الجزيرة:
2025-03-16@16:54:29 GMT

الخفافيش مصاصة الدماء.. تحذير من انتشارها في أميركا

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

الخفافيش مصاصة الدماء.. تحذير من انتشارها في أميركا

أفاد باحثون في دراسة جديدة أن الخفافيش مصاصة الدماء لها تاريخ في توسيع انتشارها مع تغير المناخ، مما يدعم المخاوف بشأن المزيد من الانتشار شمالا بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان.

التحرك شمالا

وتشير النتائج إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة قد يجذب الخفافيش مصاصة الدماء للانتقال قريبا، ومن المحتمل أن يحمل بعضها أمراضا مثل داء الكلب الذي يمكن أن ينتشر إلى الحياة البرية أو الماشية أو في حالات نادرة إلى البشر.

ويستند هذا القلق إلى سابقة تاريخية كما تشير عالمة الأحياء والمؤلفة الرئيسية بايج فان دي فورست من معهد فيرجينيا للفنون التطبيقية وجامعة الولاية.

وهناك ثلاثة أنواع من الخفافيش مصاصة الدماء تعيش في البرية اليوم، وتعيش جميعها فقط في المكسيك وأميركا الوسطى والجنوبية، وعدد قليل من جزر الكاريبي. وتشير الأدلة الأحفورية إلى أن الخفافيش مصاصة الدماء كانت تتمتع بانتشار أوسع في عصور ما قبل التاريخ، بما في ذلك الأنواع الموجودة بالإضافة إلى بعض الخفافيش مصاصة الدماء "العملاقة" المنقرضة الآن.

وتقول فان دي فورست في البيان الصحفي المنشور على موقع يوريك ألرت: "ما وجدناه هو أن توزيع الخفافيش مصاصة الدماء قد تحرك شمالا عبر الزمن بسبب تغير المناخ الماضي، وهو ما يتوافق مع زيادة حالات داء الكلب في العديد من دول أميركا اللاتينية".

توزيع الخفافيش مصاصة الدماء قد تحرك شمالًا عبر الزمن بسبب تغير المناخ في الماضي (شترستوك) قلق مرتقب

وتركز الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "إيكوغرافي" على الخفاش مصاص الدماء الشائع الذي ينتشر في شمال المكسيك ومنها إلى جميع أنحاء أميركا الوسطى ومعظم أميركا الجنوبية. ويزدهر الخفاش في مجموعة متنوعة من الموائل والارتفاعات المختلفة عن مستوى سطح البحر حتى 3600 متر في جبال الأنديز.

وأفادت فان دي فورست وزملاؤها أنه بسبب تغير المناخ، ستبدأ أجزاء من الولايات المتحدة أيضا في توفير موطن صالح للخفافيش مصاصة الدماء بحلول منتصف القرن. وتشير أبحاثهم إلى أن الخفافيش انتشرت تاريخيا إلى مناطق جديدة بحثا عن موائل أكثر استقرارا وأكثر اعتدالا استجابةً لدرجات الحرارة الموسمية القصوى في نطاقاتها الحالية.

وبينما لن يكون وصول الخفافيش مصاصة الدماء وحده مدعاة للقلق، فإن قدرتها على نقل الأمراض -وخاصة داء الكلب- قد تكون كذلك.

وهذا مصدر قلق رئيسي فيما يتعلق بالماشية التي تتعرض بالفعل لخطر الإصابة بداء الكلب من الخفافيش مصاصة الدماء في نطاقها الحالي. ووجدت الأبحاث السابقة أن الخفافيش تَقتل بشكل غير مباشر مئات الأبقار سنويا في بعض البلدان عن طريق إصابتها بالفيروس القاتل.

استهدف العمل الجاري التركيز على تنوع الخفافيش في كولومبيا، وهو من أعلى المعدلات في العالم (فرجينيا تك) الماشية والخيول في خطر

وعلى الرغم من أن الخفافيش مصاصة الدماء لا تسعى بشكل عام إلى الحصول على الدم من البشر، فإن الخطر عليهم ليس صفرا، كما يقول الخبراء، خاصة بالنظر إلى احتمالية تغيير داء الكلب للسلوك النموذجي للحيوان.

