ارتفعت انبعاثات الكربون العالمية من الوقود الأحفوري مرة أخرى في عام 2023 لتصل إلى مستويات قياسية، وفقًا لبحث جديد أجراه الفريق العلمي لمشروع الكربون العالمي.

ويقدم تقرير ميزانية الكربون العالمية الذي أعده فريق دولي يضم أكثر من 120 عالما، تحديثا سنويا خاضعا لمراجعة النظراء استنادا إلى المنهجيات الراسخة بطريقة شفافة.

العمل لا يزال بطيئا

وتوقع تقرير 2023 عن "ميزانية الكربون العالمية السنوية" أن تبلغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الأحفوري 36.8 مليار طن متري في العام الحالي، بزيادة قدرها 1.1% عن عام 2022. وقد نُشرت طبعة 2023 (التقرير السنوي الـ18) في دورية "إيرث سيستم ساينس داتا".

وبحسب ما جاء في البيان الصحفي لمشروع الكربون العالمي، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الأحفوري تنخفض في بعض المناطق بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، ولكنها ترتفع بشكل عام، ويقول العلماء إن التحرك العالمي لخفض الوقود الأحفوري لا يحدث بالسرعة الكافية لمنع تغير المناخ الخطير.

من المتوقع أن تنخفض الانبعاثات الناجمة عن تغير استخدام الأراضي (مثل إزالة الغابات) انخفاضا طفيفا (شترستوك)

ومن المتوقع أن تنخفض الانبعاثات الناجمة عن تغير استخدام الأراضي (مثل إزالة الغابات) انخفاضا طفيفا، ولكنها لا تزال مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن تعويضها بالمستويات الحالية لإعادة التحريج (بناء غابات جديدة).

ويتوقع التقرير أن يصل إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية (الحفريات والتغير في استخدام الأراضي) إلى 40.9 مليار طن متري في عام 2023. وهو مستوى أعلى بقليل من مستويات عام 2022، وهو جزء من "هضبة" مدتها 10 سنوات بعيدة كل البعد عن الخفض الحاد في الانبعاثات المطلوب بشكل عاجل لتحقيق أهداف المناخ العالمي.

يقول البروفيسور بيير فريدلينغشتاين من معهد الأنظمة العالمية في إكستر بالمملكة المتحدة والذي قاد الدراسة: "إن آثار تغير المناخ واضحة في كل مكان حولنا، ولكن العمل على تقليل انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري لا يزال بطيئا بشكل مؤلم.. يبدو الآن أنه لا مفر من أننا سنتجاوز هدف 1.5 درجة مئوية في اتفاقية باريس، وسيتعين على القادة المجتمعين في كوب 28 الاتفاق على خفض سريع في انبعاثات الوقود الأحفوري حتى للحفاظ على هدف درجتين مئويتين".

التجاوز خلال سبع سنوات فقط

وعند مستوى الانبعاثات الحالي، يقدر فريق ميزانية الكربون العالمية أن هناك فرصة بنسبة 50% لتجاوز ظاهرة الاحتباس الحراري 1.5 درجة مئوية بشكل مستمر خلال سبع سنوات تقريبا.

يتعين على القادة المجتمعين في "كوب 28" الاتفاق على خفض سريع في انبعاثات الوقود الأحفوري (شترستوك)

يخضع هذا التقدير لقدر كبير من عدم اليقين، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عدم اليقين بشأن الاحترار الإضافي الناجم عن عوامل غير ثاني أكسيد الكربون، وخاصة بالنسبة لأهداف الـ1.5 درجة مئوية التي تقترب من مستوى الاحترار الحالي.

ومع ذلك، فمن الواضح أن ميزانية الكربون المتبقية تنفد بسرعة، وبالتالي ينفد معها الوقت المتبقي لتحقيق هدف الـ1.5 درجة مئوية وتجنب التأثيرات الأسوأ لتغير المناخ.

تقول البروفيسورة كورين لو كيري أستاذ أبحاث المجتمع الملكي في كلية العلوم البيئية بجامعة إيست أنجليا: "إن الانبعاثات العالمية عند مستوى اليوم تزيد بسرعة من تركيز ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي، مما يتسبب بتغير مناخي إضافي وتأثيرات خطيرة ومتزايدة بشكل متزايد".

و"تحتاج جميع البلدان إلى إزالة الكربون من اقتصاداتها بشكل أسرع مما هي عليه في الوقت الحاضر لتجنب الآثار الأسوأ لتغير المناخ".

من المتوقع أن تزداد الانبعاثات العالمية من الفحم 1.1% والنفط 1.5% والغاز 0.5% (شترستوك)

وتشمل النتائج الرئيسية الأخرى لميزانية الكربون العالمية لعام 2023 ما يلي:

