نيل الأقصر يتلألأ بـ300 مركب لدعم صغار الصيادين في 4 محافظات
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
شهدت محافظة الأقصر، صباح اليوم، تسليم 300 مركب صيد في أكبر مبادرة لدعم صغار الصيادين بـ4 محافظات في صعيد مصر، أطلقتها وزارة التضامن بالشراكة مع مؤسسة صناع الخير للتنمية عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وبالتعاون مع المهندس للتأمين والمهندس لتأمينات الحياة، وذلك بحضور الوزيرة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، المستشار مصطفي ألهم محافظ الأقصر، ومصطفي زمزم رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وخالد عبد الصادق نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة المهندس للتأمين، ومصطفى صلاح الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة المهندس لتأمينات الحياة.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الوزارة تستكمل تنفيذ المبادرة الرئاسية «بر أمان» لدعم صغار الصيادين التي تستهدف في مجملها 42 ألف صياد، وتستكمل الجهود في الوقت الحالي في البحيرات الداخلية ونهر النيل، حيث بدأت المبادرة بتكلفة 60 مليون جنيه تقريباً، وتم زيادة هذا المبلغ تدريجيا، وانطلقت أولي مراحل المبادرة من محافظة الفيوم في عام 2021، ثم توسعت لتشمل محافظات كفر الشيخ، والإسكندرية، والدقهلية، وسوهاج، والأقصر، وأسوان، وشمال وجنوب سيناء.
مبادرة بر أمان
وأفادت وزيرة التضامن الاجتماعي أن مبادرة بر أمان تستهدف تعزيز قدرات صغار الصيادين على العمل بأمان في مهنة تعد من أعرق المهن في مصر والتي توفر فرص عمل لآلاف المصريين الذين نعمل على مد مظلة الحماية الاجتماعية لهم ولأسرهم، وذلك بالتعاون مع السادة المحافظين وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، والجمعيات التعاونية لصائدي الأسماك، والجمعيات الأهلية التي تستهدف الصيادين والمقيمين على ضفاف البحيرات الداخلية، حيث تشمل جهود الحماية التأمين على أصحاب المراكب الآلية وفقا لأحكام قانون التأمينات الاجتماعية تحت بند فئة أصحاب أعمال، حيث يسدد صاحب المركب 21% من دخل الاشتراك، ويغطي مخاطر الشيخوخة والعجز والوفاة، والتأمين على صغار عمال الصيد كعمالة غير منتظمة، ويسدد الصياد نحو 9% من الحد الأدنى في مقابل تحمل الخزانة حصة صاحب العمل 12%، وحرصاً على إبقائهم ضمن إطار العمل الرسمي، أتاحت الدولة توفير نظام تأمين تكميلي للعمالة غير المنتظمة، حيث أطلقت شهادة "أمان" ووثيقة معاشك "بإيدك" للتأمين ضد مخاطر الشيخوخة والعجز والوفاة، بالإضافة إلى تضمينهم بالبرنامج القومي للتأمين الصحي الشامل، وإدراجهم ضمن الفئات المستفيدة من برامج التمكين الاقتصادي بالوزارة.
تجهيز 44 مكتب مصايد
كما تم ميكنة استمارة تسجيل عمال الصيد، وتم الانتهاء من ربط مكاتب المصايد شبكيا بقاعدة بيانات وزارة التضامن الاجتماعي، وتوفير أجهزة حاسب آلي وكابلات الشبكة والكهرباء لتجهيز 44 مكتب مصايد.
شكر وتقدير للرئيس السيسي
ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي رسالة شكر وتقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية علي دعمه المتواصل لبرامج وسياسات الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي التي تستهدف مكافحة شاملة للفقر لتحويل الفقراء من متلقي للمساعدات إلي قوة إنتاجية، كما وجهت الشكر لجميع الجهات المتعاونة في مبادرة “بر أمان”، وبصفة خاصة جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، والجمعيات التعاونية لصائدي الأسماك، ولصندوق تحيا مصر، كما أعربت عن تقديرها لمحافظ الأقصر وجميع قيادات المحافظات الأخرى التي تعمل الوزارة معهم في تنفيذ المبادرة.