وتتركز المخاوف بشكل أكبر على صناعة الماشية وتربية الخيول في الولايات المتحدة، حيث إن الخفافيش مصاصة الدماء القادمة تتعرض لعض الحيوانات مثل الأبقار والخيول أكثر من البشر.

وتعد الدراسة الجديدة جزءا من جهد أوسع يبذله الباحثون لتحديد المكان الذي تعيش فيه الخفافيش مصاصة الدماء اليوم بالضبط، وتتبع حركتها ضمن هذا النطاق وخارجه.

وباستخدام سجلات نطاقات الخفافيش من عام 1901 إلى عام 2019، سعت الدراسة الجديدة إلى توضيح كيفية تأثير العوامل الجغرافية والبيئية المختلفة على التحول في نطاق الخفافيش مصاصة الدماء وانتشار داء الكلب.

واستهدف العمل الجاري التركيز بشكل أكبر على تنوع الخفافيش في كولومبيا، والذي يصنف من بين أعلى المعدلات في العالم، ويقال إنه يأتي في المرتبة الثانية بعد إندونيسيا.

تربية الماشية والخيول تتعرض لخطر الإصابة بفيروس داء الكلب القاتل بسبب الخفافيش مصاصة الدماء (شترستوك) مختبر طبيعي مثالي

يقول لويس إسكوبار عالم بيئة الأمراض والأستاذ المساعد في قسم الحفاظ على الأسماك والحياة البرية في كلية الموارد الطبيعية والبيئة بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا: "كولومبيا بلد متنوع للغاية، مما يجعلها مختبرا طبيعيا مثاليا".

وبمساعدة النمذجة البيئية المتخصصة، كشفت بيانات الباحثين بالفعل كيف تتوافق التغيرات السابقة في المناخ مع تغيرات النطاق بين الخفافيش مصاصة الدماء.

وبفضل مجموعة كبيرة من البيانات الإقليمية عن داء الكلب، سلط الباحثون الضوء أيضا على العلاقة بين تغير المناخ وتوزيع تجمعات مرض داء الكلب مع مرور الوقت.

وتساعد هذه النتائج في ربط تغير المناخ بتغير أماكن انتشار الخفافيش مصاصة الدماء و"بالترادف مع التغيرات على المستوى القاري في خطر انتشار فيروس داء الكلب من الحياة البرية إلى الحيوانات الأليفة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تغیر المناخ داء الکلب

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخ

تسعى المملكة المتحدة لتشكيل محور عالمي جديد لصالح العمل المناخي إلى جانب الصين ومجموعة من البلدان النامية، للتعويض عن تأثير تخلي دونالد ترامب عن السياسات الخضراء، وخروجه من اتفاق باريس حول المناخ.

وزار إد ميليباند، وزير الطاقة وسياسة الانبعاثات الصفرية في المملكة المتحدة، العاصمة الصينية بكين يوم الجمعة لإجراء محادثات لمدة 3 أيام مع كبار المسؤولين الصينيين، شملت مناقشات حول سلاسل توريد التكنولوجيا الخضراء، والفحم، والمعادن الأساسية اللازمة للطاقة النظيفة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟list 2 of 2الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخend of list

وقال ميليباند: "لا يمكننا حماية الأجيال القادمة من تغير المناخ إلا إذا تحركت جميع الجهات الرئيسية المسببة للانبعاثات. إن عدم إشراك الصين في كيفية أداء دورها في اتخاذ إجراءات بشأن المناخ يُعدّ إهمالا لأجيال اليوم والأجيال القادمة".

