مسؤولون في "كوب 28" يسعون لإحياء التجارة العالمية في أرصدة الكربون الطوعية
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء أن كبار المسؤولين الماليين في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي كوب 28 يحاولون إحياء التجارة العالمية في أرصدة الكربون الطوعية.
وقالت الصحيفة : إن بنوك ومنظمين وكبار المسؤولين في قمة كوب 28 أيدوا الجهود الرامية إلى إحياء التجارة العالمية في أرصدة الكربون الطوعية التي تضررت من مزاعم الافتقار إلى المصداقية.
كما انضمت إلى هذا الجهد هيئات إصدار الشهادات المستقلة التي عانت من انهيار السوق ، وقالت إحدى هذه الهيئات (فيرا) إنها ستهدف إلى تلبية المعايير التي وضعتها هيئة الإدارة المستقلة ، مجلس النزاهة لأسواق الكربون الطوعية.
ومن الناحية النظرية ، يمثل كل رصيد طنا من الكربون تم تجنبه أو إزالته من الغلاف الجوي ولكن الافتقار إلى التحقق ومصداقية الاعتمادات أدى إلى تقويض النظام.
وبحسب الصحيفة ، واجهت مشاريع الحفاظ على البيئة التي تهدف إلى الحد من إزالة الغابات نسبة إلى السيناريو المستقبلي الافتراضي الذي يتم بموجبه قطع الأشجار كما هو الحال في زيمبابوي وبيرو، تدقيقا خاصا بشأن الحساب الدقيق للكربون الذي تم توفيره أو تجنب الانبعاثات.
وتشمل المعايير التي سيتم وضعها التحقق من أن خفض الانبعاثات موثوق به ودائم، وضمان عدم وجود ازدواجية في الحساب بين البلدان والشركات التي تطالب بالفضل.
وقال مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري : "إن مشتريات ائتمان الكربون المرتبطة بخفض ثاني أكسيد الكربون المنبعث من حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات يمكن أن تؤسس أكبر سوق سيعرفها العالم على الإطلاق".
وطرح زعماء الدول المعتمدة على الفحم، بما في ذلك سنغافورة وإندونيسيا والفلبين، تمويل الكربون باعتباره إضافة حاسمة للالتزامات الرأسمالية الحالية لتحولات الطاقة لديهم..، وقالت مؤسسة (روكفلر) الأمريكية إنها تهدف إلى تسهيل الإغلاق الأول لمحطة طاقة تعمل بالفحم باستخدام أرصدة الكربون في الفلبين بحلول عام 2030.
ويأتي الضغط من أجل إحياء السوق المدمرة التي قُدرت قيمتها بملياري دولار فقط في ذروتها، في الوقت الذي يواصل فيه المستثمرون التشكيك في معايير المحاسبة والنزاهة التي تقوم عليها.
واقترح جان بول سيرفيه رئيس المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية، مجموعة من التدابير لمنع الاحتيال وتعزيز قدر أكبر من السيولة بهدف تحقيق "النزاهة المالية".
وشارك البنك الدولي أيضا في المناقشات بهدف تقديم 24 مليون رصيد كربون إلى السوق في العامين المقبلين بما في ذلك من مشاريع في فيتنام وجواتيمالا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية مؤتمر الأمم المتحدة دبي كوب 28 الکربون الطوعیة أرصدة الکربون
إقرأ أيضاً:
3.7 مليون ريال لإحياء التراث وتنمية الاقتصاد المعرفي بالداخلية
العُمانية: أطلقت محافظة الداخلية مجموعة من المشروعات التي تركز على تطوير وترميم المواقع الأثرية، بهدف فتح آفاق جديدة تعزز الهوية الوطنية، وتوفر فرصًا اقتصادية مستدامة تعود بالنفع على المجتمع، وتحويل المحافظة إلى وجهة جذابة للمستثمرين والزوار، في إطار سعيها للحفاظ على إرثها الجغرافي الغني بالمواقع التاريخية.
وأكد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية أن المحافظة تسعى إلى بناء قاعدة صلبة للاقتصاد المعرفي لتعزيز التنمية المستدامة وجعل المحافظة مركزًا حضاريًا وتجاريًا حيويًا في المستقبل، موضحًا أن الاستثمار في التراث الثقافي يعزز الهوية الوطنية، ويسهم في بناء اقتصاد مستدام يعكس تطلعات المجتمع ويعزز قدراته على المنافسة في عصر المعرفة، كما أن إشراك المجتمع المحلي في عمليات الترميم والتشغيل يوفر فرص عمل جديدة تدعم الاقتصاد المعرفي.
وقال سعادته لوكالة الأنباء العُمانية: إن المحافظة تولي اهتمامًا كبيرًا بالميزات النسبية التي تتمتع بها، خاصة تاريخها الغني، مشيرًا إلى أن المحافظة أطلقت مشروعات لإحياء المواقع التراثية من خلال ترميم وتطوير المواقع الأثرية بتكلفة تتجاوز 3.78 مليون ريال عماني.
وأشار إلى أن محافظة الداخلية تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على تنفيذ مشروعاتها وفق معايير دقيقة تضمن الحفاظ على الطابع الأثري للمواقع، مع ضمان استدامتها على المدى الطويل، مضيفًا إن هذه الجهود تتماشى مع الخطط الوطنية لتنمية الاقتصاد الوطني، حيث تسهم في تعزيز الاقتصاد المعرفي من خلال توفير مرافق وخدمات سياحية متطورة.
وأوضح أن مشروعات تطوير وتأهيل المواقع الأثرية في المحافظة أدت إلى زيادة ملحوظة في أعداد الزوار، حيث ارتفع عدد زوار القلاع والحصون من 312.2 ألف زائر في عام 2023 إلى أكثر من 415 ألف زائر في عام 2024 محققًا نموًا بنسبة 33 بالمائة.
