"فايننشال تايمز": شبكة أنفاق حماس بغزة أكبر من شبكة قطار أنفاق لندن
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
قالت مصادر لصحيفة "فايننشال تايمز" إن شبكة الأنفاق التي أنشأتها حركة "حماس" في قطاع غزة، أكبر من شبكة قطار أنفاق لندن، كما أنها محصنة ضد طائرة الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار.
"الغارديان": "حماس" خططت سنوات لعملية "طوفان الأقصى" بمساعدة جواسيس إسرائيليينوحسب المصادر فإن "كبار قادة حماس ومقاتليها تمكنوا من الاحتماء داخل الأنفاق، ومعظمهم نجوا من الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ حوالي ثمانية أسابيع تقريبا"، مؤكدة أن "الأنفاق المحصنة ضد طائرات الاستطلاع بدون طيار والعديد من القدرات الإسرائيلية الأخرى بما في ذلك الضربات الجوية، هي أيضا المكان الذي يعتقد أن حماس تحتفظ فيه بترسانتها من الصواريخ، بالإضافة إلى أكثر من 130 رهينة".
وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق إن كلمة "أنفاق لا تنصف ما أنشأته حماس تحت قطاع غزة"، واصفا إياها بـ "المدن تحت الأرض".
وشدد مسؤول إسرائيلي آخر على أن "الأنفاق تشكل تحديا هائلا.. لقد وضعت حماس داخل هذه الأنفاق أفخاخا متفجرة، بالإضافة إلى عوائق تمنعنا من التحرك، مما يزيد من المخاطر على قواتنا"، مؤكدا أن "الحكومة تضخ موارد لإيجاد حل لتدمير الأنفاق".
وقالت الصحيفة البريطانية إن "الخطوة الأولى هي تحديد موقع الأنفاق. ومن الممكن أن تعمل أجهزة الرادار وأجهزة الاستشعار الصوتية التي تخترق الأرض، على الرغم من أن البيئة الحضرية الكثيفة في غزة والركام الذي خلفه القصف الجوي الإسرائيلي يحدان من فائدتها. وهناك تكتيك أبسط، يعرف باسم "الشعر الأرجواني"، يتضمن إلقاء قنبلة دخان في مدخل النفق، ثم يتم إغلاقه بعد ذلك برغوة متوسعة لمعرفة ما إذا كان الدخان سيظهر في مكان آخر".
واعتبر المسؤول الأمني أن "مثل هذه الأساليب الشبيهة بالخيال العلمي تسلط الضوء على الصعوبات والوقت اللازم لتدمير عالم حماس السري. كما أنها تفسر سبب ندم بعض المسؤولين لأن إسرائيل لم تكمل المهمة قبل سنوات"، مشددا على أنه "كان ينبغي علينا تدميرها كلها عندما كانت (شبكة أنفاق حماس) أصغر، وكان لدينا كل المعلومات الاستخباراتية".
المصدر: "فايننشال تايمز"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية حركة حماس طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: على إسرائيل أن تتعلم من فشلها في الحسم مع حماس وحزب الله
ذكر مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" للبروفيسور إيال زيسر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ونائب رئيس جامعة تل أبيب، أن "من المهم أن نعترف أنه رغم الوعد بالنصر الحاسم، فإن حزب الله وحماس نجوا من الحرب، حتى وإن تعرضوا لضربات قاسية، وهناك قلق من أنهم سيعملون على إعادة بناء قوتهم والعودة لتهديد إسرائيل. وبالتالي، فهذا فشل من المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، الذين بعد فشلهم في 7 أكتوبر عادوا ليخطئوا في إدارة المعركة بعدما أضاعوا الفرصة لحسم العدو خلال أشهر القتال الطويلة".
وأضاف، أن "الرئيس ترامب هو من كان القوة المحركة وراء تحقيق الصفقة، بعد أن وعد جميع الأطراف المعنية - ويتضح أنه كان يقصدنا أيضًا - بالجحيم إذا لم يتم التوصل إلى هذه الصفقة. ترامب لا يهدأ، وهو الآن يركز على التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية كخطوة أولى نحو خلق شرق أوسط جديد".
وأشار الكاتب، إلى أن "الطريق من إنهاء الحرب في غزة إلى السلام في الشرق الأوسط مليء بالعقبات ومحطات وسيطة يفضل ترامب تجاهلها - ماذا سيحدث في غزة ولبنان بعد الحرب، وماذا سيكون مصير المشروع النووي الإيراني".
وتابع، "مثل هذه العقبات لا يتم التغلب عليها في منطقتنا من خلال الإغراءات أو الوعود بالازدهار الاقتصادي، بل من خلال التهديدات باستخدام القوة. يجب أن يعرف ترامب هذا بعد فشله في محاولة دفع "صفقة القرن" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في العقد الماضي".
وأردف زيسر، "ربما يبدو ترامب ويتصرف وكأنه يهدد، ولكن في منطقتنا يعرفون قراءة ما بين السطور، ويبدو أن رسالته، ورسالة نائبه، ووزير دفاعه بيتير هاجيت، واضحة. جميعهم يوجهون دعمًا كبيرًا لإسرائيل، ولكن في الوقت نفسه يبعثون برسالة واضحة مفادها أنه ليس لدى الولايات المتحدة رغبة في الانخراط في حروب في الشرق الأوسط. بمعنى آخر، إدارة ترامب لا ترغب أو تهتم في اتخاذ إجراءات عسكرية، سواء في سوريا أو في اليمن، ومن المحتمل أيضًا في إيران".
واستدرك الكاتب، أن "ما فهمه حزب الله في لبنان، يفهمه الآن حماس في غزة، ومن المتوقع أن يفهمه الإيرانيين أيضًا - ترامب يهدد لكنه لا ينوي التحرك، وبدلاً من ذلك يركز على التوصل إلى اتفاقات وتسويات، وأولها الاتفاق مع إيران بشأن مشروعها النووي. من هنا الاستنتاج المطلوب - خفض الرأس وانتظار مرور العاصفة".
وأشار إلى أن "حماس في غزة لن تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار، بل ستعمل فقط على إعادة بناء قوتها العسكرية واستعادة السيطرة على السكان. أما في لبنان، فإن حزب الله يعمل على الحفاظ على الأسلحة التي يمتلكها، والدليل على ذلك أن الجيش اللبناني لم يقم بمصادرة أي صاروخ حتى الآن، سواء في جنوب الليطاني أو في شماله".
الصفقة في غزة هي ورقة هامة في برج أوراق اللعب الأمريكي الذي يهدف إلى خلق شرق أوسط جديد، ولكن من المشكوك فيه أن يصمد برج الأوراق هذا أمام أول نسمة ريح، خصوصًا أنه من الواضح للجميع أن واشنطن لا تنوي استخدام القوة لدفع برامجها الخاصة بمستقبل المنطقة بحسب الكاتب.
وختم قائلا، "من الأفضل أن تستعد إسرائيل للوضع الجديد، وأن تتعلم من فشلها في حسم المعركة ضد حماس وحزب الله خلال الـ15 شهرًا الماضية، وأن تستوعب قواعد اللعبة التي يفرضها الأمريكيون، وتجد طريقة تجمع بين التحركات العسكرية والسياسية لتمكينها من منع عودة التهديد من غزة ومن حدود لبنان".