توفير 600 فرصة عمل جديدة
ومن جانبه صرح مصطفى زمزم رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير للتنمية عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي أن المبادرة تستهدف تسليم عدد من مراكب الصيد مجهزة للصيادين من محافظات ( الأقصر – أسوان- قنا – الوادي الجديد ) ، من الذين لا يمتلكون مراكب و لديهم سابق خبرة في مجال العمل بحرفة الصيد ، و يعتمدون عليها كمصدر دخل رئيسي ، خاصة وأن المبادرة تأتي في إطار تنفيذ برامج العمل الخاصة بالتمكين الاقتصادي التي تقوم بها مؤسسة صناع الخير للتنمية في مجال دعم الحرف والصناعات التقليدية ، وستقوم المبادرة بتوفير ما يقرب من الـ 600 فرصة عمل جديدة ،ما بين أعمال الصيد والبيع للأسواق ، خاصة وأن المبادرة تحرص علي توفير برنامج تدريبي للصيادين ـ ومدهم بمختلف الأدوات التي يحتاج إليها للقيام بعمله مع مراعاة كافة القواعد الخاصة بالصيد مثل تجنب عمليات الصيد الجائر أو استخدام وسائل تضر بالحياة والثروة السمكية بنهر النيل .
دعم صغار الصيادين
وأضاف زمزم أن المبادرة تأتي كإضافة جديدة للمبادرات والمشروعات التنموية التي تقوم بتنفيذها صناع الخير في قطاع التمكين الاقتصادي من أجل توفير فرص عمل تضمن حياة كريمة للمواطنين في المناطق الأكثر احتياجا والتي من بينها مبادرة استدامة التي يتم من خلالها تدريب السيدات في محافظات الجيزة والفيوم والغربية وأسوان علي الأعمال الحرفية وتوفير المئات من فرص العمل ، ومن خلال مصنع الفيوم للسجاد الذى شاركت منتجاتها في عدد من المعارض داخل وخارج مصر ، هذا بالإضافة إلي قيام المؤسسة بتنفيذ عدد من مشروعات دعم صغار الصيادين في عدة محافظات من بينها محافظة الدقهلية بالوجه البحري.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأقصر مبادرة بر أمان دعم صغار الصيادين صناع الخير تسليم 300 مركب وزيرة التضامن وزیرة التضامن الاجتماعی مؤسسة صناع الخیر صغار الصیادین أن المبادرة بر أمان
إقرأ أيضاً:
جوهر الواقع الاجتماعي في دراما المسلسلات
تنقسم الآراء حول مسلسلات رمضان منطلقة من موقعين متباينين لأنواع الكتّاب الذين يُسند إليهم كتابة المعالجة الدرامية للسيناريو؛ الأول هو السيناريست المخضرم صاحب التجربة الطويلة والنتاجات الدرامية الكثيرة المتميزة. والنوع الثاني هم الصحفـيون ومنتجو الورش الجماعية الذين يلتقطهم بعض المختصين بالدراما، فـيلتقون ويعقدون جلساتهم، ويوزعون أفكار العمل فـيما بينهم، أو غيرهم الذين يقرأون إعلانًا عن عقد ورشة فـي كتابة السيناريو عبر وسائط التواصل الافتراضي. ويمكن أن يتصدر من بين هؤلاء بعض الصحفـيين وأنصاف الموهوبين وغيرهم. يُشغل هؤلاء «الكتبة» لتمييزهم عن الكتّاب والأدباء الموهوبين الجيدين، لتناول التأثيرات الاجتماعية والمتغيرات الاقتصادية التي تؤثر فـي أحوال الناس وتبدل مواقعهم. فـينشأ الصراع حول هذا المجتمع، إما لإعادة تعريفه، فمن يكون؟ وكيف كان؟ وإلى ماذا صار؟ أو يسعون إلى تثبيت رؤية أحادية الطرح وساذجة، ترى أنه ينبغي التعبير عنها والعزف على تشكلاتها الناشئة عليها. قليل من الأعمال الفنية التي ترقى إلى درجة المقبولية لاعتناء السيناريو فـيها بتحولات الزمان والمكان، يتضافر معها موقف نقدي وارتباط وجداني بالناس وطبقات المجتمع، بينما تتجه البقية المتبقية منها إلى الرفض والاستهجان.
