بروفايل| ناهد فريد شوقي.. رحيل «بنت الملك»
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
بـ«مريلة» المدرسة تقف الفتاة المراهقة في الخلفية منبهرة أمام ضخامة والدها الجسمانية والفنية، يؤدي المشهد ببراعة شديدة، يدوي الصوت «كات» المخرج يعلن انتهاء تصوير المشهد، و«الملك» لا يلتفت لردود الأفعال حوله لكنه يبحث عنها ليتأكد من أداءه في عيناها الشاخصتين المندهشتين، ويمنحها إحساسا بالثقة والأهمية، فتلك الفتاة بعد سنوات ليس طويلة ستكون الشهيرة ناهد فريد شوقي وستصبح امتدادا لمسيرة والدها الإنتاجية في الساحة الفنية على مدار ما يقرب من نصف قرن، قدمت خلالهم علامات بارزة في السينما والدراما المصرية، قبل أن يخطفها الموت عن عمر يناهز الـ 73 عاما.
«ناهد» كانت الفرحة الأولى التي تسللت إلى حياة ملك الترسو فريد شوقي وزوجته الفنانة هدى سلطان، في 25 ديسمبر 1950، الجينات الفنية ضربت جذورها عميقا داخل روحها وتكوينها، لم ترث الاسم أو الملامح المميزة أو حتى قطعة من الروح فقط، ولكن تسلل إليها الحس الفني والروح المغامرة والعقل الإنتاجي، وجرى داخلها مجرى الدم، شاهدة على مراحل وتحولات عديدة في تاريخ السينما المصرية ما بين والدها ووالدتها حتى خالها النجم محمد فوزي.
انبهرت الطفلة «ناهد» بوالدها وارتبط به ارتباطا شديدا، فكانت لا تتواجد إلا برفقته، مكتبه مكانها المفضل، وسيناريوهات أفلامه قرأتها الدائمة، «لديها حس فني عالي» هكذا رأى النجم فريد شوقي ابنته الصغيرة التي كانت حريصة على مرافقته في تصوير أفلامه بالرغم من تواجد باقي أفراد عائلتها في المصيف، وتوقع بعين الخبير أن يكون لها مستقبل في المجال الفني ربما كـ كاتبة أو منتجة.
تحققت النبؤة، ونجحت ناهد فريد شوقي في خلق بصمة خاصة لنفسها في مجال الإنتاج الفني بعد ما أسست شركتها الخاصة في عام 1981، وقدمت من خلالها مجموعة من الأعمال المميزة سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، وكونها خريجة مدرسة «فريد شوقي» على حد تعبيرها، كان اهتمامها الأكبر بالكلمة والنص من خلال تقديم أعمال فنية مأخوذة عن أصل روائي، فكانت وراء إنتاج مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» و«حديث الصباح والمساء»، «هيستريا»، «من نظرة عين».
وعلى مدار 47 عاما في مجال الإنتاج نجحت «ناهد» في إثبات نفسها على الساحة، فكان محركها الأساسي حب الفن والإخلاص له، وكانت حريصة على متابعة تغيرات السوق وضمان المنافسة مع تقديم قيمة فنية حقيقية ترضي ذائقة الجمهور، وبخلاف منتجين كثر حصلوا على مكاسب مادية ضخمة من الإنتاج الفني وقفت ابنة «الملك» على الحافة بعد ما أنفقت كل أموالها على الفن، كانت دائما ما تراهن على الإبداع في كل مغامرة إنتاجية تخوضها، لتكون من ضمن أبرز صانعات السينما المصريات وتكريمها عن مسيرتها في النسخة الرابعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.
ولم يكن نجاح «ناهد» على الجانب العملي فقط بل الجانب الأسري، استطاعت إحاطة نفسها بعائلة محبة من أبنائها الأربعة، بالرغم من الصدمة التي هزت عالمها برحيل نجلها الأكبر فريد المرشدي، أصبحت دائمة التواجد برفقة أبنائها: رشا، ناهد ومحمد السباعي، بالإضافة إلى حفيدتها «قسمت» من نجلها الراحل فريد ووزجته السابقة الفنانة داليا البحيري.
«استراحة محارب»، متغيرات عديدة شهدتها الساحة الإنتاجية بجانب عدد من الأسباب الشخصية دفعت ناهد فريد شوقي إلى الرجوع خطوة إلى الوراء قليلا، والابتعاد عن الإنتاج لفترة قاربت الـ10 سنوات، ولكنها في ذلك الوقت كانت نصب عينها أهدافا جديدة، حيث كانت ترغب في إخراج أفلام وثائقية وأفلام قصيرة، وبدأت بالفعل في الحصول على ورش في مجال الإخراج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ناهد فريد شوقي ناهد السباعي وفاة ناهد فريد شوقي ناهد فرید شوقی
إقرأ أيضاً:
الأعلى للآثار: المقبرة المكتشفة في سوهاج تجسد تراثًا فريدًا من عصر الانتقال الثاني
أكد محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار في المجلس الأعلى للآثار، أن الاكتشاف الأثري الجديد في جبانة جبل أنوبيس بمحافظة سوهاج، والذي يتمثل في المقبرة الملكية، يعد اكتشافًا ذا أهمية كبيرة.
وأشار إلى أن المقبرة تعود إلى فترة "عصر الاضمحلال الثاني"، التي سبقت فترة حكم الهكسوس.
وأضاف عبد البديع، في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن هذه الفترة كانت تتسم بتقسيم مصر إلى عدة أقاليم، حيث كانت كل أسرة ملكية تدير منطقة معينة، مما جعل مصر غير موحدة آنذاك.
وأوضح أن مصر الوسطى كانت تُدار من منطقة معينة، بينما كانت مصر العليا تُدار من مكان آخر، وهي فترة كانت تشوبها الكثير من الغموض بالنسبة للتاريخ المصري القديم.
وتابع عبد البديع أن المقبرة التي تم اكتشافها تتميز بتراث فريد يعود إلى عصر الانتقال الثاني، حيث تقع المقبرة أسفل الجبل وتم تبطينها بالحجر الجيري مع نقوش على جدرانها. وأكد أن المقبرة رغم بساطتها، فإنها تشبه إلى حد بعيد المقابر الخاصة بملوك الأسرة التي حكمت أبيدوس، مشيرًا إلى أنها تتميز بتراث مختلف عن العصور السابقة، مما يجعلها جزءًا مهمًا في حلقة تاريخية هامة في تاريخ مصر القديم.