وذكر سعادة المحافظ أن من بين المشروعات الجاري تنفيذها تأهيل وتطوير سوق بهلا، ومشروع تطوير مدخل جبرين وبسياء، وبلغت نسبة إنجازه 5 بالمائة، مشيرًا إلى أن مشروع تطوير مدخل جبرين يهدف إلى تحسين موقع حصن جبرين، أحد أبرز المعالم التاريخية في سلطنة عُمان ويتضمن عناصر تطويرية متعددة، مثل زيادة عدد مواقف السيارات لاستيعاب المزيد من الزوار.
وأكد أن محافظة الداخلية تشارك في مشروعات التجديد الحضري في ولاية الحمراء، من خلال مشروع "تجديد حارة الحمراء القديمة" الذي يجمع بين تاريخ الولاية واحتياجات الاقتصاد الحديث، مما يسهم في الحفاظ على التراث المعماري الفريد لسلطنة عُمان، ومن المتوقع أن تصبح الحارة القديمة نموذجًا يُحتذى به في التجديد الحضري المستدام.
وأضاف: إنه جرى التوقيع على عقد لتنفيذ مشروع تطوير حارة مسفاة العبريين في ولاية الحمراء، ويتضمن إنشاء جسر زجاجي يربط المدخل بمنطقة الوادي، مما يسهل وصول الزوار إلى المعالم السياحية الطبيعية المحيطة، كما سيتم إنشاء ممشى آمن للمشاة مع حاجز حماية لتحسين بيئة المشاة وتعزيز السلامة العامة، بالإضافة إلى تبليط الممرات وتركيب إنارة تراثية تضفي طابعًا جماليًا على الحارة.
وأوضح سعادته أن الإنجاز في مشروعي تبليط ممرات حارة العقر وترميم سور العقر يتقدم بوتيرة متسارعة، حيث وصلت نسبته في المشروعين إلى 20 بالمائة و60 بالمائة على التوالي، مردفًا أن المشروعين يهدفان إلى إحياء المواقع التاريخية وتحسين تجربة الزوار، وتوفير بيئة محفزة للاستثمار في القطاعين السياحي والثقافي.
من جانب آخر، أكدت أحلام بنت حمد القصابية مديرة إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية أن وزارة التراث والسياحة تسعى للحفاظ على المواقع التاريخية من الاندثار والتغيير إلى أنماط غير تراثية من خلال المبادرات التي تدعم المواطنين على ترميم ممتلكاتهم التراثية، وتعزز المعمار التقليدي الذي يميز كل حارة عن الأخرى.
وأضافت: إن الوزارة تسعى لزيادة الاستثمارات في هذه المواقع وتوطين مختلف الوظائف، موضحة أن التعاون والتكامل يتم من خلال عدة قنوات، مثل رفع الموضوعات المتعلقة بتطوير محيط المعالم الأثرية إلى المجلس البلدي، والتشاور في الاجتماعات الدورية حول المشروعات المتعلقة بتطوير أو إحياء أو استثمار أي موقع تراثي، بالتعاون مع دائرة المشاريع في البلدية، كما يتم تبني مشروعات الترميم والصيانة وتطوير البنى الأساسية للمواقع التراثية ذات الأولوية، مشيرة إلى أنه يتم عرض المواقع التي تتبع الوزارة بعد عملية الترميم والصيانة للمنافسة على استثمارها من قبل الشركات والمجتمع المحلي، كما تكثف الوزارة جهودها للتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لإقامة فعاليات تسهم في التعريف بقيمة المعالم التاريخية والثقافية، مما يشجع المواطنين على ترميم مبانيهم التاريخية واستثمارها، وتوفير فرص عمل جديدة وجذب الزوار.
وأوضحت أن الوزارة تدعم استخدام التراث المعنوي من خلال تنظيم فعاليات متنوعة في القلاع والحصون، حيث يتم تجسيد الحياة اليومية العُمانية، مع عرض الأنشطة المتنوعة مثل الأهازيج والحرف اليدوية والأطعمة الشعبية، مما يعكس غنى الثقافة العُمانية ويعزز ارتباط المجتمع بتراثه.
من جانبه قال عبدالله بن ناصر الشريقي ممثل الشركة الأهلية بقرية السوجرة في ولاية الجبل الأخضر: إن حركة السياحة في القرية تشهد نشاطًا مستمرًا، مشيرًا إلى أن استخدام المواد التقليدية في عمليات الترميم يعزز تجربة الزوار، حيث يتيح لهم الشعور بأجواء الحياة القديمة بشكل حقيقي.
وأضاف: إن الشركة تهدف إلى تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة في القرية لجذب المزيد من الزوار، بالإضافة إلى توفير خدمات الإيواء والسكن لضيوف النزل التراثية، وتقديم تجربة متكاملة تعكس نمط الحياة في الماضي.
من جانبه، أكد رائد الأعمال سليمان بن محمد السليماني لوكالة الأنباء العمانية أن تطوير وترميم المواقع التاريخية مثل قلعة نزوى وحارة العقر له تأثير إيجابي كبير على مشروعات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث شهدت هذه المواقع حركة نشطة مما عزز مكانتها وزاد من فرص تسويقها.
وقال: إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في المواقع الأثرية تسعى إلى تنويع الخدمات المقدمة للزوار، حيث تشمل خدمات السكن في مواقع أثرية قديمة بالإضافة إلى خدمات المطاعم والمقاهي والإرشاد السياحي التي تعمل على تحسين تجربة السائح وزيادة الإقبال على هذه المواقع.