لن يحتاج المشاهد المعاصر المزدحم بالقنوات وشاشات العرض والمنصّات إلى قدر كبير من الاجتهاد ليكتشف أن صورة الواقع الاجتماعي التي يقدمها هؤلاء الكتّاب أو «الكتبة» عبر ثلاثين حلقة يتخللها المط غير المبرر للحبكة الدرامية، أن الصورة المتصدرة عنه لا تشبهه، ولا تخصه، فإذا هي ليست جميلة تمامًا، أو متوهجة، أو منصفة، أو متمردة فهي أيضًا ليست عنيفة، ومبتذلة، ووقحة، ومنافقة إلى الحد الذي يشاهده. فما جوهر الواقع الاجتماعي؟ وهل أساليب المعالجة تتوخى تجليات الواقعية النقدية أم أنها غير ذلك؟
الواقع الاجتماعي فـي سيناريوهات مسلسلات الأعمال الرمضانية فـي هذه الدورة، ليس بالضرورة هو الواقع الذي نعيشه أو تعيشه الطبقات الاجتماعية بمختلف الشرائح، والطوائف، والأقليات، والانتماءات. إن أغلبها سيناريوهات فجة لا تتوخى تقديم لغة جديدة تبحث فـي أعماق الواقع. يثير الطرح حول جوهر الواقع الاجتماعي عودة إلى الواقعية النقدية، واهتمامها بالنزعة الإنسانية فـي المقام الأول.
لا يعي هؤلاء «الكتبة» أن الواقعية النقدية وتجلياتها ترفض الحشو الزائد للمشاهد وللشخصيات، وتستهجن إقحام ما حاجة إليه. فعلى السيناريو توخي عدم الإسراف والمبالغة فـي تصميم المشاهد و«الكادرات» وكذلك على الممثل الوعي بدرجات الانفعال التي يحتاجها الموقف الدرامي. فالنفور يزداد من شخصيات يرتفع صراخها بلا داع درامي، ومن شخصيات شريرة تعتقد أن الشرير يجب أن يفتح عينيه على اتساعهما، ويمط شفتيه بطريقة عفا عليها الزمن، فبدل أن يتأثر المشاهد ويخاف مثلا، فإذا به يضحك من مقدار الهبل، وأبسط مثال على ذلك، يمكن العودة إلى مشاهد الشخصيات الشريرة فـي بعض الأفلام التي تُظهر الشرير فـي هيئة أقرب إلى الساحر! ولا يقتصر الحال على ممثلي الصف الثاني، بل يمكن قياسه على أنواع الأبطال الذين تسعى المسلسلات إلى إظهارهم فـي قمة الفتوة والعنف والرومانسية والشجاعة بأجساد عارية تارة، وسلاسل فـي رقابهم وأساور فـي أيديهم! إزاء هؤلاء تغيب الشخصيات الطيبة، أو الصالحة فـي أحسن الأحوال، لكن السيناريو لا يتركها على حالها، بل يظل يركض وراءها حتى يقذف بها فـي وحل الآخرين وفسادهم ووحشيتهم، فلا يملك الإنسان الطيب إلا التحول القسري، فـيصير مجرما بالفعل!
