرة الإخبارية».
وأشار إلى أنه إذا كانت لدى الدول العربية خطة أفضل بشأن غزة فهذا أمر جيد، مؤكدًا أن الشركاء العرب سيجتمعون قريبا ثم يعودون إلى الولايات المتحدة بخطة بشأن غزة.
تهديد حوثي جديد لإسرائيلوقالت جماعة الحوثي اليمنية، إنها ستتدخل بالقصف الصاروخي والعمليات البحرية إذا نفذت أمريكا وإسرائيل خطة تهجيرالفلسطينيين، ردًا على المقترح الأمريكي وحديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطة تهجير الفلسطينيين، بحسب وسائل إعلام يمنية.
145 عضوًا بالكونجرس الأمريكي يطالبون بترامب بالتوقف عن خطة غزةوقالت قناة «القاهرة الإخبارية» في تقرير لها، إن 145 عضوًا بالكونجرس الأمريكي، وقعوا على رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يطالبونه فيها بالتراجع عن تصريحاته بشأن سيطرة أمريكية على قطاع غزة، وفي استطلاع رأي أظهر أن 64% من الأمريكيين يعارضون خطة «ترامب» بشأن غزة.
واشنطن تفرض عقوبات على كريم خانوفرضت الولايات المتحدة عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان على خلفية إعلان المحكمة مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، وذلك بعد أيام من إعلان «ترامب» فرض عقوبات على قضاة المحكمة.
«زيلينسكي» يروي محاولة مثيرة لاغتيالهولأول مرة، روى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محاولة اغتياله في اليوم الأول من الحرب الروسية، وذلك في فبراير عام 2022، أي مع بداية الحرب، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة «ذا صن» البريطانية.
وأشار «زيلينسكي» إلى أنه لا يتذكر عدد محاولات الاغتيال التي تعرض لها منذ الحرب، وكانت الأولى هي بمثابة الصدمة بالنسبة له، إذ هبطت قوات خاصة روسية بالمظلات في كييف بهدف اغتياله، وذلك في أول أيام الحرب، مضيفًا: «أغلق حراسي المكتب باستخدام حواجز مؤقتة وألواح خشبية، وتم تزويدنا بالبنادق والدروع الواقية».
وقال أنه عندما عرض مسؤولون بريطانيون وأمريكيون إخراجه من العاصمة، رد قائلًا: «أحتاج إلى ذخيرة، وليس رحلة».
يذكر أن روسيا نفت تقارير عن محاولاتها اغتيال فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا.
مؤتمر صحفي بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الهندي ناريندا موديوفي مؤتمر صحفي بين الرئيس الأمريكي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، قال «ترامب»، إن الولايات المتحدة والهند ستتعاونان سويًا في مواجهة التطرف، مؤكدًا أن الهند فرضت تعريفة جمركية على بعض البضائع الأمريكية، وستزيد المبيعات الأمريكية العسكرية للهند مستقبلًا.
وأشار ناريندا مودي، رئيس الوزراء الهندي، إلى أن قيادة ترامب فعالة في تعميق العلاقات بين أمريكا والهند، مؤكدًا أن عمل الهند وأمريكا معًا يخلق فرصة كبيرة للازدهار، وستعمل البلدان على اتفاق تجاري يستفيد منه كلاهما، وتسعى الهند لمضاعفة التجارة مع الولايات المتحدة عدة مرات.
وأكد مودي، أن الهند وأمريكا سيعملان سويًا في مجال الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، وقررت الهند زيادة التعاون بين وكالة «ناسا» ووكالة الفضاء الهندية، متابعًا: «سنعزز علاقتنا بتحالف كواد الذي سيُعقد اجتماعه هذا العام في الهند».
تعيين روبرت كينيدي وزيرًا للصحةوصادق مجلس الشيوخ الأمريكي، على تعيين روبرت كينيدي جونيور، وزيرًا للصحة، وذلك بعد أيام من الجدل المثار حوله.
هجوم في ميونيخ قبل القمة والانتخاباتوفي ألمانيا، أصيب ما لا يقل عن 30 شخصًا عندما اقتحمت سيارة يقودها طالب لجوء أفغاني حشدًا في مدينة ميونيخ، بحسب وكالة «رويترز».
وقال رئيس وزراء ميونيخ إنه من المتوقع أن يكون ما حدث «هجومًا» مما أعاد التركيز على الأمن قبل الانتخابات الاتحادية الألمانية الأسبوع المقبل.
وجاء الهجوم المشتبه به قبل ساعات من وصول زعماء دوليين، بمن فيهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى المدينة الواقعة في جنوب ألمانيا لحضور مؤتمر ميونيخ للأمن.