الخفافيش مصاصة الدماء.. تحذير من انتشارها في أميركا
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
أفاد باحثون في دراسة جديدة أن الخفافيش مصاصة الدماء لها تاريخ في توسيع انتشارها مع تغير المناخ، مما يدعم المخاوف بشأن المزيد من الانتشار شمالا بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان.
التحرك شمالاوتشير النتائج إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة قد يجذب الخفافيش مصاصة الدماء للانتقال قريبا، ومن المحتمل أن يحمل بعضها أمراضا مثل داء الكلب الذي يمكن أن ينتشر إلى الحياة البرية أو الماشية أو في حالات نادرة إلى البشر.
وهناك ثلاثة أنواع من الخفافيش مصاصة الدماء تعيش في البرية اليوم، وتعيش جميعها فقط في المكسيك وأميركا الوسطى والجنوبية، وعدد قليل من جزر الكاريبي. وتشير الأدلة الأحفورية إلى أن الخفافيش مصاصة الدماء كانت تتمتع بانتشار أوسع في عصور ما قبل التاريخ، بما في ذلك الأنواع الموجودة بالإضافة إلى بعض الخفافيش مصاصة الدماء "العملاقة" المنقرضة الآن.
وتقول فان دي فورست في البيان الصحفي المنشور على موقع يوريك ألرت: "ما وجدناه هو أن توزيع الخفافيش مصاصة الدماء قد تحرك شمالا عبر الزمن بسبب تغير المناخ الماضي، وهو ما يتوافق مع زيادة حالات داء الكلب في العديد من دول أميركا اللاتينية".
توزيع الخفافيش مصاصة الدماء قد تحرك شمالًا عبر الزمن بسبب تغير المناخ في الماضي (شترستوك) قلق مرتقبوتركز الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "إيكوغرافي" على الخفاش مصاص الدماء الشائع الذي ينتشر في شمال المكسيك ومنها إلى جميع أنحاء أميركا الوسطى ومعظم أميركا الجنوبية. ويزدهر الخفاش في مجموعة متنوعة من الموائل والارتفاعات المختلفة عن مستوى سطح البحر حتى 3600 متر في جبال الأنديز.
وأفادت فان دي فورست وزملاؤها أنه بسبب تغير المناخ، ستبدأ أجزاء من الولايات المتحدة أيضا في توفير موطن صالح للخفافيش مصاصة الدماء بحلول منتصف القرن. وتشير أبحاثهم إلى أن الخفافيش انتشرت تاريخيا إلى مناطق جديدة بحثا عن موائل أكثر استقرارا وأكثر اعتدالا استجابةً لدرجات الحرارة الموسمية القصوى في نطاقاتها الحالية.
وبينما لن يكون وصول الخفافيش مصاصة الدماء وحده مدعاة للقلق، فإن قدرتها على نقل الأمراض -وخاصة داء الكلب- قد تكون كذلك.
وهذا مصدر قلق رئيسي فيما يتعلق بالماشية التي تتعرض بالفعل لخطر الإصابة بداء الكلب من الخفافيش مصاصة الدماء في نطاقها الحالي. ووجدت الأبحاث السابقة أن الخفافيش تَقتل بشكل غير مباشر مئات الأبقار سنويا في بعض البلدان عن طريق إصابتها بالفيروس القاتل.
استهدف العمل الجاري التركيز على تنوع الخفافيش في كولومبيا، وهو من أعلى المعدلات في العالم (فرجينيا تك) الماشية والخيول في خطروعلى الرغم من أن الخفافيش مصاصة الدماء لا تسعى بشكل عام إلى الحصول على الدم من البشر، فإن الخطر عليهم ليس صفرا، كما يقول الخبراء، خاصة بالنظر إلى احتمالية تغيير داء الكلب للسلوك النموذجي للحيوان.
وتتركز المخاوف بشكل أكبر على صناعة الماشية وتربية الخيول في الولايات المتحدة، حيث إن الخفافيش مصاصة الدماء القادمة تتعرض لعض الحيوانات مثل الأبقار والخيول أكثر من البشر.
وتعد الدراسة الجديدة جزءا من جهد أوسع يبذله الباحثون لتحديد المكان الذي تعيش فيه الخفافيش مصاصة الدماء اليوم بالضبط، وتتبع حركتها ضمن هذا النطاق وخارجه.
وباستخدام سجلات نطاقات الخفافيش من عام 1901 إلى عام 2019، سعت الدراسة الجديدة إلى توضيح كيفية تأثير العوامل الجغرافية والبيئية المختلفة على التحول في نطاق الخفافيش مصاصة الدماء وانتشار داء الكلب.
واستهدف العمل الجاري التركيز بشكل أكبر على تنوع الخفافيش في كولومبيا، والذي يصنف من بين أعلى المعدلات في العالم، ويقال إنه يأتي في المرتبة الثانية بعد إندونيسيا.
تربية الماشية والخيول تتعرض لخطر الإصابة بفيروس داء الكلب القاتل بسبب الخفافيش مصاصة الدماء (شترستوك) مختبر طبيعي مثالييقول لويس إسكوبار عالم بيئة الأمراض والأستاذ المساعد في قسم الحفاظ على الأسماك والحياة البرية في كلية الموارد الطبيعية والبيئة بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا: "كولومبيا بلد متنوع للغاية، مما يجعلها مختبرا طبيعيا مثاليا".