هناك من يرى أن قضية المعالجة الدرامية غير مستقلة على وعي كاتب السيناريو وأهدافه وثقافته بمفرده، إذ بات رأس المال يتحكم فـي توجيه الفن والأخلاق معًا، مثلما صار اجتهاد الممثل على الشخصية التي سيلعبها يحتكم هو الآخر إلى المال نفسه! فـيغيب الإبداع ويتوارى وراء الشمس، ليشاهد المتفرج شخصيات ضعيفة فـي بنيتها الدرامية، ومهلهلة ومفككة ثقافـيا. وهذا يشير بوضوح كبير إلى تبعية عناصر العمل الدرامي كله إلى هيمنة رأس المال عليها. إن جوهر الواقع الاجتماعي يتطلّب أن يصف السيناريو المجتمع «بكل فصائله وفئاته، بكل جوانبه الرفـيعة والوضيعة، بتشابك مبادئه وتعقيدها، بمتطلباته واحتياجاته وتناقضاته»، لا الوقوف عند القشور وتهييج الغرائز والسخرية من عالم البسطاء والطاهرين.
خلاصة هذا الطرح، أن «الكتبة» يرون جوهر المجتمع كلّه من زاوية معينة تتصدرها شركة الإنتاج التي ستتولى تأمين الميزانية الضخمة لتوفـير المُخرج واختيار أماكن التصوير وشلة الأبطال التي ستجسّد العمل. إن الانطلاق فـي كتابة السيناريو من هذه النظرة القاصرة ستكتفـي بجعل رأس المال المحرّك الأول والأخير للحياة وللشخصيات ولمصائرها، سيكون رأس المال مقياس الأشياء جميعها، وبناء عليه ستصبح العوائل الكبيرة والأسر الصغيرة مشوهة فـي مشاعرها وعلاقاتها وناقمة، فكل ما يهمها الكسب السريع، وعندئذ سيتساوى لديها مبدأ «إن الغاية تبرر الوسيلة»، حيث الأشياء والأفكار والعلاقات والمشاعر تباع وتشترى!
الناظر إلى الحال يسأل نفسه عن الأسباب الواقفة وراء مستوى التردي والهوان والابتذال والعهر الذي تحرص الدراما العربية والخليجية فـي تقديمه وعرضه على قنوات شاشاتها، وعلى المنصات الرقمية. ويتضمن السؤال، البحث عن أنواع كتّاب السيناريو الذي يظهرون لنا فـي كل موسم، ومَن الذي يساندهم ويدعمهم! وهل وحده كاتب السيناريو يتحمل ما يقدمه من واقع المجتمعات؟ هناك من يرى أن كاتب السيناريو لا يتحمّل المسؤولية كاملة وحده؛ بوجود لجنة فنية للفحص، مهمتها مشاهدة العمل وتسجيل ملاحظاتها عليه بالتفصيل الكامل، وكتابة تقريرها إما المنع أو الموافقة بعد الأخذ بالملاحظات!
ويعلم العارفون بكواليس هذه القضايا ألا كاتب السيناريو سيعيد النظر فـي الملاحظات، ويعمل على تعديل الملاحظات، ولا الشركة المنتجة التي تصدت لإنتاج العمل ستتراجع هي الأخرى عن مشهد واحد يمكنه أن يؤجج حفـيظة المشاهدين! وقد نجحت الكثير من وسائل التلاعب والاحتيال، حيث تقوم الشركة المنتجة بتقديم سيناريو رديف غير السيناريو الأصلي إلى لجنة الفحص، فتوافق اللجنة عليه وتجيزه للعرض، ثم تكتشف فـي أثناء العرض على الشاشة أو المنصة أنها قد وقعت فـي الفخ، فإمّا أن تنشر بيانًا تعترض فـيه على مشاهد العمل أو أن تكتفـي بالصمت. وسلوك شركة الإنتاج بالطبع هو سلوك تعرفه دوائر الرقابة واللجان فـي الفن عموما. ما زال المتفرج العربي أمامه الكثير من القضايا الاستهلاكية اليومية، والمعارك غير الثقافـية، ولكنها معارك طاحنة، والمؤامرات وتبدد الأحلام، وفشل خطط الديمقراطية، وغياب العدالة الاجتماعية سواء كان هناك عدو حقيقي يقف وراء الأبواب، أو مجازي تحت الشمس، وإزاء هذا سيظل السؤال المشتبك مع الإبداع والنقد والدراما مستمرا: هل ما تعرضه المسلسلات هو جوهر الواقع الاجتماعي؟