الوطن:
2025-02-12@04:05:15 GMT

بروفايل| ناهد فريد شوقي.. رحيل «بنت الملك»

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

بروفايل| ناهد فريد شوقي.. رحيل «بنت الملك»

بـ«مريلة» المدرسة تقف الفتاة المراهقة في الخلفية منبهرة أمام ضخامة والدها الجسمانية والفنية، يؤدي المشهد ببراعة شديدة، يدوي الصوت «كات» المخرج يعلن انتهاء تصوير المشهد، و«الملك» لا يلتفت لردود الأفعال حوله لكنه يبحث عنها ليتأكد من أداءه في عيناها الشاخصتين المندهشتين، ويمنحها إحساسا بالثقة والأهمية، فتلك الفتاة بعد سنوات ليس طويلة ستكون الشهيرة ناهد فريد شوقي وستصبح امتدادا لمسيرة والدها الإنتاجية في الساحة الفنية على مدار ما يقرب من نصف قرن، قدمت خلالهم علامات بارزة في السينما والدراما المصرية، قبل أن يخطفها الموت عن عمر يناهز الـ 73 عاما.

«ناهد» كانت الفرحة الأولى التي تسللت إلى حياة ملك الترسو فريد شوقي وزوجته الفنانة هدى سلطان، في 25 ديسمبر 1950، الجينات الفنية ضربت جذورها عميقا داخل روحها وتكوينها، لم ترث الاسم أو الملامح المميزة أو حتى قطعة من الروح فقط، ولكن تسلل إليها الحس الفني والروح المغامرة والعقل الإنتاجي، وجرى داخلها مجرى الدم، شاهدة على مراحل وتحولات عديدة في تاريخ السينما المصرية ما بين والدها ووالدتها حتى خالها النجم محمد فوزي.

انبهرت الطفلة «ناهد» بوالدها وارتبط به ارتباطا شديدا، فكانت لا تتواجد إلا برفقته، مكتبه مكانها المفضل، وسيناريوهات أفلامه قرأتها الدائمة، «لديها حس فني عالي» هكذا رأى النجم فريد شوقي ابنته الصغيرة التي كانت حريصة على مرافقته في تصوير أفلامه بالرغم من تواجد باقي أفراد عائلتها في المصيف، وتوقع بعين الخبير أن يكون لها مستقبل في المجال الفني ربما كـ كاتبة أو منتجة.

تحققت النبؤة، ونجحت ناهد فريد شوقي في خلق بصمة خاصة لنفسها في مجال الإنتاج الفني بعد ما أسست شركتها الخاصة في عام 1981، وقدمت من خلالها مجموعة من الأعمال المميزة سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، وكونها خريجة مدرسة «فريد شوقي» على حد تعبيرها، كان اهتمامها الأكبر بالكلمة والنص من خلال تقديم أعمال فنية مأخوذة عن أصل روائي، فكانت وراء إنتاج مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» و«حديث الصباح والمساء»، «هيستريا»، «من نظرة عين».

وعلى مدار 47 عاما في مجال الإنتاج نجحت «ناهد» في إثبات نفسها على الساحة، فكان محركها الأساسي حب الفن والإخلاص له، وكانت حريصة على متابعة تغيرات السوق وضمان المنافسة مع تقديم قيمة فنية حقيقية ترضي ذائقة الجمهور، وبخلاف منتجين كثر حصلوا على مكاسب مادية ضخمة من الإنتاج الفني وقفت ابنة «الملك» على الحافة بعد ما أنفقت كل أموالها على الفن، كانت دائما ما تراهن على الإبداع في كل مغامرة إنتاجية تخوضها، لتكون من ضمن أبرز صانعات السينما المصريات وتكريمها عن مسيرتها في النسخة الرابعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.

ولم يكن نجاح «ناهد» على الجانب العملي فقط بل الجانب الأسري، استطاعت إحاطة نفسها بعائلة محبة من أبنائها الأربعة، بالرغم من الصدمة التي هزت عالمها برحيل نجلها الأكبر فريد المرشدي، أصبحت دائمة التواجد برفقة أبنائها: رشا، ناهد ومحمد السباعي، بالإضافة إلى حفيدتها «قسمت» من نجلها الراحل فريد ووزجته السابقة الفنانة داليا البحيري.