تختلف الاتجاهات الإقليمية بشكل كبير، ومن المتوقع أن تزيد الانبعاثات في عام 2023 في الهند (8.2%) والصين (4.0%) وتنخفض في الاتحاد الأوروبي (-7.4%) والولايات المتحدة (-3.0%) وبقية العالم (-0.4%). ومن المتوقع أن تزداد الانبعاثات العالمية من الفحم (1.1%) والنفط (1.5%) والغاز (0.5%). ومن المتوقع أن يبلغ متوسط مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 419.3 جزءًا في المليون عام 2023، أي 51% أعلى من مستويات ما قبل الصناعة. وما يقرب من نصف إجمالي ثاني أكسيد الكربون المنبعث يتم امتصاصه عن طريق "البواليع" الأرضية والمحيطات، بينما يبقى الباقي في الغلاف الجوي حيث يتسبب في تغير المناخ. كانت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناجمة عن الحرائق في عام 2023 أكبر من المتوسط (استنادا إلى سجلات الأقمار الصناعية منذ عام 2003) بسبب موسم حرائق الغابات الشديد في كندا، حيث كانت الانبعاثات أعلى من المتوسط بـ6 إلى 8 أضعاف. تبلغ المستويات الحالية لإزالة ثاني أكسيد الكربون باستخدام التكنولوجيا (أي باستثناء الوسائل المعتمدة على الطبيعة مثل إعادة التشجير) نحو 0.01 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي أقل بمليون مرة من الانبعاثات الحالية من ثاني أكسيد الكربون الأحفوري.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الدولار يصعد والبتكوين تقفز لمستوى قياسي مع فوز ترامب

ارتفع الدولار وفي طريقه لتسجيل أكبر زيادة يومية منذ مارس (آذار) 2023، اليوم الأربعاء، مقابل عملات رئيسية، في حين قفزت عملة بتكوين المشفرة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وسط تزايد الرهانات، على فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وأعلن المرشح الجمهوري ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، على حساب الديمقراطية كامالا هاريس.

وبدأ صعود العملة الأمريكية بعد المؤشرات الأولية على فوز الجمهوريين في ولاية جورجيا.

⚠️BREAKING:

*U.S. STOCK FUTURES SOAR, VIX PLUNGES AS DONALD TRUMP DECLARED ELECTION WINNER$SPY $QQQ $VIX ???????? pic.twitter.com/rcuEcVTlaN

— Investing.com (@Investingcom) November 6, 2024

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية من بينها اليورو والين، 1.4% إلى 104.85، بعد أن وصل في وقت سابق إلى 105.31، وهو أعلى مستوى له في 4 أشهر، مما يضعه على مسار أفضل أداء يومي منذ مارس (آذار) 2023.

ويرى المحللون أن سياسات ترامب المتعلقة بالمالية العامة، والرسوم الجمركية والهجرة ستؤدي إلى التضخم، وهو ما يدعم عوائد سندات الخزانة الأمريكية وبالتالي الدولار.

وصعد عائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بنحو 12 نقطة أساس إلى 4.4039%.

وقفزت العملة الأمريكية أكثر من 3% إلى 20.8038 بيزو مكسيكي، وهو أعلى مستوى في أكثر من عامين.

كما صعدت بنحو 1.3% إلى 7.1928 يوان في التعاملات الخارجية للمرة الأولى منذ ما يقرب من 3 أشهر.

وأنهى اليوان التعاملات المحلية منخفضا 0.8% عند 7.1649 للدولار، متجهاً نحو أكبر خسارة يومية له منذ يونيو (حزيران) 2023.

والمكسيك والصين من بين الدول التي من المتوقع، أن تتضرر بشدة من الرسوم الجمركية المحتملة التي قد يفرضها ترامب. وأما اليورو فخسر نحو 1.9% إلى 1.0702 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 28 يونيو (حزيران) الماضي. وهبط في أحدث التعاملات 1.5%. كما نزل الجنيه الإسترليني 1% إلى 1.2911 دولار. وارتفع الدولار إلى 154.38 ين. وهو أعلى مستوى منذ 30 يوليو (تموز) الماضي. وبلغ في أحدث التعاملات 153.92 ين.

وصعدت بتكوين بنحو 8.6% لتصل إلى مستوى قياسي عند 75389 دولاراً. وارتفعت في أحدث التعاملات 6% إلى 73756 دولاراً. ويُنظر إلى ترامب على أنه أكثر دعماً للعملات المشفرة من هاريس. وانخفض الدولار الأسترالي 1.87% إلى أدنى مستوى في 3 أشهر عند 0.6513 دولار.

مقالات مشابهة

  • قرة إنرجي: ملتزمون بتقديم حلول مبتكرة لتقليل ضريبة الكربون
  • الدولار يصعد والبتكوين تقفز لمستوى قياسي مع فوز ترامب
  • الجابر: الذكاء الاصطناعي يسرع وتيرة التغيير ويدعم النمو الاقتصادي منخفض الكربون
  • “أدنوك” و”مصدر” تتعاونان مع “مايكروسوفت” لنشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول منخفضة الكربون
  • «أدنوك» و«44.01» توسعان نطاق مشروع تعدين ثاني أكسيد الكربون
  • الإعلان عن توسيع نطاق مشروع تعدين ثاني أكسيد الكربون بالفجيرة
  • تعدين الكربون وتحويله إلى صخور.. مشروع رائد تنفذه أدنوك لخفض الانبعاثات في الإمارات
  • “أدنوك” وشركة “44.01” توسعان نطاق مشروع تعدين ثاني أكسيد الكربون بالفجيرة
  • الرقابة المالية: إطلاق سوق الكربون الطوعي خطوة لدعم جهود تحقيق الحياد
  • وزيرة التخطيط : مصر تتحرك في اتجاه إزالة الكربون من خلال منصة "نُوَفِّي"