وتعد زيارة ميليباند لبكين هي الأولى لوزير طاقة بريطاني منذ 8 سنوات. وكان قد زار الهند الشهر الماضي في مهمة مماثلة، كما سافر إلى البرازيل العام الماضي، وعقد اجتماعات مع عديد من وزراء الدول النامية خلال قمة المناخ (كوب 29) في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وأضاف ميليباند -في مقالٍ له بصحيفة غارديان- أن "العمل المناخي على الصعيد المحلي دون حثّ الدول الأخرى الأكبر على القيام بدورها العادل لن يحمي الأجيال الحالية والمستقبلية. لن نحمي مزارعينا ومتقاعدينا وأطفالنا إلا إذا دفعنا دول العالم الأخرى إلى القيام بدورها".

إعلان

وتواجه الصين سلسلة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على صادراتها إلى الولايات المتحدة، كما تواجه احتمالا بأن يبدأ الاتحاد الأوروبي في فرض رسوم جمركية خضراء على واردات السلع الصينية عالية الكربون، مثل الصلب.

وتستفيد أكبر دولة مُصدرة للغازات الدفيئة في العالم من صادراتها القياسية من المركبات الكهربائية والألواح الشمسية وغيرها من السلع منخفضة الكربون، لكنها لا تزال تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الفحم، ورغم أن وتيرة انبعاثاتها التصاعدية قد توقفت على ما يبدو، فإن قرار الصين بخفض إنتاجها الكربوني أو العودة إلى الوقود الأحفوري قد يعتمد إلى حد كبير على رد الحكومة على حرب ترامب التجارية.

يعتقد عديد من الخبراء أن الاحتمال الوحيد لتجنب انهيار المناخ هو أن تقوم الصين والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وغيرها من الاقتصادات الكبرى بتشكيل كتلة مؤيدة للمناخ إلى جانب البلدان النامية المعرضة للخطر، لمواجهة ثقل الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية والدول النفطية التي تدفع في اتجاه التوسع المستمر في الوقود الأحفوري.

من جهتها، قالت مديرة المركز الدولي لسياسات المناخ كاثرين أبرو إنه "من المهم للغاية أن نرى هذا يحدث، فلا سبيل للوفاء باتفاقية باريس من دون الصين. وقد أوضحت الصين استعدادها للتحدث بشفافية أكبر بشأن هذه القضايا، وتعزيز العمل المناخي. ونرى انفتاحًا في الصين للتعاون مع أوروبا وكندا والمملكة المتحدة بشأن قضايا المناخ".

وستستضيف البرازيل قمة الأمم المتحدة للمناخ لهذا العام، "كوب 30″، في منطقة الأمازون في نوفمبر/تشرين الثاني، وسط أسوأ توترات جيوسياسية منذ عقود، وفي الوقت الذي تستعد فيه حكومات عديدة لضخ الأموال لإعادة التسلح.

لم تُقدّم حتى الآن سوى بعض الدول، بما فيها المملكة المتحدة، خططها الوطنية لخفض الانبعاثات للعقد القادم، وفقًا لما تقتضيه اتفاقية باريس لعام 2015 رغم انقضاء الموعد النهائي الشهر الماضي.

إعلان

ومن غير المرجح أن تُقدّم الصين خطتها إلا مع اقتراب موعد مؤتمر الأطراف الـ30، وستُراقَب باهتمام بالغ، إذ إن أهدافها الحالية المتعلقة بالكربون أضعف بكثير من أن تبقى ضمن حدّ 1.5 درجة مئوية.

مقالات مشابهة

  • طالبان تحصل 10 ملايين دولار لمكافحة تغير المناخ
  • مفتاح البقاء في عالم مُتغير
  • بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخ
  • الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخ
  • الأول من نوعه .. اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل
  • تحذير عاجل من الأرصاد بسبب نشاط الرياح اليوم
  • والى متى هذا القتل وهذه الدماء ؟
  • غير اللقاح.. ماذا تفعل بعد عضة الكلب؟
  • من القمح إلى البطاطا.. ثلث إنتاج الغذاء العالمي في مهب الريح
  • حلول ابتكارية لعلاج تحديات المناخ والتنمية الحضرية