«استراحة محارب»، متغيرات عديدة شهدتها الساحة الإنتاجية بجانب عدد من الأسباب الشخصية دفعت ناهد فريد شوقي إلى الرجوع خطوة إلى الوراء قليلا، والابتعاد عن الإنتاج لفترة قاربت الـ10 سنوات، ولكنها في ذلك الوقت كانت نصب عينها أهدافا جديدة، حيث كانت ترغب في إخراج أفلام وثائقية وأفلام قصيرة، وبدأت بالفعل في الحصول على ورش في مجال الإخراج.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ناهد فريد شوقي ناهد السباعي وفاة ناهد فريد شوقي ناهد فرید شوقی

إقرأ أيضاً:

ندوة ثقافية تكشف أهمية العمارة في السينما المصرية

كشف الدكتور محمد فريد المدرس المساعد بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، عمق العلاقة بين فنون العمارة والسينما في ثلاثة محاور رئيسية، وهي: تأثير العمارة والعمران في السينما، وأهمية العمارة والعمران في السينما، ودور العمارة والعمران في السينما .

 

جاء ذلك خلال  ندوة "فلسفة العمارة وعلاقتها بالسينما"، التي اقيمت مساء اليوم الإثنين، على هامش مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ 26 المستمرة حتى 11 فبراير الجاري .

 

وقال “فريد”، أن العمارة والعمران لعبا دورًا محوريًا في سرد القصص وتصوير الواقع والتعبير عن التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها مصر عبر التاريخ، مشيرًا إلى أن هذا التأثير يظهر من خلال ثلاثة جوانب وهي تجسيد الهوية المصرية وتصوير الواقع الاجتماعي والتعبير عن التحولات الثقافية .

 

وأوضح عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، أن العمارة شاهد على التاريخ منذ العصر الفرعوني حتى العصر الحديث وتعكس التحولات السياسية والاجتماعية، كما تجسد المدن المصرية في السينما مثل القاهرة الصاخبة والإسكندرية الساحرة وتعبر عن أنماط الحياة والتغيرات المجتمعية، كما تؤثر في إبراز التغيرات الثقافية التي طرأت على المجتمع، وأشار إلى عدد من الأفلام التي جسدت تأثير العمارة في السينما مثل "عمارة يعقوبيان" و"حين ميسرة"، إلى جانب أفلام استخدمت العمران كجزء من القصة ذاتها مثل "الهروب من الكاتراز"، كما استشهد بأفلام أخرى تناولت أهمية العمارة والعمران في السينما منها "المدينة" و"بليد رانر" و"إميلي" .

 

وتحدث المخرج أشرف فايق، عن علاقة العمارة بالسينما من خلال الديكور السينمائي موضحًا أن المخرج قد يلجأ إلى بناء ديكورات بديلة بدلًا من التصوير في أماكن حقيقية، نظرًا لصعوبة الحصول على التصاريح أو ارتفاع تكلفة التصوير في بعض المواقع، موضحًا أن هناك العديد من الحيل السينمائية التي تساعد المخرج على الاستغناء عن التصوير في المواقع الحقيقية دون التأثير على جودة المشهد، مثل تصوير المشاهد الخارجية لمطار القاهرة مع استخدام المؤثرات الصوتية لمحاكاة أجواء لحظات الوصول أو الإقلاع، أو بناء ديكورات بسيطة لمستشفى بدلًا من التصوير في مستشفى حقيقي، مع الحفاظ على الأجواء المطلوبة لضمان تفاعل الجمهور مع المشهد .

 

كما تطرق أشرف فايق إلى أهمية التصوير السينمائي، مؤكدًا على ضرورة أن يكون المخرج ملمًا بكل تفاصيل العملية التصويرية، بما في ذلك أنواع العدسات والإضاءة والتقنيات المستخدمة لضمان تحقيق رؤيته الإخراجية بالشكل الأمثل .

مقالات مشابهة

  • ديفيد لينش سيد الغموض وأيقونة السينما السريالية
  • بروفايل.. أحمد أمين «النُص»
  • محمد فريد :الإطلاق الرسمي للمختبر التنظيمي للقطاع المالي غير المصرفي قريبا
  • مغارة الضوايات في مشتى الحلو بريف طرطوس… معلم سياحي بارز وكنز طبيعي فريد
  • حقوق المرأة في السينما المصرية ضمن نقاشات ثقافة الفيوم
  • ندوة ثقافية تكشف أهمية العمارة في السينما المصرية
  • المكتب الاعلامي للنائب فريد هيكل الخازن: لا يصح إلا الصحيح
  • الفاروق عبد العزيز: السينما كانت نافذتي للعالم والرقابة أوقفت مسيرتي بمصر
  • دانييل نوبوا .. بوكيلي الإكوادور يشعل الانتخابات ويعيد تشكيل المشهد الأمني | بروفايل
  • وداعاً ساحر السينما المستقلة.. دافيد لينش