وبمساعدة النمذجة البيئية المتخصصة، كشفت بيانات الباحثين بالفعل كيف تتوافق التغيرات السابقة في المناخ مع تغيرات النطاق بين الخفافيش مصاصة الدماء.
وبفضل مجموعة كبيرة من البيانات الإقليمية عن داء الكلب، سلط الباحثون الضوء أيضا على العلاقة بين تغير المناخ وتوزيع تجمعات مرض داء الكلب مع مرور الوقت.
وتساعد هذه النتائج في ربط تغير المناخ بتغير أماكن انتشار الخفافيش مصاصة الدماء و"بالترادف مع التغيرات على المستوى القاري في خطر انتشار فيروس داء الكلب من الحياة البرية إلى الحيوانات الأليفة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تغیر المناخ داء الکلب
إقرأ أيضاً:
تحذير عاجل للمسافرين من تفشي مرض معدٍ يسبب نزيفا بالعين
تلقت منظمة الصحة العالمية في 10 يناير/كانون الثاني الحالي تقارير موثوقة من مصادر محلية بجمهورية تنزانيا بشأن وجود حالات مشتبه بإصابتها بمرض فيروس ماربورغ (Marburg Virus Disease) في منطقة كاغيرا شمال شرق البلاد. وقد تم الإبلاغ عن إصابة 6 أشخاص، تُوفي 5 منهم. كما تم في اليوم التالي (11 يناير/كانون ثاني) توثيق إصابة 9 أشخاص في منطقتين هما بيهارامولو وموليبا بالفيروس، ووفاة 8 منهم.
ويسبب فيروس ماربورغ حمى نزفية، حيث تتلف الأعضاء والأوعية الدموية، مما يتسبب في نزيف داخلي أو من العينين والفم والأذنين، ويمكن أن ينتشر الفيروس عن طريق اللمس أو التعامل مع سوائل جسم شخص مصاب، أو أشياء ملوثة أو حيوانات برية مصابة.
تقول منظمة الصحة العالمية إن معدل الوفيات بسبب هذا الفيروس يصل إلى 88%، مما يعني أنه يمكن أن يقتل نحو 9 من كل 10 أشخاص يصيبهم.
يُعَد الخطر الإقليمي لانتشار المرض مرتفعا بسبب الموقع الإستراتيجي لمنطقة كاغيرا كمركز عبور، مع حركة حدودية كبيرة للسكان إلى رواندا وأوغندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية.
ووفقا للتقارير، فإن بعض الحالات المشتبه بها موجودة في مناطق قريبة من الحدود الدولية، مما يسلط الضوء على إمكانية انتشارها إلى البلدان المجاورة، ويأتي تفشي المرض في تنزانيا بعد أقل من شهر من الإعلان رسميا عن انتهاء تفشي فيروس ماربورغ في دولة رواندا، حيث أصيب ما مجموعه 66 شخصا، حوالي 80% منهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
إعلان أعراض الإصابة بفيروس ماربورغ الأشد فتكاتم اكتشاف مرض حمى ماربورغ لأول مرة في عام 1967 بعد تفشيين متزامنين للمرض في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا، وفي بلغراد بصربيا، وارتبط تفشي المرض بالعمل المختبري باستخدام قرود خضراء أفريقية (Cercopithecus aethiops) مستوردة من أوغندا.
يبدأ الأشخاص المصابون بفيروس ماربورغ في الشعور بالمرض بعد مرور 2-21 يوما من إصابتهم به وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وتظهر أعراض الإصابة بالفيروس فجأة وتشمل الصداع الشديد والحمى، والإسهال، وآلام المعدة، والقيء، ويصعب التمييز بين حمى ماربورغ النزفية والأمراض الاستوائية الأخرى في المراحل المبكرة، مثل الإيبولا والملاريا.
ويمكن أن تصبح الأعراض أكثر حدة مع تقدم المرض، بما في ذلك فشل الكبد، والهذيان، والنزيف، واختلال وظائف العديد من الأعضاء.
هل يمكن علاج المرض؟لا توجد حاليا أي لقاحات أو علاجات لمرض ماربورغ، ويقتصر العلاج على الرعاية الداعمة للمريض والتي تشمل الراحة، والسوائل، والتأكد من مستوى الأكسجين وضغط الدم، وعلاج الالتهابات الثانوية، وهذا غالبا ما يعرض العاملين في مجال الصحة لخطر مباشر من الفيروس، حيث ينتقل من خلال سوائل الجسم المصابة.
الوقاية من فيروس ماربورغيوجد الفيروس في لعاب وبول وبراز الخفافيش المصابة، وبمجرد "انتقال" المرض من الحيوانات البرية إلى البشر، يمكن للمصابين به أن ينقلوا المرض إلى أشخاص آخرين.
ويمكن أن يصاب شخص ما بفيروس ماربورغ من خلال سوائل الجسم لشخص مريض أو توفي بسبب فيروس ماربورغ.
للوقاية من فيروس ماربورغ يُنصح بتجنب ملامسة الدم وسوائل الجسم للأشخاص المرضى، وعدم التعامل مع الأشياء التي قد تكون لامست سوائل جسم شخص مصاب.